المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١١

صفة صلاة : الخوف

الحمد لله   صلاة الخوف لها صفات متعددة منها في حديث سعد بن أبي حثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الجيش إلى قسمين قسم جعلهم تجاه العدو وقسم آخر صلى بهم فصلى بهم ركعة ثم قام إلى الثانية فبقي قائماً فأتموا لأنفسهم أي أنهم قرأوا ما تيسر من القرآن مع الفاتحة ثم ركعوا وسجدوا و أتموا الصلاة وانصرفوا في مكان الطائفة التي تحرس     ثم جاءت الطائفة التي تحرس والنبي صلى الله عليه وسلم لم يزل قائماً فدخلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وصلوا معه الركعة التي بقيت ثم لما جلس للتشهد قاموا وأتموا صلاتهم وهو في تشهده ينتظرهم فلما جلسوا للتشهد وتشهدوا سلم بهم النبي صلى الله عليه وسلم فكانت المزية للطائفة الأولى أن أدركوا تكبيرة الإحرام وكانت المزية للثانية أن أدركوا التسليم مع النبي صلى الله عليه وسلم  وهذا من تمام العدل والإنصاف    وهذه الصفة التي ذكرناها تطابق ظاهر القرآن أما الصفة الثانية فهي ما إذا كان العدو أمامهم تجاه القبلة ولم يخافوا من كمين يأتيهم من وراء ظهورهم وهذه الصفة أن الإمام يجعل الجيش صفين صفاً مقدماً وصفاً مؤخراً فيبتدئ الصلاة بهم جميعاً فإذا ركع ركعوا جميعاً ويقومون جميعا

حديث : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك

الحمد لله     عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أبِي طالبٍ سِبْطِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَيْحَانَتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حَفِظْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم  (دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ)   [1] وقوله: "دَعْ"  أي اترك "مَا يرِيْبُكَ"  أي ما يلحقك به ريب وشك وقلق  إِلَى "مَا لاَ يَرِيْبُكَ"  أي إلى شيءٍ لايلحقك به ريبٌ ولا قلق  وهذا الحديث من جوامع الكلم وما أجوده وأنفعه للعبد إذا سار عليه، فالعبد يرد عليه شكوك في أشياء كثيرة،فنقول: دع الشك إلى ما لاشكّ فيه حتى تستريح وتسلم   فكل شيء يلحقك به شكّ وقلق وريب اتركه إلى أمر لا يلحقك به ريب، وهذا مالم يصل إلى حد الوسواس، فإن وصل إلى حد الوسواس فلا تلتفت له  وهذا يكون في العبادات، ويكون في المعاملات، ويكون في النكاح، ويكون في كل أبواب العلم  ومثال ذلك في العبادات   رجل انتقض وضوؤه، ثم صلى، وشكّ هل توضّأ بعد نقض الوضوء أم لم يتوضّأ ؟ فوقع في الشكّ ، فإن توضّأ فالصلاة صحيحة، وإن لم يتوضّأ فالصلاة باطلة، وبقي في قلق فنقول: دع ما يري

الجمع بين وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم و لا تزر وازرة وزر أخرى

بسم الله الرحمن الرحيم قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ} [النحل25] هذه الآية الكريمة تدل على أن هؤلاء الضالين المضلين يحملون أوزارهم كاملة ويحملون أيضا من أوزار الأتباع الذين أضلوهم  وقد جاءت آيات أخر تدل أنه لا يحمل أحد وزر غيره كقوله تعالى: {وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} وقوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام164]     والجواب: أن هؤلاء الضالين ما حملوا إلا أوزار أنفسهم لأنهم تحمَّلوا وزر الضلال ووزر الإضلال  فمن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا لأن تشريعه لها لغيره ذنب من ذنوبه فأخذ به, وبهذا يزول الإشكال أيضا في قوله تعالى: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ} [العنكبوت13]    ===========  الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله من كتاب دفع إيهام الإضطراب عن آيات الكتاب http://isl

الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر

  الحمد لله المعجزة هي الآية الخارقة للعادة التي يؤيد الله بها أنبياءه ورسله ، ويتحدون بها الناس أما الكرامة فهي شيء خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد أحد أوليائه وهذه بعض أقوال أهل العلم في الفروق بين المعجزة والكرامة والسحر    قال العلامة السعدي رحمه الله     وأما الكرامة فهي ما يجري الله على أيدي أوليائه المؤمنين من خوارق العادات ، كالعلم ، والقدرة ، وغير ذلك ، كالظلة التي وقعت على أسيد بن الحضير حين قراءته القرآن ، وكإضاءة النور لعباد بن بشر وأسيد بن حضير حين انصرفا من عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما افترقا أضاء لكل واحد منهما طرف سوطه   الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية الخارقة للعادة على يد السحرة والمشعوذين أن المعجزة هي ما يُجرِي الله على أيدي الرسل والأنبياء من خوارق العادات التي يتحدون بها العباد ، ويخبرون بها عن الله لتصديق ما بعثهم به   ويؤيدهم بها سبحانه ؛ كانشقاق القمر ، ونزول القرآن ، فإن القرآن هو أعظم معجزة الرسول على الإطلاق ، وكحنين الجذع ، ونبوع الماء من بين  أصابعه ، وغير ذلك من المعجزات وشرط كونها كرامة أن يكون من جرت على يده

