فوائد من كتاب الداء والدواء (ابن القيم)
الحمد لله
كتاب الداء والدواء ، ط 1 1429 هـ ، حققه محمد أجمل الإصلاحي ، خرج أحاديثه زائد بن أحمد
النشيري ( إشراف الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله )
=======
لو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيراً عجيباً في الشفاء . ومكثت بمكة
مدة تعتريني أدواء ، ولا أجد طبيباً ولا دواء ، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة ، فأرى
لها تأثيراً عجيباً . فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألماً ، وكان كثير منهم يبرأ سريعاً .
ص8
=======
قال أبو أمامة بن سهل بن حنيف : دخلت أنا وعروة بن الزبير على
عائشة رضي الله عنها فقالت : لو رأيتما رسول
الله صلى الله عليه وسلم في مرض له ، وكانت عندي
ستة دنانير ـ أو سبعة ـ فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها . قالت :
فشغلني وجع النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى عافاه الله
ثم
سألني عنها فقال ( ما فعلت ؟ أكنت فرّقت الستة الدنانير ؟ ) فقلت : لا ، والله
لقد كان شغلني وجعك . قالت : فدعا بها ، فوضعها في كفه ، فقال ( ما ظن نبي الله
لو لقي الله ، وهذه عنده ؟ ) وفي لفظ ( ما ظن محمد بربه لو لقي الله وهذه عنده ؟
) فيا لله ! ما ظن أصحاب الكبائر والظلمة بالله إذا لقوه ،
ومظالم العباد عندهم ؟ ص48 ـ 49
=======
ولا يزال العبد يعاني الطاعة ، ويألفها ، ويحبها ، ويؤثرها حتى يرسل الله سبحانه
برحمته عليه الملائكة تؤزه إليها أزاً ، وتحرضه عليها ، وتزعجه عن فراشه ومجلسه
إليها . ولا يزال يألف المعاصي ، ويحبها ، ويؤثرها ، حتى يرسل الله عليه الشياطين
فتؤزه إليها أزاً . ص140
=======
من أعظم نعم الله على العبد أن يرفع له بين العالمين ذكره ويعلي قدره . ولهذا خص
أنبياءه ورسله من ذلك بما ليس لغيرهم ، وهو لسان الصدق الذي سأله إبراهيم الخليل
حيث قال : ( واجعل لي لسان صدق في الأخرين ) وقال
سبحانه عنه وعن نبيه ( ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان
صدق علياً ) وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم ( ورفعنا
لك ذكرك ) فأتباع الرسل لهم نصيب من ذلك بحسب ميراثهم من طاعتهم ومتابعتهم . وكل من
خالفهم فاته من ذلك بحسب مخالفتهم ومعصيتهم . ص192 ـ 193
=======
تأمل حكمته سبحانه في الإفساد على قاطع الطريق يده ورجله اللتين هما آلة قطعه ، ولم
يفسد على القاذف لسانه الذي جنى به ، إذ مفسدة قطعه تزيد على مفسدة الجناية ولا
تبلغها ، فاكتفي من ذلك بإيلام جميع بدنه بالجلد .
فإن قيل : فهلا أفسد على
الزاني فرجه الذي باشر به المعصية ؟ قيل : لوجوه :
أحدها : أن مفسدة ذلك تزيد
على مفسدة الجناية ، إذ فيه قطع النسل وتعريضه للهلاك
الثاني : أن الفرج عضو
مستور لا يحصل بقطعه مقصود الحد من الردع والزجر لأمثاله من الجناة ، بخلاف قطع
اليد
الثالث : أنه إذا قطع يده أبقى له يداً أخرى تعوض عنها ، بخلاف الفرج
الرابع : أن لذة الزنى عمت جميع البدن ، فكان الأحسن أن تعم العقوبة جميع
البدن ، وذلك أولى من تخصيصها ببضعة منه
فعقوبات الشارع جاءت على أتم الوجوه ،
وأوفقها للعقل ، وأقومها بالمصلحة . ص259 ـ 260
=======
وإذا كان العبد ، وهو في الصلاة ، ليس له إلا ما عقل منها ،
فليس له من عمره إلا ما كان فيه بالله وله . ص 359
=======
الشيخ فهد الجريوي حفظه الله
ملتقى أهل التفسير