الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء لتأخر دخول وقت العشاء في بعض البلاد الأوروبية

الحمد لله 
يواجه سكان الدول الأوربية في أيام الصيف مشكلة تأخر وقت صلاة العشاء وتقدم وقت صلاة الفجر، فيدخل وقت صلاة العشاء الساعة الحادية عشرة، ويزداد أحيانا إلى الثانية عشرة، ويدخل وقت صلاة الفجر الثالثة والنصف وربما تقدم أحياناً، فيواجه المسلمون حرجاً كبيراً، لا سيما أوقات الدوام والدراسة
 
والله تعالى أوجب على عباده الصلاة في ميقاتها الذي حدده لها، كما تقرر شرعا أن المشقة تجلب التيسير، وتوجب رفع الحرج والتيسير، فكل ما كان جالبا للمشقة، داعيا للوقوع في الحرج، فإنه يجلب تيسيرا في الحكم، ويوجب رفع الحرج، ومن جملة ما يقرر تلك القاعدة الشرعية العظيمة

وفي هذا الباب خاصة، ما جاء في صحيح مسلم(1151) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما 
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ.قال وكيع: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ. وفي لفظ له: "في غير خوف ولا سفر" )

فالحديث دليل على أن مناط الجمع ليس الخوف أو السفر أو المطر فحسب، بل كل ما يوقع المسلم في الحرج والمشقة فإنه يسوِّغ له الجمع بين الصلاتين؛ فمتى عرض للإنسان ما يجعل أداء الصلاة في وقتها عليه شاقا، فإنه يجوز له حينئذ الجمع شريطة ألا يتخذ عادة، ولا يضره طول الوقت، فإن الرخصة يستمر العمل بها ما دام موجِبُها قائما
 
بناء على ما تقدم فإن الواجب على المسلم أن يؤدي كل صلاة في وقتها المؤقت شرعا، لا يجوز له إخراجها عنه، إلا إذا كان يلحقه ضرر ومشقة بأدائها فيه، وكانت تلك الصلاة مما يجمع لما قبلها أو بعدها، فإن له أن يجمعها، حيث كان مناط الحكم في جمع الصلاة هو دفع المشقة، ورفع الحرج عن المكلف
 
وهذا مشروط بأنه متى تيسر له أن يصلي العشاء في وقتها دون جمع، فإن هذا هو الواجب
 كما أنه لا يجوز له اتخاذ الجمع عادة، دون حاجة حقيقية إليه. والله تعالى أعلم
 
==========
مختصر من فتاوى موقع الفقه الإسلامي 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر