ظاهرة لعن الأفراد بعضهم بعضاً

الحمد لله
من الظواهر السّيّئة التي نجدها في مجتمعاتنا الإسلامية، ظاهرةُ لعن الأفراد بعضهم بعضاً، على سبيل الجدّ، وتعبيراً عن الغضب، أحياناً، أو على سبيل المُزاح واستثارةً للمرح، أحياناً أخرى، بدون انتباه لخطورة الفعل الّذي يقومون به، مقارنةً مع السّبب أو الأسباب التي كانت دافعاً لإيقاع هذا اللَّعن
 
إنّ هذا التّساهل في إيقاع اللّعن، واستخدامه كوسيلةٍ للتّشفّي وإزالة الغيظ، لدى بعض المشكلات العارضة والخلافات التّافهة، إن دلّ فإنّما يدلّ على الجهل البالغ بخطورة اللّعن! 
 
فاللّعن طردٌ من رحمة الله عزّ وجلّ، والطّرد من رحمة الله عزّ وجلّ أمرٌ إلهيٌّ، لا ينبغي لأحدٍ من البشر أن يُباشره،  فأنت عندما تلعن شخصاً مّا، فكأنّك تحكم عليه بالطرد من رحمة الله عزّ وجلّ، وذلك أمرٌ ليس إليك، ولا علم لك ولا لأحدٍ به؛ ولذا فإنه لا يجوز مبدئيّاً إيقاعُ اللّعن إلا فيمن أوقعه عليه اللهُ ورسولُه، كما هو حالُ أبي لهبٍ وغيره، ممّن تعيّن وقوعُ اللعنة عليهم 
 
 وكذلك يجوز لك أن تلعن بصيغة التّعميم مثل (ألا لعنة الله على الظالمين)، أمّا بصيغة التّعيين فلا يجوز لك أن تلعن حتى شخصاً كافراً، إلا إذا علمتَ أنّه سيموت على كفره، وهذا ما لا سبيل إلى علمه، اللّهمّ إلا إذا مات فعلاً، وثبت عندك أنّه مات على كفره، فعندئذٍ!, هذا هو القول الراجح
 
ألا، فلننتبه إلى عظيم خطر اللّعن، ونحبس ألسنتنا عن إطلاق القول به، سواءٌ كان ذلك بدافع التّشفّي والغضب، أو كان بسبب نوعٍ من الهزل والمرح، ممّا نسمع كثيرين للأسف يفعلونه، فيقذف بعضُهم بعضاً به، على سبيل المداعبة، يا للجهل البالغ!

^^^^^^^^^^^^
فضيلة الشيخ أ.د. ناصر العمر  حفظه الله 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر