فوائد من تفسير العثيمين لسورة آل عمران(مجلد1)
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد من تفسير سورة آل عمران وهو تفسير مطبوع في مجلدين ،
والطبعة التي يتم منها النقل هي الطبعة الأولى 1426 هـ
=======
قال تعالى (
والله عزيز ذو انتقام ) عزيز : أي : ذو العزة ، وهي ثلاثة أصناف :
أ. عزة
القدر ب. عزة القهر ج. عزة الامتناع
عزة القدر :
بمعنى أن الله ذو قدر شريف عظيم ، كما قال النبي ( السيد الله ) هذه عزة القدر
بمعنى أن الله ذو قدر شريف عظيم ، كما قال النبي ( السيد الله ) هذه عزة القدر
عزة القهر :
بمعنى أنه القاهر لكل شيء ، لا يُغلب ، بل هو الغالب . قال تعالى ( وهو القاهر فوق عباده )
بمعنى أنه القاهر لكل شيء ، لا يُغلب ، بل هو الغالب . قال تعالى ( وهو القاهر فوق عباده )
عزة الامتناع :
أي : أنه عزوجل يمتنع أن يناله سوء أو نقص ، ومن هذا المعنى قولهم : هذه أرض عزاز ، أي : صلبة قوية لا تؤثر فيها المعاول . ص15 ـ 16
أي : أنه عزوجل يمتنع أن يناله سوء أو نقص ، ومن هذا المعنى قولهم : هذه أرض عزاز ، أي : صلبة قوية لا تؤثر فيها المعاول . ص15 ـ 16
=======
قال تعالى ( والله عزيز ذو انتقام ) هنا قال ( ذو
انتقام ) ولم يقل ( ذو الانتقام ) . وفي الرحمة قال ( وربك
الغفور ذو الرحمة ) ولم يقل ( ذو رحمة ) وإن كان قد قال في آية أخرى
( وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) لأن الانتقام
ليس من أوصاف الله المطلقة ، وليس من أسماء الله المنتقم
فـ ( المنتقم ) لا يوصف
الله به إلا مقيداً ؛ فيقال : المنتقم من المجرمين ، كما قال تعالى ( إنا من المجرمين منتقمون ) أما ( ذو انتقام ) فهي لا تعطي
معنى الانتقام المطلق ؛ لأن ( انتقام ) نكرة ، فلا تعطي المعنى على الإطلاق ، بل له
انتقام مقيد بالمجرمين ونحوهم
وبهذا نعرف أن الأسماء المسرودة في الحديث الذي
رواه الترمذي لا تصح عن النبي ، لأنها
ذُكر فيها من أسماء الله المنتقم ، وهذا لا يصح ، وحُذِف من أسماء الله ما ثبت به
الأحاديث فلم يُذكر فيها مثل : الشافي ، والرب . ص16
=======
الإنسان الذي هداه الله للإسلام ليس أحد من الناس مثله في النعمة إلا من أنعم عليه
بها . فأنت في الحقيقة تحب الله نفسه لذاته ولما أنعم عليك به من النعم ، وليست
محبة الله كمحبة الزوجة أو كمحبة الطعام ، أو كمحبة الشراب ، أو كمحبة اللباس ، أو
كمحبة السكن ، أو كمحبة السيارة ؛ كلا فإن محبة الله لا يشبهها شيء ، وجرب تجد ،
اجعل قلبك صافياً يوماً من الدهر وصلّ وكن متصلاً بالله في صلاتك تجد شيئاً لا يخطر
بالبال ، وتجد شيئاً يبقى أثره مدة طويلة وأنت تتذكر تلك اللحظة التي كنت فيها
متصلاً بربك . ص195
=======
قال تعالى ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى
مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين )
( حصوراً )
فعول بمعنى فاعل أي حاصراً نفسه عن أراذل الأخلاق ، فيكون هذا المبشر به موصوفاً
بصفات الكمال الدال عليها قوله ( سيداً ) ومبرأً من النقص وسوء الأخلاق الدال
عليه قوله ( حصوراً ) فيكون جمع له بين النفي والإثبات ، وذلك لأن الإنسان لا
يكمل إلا بوجود صفات الكمال وانتفاء صفات النقص ، وهو أمر نسبي
وأما من قال من
المفسرين : إن الحصور هو الممنوع عن إتيان النساء يعني لا يستطيع على النساء ؛ فإن
في هذا نظراً واضحاً ؛ لأن عدم قدرة الإنسان على النساء ليس كمالاً إذ أن ذلك ليس
منه بتخلق ولكنه عيب
وفيها قول آخر : أنه لا يأتي من النساء من لا تحل له فيكون
وصفاً له بكمال العفة ، وهذا يمدح عليه الإنسان . لكن ما قلناه أشمل من هذا القول .
ومعلوم أنه إذا وجد معنى أشمل فهو مقدم على المعنى الأقل ؛ لأن الأقل داخل في
الأشمل لا العكس .ص235
=======
قال تعالى ( هنالك دعا
زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء ) .
في هذه
الآية دليل على أنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل مطلق الذرية ؛ لأن الذرية قد يكونون
نكداً وفتنة ، وإنما يسأل الذرية الطيبة . ص238
=======
قال تعالى في بيان معجزات عيسى (
وإذ تخرج الموتى بإذني ) في هذه الآية إشكال ، وهو أن الله تعالى قال
لعبدالله بن حرام (( بعد أن استشهد وطلب الرجوع للدنيا )) ( إني قضيت إنهم إليها
لا يرجعون ) ، وهنا ذكر أنه أحيا الموتى لعيسى في الدنيا ، الظاهر والله أعلم أن
يقال : إن عبد الله بن حرام طلب الرجوع من أجل العمل ، وأما ما وقع آية لعيسى
فليسوا يرجعون على أنهم يعملون
على أن المسألة فيها أيضاً نظر من جهة أخرى ؛ لأن
الله تعالى لما أخذت الصاعقة أصحاب موسى الذين كانوا معه دعا الله عزوجل فبعثهم من
بعد موتهم وبقوا وعملوا . فيكون المراد ـ والله أعلم ـ أنه إذا لم يكن هناك سبب مثل
أن تكون آية فهذا لا مانع ، أما عبدالله بن حرام فليس هناك سبب . ص289
=======
قال تعالى ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة
) البشر هو الإنسان من بني آدم ، وسمي بشراً لظهور بشرته . فإن بشرة الإنسان
ظاهرة بارزة ليس عليها شعر ولا صوف ولا وبر ولا ريش ولا زعانف بادية
وقيل : سمي
بشراً لظهور أثر البشارة عليه فيما إذا أخبر بما يسره ، ولا مانع من أن يكون سمي
بشراً لهذا ولهذا ، والحكمة من أن الله جعل الآدمي بارز البشرة ليعلم الآدمي أنه
مفتقر إلى اللباس الحسي ، فينتقل من ذلك إلى العلم بأنه مفتقر إلى اللباس المعنوي
وهو التقوى . وأنه بحاجة إلى أن يعمل الأسباب التي تستره معنى كما هو يعمل الأسباب
التي تستره حساً.
ص450 ـ 451
ص450 ـ 451
=======
الشيخ فهد الجريوي حفظه الله
ملتقى أهل التفسير