قد أفلح من زكاها

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فقد قال الله تعالى (قد أفلح من زكاها)، وذلك في سورة الشمس، ومن اللطائف المناسبة بين اسم السورة وتزكية النفس أن تزكية النفوس تكون بإشراق أنوار الوحي فيها! وسورة الشمس سميت بهذا الاسم لأنه أبرز ما جاء في مستهلها الشمس وما يفعله نورها 
 
فهذه السورة تضمنت أطول قسم في القرآن الكريم! 
‏(‏وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا‏ * ‏وَالسَّمَاء وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا‏).
ثم جاء الجواب (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)  
أحد عشر مقسماً به
 
وإذا قلنا إن (ما) في قوله (وما بناها) (وما طحاها) (وما سواها) موصولة عادت كلها للقسم بواحد هو الواحد الأحد سبحانه وتعالى فالمعنى (والذي بناها والذي طحاها والذي سواها)، وهو الله تعالى
 
وعلى القول الآخر أنها مصدرية عادة إلى القسم بأفعال مختلفة هي بناء السماء (وبناء السماء، وطحو الأرض، وتسوية النفس)، وأيّا ما كان فإن ههنا أحد عشر قسماً سواء تكرر باعتبار صفات أفعال مختلفة أو كانت أقساماً بأفعال مختلفة! ولا مثيل لتتابع المقسم به في القرآن الكريم لهذا الموضع
 
أحد عشر قسماً على (قد أفلح من زكاها)!
فشأن تزكية النفس عظيم، فبها تكون النجاة ويتحقق الفلاح، وبضدها يكون الخسران المبين

*****************
فضيلة الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر  

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر