تسمية الأقصى بـ ثالث الحرمين

الحمد لله
وأمَّا قول القائل: ثالث الحرمين الشريفين، يريد به المسجد الأقصى، فهذا تعبير فيه خطأ، وهو يوهم أن المسجد الأقصى حرم، فتكون المساجد المحرَّمة ثلاثة، وليس كذلك، فما ثمَّ إلا حرمان مكة والمدينة، كما أخبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- بأن الله حرَّم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة. وأخبر: بأن إبراهيم عليه السلام حرَّم مكة وأنه صلى الله عليه وسلم حرَّم المدينة [1] 
ومعنى تحريمها أي: أن الله حرَّم فيهما مالا يحرم في غيرهما، كقطع الشجر، وقتل الصيد. 
 
 أمَّا المسجد الأقصى فليس فيه تحريم خاص، لكنه من المساجد الثلاثة المفضلة التي قال فيها الرسول –صلى الله عليه وسلم-: "لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا، ومسجد الحرام، ومسجد الأقصى" [2] 
 
فليتنبه إلى الفرق بين هذه المساجد. فللمسجد الحرام ومسجد النبي –صلى الله عليه وسلم- خصوصيَّة ليست لغيرهما من المساجد، والله أعلم.
 
*********************
سماحة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك 
---------------------
[1]  صحيح البخاري (2090)، (2119)، وصحيح مسلم (1353، 1360)
[2] صحيح البخاري (1189)، وصحيح مسلم (1397).

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

تليين القلب الحجر