تفسير : والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 
{ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ }(1-6) الذاريات
 
هذا قسم من الله الصادق في قيله، بهذه المخلوقات العظيمة التي جعل الله فيها من المصالح والمنافع، ما جعل على أن وعده صدق، وأن الدين الذي هو يوم الجزاء والمحاسبة على الأعمال، لواقع لا محالة، ما له من دافع، فإذا أخبر به الصادق العظيم وأقسم عليه، وأقام الأدلة والبراهين عليه، فلم يكذب به المكذبون، ويعرض عن العمل له العاملون
 
والمراد بالذاريات: هي الرياح التي تذروا، في هبوبها ( ذَرْوًا ) بلينها، ولطفها وقوتها، وإزعاجها
 
( فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا ) السحاب، تحمل الماء الكثير، الذي ينفع الله به البلاد والعباد
 
( فالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ) النجوم، التي تجري على وجه اليسر والسهولة، فتتزين بها السماوات، ويهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وينتفع بالاعتبار بها
 
( فالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ) الملائكة التي تقسم الأمر وتدبره بإذن الله، فكل منهم، قد جعله الله على تدبير أمر من أمور الدنيا وأمور الآخرة، لا يتعدى ما قدر له وما حد ورسم، ولا ينقص منه 

=============
تفسير الشيخ العلامة السعدي رحمه الله تعالى  
http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/تفسير%20السعدي%20المسمى%20بـ%20«تيسير%20الكريم%20الرحمن%20في%20تفسير%20كلام%20المنان»%20**/تفسير%20سورة%20الذاريات%20%20-(0)/i167&d92578&c&sوالذاريات&sttrue&sctrue&p1
قلت:
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" إِنَّ اللَّهَ يُقْسِمُ بِمَا يُقْسِمُ بِهِ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ لِأَنَّهَا آيَاتُهُ وَمَخْلُوقَاتُهُ . فَهِيَ دَلِيلٌ عَلَى رُبُوبِيَّتِهِ وَأُلُوهِيَّتِهِ وَوَحْدَانِيِّتِهِ وَعِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ وَعَظْمَتِهِ وَعِزَّتِهِ ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ يُقْسِمُ بِهَا ؛ لِأَنَّ إقْسَامَهُ بِهَا تَعْظِيمٌ لَهُ سُبْحَانَهُ . وَنَحْنُ الْمَخْلُوقُونَ لَيْسَ لَنَا أَنْ نُقْسِمَ بِهَا بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ 

 " انتهى من "مجموع الفتاوى" (1 /290) 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر