شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ
إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)
وهذا أمر من الله - عزّ وجلّ - بأن يكون منا هذه الأمة ، والامة بمعنى الطائفة ،
وترد الأمة في القرآن الكريم على أربعة معان: أمة بمعنى الطائفة، وأمة بمعنى
الملة، أمة بمعنى السنين، وأمة بمعنى القدوة، فمن الطائفة هذه الآية
وقوله
(وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ) ، المعروف ما عرفه الشرع وأقره،
المنكر ما أنكره ونهى عنه، فإذا يكون الأمر بالمعروف هو الأمر بطاعة الله،والنهي عن
المنكر هو النهي عن معصية الله، فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
لكن لابد
للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شروط هي
الشرط الأول:
أن يكون
الآمر الناهي عالماً بأن هذا معروف يأمر به، وهذا منكر ينهى عنه، ولكن ما الطريق إلى معرفة ذلك؟ الطريق إلى معرفة ذلك الكتاب والسنة فقط ،
و إجماع الأمة، أو القياس الصحيح ، وإجماع الأمة والقياس الصحيح كلاهما مستند إلى
الكتاب والسنة، ولولا الكتاب والسنة ما عرفنا أن الإجماع حُجة، وأن القياس
حُجة
الشرط
الثاني:
أن يعلم بوقوع المنكر من الشخص المدعو، أو بتركه للمعروف، فإن كان لا يعلم
فإنه يرجم الناس بالغيب، مثلا ذلك : لو أن رجلاً دخل المسجد وجلس، فإن الذي تقتضيه
الحكمة أن يسأله لماذا جلس ولم يصل؟ ولا ينهاه أو يزجره
كذلك أيضاً
إذا رأيت شخصاً يأكل في نهار رمضان أو يشرب في نهار رمضان فلا تزجره، بل اسأله ربما
يكون له عذر في ترك الصيام. قل له لماذا لم تصم؟ فقد يكون مسافراً، وقد يكون مريضاً
مرضاً يحتاج معه إلى شرب الماء بكثرة؛ ولو
كان الإنسان صحيحاً فيما يظهر للناس، فالمهم أنه لابد أن تعرف أنه ترك المعروف حتى
تأمره به ، ولا بد أيضاً أن تعرف انه وقع في المنكر حتى تنهاه عنه؛ لأنه قد لا يكون
واقعاً في المنكر وأنت تظنه واقعاً
الشرط
الثالث:
ومن آداب
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- وليس من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن
يكون الإنسان أول فاعل للمعروف وأول منتهٍ عن المنكر-
بمعنى أنه لا يأمر بالمعروف ثم لا يفعله، أو لا ينه عن المنكر ثم يقع فيه؛
لأن هذا داخل في قوله تعالى
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف:2-3)
=============
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
من شرح رياض الصالحين المجلد الثالني
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف:2-3)
=============
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
من شرح رياض الصالحين المجلد الثالني
باب في الدلالة على خير والدعاء إلى هدى أو ضلالة
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18030.shtml
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18030.shtml