فوائد من تعليق العثيمين على صحيح مسلم
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
التعليق على صحيح مسلم تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه وأسكنه فسيح جناته ، لفضيلة
الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين ،
اعتناء الشيخ الدكتور عمر المقبل ، الطبعة الأولى 1427هـ
**********
ينبغي التنبه إلى أنه بالنسبة لتعليم العامة باب القضاء والقدر ، فإنه يكتفى بأن
يقال لهم : تؤمن بالقدر خيره وشره ، تقول : المطر من الله ، والجدب من الله ،
والثمار الطيبة من الله ، وهكذا ، يعني : تذكر له عموميات لأن العامي لا يدرك
التفصيل ولأنه ربما إذا دخل في التفصيل ، دخل في بحر يغرقه ، فيولد عليه الشيطان
شكوكاً ووساوس يعجز عنها . ص 102 ـ 103
=======
س : هل يعتبر ورقة بن نوفل أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟
ج : نعم ، هو
أول من آمن به ، لأن الرجل آمن ، وتمنى أن يكون حياً ، وقال : إن يدركني يومك أنصرك
نصراً مؤزراً ، لكنه لم يدرك ذلك ، لأنه مات قبل أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ، فلم يدرك زمن
الرسالة ، إلا أنه يعتبر صحابياً ، لأن حد الصحبة ينطبق عليه ، فإن الصحابي : من
اجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، ومات على ذلك
، لكن أول من آمن به بعد الرسالة من الرجال أبو بكر رضي الله عنه ، وعليه فيجوز الترضي عنه
لأنه صحابي . ص528
=======
ليعُلم أن كلمة ( لا ينبغي ) في القرآن والسنة بمعنى الشيء الممتنع المستحيل
.
قال الله تبارك وتعالى ( أن دعوا للرحمن ولدا
* وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا ) يعني : أنه مستحيل غاية الاستحالة .
وقال
تعالى ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ) يعني هذا مستحيل ، حسب العادة التي
أجراها الله عز وجل .
وقال عليه الصلاة
والسلام: ( إن الله لا ينبغي له أن ينام ) يعني مستحيل لأن النوم صفة نقص . ص601 ـ
602
=======
ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنه : أن آدم عليه الصلاة
والسلام جاءه إبليس حين حملت حواء ، وأمرهما أن يسميا ولدهما عبدالحارث ، وأبيا ،
فخرج ميتاً مرتين ، أو ثلاثة ، فجاءهم في الثالثة أو الرابعة ، وقال : لتطيعاني أو
لأجعلن له قرني أيل ـ وهو نوع من الغزلان ـ فيخرج من بطنك فيشقه ، فسمياه عبدالحارث
، وذلك قوله تعالى : ( فلما آتاهما صالحاً جعلا له شركاء فيما آتاهما فتعالى الله
عما يشركون * أيشركون ما لايخلق وهم يخلقون ) .
هذه القصة ليست بصحيحة
إطلاقاً ، ولا تصح من آدم عليه الصلاة والسلام ؛ لأنه لو كانت كذلك ؛ لكان اعتذاره
بها أولى من اعتذاره بأكله من الشجرة ؛ لأن أكل الشجرة معصية ، وذاك شرك ، والشرك
أعظم . ص674 ـ 675
=======
في قوله سبحانه وتعالى ( إن تعذبهم فإنهم
عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) فيه إشكال ، حيث قال ( فإنك أنت
العزيز الحكيم ) ولم يقل : فإنك أنت الغفور الرحيم ، مع أن ظاهر السياق يقتضي ذلك
والجواب عن هذا: إن الآية فيها جمع بين العذاب والمغفرة ( إن
تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم ) ولم تتمحض للمغفرة ، فلهذا جاء ذكر العزة
والحكمة التي فيها القدرة على أخذ المكذبين والحكمة في التجاوز على الذين تقتضي
الحكمة أن يغفر الله لهم ). ص714 ـ 715
=======
الشيخ فهد الجريوي حفظه الله
ملتقى أهل التفسير