صفات المؤمنون
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾(1-11)المؤمنون
﴿ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾
تأملوا كيف بُدئت هذه الصفات وخُتمت بذكر الصلاة التي هي أعظم الأعمال وأجلُّها على الإطلاق؛ فأول صفاتهم في هذا السياق المبارك أنهم ﴿ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ وآخر صفةٍ ذكرت لهم في هذا السياق المبارك أنهم ﴿ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ وهذا يبين لنا المكانة والمنزلة الرفيعة للصلاة وأنها أجلُّ أعمال أهل الإيمان وأعظم طاعاتهم وأرفع قرباتهم وهؤلاء ليسوا فقط محافظين على الصلاة بل خاشعون فيها ، الخشوع في الصلاة هو روحها وهو لبها وهو المقصود الأعظم منها، وصلا بلا خشوع كجسد بلا روح
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾
بُعدهم عن اللغو وإعراضهم عن مجالسه ، واللغو يشمل ويتناول كل باطل ويشمل اللغو كذلك ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال ..فهم أقوام أوقاتهم نفيسة لايضيعونها فيما لافائدة منه إن هؤلاء المؤمنين إذا حصل عندهم فراغ يغتنمونه فيما يقربهم من الله تعالى
﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُون ﴾
أنهم يؤدون الزكاة ويحافظون عليها ، والزكاة هنا تتناول أداء زكاة المال المفروضة
( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ )
حفظهم لفروجهم ؛ وهذه خلة عظيمة وخصلة كريمة يتصف بها أهل الإيمان ، فهم قد حفظوا فروجهم من الحرام، فلا يقعون فيما نهاهم الله عنه ولا يقربون سوى أزواجهم التي أحلها الله لهم، أوما ملكت أيمانهم من الإماء -ولا وجود للإماء في الوقت الحاضر-، ومن تعاطى ما أحله الله له فلا لوم عليه ولا حرج؛ ولهذا قال: { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ } أي: غير الأزواج والإماء، { فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ } أي: المعتدون
﴿ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾
فهم أهل حفظ للأمانة ورعاية للعهد ، والأمانة : كل ما استُؤمِنْ الإنسان عليه من حقوق الله أو حقوق الخلق وسمي عهداً لأنهما يتحَالفان بعهد الله ، أي بأن يكون الله رقيباً عليهما في ذلك فهم راعون للأمانات وللعهود بخلاف حال المنافق الذي إذا عاهد غدر وإذا اؤتمن خان
(وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )
ثم توِّجت هذه الصفات بالمحافظة على الصلاة فهم مهتمون بشأن الصلاة اهتماما كبيرا فهم يحافظون على إقامتها في وقتها ، يحافظون على أدائها مع جماعة المسلمين في المسجد..الصلاة هي أول اهتمامتهم ولهذا كانوا في صلاتهم خاشعين لايخشع في صلاته إلا من اهتم بها واهتم بتحقيق الخشوع فيها وجاهد نفسه على ذلك
===============
فضيلة الشيخ د.سعد بن تركي الخثلان حفظه الله
مختصر وبتصرف يسير