المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٧

حكم الكذب في الرؤيا

الحمد لله الكذب في الرؤيا قد عده أهل العلم من كبائر الذنوب ، لما ورد فيه من النهي والوعيد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  (مَنْ تَحَلَّمَ بِحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَلَنْ يَفْعَلَ) .[1] وفي "عون المعبود":    (وَمَنْ تَحَلَّمَ ) : أَيْ اِدَّعَى أَنَّهُ رَأَى رُؤْيَا ( كُلِّفَ ) : مِنْ التَّكْلِيف أَيْ يَوْم الْقِيَامَة ( أَنْ يَعْقِد شُعَيْرَة ) : أَيْ وَلَا يَسْتَطِيع ذَلِكَ لِأَنَّ الْعَقْد بَيْن طَرَفَيْ شُعَيْرَة غَيْر مُمْكِن وَهُوَ كِنَايَة عَنْ اِسْتِمْرَار التَّعْذِيب ". انتهى     قال الإمام الطبري رحمه الله : " إن قال قائل: ما وجه خصوص النبي عليه السلام الكاذب في رؤياه بما خصه به ، من تكليف العقد بين طرفي شعرتين يوم القيامة ؟ وهل الكاذب في رؤياه إلا كالكاذب في اليقظة، وقد يكون الكذب في اليقظة أعظم في الجرم ، إذا كان شهادة توجب على المشهود عليه بها حدًا أو قتلاً أو مالاً يؤخذ منه، وليس ذلك في كذبه في منامه؛ لأن ضرر ذلك عليه في منامه وحده دون غيره؟    قيل

حكم تمني الموت

الحمد لله أولاً : طول العمر للمؤمن الذي يعمل صالحاً خير له من الموت ولأجل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت ، لأنه يحرم المؤمن من خير الطاعة ولذة العبادة ، وفرصة التوبة ، واستدراك ما فات    فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :   ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ , وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ ، إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ ، وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا )  [1] فجمع بين النهي عن تمني الموت ، والنهي عن الدعاء به على النفس    وفي تمني الموت معنى آخر يمنع منه : وهو أن سكرات الموت شديدة ، وهول المطلع أمر فظيع ، ولا عهد للمرء بمثل ذلك ، ثم إن الإنسان لا يدري ما ينتظره بعد الموت ! نسأل الله السلامة ، فتمني الموت طلب لشيء لا عهد للمرء به ، وتغرير بنفسه ؛ وعسى إن تمنى الموتَ بسبب شدةٍ وقع فيها أن يكون كالمستجير من الرمضاء بالنار ، فلعله أن يهجم بعد الموت على ما هو أعظم وأشد مما هو فيه ؛ فتمني الموت حينئذ نوع من استعجال البلاء قبل وقوعه ، ولا

حكم من يصلي أحياناً ويترك أحياناً

الحمد لله إن كان يفعل ذلك إنكاراً للوجوب والفرضية، أو شكًّا في الوجوب فهو كافر؛ كافر من أجل هذا؛ أي: من أجل شكه في الوجوب أو إنكاره لوجوب هذا الشيء؛ لأن فرض الصلاة والصيام معلوم بالكتاب والسنة، وبالإجماع القطعي من المسلمين، ولا ينكر فرضيته أحد من المسلمين إلا رجلاً أسلم حديثاً ولم يعرف من أحكام الإسلام شيئاً؛ فقد يخفى عليه هذا الأمر.    أما إذا كان يترك بعض الصلوات أو بعض أيام رمضان وهو مقر بوجوب الجميع فهذا فيه خلاف بالنسبة لترك الصلاة، أما الصيام فليس بكافر، فلا يكفر بترك بعض الأيام؛ بل يكون فاسقاً.     ولكن الصلاة هي التي نتكلم عنها؛ فنقول: اختلف العلماء القائلون بتكفير تارك الصلاة:  هل يكفر بترك فريضة واحدة، أو فريضتين، أو لا يكفر إلا بترك الجميع ؟ والذي يظهر لي أنه لا يكفر إلا إذا ترك الصلاة تركاً مطلقاً؛ بمعنى أنه كان لا يصلي، ولم يعرف عنه أنه صلى وهو مستمر على ترك الصلاة.     فأما إذا كان أحياناً يصلي وأحياناً لا يصلي مع إقراره بالفرضية فلا أستطيع القول بكفره؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" بَيْنَ الرجُّلِ وبين الشركِ والكفرِ تَرْكُ الصلاة "  فمن

