فوائد من تفسير العلامة السعدي
كتاب : تيسير الكريم الرحمن في تفسير
كلام المنان ، للشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي ، الطبعة الأولى 1422هـ
====
قال تعالى
( اهدنا الصراط
المستقيم ) فهذا
الدعاء من أجمع الأدعية وأنفعها للعبد ؛ ولهذا وجب على الإنسان أن يدعو الله به في
كل ركعة من صلاته لضرورته إلى ذلك . ص33
===
===
أما الحروف المقطعة في أوائل السورة
؛ فالأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها من غير مستند شرعي ، مع الجزم بأن الله
تعالى لم ينزلها عبثاً ، بل لحكمة لا نعلمها . ص34
===
===
قال تعالى
( وإنا أو إياكم
لعلى هدى أو في ضلال مبين )
أتى بعلى في الهدى لأن صاحب الهدى
مستعل بالهدى مرتفع به ، وأتى بفي في الضلالة لأن صاحب الضلال منغمس فيه محتقر .
ص37
===
===
قال تعالى (
وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال
لا ينال عهدي الظالمين ) . وقال تعالى ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلداً آمناً وارزق أهله
من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى
عذاب النار وبئس المصير )
أي وإذ دعا إبراهيم لهذا البيت أن
يجعله الله بلداً آمناً ويرزق أهله من أنواع الثمرات ، ثم قيد هذا الدعاء للمؤمنين تأدباً مع الله
إذ كان دعاؤه الأول فيه الإطلاق ، فجاء الجواب فيه مقيداً بغير الظالم ، فلما دعا
لهم بالرزق وقيده بالمؤمن وكان رزق الله شاملاً للمؤمن والكافر والعاصي والطائع قال
تعالى ( ومن
كفر ) أي :
أرزقهم كلهم مسلمهم وكافرهم ، أما المسلم فيستعين بالرزق على عبادة الله ثم ينتقل
منه إلى نعيم الجنة ، وأما الكافر فيتمتع فيها قليلاً ، ( ثم أضطره ) ؛ أي : ألجئه وأخرجه مكرهاً
( إلى عذاب النار
وبئس المصير ) .
ص92
===
===
قال ذاكراً
استغفار آدم وحواء ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من
الخاسرين ). فمن
أشبه آدام بالاعتراف وسؤال المغفرة والندم والإقلاع إذا صدرت منه الذنوب ؛ اجتباه
ربه وهداه ، ومن أشبه إبليس إذا صدر منه الذنب لا يزال يزداد من المعاصي ؛ فإنه لا
يزداد من الله إلا بعداً . ص538
===
===
قال تعالى (
أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ) . وهذه الآية الكريمة فيها من التخويف
البليغ على أن العبد لا ينبغي له أن يكون آمناً على ما معه من الإيمان ، بل لا يزال
خائفاً وجلاً أن يبتلى ببلية تسلب ما معه من الإيمان ، وأن لايزال داعياً بقوله :
يا مقلب القلوب ! ثبت قلبي على دينك ، وأن يعمل ويسعى في كل سبب يخلصه من الشر عند
وقوع الفتن ؛ فإن العبد ولو بلغت به الحال ما بلغت ؛ فليس على يقين من السلامة .
ص568
===
===
قال تعالى ( وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا )
وهذه عادة المنافق عند الشدة والمحنة ؛ لايثبت إيمانه ، وينظر بعقله القاصر إلى الحالة الحاضرة ، ويصدِّق ظنه . ص1375
=========
الشيخ فهد الجريوي حفظه الله
ملتقى أهل التفسير