غسل الجمعة هل حكمه الوجوب أو الاستحباب؟
الحمد لله
القول الصحيح في غسل الجمعة أنه واجب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {غسل الجمعة واجب على كل محتلم } ونحن نعلم أن أبلغ الناس في التعبير وأفصحهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أن يطلق على شيء ليس بواجب أنه واجب، ونعلم أيضاً أن أنصح الناس في بيان مراده وهداية الخلق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يقول: (واجب) وهو يريد غير واجب؛ لأنه لو أراد أنه غير واجب صار في هذا تلبيس على المخاطب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم منزه عن ذلك مبرأ منه، وهو أشد وأنصح الناس للخلق، ثم إنه قيده بوصف يقتضي الإلزام وهو قوله ( على كل محتلم ) أي على كل بالغ، والبالغ هو أهل الإلزام؛ لأن غير البالغ لا يلزم بشيء، فالصحيح أنه واجب
وأما ما يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: { من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل } فهذا حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
وإذا قلنا: إنه واجب؛ فإنه يأثم بتركه، ولكن هل تصح الجمعة مع تركه؟ الجواب: نعم. تصح مع تركه؛ لأن هذا الغسل ليس عن جنابة حتى نقول: إن الجمعة لا تصح
ويدل لصحتها قصة عثمان رضي الله عنه حين دخل وأمير المؤمنين عمر يخطب الناس يوم الجمعة، فلامه على ذلك فقال: {والله ياأمير المؤمنين مازدت على أن توضأت ثم أتيت , فقال له عمر : والوضوء أيضاً ؟ أي: كيف تقتصر على الوضوء وتترك الغسل؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أتى أحدكم الجمعة فليغتسل فلامه على ترك الاغتسال أمام الناس
وأذن له أن يصلي الجمعة، ولو كانت لا تصح لقال: اذهب واغتسل
============
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
من فتاوى لقاء الباب المفتوح39