لطائف قرآنية (11)

الحمد لله     من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله ، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه ، وإن آثر الراحة هنا والدعة والبطالة والنعمة ، طال عليه الوقوف ذلك اليوم واشتدت مشقته عليه وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله : { ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا } فمن سبح الله ليلاً طويلاً ، لم يكن ذلك اليوم ثقيلاً عليه ، بل كان أخف شيء عليه ابن القيم ـ اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية     = = =     قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } قد يتوهم الجاهل من ظاهر هذه الآية الكريمة عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكن نفس الآية فيها إشارة إلى أن ذلك فيما إذا بلغ جهده فلم يقبل منه المأمور ، وذلك في قوله تعالى : { إذا اهتديتم } لأن من ترك الأمر بالمعروف لم يهتد الشنقيطي ـ أضواء البيان     = = =   وإذا كان العبد ، وهو في الصلاة ليس له إلا ما عقل منها   فليس له من عمره إلا ما كان فيه بالله ولله ابن

ما الحكمة من إيجاد الكرام الكاتبين مع أن الله يعلم كل شيء

الحمد لله نقول في مثل هذه الأمور إننا قد ندرك حكمتها وقد لا ندرك، فإن كثيراً من الأشياء لا نعلم حكمتها قال الله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسـرَاء]    فإن هذه المخلوقات لو سألنا سائل: ما الحكمة أن الله جعل الإبل على هذا الوجه، وجعل الخيل على هذا الوجه، وجعل الحمير على هذا الوجه، وجعل الآدمي على هذا الوجه، وما أشبه ذلك ؟ لو سألنا عن الحكمة في هذه الأمور ما علمناها، ولو سئلنا ما الحكمة في أن الله عز وجل جعل صلاة الظهر أربعاً وصلاة العصر أربعاً والمغرب ثلاثاً وصلاة العشاء أربعاً وما أشبه ذلك ؟ ما استطعنا أن نعلم الحكمة في ذلك.     وبهذا علمنا أن كثيراً من الأمور الكونية وكثيراً من الأمور الشرعية تخفى علينا حكمتها، وإذا كان كذلك فإنا نقول: إن التماسنا للحكمة في بعض الأشياء المخلوقة أو المشروعة: إن منّ الله علينا بالوصول إليها فذاك زيادة فضل وخير وعلم، وإن لم نصل إليها فإن ذلك لا ينقصنا شيئاً.     ثم نعود إلى جواب السؤال وهو: ما الحكمة في أن الله عز وجل وكّل بنا كراماً كاتبين يعلمون

المواضع التي لا تصح الصلاة فيها

الحمد لله الأصل في هذا قوله - صلى الله عليه وسلم -:  « جعلت لي الأرض كلها مسجدا وطهورا » متفق عليه فالأصل: أن جميع المواضع من الأرض تصح فيها الصلاة كما هو صريح الحديث فمتى ادعى أحد عدم الصحة في موضع منها من غير دليل شرعي صحيح فقوله مردود والذي يصح النهي عنه غير: 1 - الأماكن النجسة 2 - والمغصوبة 3 - والحمام 4 - وأعطان الإبل 5 - والمقبرة - سوى صلاة جنازة فيها فلا تضر 6- والحش من باب أولى وأحرى  [ قلت:الحش هو مكان قضاء الحاجة ] وأما النهي عن: المجزرة والمزبلة وقارعة الطريق وفوق ظهر بيت الله: فهو ضعيف لا تقوم به حجة وأضعف من ذلك: قولهم أسطحتها مثلها فالصواب: جواز الصلاة في هذه الأماكن - المجزرة وما بعدها -   وإن كان المذهب أنها كلها لا تصح فيها   ==========  سماحة الشيخ العلامة السعدي رحمه الله تعالى من كتاب: إرشاد أولي البصائر والألباب - كتاب الصلاة  http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/إرشاد%20أولي%20البصائر%20والألباب%20لـنيل%20الفقه%20بأقرب%20الطرق%20وأيسر%20الأسباب/i723&d1033038&p1

الأخطاء التي يفعلها بعض المصلين في صلاتهم

الحمد لله - ترك رفع اليدين عند التحريمة (تكبيرة الإحرام) وعند الركوع، والرفع منه، وبعد القيام من التشهد الأول. وهو من سنن الصلاة، وكذا رفع اليدين في تكبيرات الصلاة على الميت، والتكبيرات الزوائد في صلاة العيدين والاستسقاء    - يكبر كثير من المسبوقين بعدما ينحني راكعا إذا وجد الإمام في الركوع، والأصل أن التحريمة (تكبيرة الإحرام) تفعل من قيام ثم يركع بعدها ولو استعجل فترك تكبيرة الركوع أجزأته صلاته واكتفى بالتحريمة (تكبيرة الإحرام)    - عدم التمكن من السجود ورفع بعض الأعضاء عن الأرض كمن يسجد على كور العمامة، أي على مقدمة رأسه ولا تمس جبهته الأرض، أو يسجد على جبهته ويرفع أنفه، أو يرفع قدميه عن الأرض، فلا يكون ساجدا إلا على خمسة أعضاء مع أن أعضاء السجود سبعة    - التحريك المستمر للسبابة أو غيرها من الأصابع أثناء التشهد وهي إنما يشار بها مرة أو مرتين عند الشهادتين، أو عند ذكر اسم الله ونحوه    - تحريك الكفين عند الخروج من الصلاة من جهة اليمين أو من الجهتين عند الالتفات للسلام    - كثير من المصلين يمدون أيديهم لمصافحة من يليهم، وذلك بعد السلام من الفر

معنى : حديث موضوع وأسباب وضع الأحاديث

الحمد لله (الموضوع): هو الذي تَحَقَّقَ أَنه مكذوب، واشتقاقه من وضع الشيء أي ابتدأه، ويسمى المختلق، كأن صاحبه هو الذي اختلقه يعني افتراه، ويسمى المكذوب، فالمكذوب والمفترى والمختلق والموضوع والمصنوع معناها واحد، والوضع في الحديث قد وجد منذ زمن بعيد  أسباب وضع الأحاديث: والواضعون للحديث أصناف فهناك أُناس ضعافُ الدِّين وضعوا أحاديث انتصارا للمذاهب، كما روي أن رجلا حنفيا أراد أن يرفع من قدر إمامهم أبي حنيفة ويضع من قدر الشافعي محمد بن إدريس -رحمه الله- فاختلق حديثا بلفظ:  "يكون في أُمتي رجل يقال له محمد بن إدريس أضر على أُمتي من إبليس، ويكون في أُمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أُمتي"    فعرف وضعه بظهور آثار الاختلاق عليه     وذكروا أن رجلا جاءه ولده يشكو المعلم الذي يعلم القرآن أنه ضربه، فقال: لأفضحنَّ المعلمين اليوم، ثم رَكَّبَ إسنادا له إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وافترى حديثا بلفظ: " مُعلِّمُو صبيانكم شرارُكم أقلهم رحمةً لليتيم، وأغلظهم على المسكين أو نحوه"  فاعترافه بأنه سيفضح المعلمين دل على أنه اختلق ذلك وكذب.  وقد يكون مما يدل عليه

فائدة في آية من سورة يوسف

الحمد لله قوله تعالى: { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} [يوسف:101]. هذه الآية خاتمة لقصة يوسف، وقد تضمنت مناجاة يوسف عليه السلام لربه، وتذللـه له، واعترافه بما أنعم به عليه، من الملك والعلم، وغاية هذه المناجاة سؤال حسن الخاتمة:    (تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)     وقد توسل إلى الله في هذه المناجاة لنيل غايته بأنواع من التوسل: 1ـ الاعتراف بنعمه سبحانه: { رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} 2ـ والاعتراف بربوبيته العامة: { فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 3ـ الاعتراف بولايته الخاصة: { أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} وخَتْمُ القصةِ بهذه المناجاة من بديع البيان ومن حسن الختام    ****************    سماحة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&am

لطائف قرآنية (10)

الحمد لله      قال تعالى : { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين } ولم يقل الله : وننزل من القرآن ما هو دواء ، فإن الدواء قد يصيب المحل ويحصل أثره ، وقد يتخلف لفقد شرط أو وجود مانع . أما القرآن فقد ذكر النتيجة مباشرة :   ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ) خالد السبت      = = =    ينبغي لمن طمحت نفسه لما لا قدرة له عليه ، أو غير ممكن في حقه ، وحزنت لعدم حصوله أن يسليها بما أنعم الله به عليه مما حصل له من الخير الإلهي الذي لم يحصل لغيره ؛ ولهذا لما طمحت نفس موسى عليه السلام  إلى رؤية الله تعالى وطلب ذلك من الله ، فأعلمه الله أن ذلك غير حاصل له في الدنيا وغير ممكن ، سلاّه بما آتاه فقال :    ( يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين ) عبدالرحمن السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية    = = =    قال تعالى عن كتابه :   ( مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ) المؤمن يتأثر بالقرآن ويقشعر منه جلده ويخاف ثم بعد ذلك ترجع إليه الطمأنينة ولين القلب، ويتفرع على هذه الفا

