إذا سبق المأموم إمامه فما حكم ذلك

الحمد لله
المشروع أن المأموم لا يشرع في ركن حتى يصل إمامه إلى الركن الذي يليه كما دلت عليه الأحاديث وعمل الصحابة رضي الله عنهم
 
وأما سبق المأموم لامامه: فهذا محرم منهي عنه متوعد عليه بالعقوبة كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار أو يجعل صورته صورة حمار ».
وقال: « إنما جعل الإمام ليؤتم به »
والحديثان في الصحيحين
 
وأما حكم سبقه له فلا يخلو الحال:
- إما أن يكون السبق عمدا
- وإما أن يكون جهلا أو نسيانا
فالعمد: يبحث فيه عن الإثم وعن بطلان الركعة وبطلان الصلاة
والجهل والنسيان: إنما يبحث فيهما عن بطلان الركعة فقط
 
وبيان ذلك: أنه إن سبقه عمدا ذاكرا بركن الركوع أو بركنين غير الركوع؛ فإن صلاته تبطل بمجرد هذا السبق
مثال سبقه بركن: الركوع أن يركع المأموم ويرفع من الركوع قبل أن يصل الإمام للركوع
ومثال السبق بركنين: أن يسجد المأموم قبل سجود إمامه ثم يرفع ثم يسجد السجدة الثانية قبل أن يصله الإمام: فهذا تبطل صلاته ويعيدها من أولها
 
وإن سبقه بركن غير ركوع أو إلى ركن الركوع بأن ركع مثلا قبل ركوع إمامه: فهذا عليه أن يرجع ليأتي بالركوع بعد إمامه
فإن لم يفعل حتى أدركه الإمام فيه: بطلت صلاته
 
ولا تبطل صلاته بمجرد هذا السبق إلى ركن الركوع أو بركن واحد غير الركوع على المذهب
وعن أحمد ما يدل على بطلان صلاته بمجرد السبق وهو ظاهر الأدلة
فهذا حكم المتعمد
 
وأما إذا وقع السبق نسيانا أو جهلا: فلا يخلو: إما أن يرجع فيأتي بما سبق به مع الإمام أو لا
فإن رجع: صحت ركعته مطلقا سواء كان السبق إلى ركن أو بركن أو بركنين أو أكثر
 
فإن لم يرجع حتى لحقه الإمام:
فإن كان سبقه إلى ركن الركوع بأن ركع ساهيا أو جاهلا قبل إمامه ثم ركع الإمام والسابق في ركوعه: صحت ركعته واعتد بها ومثله: السبق بركن واحد غير الركوع
 
وإن كان السبق بركن الركوع أو بركنين غير الركوع:
- فإن رجع قبل وصول الإمام له: صحت أيضا ركعته
- وإن لحقه الإمام: لغت الركعة التي وقع فيها السبق
 
هذا تفصيل جامع لأحوال المسابقة وقد تبين: أن الجاهل لا تبطل صلاته على كل حال وكذلك الناسي وإنما التفصيل المذكور في ركعته هل يعتد بها أم لا؟ 
 
^^^^^^^^^^^^^
فضيلة الشيخ العلامة السعدي رحمه الله تعالى
من كتاب: إرشاد أولي البصائر والألباب لـنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر