فوائد من تفسير الشيخ العثيمين لسورة البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
ينبغي على من آتاه الله من فضله من العلم وغيره ، أن يكون أعبد لله من غيره لأن
الله تعالى أعطاه من فضله فكان حقه عليه أعظم من حقه على غيره ، فكلما عظم الإحسان
من الله عزوجل استوجب الشكر أكثر ، ولهذا كان النبي يقوم في الليل حتى تتورم قدماه فقيل له في
ذلك فقال : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ) . (1/295)
===========
عرفات سمي لعدة مناسبات :
قيل : لأن الناس يعترفون هناك بذنوبهم ، ويسألون الله أن يغفر لهم
وقيل : لأن الناس يتعارفون بينهم ؛ إذ أنه مكان واحد يجتمعون فيه في النهار ؛ فيعرف بعضهم بعضاً
وقيل : لأن جبريل لما علّم آدم المناسك ، ووصل إلى هذا قال : عرفت
وقيل : لأن آدم لما أهبط إلى الأرض هو وزوجته تعارفا في هذا المكان
وقيل لأنها مرتفعة على غيرها ؛ والشيء المرتفع يسمى عُرفاً ؛ ومنه : أهل الأعراف ، كما قال تعالى : ( ونادى أصحاب الأعراف رجالا ) ؛ ومنه : عُرف الديك لأنه مرتفع ؛ وكل شيء مرتفع يسمى بهذا الاسم
وعندي ـ والله أعلم ـ أن هذا القول الأخير أقرب الأقوال ؛ وكذلك الأول : أنه سمي عرفات ؛ لأن الناس يعترفون فيه لله تعالى بالذنوب ؛ ولأنه أعرف الأماكن التي حوله . (2/421)
===========
قال تعالى ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله )
أي يبيعها ؛ لأن ( شرى ) بمعنى باع كقوله تعالى ( وشروه بثمن بخس ) أي باعوه بثمن بخس ؛ أما ( اشترى ) فهي بمعنى ابتاع ؛ فإذا جاءت التاء فهي للمشتري الآخذ ؛ وإذا حذفت التاء فهي للبائع المعطي . (2/451)
===========
قال تعالى ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس )
تأمل قوله تعالى ( منافع للناس ) ؛ لأنها منافع مادية بحتة تصلح للناس من حيث هم أناس ؛ وليست منافع ذات خير ينتفع بها المؤمنون . (3/69)
===========
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة )
ظاهر الآية نفي الشفاعة مطلقاً ؛ وحينئذ نحتاج إلى الجمع بين هذه الآية وبين النصوص الأخرى الدالة على إثبات الشفاعة في ذلك اليوم ؛ فيقال : الجمع أن يحمل مطلق هذه الآية على المقيد بالنصوص الأخرى ، ويقال إن النصوص الأخرى دلت على أن هناك شفاعة ؛ لكن لها ثلاثة شروط : رضا الله عن الشافع وعن المشفوع له وإذنه في الشفاعة . (3/249)
===========
إن قال قائل : عندي مال محرم لكسبه ، وأريد أن أتصدق به فهل ينفعني ذلك ؟
فالجواب : إن أنفقه للتقرب إلى الله به : لم ينفعه ، ولم يسلم من وزر الكسب الخبيث ؛ والدليل قوله ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ) ؛ وإن أراد بالصدقة التخلص منه ، والبراءة من إثمه : نفعه بالسلامة من إثمه ، وصار له أجر التوبة منه لا أجر الصدقة
ولو قال قائل : عندي مال اكتسبته من ربا فهل يصح أن أبني به مسجداً ، وتصح الصلاة فيه ؟
فالجواب : بالنسبة لصحة الصلاة في هذا المسجد هي صحيحة بكل حال ؛ وبالنسبة لثواب بناء المسجد : إن قصد التقرب إلى الله بذلك لم يقبل منه ، ولم يسلم من إثمه ؛ وإن قصد التخلص سلم من الإثم ، وأثيب ـ لا ثواب باني المسجد ـ ولكن ثواب التائب . (3/328)
==========
الشيخ فهد الجريوي حفظه الله
من موقع ملتقى أهل التفسير