حكم تشبيك الأصابع في المسجد

الحمد لله يكره للمسلم أن يشبك بين أصابعه إذا خرج إلى الصلاة وهكذا حال انتظاره للصلاة وهكذا في الصلاة؛ لأنه جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ما يدل على كراهة ذلك، فإذا خرج في الصلاة، فإنه في صلاة فلا يشبك بين أصابعه، وهكذا في المسجد إذا كان ينتظر الصلاة لا يشبك بين أصابعه كل هذا مكروه، وهكذا في نفس الصلاة لا يشبك بين أصابعه      أما بعد الصلاة، فلا حرج ولو كان في المسجد، بعد الصلاة لا بأس أن يشبك ولو كان في المسجد، فقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- في الصحيحين أنه لما سلم من الصلاة يظن أنه أتمها تقدم وجلس في مقدم المسجد، وشبك بين أصابعه   فالحاصل أن التشبيك بعد الصلاة ولو في المسجد لا حرج فيه   ********************* سماحة الشيخ العلامة بن باز رحمه الله تعالى https://www.binbaz.org.sa/noor/375

وطئ مطلقته في العدة من غير نية إرجاعها

الحمد لله  اختلف الفقهاء في حصول الرجعة بالفعل كالوطء ومقدماته، على أربعة أقوال : 1- فذهب الحنفية إلى أن الرجعة تحصل بالوطء والتقبيل بشهوة   2- وذهب المالكية إلى صحة الرجعة بالفعل كالوطء ومقدماته بشرط أن ينوي الزوج بهذه الأفعال الرجعة ,وبدون نية الرجعه يكون قد ارتكب حراما. 3- وذهب الشافعية إلى أن الرجعة لا تصح إلا بالقول ولا تصح بالفعل مطلقا سواء كان بوطء أو مقدماته وسواء كان الفعل مصحوبا بنية الرجعة أو لا. 4- وذهب الحنابلة إلى أن الرجعة تصح بالوطء سواء نوى الزوج الرجعة أو لم ينوها، وأما مقدمات الوطء فلا تتم بها الرجعة على الصحيح من المذهب. والراجح أن الوطء تحصل به الرجعة إذا كان مع نية المراجعة. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :  أنها لا تحصل الرجعة بالوطء إلا بنية المراجعة ؛ لأن مجرد الوطء قد يستبيحه الإنسان في امرأة أجنبية مثل الزنا ، فهذا الرجل قد تكون ثارت شهوته عليها ، أو أنه رآها متجملة وعجز أن يملك نفسه فجامعها ، وما نوى الرجعة ، ولا أرادها ، ولا عنده نية أن يرجع لها ، فعلى هذا القول لا تحصل الرجعة بالوطء إلا بنية الرجعة ، وهذا هو الصحيح وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية 

حديث : خلق كل إنسان من بني آدم على ستين وثلاثمائة مفصل

"إنَّه خُلِقَ كلُّ إنسانٍ من بَني آدمَ على ستِّينَ وثلاثِمائةِ مِفصَلٍ . فمَن كبَّرَ اللهَ ، وحَمِدَ اللهَ ، وهَلَّلَ اللهَ ، وسَبَّحَ اللهَ ، واستَغفرَ اللهَ ، وعزَلَ حَجرًا عَن طريقِ النَّاسِ ، أو شَوكةً أو عَظمًا من طريقِ النَّاسِ ، وأمرَ بمَعروفٍ ، أو نَهي عن منكرٍ ، عدَدَ تلكَ السِّتِّينَ والثلاثمائةِ السُّلامَى   فإنَّه يَمشي يومَئذٍ وقد زَحزَحَ نفسَه عنِ النَّارِ"     [صحيح مسلم1007]    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن هذا الحديث يدل على استحباب التصدق عن هذه المفاصل وثبت فيه وفي غيره ما يدل على إجزاء الأذكار وركعتي الضحى عن هذه الصدقات   وقال ابن الجوزي في كشف المشكل من الصحيحين:    ينبغي للإنسان أن يجتهد كل يوم أن يأتي من أفعال الخير بمقدار ذلك العدد فإن لم يطق سبح أو قرأ هذا المقدار ,على أن صلاة ركعتين ينوب عن ذلك من جهة أنه إذا قام وقعد وركع وسجد فقد شكر بكل الأعضاء. انتهى.   ودليل إجزاء صلاة الضحى عنها ما ثبت من الترغيب فيها كما في قوله صلى الله عليه وسلم: يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل

