فوائد من تفسير العثيمين لسورة البقرة (مجلد3)
الحمد لله
فوائد من المجلد الثالث
قال تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم )
( عسى ) تأتي لأربعة معان : للرجاء ؛ والإشفاق ؛ والتوقع ؛ والتعليل ؛ والظاهر أنها هنا للتوقع ، أو للترجية ـ لا الترجي ـ فإن الله عزوجل لا يترجي كل شيء عنده هين ؛ لكن الترجية بمعنى أنه يريد من المخاطب أن يرجو هذا ؛ أي افعلوا ما آمركم به عسى أن يكون خيراً . ص48 ـ 49
=======
قال تعالى ( يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس )
تأمل قوله تعالى ( منافع للناس ) ؛ لأنها منافع مادية بحتة تصلح للناس من حيث هم أناس ؛ وليست منافع ذات خير ينتفع بها المؤمنون . ص69
=======
إن قال قائل : عندي مال محرم لكسبه ، وأريد أن أتصدق به فهل ينفعني ذلك ؟
فالجواب : إن أنفقه للتقرب إلى الله به : لم ينفعه ، ولم يسلم من وزر الكسب الخبيث ؛ والدليل قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ) ؛ وإن أراد بالصدقة التخلص منه ، والبراءة من إثمه : نفعه بالسلامة من إثمه ، وصار له أجر التوبة منه لا أجر الصدقة
ولو قال قائل: عندي مال اكتسبته من ربا فهل يصح أن أبني به مسجداً، وتصح الصلاة فيه ؟
فالجواب : بالنسبة لصحة الصلاة في هذا المسجد هي صحيحة بكل حال ؛ وبالنسبة لثواب بناء المسجد : إن قصد التقرب إلى الله بذلك لم يقبل منه ، ولم يسلم من إثمه ؛ وإن قصد التخلص سلم من الإثم ، وأثيب ـ لا ثواب باني المسجد ـ ولكن ثواب التائب . ص328
=======
=======
إن قال قائل كيف يزيد الله تعالى المنفق فضلاً ونحن نشاهد أن الإنفاق ينقص المال حساً ؛ فإذا أنفق الإنسان من العشرة درهماً صارت تسعة ؛ فما وجه الزيادة ؟
أما بالنسبة لزيادة الأجر في الآخرة فالأمر ظاهر فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ؛ ومن تصدق بما يعادل تمرة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ فإن الله يربيها له حتى تكون مثل الجبل
وأما بالنسبة للزيادة الحسية في الدنيا فمن عدة أوجه :
وأما بالنسبة للزيادة الحسية في الدنيا فمن عدة أوجه :
الوجه الأول : أن الله قد يفتح للإنسان باب رزق لم يخطر له على بال فيزداد ماله .
الوجه الثاني : أن هذا المال ربما يقيه الله آفات لولا الصدقة لوقعت فيه ؛ وهذا مشاهد فالإنفاق يقي المال الآفات .
الوجه الثالث : البركة في الإنفاق بحيث ينفق القليل ، وتكون ثمرته أكثر من الكثير ؛ وإذا نُزعت البركة من الإنفاق فقد ينفق الإنسان شيئاً كثيراً في أمور لا تنفعه ؛ أو تضره وهذا شيء مشاهد . ص349
=======
الشيخ فهد الجريوي حفظه الله
ملتقى أهل التفسير