كيف نتعامل مع من يقول إن الله لم يكتب لي الهداية؟
الحمد لله
نقول بكل بساطة : أطَّلعت الغيب أم اتخذت عند الله عهداً؟ إن قال : نعم ، كفر لأنه ادعى علم الغيب وإن قال: لا ، خصم وغلب ، إذا كنت لم تطلع أن الله لم يكتب لك الهداية فاهتد ، فالله ما منعك الهداية بل دعاك إلى الهداية ، ورغبك فيها ، وحذرك من الضلالة ، ونهاك عنها
ولم يشأ الله عز وجل أن يدع عباده على ضلالة أبداً قال - تعالى- {يبين الله لكم أن تضلوا} {يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم} فتب إلى الله ، والله عز وجل أشد فرحاً بتوبتك من رجل أضل راحلته وعليها طعامه وشرابه ، وأيس منها ، ونام تحت شجرة ينتظر الموت ، فاستيقظ فإذا بخطام ناقته متعلق بالشجرة فأخذ بخطام الناقة فرحاً وقال (اللهم أنت عبدي وأنا ربك) . أخطأ من شدة الفرح
فنقول : تب إلى الله ، والله أمرك بالاهتداء وبين لك طريق الحق. والله ولي التوفيق
============
سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
من كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة ش ابن عثيمين المجلد الثاني