المراقبة
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ
تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾
[الشعراء:218،219]
المراقبة لها وجهان
الوجه
الأول: أن تراقب الله عز وجل
والوجه
الثاني: أن الله تعالى رقيب عليك
كما قال تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
رَقِيباً﴾[الأحزاب:52]
أما
مراقبتك لله فأن تعلم أن الله- تعالى- يعلم كل ما تقوم به من أقوال وأفعال
واعتقادات
كذلك من مراقبتك لله، أن تعلم أن الله يسمعك،
فأي قول تقوله؛ فإن الله تعالى يسمعك ؛ كما قال الله:﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ
وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ [الزخرف:80] ،
بلى: يعني نسمع ذلك
إن الذي تتكلم به - خيرًا كان أم شرًا، معلناً أم مسرًا- فإنه يُكتب لك أو عليك؛
كما قال الله تبارك وتعالى ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ
إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾
[ق:18]، فراقب هذا الأمر ، وإياك أن
تخرج من لسانك قولاً تحاسب عليه يوم القيامة، اجعل دائما لسانك يقول الحق أو يصمت،
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل
خيرًا أو ليصمت))
راقب الله في سرِّك وفي قلبك، انظر ماذا في قلبك من الشرك بالله والرياء، والانحرافات، والحقد على المؤمنين،ومحبَّةٍ للكافرين ، وما أشبه ذلك من الأشياء التي لا يرضاها الله عز وجل
راقب الله
في هذه المواضع، في فعلك ، وفي قولك، وفي سريرتك، وفي قلبك، حتى تتم لك
المراقبة، ولهذا لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان قال
(( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك))
(( أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك))
اعبد الله
كانك تراه ، كأنك تشاهده رأي عين، فإن لم تكن تراه فانزل إلى المرتبة الثانية: ((
فإنه يراك))
فالأول:
عبادة رغبة وطمع، أن تعبد الله كأنك تراه، والثاني: عبادة رهبةٍ وخوف، ولهذا قال
(( فإن لم تكن تراه فإنه يراك))
فلابد أن
تراقب ربك، وأن تعلم أن الله رقيب عليك، أي شيء تقوله، أو تفعله، أو تضمره في سرِّك
فالله تعالى عليم به
=======
فضيلة الشيخ العلامة العثيمين رحمه الله تعالى