شبهة حول قتل الخضر للغلام والرد عليها
الحمد لله
فإن شريعة الخضرعليه السلام تختلف عن شريعتنا وتختلف عن شريعة موسى عليه السلام الذي أرسله الله إليه ليتعلم منه ولذلك أنكر عليه موسى خرقه للسفينة وقتله للغلام - مع أنه اتفق معه في بداية لقائهما على ألا يسأله عن شيء حتى يكون الخضر هو الذي يخبره به - فقال له في الأولى:
{ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا }{الكهف:71} وفي الثانية: { لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا }{الكهف:74}
وفساد الابن وصلاح الأبوين ليس سببا للقتل في شريعتنا ولا في شريعة موسى، وإنما كان ذلك في شريعة الخضر، وبأمر من الله تعالى، وخشية أن يحملهما حب الولد على أن يتابعاه على دينه وهو الكفر، فأبدلهما الله تعالى خيرا منه
قال القرطبي في الجامع لأحكام القرآن:
ويستفاد من هذه الآية تهوين المصائب بفقد الأولاد وإن كانوا قطعاً من الأكباد، ومن سلّم للقضاء أسفرت عاقبته عن اليد البيضاء. قال قتادة : لقد فرح به أبواه حين ولد وحزنا عليه حين قتل، ولو بقي كان فيه هلاكهما، فالواجب على كل امرئ الرضا بقضاء الله تعالى، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه له فيما يحب. اهـ
ولا شك أن ما جرى كان بأمر من الله تعالى ولحكمة أرادها؛ ولذلك قال العبد الصالح: {رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}{الكهف:82} فهو- سبحانه وتعالى- الذي أمر الخضر بقتل الغلام، كما أمر بعض ملائكته بنفخ الروح فيه أولا؛ فله الحكم وإليه الأمر؛ يأمر من يشاء من عباده بتنفيذ ما يشاء من أوامره، وهو القادر على أن يحيي من يشاء ويميت من يشاء بدون سبب أو واسطة. لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون
لذلك نقول للسائل الكريم إن هذه المسألة من مسائل القدر الذي لا ينبغي الخوض فيه؛ فالقدر- كما قال العلماء- سر الله في خلقه، لم يُطلع عليه ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلا
وللمزيد من الفائدة انظر الفتويين: 99760، 38875
==============
مختصر من فتاوى موقع الشبكة الإسلامية