أنواع النذر وأحكامه

  الحمد لله   النَّذْر: هو إيجاب المكلف على نفسه شيئا لم يكن عليه ، سواء كان منجّزا أو معلقا . وقد جاء ذكر النذر في كتاب الله في مقام المدح قال تعالى عن عباده المؤمنين    { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا }7الإنسان    فجعل تبارك وتعالى خوفهم من أهوال يوم القيامة ووفاءهم بنذورهم من أسباب نجاتهم ودخولهم الجنة    حكم النذر:     الوفاء بالنذر المشروع واجب لقوله تعالى { ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم }{الحج29}  وقد وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة في النهي عن النذر وبيان كراهته عن أبي هريرة قال:  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  " لا تَنْذروا فإن النذر لا يغني من القدر شيئا وإنما يستخرج به من البخيل  [1]     وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا عن النذر ويقول " إنه لا يرد شيئا ، وإنما يستخرج به من الشحيح  [2]  فإن قال قائل: كيف يمدح الموفين بالنّذر ثم ينهى عنه؟  فالجواب أنّ النّذر الممدوح هو نذر الطّاعة المجرّد دون تعليقه على شيء, يُلزم الإنسان نفسه به حملا لها عن الطّاعة ومنعا للتقاعس والكسل أو

عداوة أهل النار بعضهم لبعض في النار

بسم الله الرحمن الرحيم     إن من رحمة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بنا أن نقل لنا في كتابه وفي سنة رسوله صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلِيهِ صوراً حية من أحداث يوم القيامة ومن أحوالها التي تكون لأهل الإيمان ولأهل الكفر والنفاق  حتى لكأن الإنسان ينظرها عياناً   حتى   نأخذ العظة والعبرة، ونعمل عملاً صالحاً، حتى لا نكون ممن يتعرضون لتلك الأحوال؛ لأن الكفرة والمنافقين كلٌّ يمقت نفسه ويزدريها، ويتمنى لو تسوى به الأرض،  ويكونون عدماً     هؤلاء أهل النار كلهم: بعضهم يلعن بعضاً، لا يوجد شخص يحب الآخر    مخاصمة بين التابعين والمتبوعين   تحصل مخاصمة  بين التابعين والمتبوعين، بين العابد والمعبود، فيتبرأ كل من الآخر    قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96)الشعراء } يتشاجر في النار التابع والمتبوع}  {تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (97)* إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) الشعراء }   نجعلكم مثل الله نطيعكم، تحرمون ما أحل الله فنحرمه، وتحلون ما حرم الله فنحله، وتشرعون شريعة غير دين الله ثم نطبقها، وتضعون قوانين ما أنزل الله بها من سلطان ونحن نطيعكم عليها، سو

التخويف بالآيات ليس خرافة

الحمد لله قال الله تعالى ( وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً ) [الإسراء: 59]   وقال النبي صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس في عهده: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم منها ذلك فصلوا وادعوا  حتى ينكشف ما بكم"   ولما حصل الكسوف في عهده خرج صلى الله عليه وسلم من بيته فزعًا يجر رداءه يخشى أن تكون الساعة وما زال المسلمون يعملون بهذه السنة النبوية الثابتة بالأحاديث الصحيحة. يصلون صلاة الكسوف ويدعون الله ويستغفرونه خوفًا من العقوبات  طلع علينا من  ينكر فيه التخويف بالكسوف والخسوف والرعد وينكر أن يكونان من الآيات التي يخوف الله بهما عباده مخالفًا الآية وقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك  حيث قال ( فالإنسان البدائي مثلًا كان يعتقد أن صوت الرعد الذي يتوافق مع الصواعق يعبر عن غضب الإله وحتى يومنا هذا ما يزال من يعتقد أن صوت الكسوف والخسوف إشارتان لانتهاء الزمن واقتراب الحساب وأنا شخصيًا تعلمت في طفولتي الخوف منهما لهذا السبب. وفي حالات كهذه كان الرعب يملأ القلوب وتسيطر الخرافة على العقو

بل فرعون لعنه الله مات كافرا

الحمد لله نشرت جريدة... مقالًا للكاتب... عنوانه (هل فرعون مات كافرا)   قال: فإنه نطق بالشهادة على وجهها وأعلن إيمانه بالله وتوحيده له عندما أدركه الموت كما جاء في قوله تعالى ( حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ )[ يونس90 ]  وهذه شهادة واضحة وصريحة وفرعون إنما مات بعد النطق بالشهادة فهو على الأصل لم يمت كافرا... إلى آخر ما قال   =*=     فرعون إنما قال ما قال لما حضره الموت وقد نفى الله قبول التوبة عمن هو في مثل حال فرعون فإن فرعون إنما قال: ( آمَنْتُ ) [ يونس: 90 ] لما أدركه الغرق وحضره الموت فليس له توبة بنص الآية الكريمة   وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" أي تبلغ روحه الغرغرة، وفرعون قال ما قال لما بلغت روحه الغرغرة بإدراك الغرق له لما رأى أنه ميت لا محالة      وقد قال الله في حقه: { أَالآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ} يونس: 91 ]   وقال الله عنه: ( وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِي