معنى: والنازعات غرقا والناشطات نشطا

بسم الله الرحمن الرحيم
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً * يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8-1 النازعات)
 
هذه الإقسامات بالملائكة الكرام، وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله، وإسراعهم في تنفيذ أمره، يحتمل أن المقسم عليه، الجزاء والبعث، بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك، ويحتمل أن المقسم عليه والمقسم به متحدان، وأنه أقسم على الملائكة، لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة، ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده 

 فقال‏:‏ ‏{‏وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا‏}‏ وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح، فتجازى بعملها‏

‏{‏وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا‏}‏ وهم الملائكة أيضا، تجتذب الأرواح بقوة ونشاط، أو أن النزع يكون لأرواح المؤمنين، والنشط لأرواح الكفار‏

‏{‏وَالسَّابِحَاتِ‏}‏ أي‏:‏ المترددات في الهواء صعودا ونزولا ‏{‏سَبْحًا‏}‏ 
  
‏{‏فَالسَّابِقَاتِ‏}‏ لغيرها ‏{‏سَبْقًا‏}‏ فتبادر لأمر الله، وتسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله حتى لا تسترقه ‏

‏{‏فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا‏}‏ الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار وغير ذلك‏‏‏

{‏يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ‏}‏ وهي قيام الساعة، ‏{‏تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ‏}‏ أي‏:‏ الرجفة الأخرى التي تردفها وتأتي تلوها، ‏{‏قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ‏}‏ أي‏:‏ موجفة ومنزعجة من شدة ما ترى وتسمع‏

===========
تفسير سماحة الشيخ العلامة السعدي رحمه الله تعالى
‏http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/تفسير%20السعدي%20المسمى%20بـ%20«تيسير%20الكريم%20الرحمن%20في%20تفسير%20كلام%20المنان»%20**/سورة%20النازعات/i167&d1671&c&p1#s195

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر