حديث : يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة
الحمد لله
عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( يصبح
على كل سلامي من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقه ، وكل تهليله صدقة
، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من
ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )(1)
( يصبح على كل
سلامى من أحدكم صدقة ) السلامى هي العظام ، أو مفاصل العظام ، يعني أنه
يصبح كل يوم على كل واحد من الناس صدقة في كل عضو من أعضائه ، في كل مفصل من مفاصله
، قالوا : والبدن فيه ثلاثمائة وستون مفصلاً ، ما بين صغير وكبير ، فيصبح على كل
إنسان كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة
ولكن هذا
الصدقات ليست صدقات مالية ، بل هي عامة ، كل أبواب الخير صدقة ، كل تهليلة صدقة ،
وكل تكبيرة صدقة ، وكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وأمر
بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة
حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال (
إنك إذا أعنت الرجل في دابته وحملته عليها أو رفعت له عليها متعة فهو
صدقة )(2)
كل شيء صدقة ، قراءة القرآن صدقة ، طلب العلم صدقة ،
وحينئذ تكثر الصدقات ، ويمكن أن يأتي الإنسان بما عليه من الصدقات ، وهي ثلاثمائة
وستون صدقة
ثم قال (
ويجزى من ذلك ) يعني : عن ذلك ( ركعتان يركعهما من الضحى ) يعني أنك صليت من الضحى
ركعتين ؛ أجزأت عن كل الصدقات التي عليك ، وهذا من تيسير الله على العباد
وفي الحديث
دليل على أن الصدقة تطلق على ما ليس بمال
وفيه أيضاً
دليل على أن ركعتي الضحى سنة ، سنة كل يوم ، لأنه إذا كان كل يوم عليك صدقة على كل
عضو من أعضائك ، وكانت الركعتان تجزي ، فهذا يقضي أن صلاة الضحى سنة كل يوم ، من
أجل أن تقضي الصدقات التي عليك
فالحاصل أن
الإنسان قد فتح الله له أبواب طرق الخير كثيرة ، وكل شيء يفعله الإنسان من هذه
الطرق ، فإن الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة
والله
الموفق
^^^^^^^^^^^^
فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
من شرح رياض الصالحين - باب بيان كثرة طرق الخير
----------------------
(1) أخرجه مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب استحباب صلاة الضحى ، رقم (720)
(1) أخرجه مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب استحباب صلاة الضحى ، رقم (720)
(2) أخرجه البخاري ، كتاب الجهاد ، باب من أخذ بالركاب ونحوه ، رقم (2989) ، ومسلم ، كتاب الزكاة ، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف ، رقم ( 1009)