فوائد من شرح الشيخ العثيمين للأربعين النووية
الحمد لله
في قوله صلى الله عليه وسلم ( ومن كانت هجرته إلى
دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) من البلاغة :
إخفاء
نية من هاجر للدنيا ، لقوله ( فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ولم يقل : إلى دنيا
يصيبها ، والفائدة البلاغية في ذلك هي : تحقير ما هاجر إليه هذا الرجل ، أي ليس
أهلاً لأن يذكر ، بل يكنى عنه بقوله : إلى ما هاجر إليه . ص10 ـ 11
^^^^^
إذا قال قائل : قول الملبي : لبيك اللهم عمرة ، ولبيك حجاً ، ولبيك اللهم عمرة
وحجاً ، أليس هذا نطقاً بالنية ؟
فالجواب : لا ، هذا من إظهار شعيرة النسك ،
ولهذا قال بعض العلماء : إن التلبية في النسك كتكبيرة الإحرام في الصلاة . ص15
^^^^^
قرن الرسول صلى الله عليه وسلم مع الله تعالى بالواو حيث
قال ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ) ولم يقل : ثم رسوله ، مع أن رجلاً قال
للرسول : ما شاء الله وشئت ،
فقال ( بل ما شاء الله وحده ) فما الفرق ؟
الجواب : أما ما يتعلق بالشريعة
فيعبر عنه بالواو ، لأن ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من الشرع كالذي صدر من
الله تعالى كما قال تعالى ( من يطع الرسول فقد أطاع الله )
وأما الأمور
الكونية : فلا يجوز أن يقرن مع الله أحد بالواو أبداً ، لأن كل شيء تحت إرادة الله
تعالى ومشيئته
فإذا قال قائل : هل ينزل المطر غداً ؟
فقيل : الله
ورسوله أعلم ، فهذا خطأ ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس عنده علم بهذا
وإذا قال : هل هذا حرام أم حلال ؟
فقيل في الجواب : الله ورسوله
أعلم ، فهذا صحيح ، لأن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم في الأمور الشرعية حكم
الله تعالى كما قال عزوجل ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) . ص21
^^^^^
أخطأ بعض المؤرخين الذين قالوا : إن هناك رسولاً أو أكثر قبل نوح ، فليس قبل نوح
عليه السلام رسول بدليل قول الله تعالى
( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال الله عزوجل (
ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب ) أي في ذريتهم خاصة
ومن السنة ما جاء في حديث الشفاعة أن الناس يأتون نوح فيقولون له ( أنت
أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض ) فعقيدتنا أن أو الرسل نوح عليه السلام ، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم . ص33
^^^^^
أحسن ما يقال في تعريف الحديث القدسي
: إنه ما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عزوجل ،
ونقتصر على هذا ولا نبحث هل هو من قول الله لفظاً ومعنى ، أو من قول الله معنى ومن
لفظ النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن هذا فيه نوع من
التكلف وقد نهينا عن التكلف ونهينا عن التنطع وعن التعمق . ص267
^^^^^
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال ( يا عبادي كلكم
ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم )
إن قال قائل : هنا إشكال وهو أن النبي
صلى الله عليه وسلم أخبر أن كل مولود يولد على الفطرة وهنا يقول : كلكم ضال ؟
فالجواب : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (
كل مولود يولد على الفطرة ) لكن قال ( أبواه يهودانه أو يمجسانه ) وهنا يخاطب
عز وجل المكلفين الذين قد تكون
تغيرت فطرتهم إلى ما كان عليه آباؤهم ، فهم ضلال حتى يهديهم الله عزوجل . ص 270 ـ
271
^^^^^
كثير من الإخوة إذا أراد أن يقرأ قال : قال الله عز وجل أعوذ بالله من الشيطان
الرجيم ( إنا أنزلنه في ليلة القدر ) . وهذا تخليط ، لأنه إذا قال : قال الله
تعالى : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . أدخل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم في
مقول القول ، وهذا غلط ، وإذا كان و لابد أن تقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .
فقلها قبل ، أي قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قال الله تعالى
فما
قصد به الاستدلال فإنه لا يتعوذ فيه بخلاف ما قصد فيه التلاوة ، والآية ظاهرة (
فإذا قرأت القرءان فاستعذ بالله ) . ص 329
^^^^^
يوم القيامة هو الذي تقوم فيه الساعة ، وسمي بذلك لثلاثة أمور :
الأول : أن
الناس يقومون فيه من قبورهم لله عز وجل ، قال الله تعالى :
( يوم يقوم الناس لرب العالمين )
الثاني : أنه تقام فيه الأشهاد ، كما قال
تعالى ( إنا لننصر رسُلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) .
الثالث : أنه يقام فيه العدل ، لقول الله تعالى ( ونضع الموازين القسط
ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً ) . ص 385
^^^^^^^^^
الشيخ فهد الجريوي حفظه الله
ملتقى أهل التفسير