فوائد من كتاب الفوائد (ابن القيم)
الحمد لله
كتاب الفوائد ، تحقيق محمد عزيز شمس ، إشراف الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد رحمه الله ، الطبعة الأولى 1429هـ
***
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه ، وألق سمعك ؛ فإنه خطاب منه - جل وعلا - لك على لسان
رسوله : قال تعالى ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ) .
ص3
=======
للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه ؛ فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه ، ويعمر
بيته قبل انتقاله إليه . ص44
=======
سبق العلم بنبوة موسى وإيمان آسية ، فسيق تابوته إلى بيتها ، فجاء طفل منفرد عن أمّ
، إلى امرأة خالية عن ولد ! فلله كم في هذه القصة من عبرة ! كم ذبح فرعون في طلب
موسى من ولد ! ولسان القدر يقول : لا نربيه إلا في حجرك ! ! . ص59
=======
من أعجب الأشياء : أن تعرفه ثم لا تحبه ، وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة ، وأن
تعرف قدر الربح في معاملته ثم تعامل غيره ، وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له ، وأن
تذوق ألم الوحشة في معصيته ثم لا تطلب الأنس بطاعته ، وأن تذوق عُصْرة القلب عند
الخوض في غير حديثه ، والحديث عنه ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته ،
وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة
إليه !! وأعجبُ من هذا علمك أنك لا بد لك منه وأنك أحوج شيء إليه وأنت عنه معرض
وفيما يبعدك عنه راغب !! . ص62
=======
اشتر نفسك اليوم ؛ فإن السوق قائمة ، والثمن موجود ، والبضائع رخيصة ، وسيأتي على
تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيه إلى قليل ولا كثير ، ( ذلك يوم التغابن ) ، (
ويوم يعض الظالم على يديه ) .ص 66
=======
من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته ، ومن أفطر قبل غروب
الشمس ذهب صيامه ضائعاً ، ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه . لو قدّمت لقمة
وجدتها ، ولكن يؤذيك الشره . كم جاء الثواب يسعى إليك ، فوقف بالباب ، فردّه بواب (
سوف ، ولعل ، وعسى ) . ص88
=======
إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله ، وإذا فرحوا
بالدنيا فافرح أنت بالله ، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله ، وإذا تعرفوا إلى
ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العز والرفعة ؛ فتعرف أنت إلى الله
وتودد إليه ؛ تنال بذلك غاية العز والرفعة . ص170
=======
من علامات السعادة والفلاح : أن العبد
كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته ، وكلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره ،
وكلما زيد في عمره نقص من حرصه ، وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله ، وكلما زيد
في قدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم . ص227
=======
أركان الكفر أربعة : الكبر ، والحسد ، والغضب ، والشهوة ؛
فالكبر يمنعه الانقياد ، والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها ، والغضب يمنعه العدل ،
والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة . فإذا انهدم ركن الكبر سهل عليه الانقياد ، وإذا
انهدم ركن الحسد سهل عليه قبول النصح وبذله ، وإذا انهدم ركن الغضب سهل عليه العدل
والتواضع ، وإذا انهدم ركن الشهوة سهل عليه الصبر والعفاف والعبادة . ص231
=======
قلب المحب موضوع بين جلال محبوبه وجماله ؛ فإذا لاحظ جلاله هابه وعظّمه ، وإذا لا
حظ جماله أحبه واشتاق إليه . ص262
=======
قالت امرأة فرعون ( رب ابن
لي عندك بيتاً في الجنة ) ؛ فطلبت كون البيت عنده قبل طلبها أن يكون في
الجنة ؛ فإن الجار قبل الدار . ص285
=======
للعبد
بين يدي الله موقفان : موقف بين يديه في الصلاة ، وموقف بين يديه يوم لقائه . فمن
قام بحق الموقف الأول هوّن عليه الموقف الآخر ، ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه
حقه شدد عليه ذلك الموقف .
قال تعالى ( ومن الليل فاسجد
له وسبحه ليلاً طويلاً * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً
) . ص291
=======
الشيخ : فهد الجريوي حفظه الله
ملتقى أهل التفسير