حديث : لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر
الحمد لله
هذا الحديث: « لاَ تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ ».مشهور ثابت في الصحيح وفي غيره
وفي الرواية المشهورة: « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يُؤْذِينِى ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ » [3]
معنى ذلك: أن الله -جل وعلا- هو الذي يصرف الدهر، والدهر هو الأيام والليالي، فسبها وهي لا تصنع شيئًا يعود إلى سب مَن يسيرها، فهي لا تملك لنفسها شيئًا، والليل والنهار لا يأتيان باختيارهما ولا يذهبان باختيارهما، وإنما بأمرٍ من الله -جل وعلا- وبتدبيره.
إذن النهي عن سب الدهر إنما لأجل أن الله -جل وعلا- هو الذي يُقَلِّبه كما قال: « وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِي الأَمْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ». يعني أنا مَالِكُه، ومُصَرِّفُه، ومُدَبِّرُه، ومُجْرِيهِ، ومُبَدِّلُ آياتِه، وهذا التأويل متعين ؛ لأنه من المعلوم أن الليل والنهار الذي هو الدهر ليس هو الله -جل وعلا- ولهذا غلط مَن جعل أن من أسماء الله -جل وعلا- الدهر، كابن حزم ومن شابهه
****************
سماحة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
فتاوى - أسئلة في لمعة الاعتقاد
-----------------------------
[3] أخرجه البخاري (4 / 1825، رقم 4549)، ومسلم (4 / 1762، رقم 2246)