فوائد من تفسير العثيمين لسورة آل عمران (مجلد2)
الحمد لله
فوائد من المجلد الثاني
قال النبي ( إذا
تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) . ولهذا يجد بعض الناس إذا أراد التثاؤب شدة
عظيمة في منع فتح فمه ، مع أن المشروع أن تكظم ولا تفتح الفم ، وقد ذكر بعض العلماء
شيئاً ييسر لك الكظم ، قال : إذا أًصابك التثاؤب فعضّ شفتك السفلى . ص172
=======
المعصية بعد النعمة أشد من المعصية قبل النعمة ؛ لقوله تعالى ( وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ) وإلا لكان يقول
( وعصيتم ) فقط ، لكن كون المعصية تقع بعد أن أراهم
الله ما يحبون هذه أعظم ، أعظم مما إذا لم يكن الله قد أراهم ما يحبون . ص313
=======
الإنسان إذ عمل العمل وسعى فيه ولم يكمله كتب له أجر كامل ، ولهذا شواهد منها قوله
تعالى : ( ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم
يدركه الموت فقد وقع أجره على الله ) ، ومنها قوله النبي ( إذا
مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً ) فالإنسان إذا سعى
في العمل ولكنه لم يدركه فإنه يكتب له أجره كاملاً ، حتى طالب العلم لو مات قبل أن
يدرك ما يريد من العلم فإنه يكتب له ما نوى ؛ لأنه شرع فيه وعمل ما يقدر عليه فينال
الأجر . ص452
=======
قوله تعالى (فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا )
السيئات طلبوا تكفيرها , والذنوب طلبوا مغفرتها ؛ لأن السيئات : هي الصغائر ،
وهي تكفر بالأعمال الصالحة ؛ بالطاعات ، ولا يمكن أن تكفر بالطاعات إلا بعد أن تكون
الطاعات على الوجه الأكمل ؛ لأن الطاعات إذا نقصت لم تقو على تكفير السيئات
إذ إن
الإنسان قد يفعل الطاعة ولا يحصل له منها إلا إبراء الذمة , لكن لا تقوى على
التكفير حتى تكون تامة بقدر المستطاع , ولهذا قالوا (وكفر
عنا سيئاتنا ) بما نفعله من الأعمال الصالحة
وهم طلبوا من الله تكفير
الكبائر والصغائر ؛ لأن الكبائر لا تكفر , وإنما تحتاج إلى مغفرة من الله , إما مجرد فضل منه , وإما بعمل أسباب
كالاستغفار والتوبة حتى ترفع حكم هذه الكبائر
فإن قال قائل : هل في هذا
الدعاء جواز الدعاء بالموت ؟
الجواب : ليس كذلك , فمعلوم أن الله لن يتوفاهم إلا إذا جاء
أجلهم , وليس فيها أنهم يتمنون تقديم الوفاة , وهذا نظير قول يوسف عليه الصلاة
والسلام (أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني
بالصالحين )يوسف :101). ليس المعنى أنه يسأل الله أن يتوفاه الآن , بل أن
يتوفاه على الإسلام متى جاء أجله , وكذلك قول مريم (قالت
ياليتني مت قبل هذا ) ليس معناه أنها تمنت الموت بل تمنت أن هذا لم يقع ,
يعني معناه نقول : ياليتني مت وأنا ما رأيته ص555 ـ 557
=======
الشيخ : فهد الجريوي حفظه الله
ملتقى أهل التفسير