لطائف قرآنية (9)

الحمد لله قال تعالى : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } انظر إلى هذه اللطيفة القرآنية في هذه الآية إذ ورد فيها لفظ السؤال ولم يأت بعده لفظ ( قل )   كما هو في آيات السؤال الأخرى في القرءان الكريم مثل قوله تعالى:  { يسئلونك عن الأهلة ( قل ) هي مواقيت للناس والحج } وقوله تعالى :{ يسئلونك ماذا ينفقون (قل) العفو } وفي هذا والله أعلم إشارة إلى رفع الواسطة بين العبد وربه في مقام التعبد والدعاء بكر أبوزيد ـ تصحيح الدعاء    = = =    قال تعالى في شأن يوسف وامرأة العزيز: { واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب } تأمل : المتبادر للذهن أن يكون الخطاب وألفيا سيدهما لأن يوسف مملوك لدى العزيز فلماذا نسبت السيادة للمرأة فقط ؟ لأن يوسف مسلم والعزيز كافر ولا تكون أبداً السيادة للكافر على المسلم البقاعي ـ نظم الدرر   وجه آخر : وإنما لم يقل سيدهما لأن ملكه ليوسف لم يكن صحيحاً فلم يكن سيداً له   لأن استرقاق يوسف غير شرعي وهذا كلام ربه العليم بـأمره لا كلام من استرقه  الهرري ـ حدائق الروح والريحان     = = =    قال تعال

الجمع بين وراثة الصالحين الأرض وقيام الساعة على الكفار

السؤال: كيف نوفق بين قول الله تعالى: { أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }[الأنبياء:105] وبين أنه لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله؟      الجواب: لا منافاة بينهما، فالعاقبة للمتقين، كما قال الله تعالى: { وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }[الأعراف:128] ، وقال:{ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} [الأنبياء:105] ، وبعد أن ينتهي عباد الله الصالحون بالموت بالريح التي تقبضهم، تقوم الساعة على شرار الخلق    والمقصود بالآية أن عباد الله الصالحين هم الذين يرثون الأرض قبل آخر الزمان وقبل أشراط الساعة الكبرى   ومما يدل على ذلك أن عيسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين ورثوا الأرض، ثم تأتي الريح الطيبة فتقبض أرواحهم، فلا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق، وعليهم تقوم الساعة لكن ما دام أن في الأرض مؤمنين وكفاراً فالعاقبة للمتقين، وإذا قبضت أرواح المؤمنين بقي الكفرة فقامت عليهم القيامة، فلا منافاة   *********************** فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي [ فتاوى منوعة25] http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=215&a

الجمع بين حديث: الدنيا ملعونة, والنهي عن سب الدهر

السؤال: كيف يجمع بين حديث: ( الدنيا ملعونة.. ) إلى آخره، وبين حديث: ( لا تسبوا الدهر.. ) ؟     الجواب: قوله صلى الله عليه وسلم :  ( ألا إنَّ الدنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرُ اللهِ وما والاهُ، وعالمٌ، أو متعلمٌ )   ليس سبباً للدهر، بل المعنى أنها مذمومة، فالمراد باللعن الذم، وهي مذمومة، فقد ذمها الله في القرآن والسنة، قال تعالى:{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران:185] ، فهذا ذم لها ومنه قول الله تعالى:{ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} [الإسراء:60] وهي شجرة الزقوم، ذمها الله والمراد باللعن هنا: الذم   وقوله: ( إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم )، أي أن العبادات والتعلم والتعليم وما يراد به وجه الله كله مستثنى، وما عداه فهو مذموم، فعلى هذا ليس هناك أي إشكال   ************************ فضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي [فتاوى منوعة22] http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=215&read=1&lg=150

صلى بالناس وهو محدث ناسيا , فما حكم صلاة المأمومين

الحمد لله من أمّ قوما ثم تبين أنه كان على غير طهارة ، فصلاة المأمومين صحيحة ، على الراجح من قولي العلماء ، وصلاة الإمام باطلة ، فيلزمه إعادتها   قال ابن قدامة رحمه الله:   " إذا صلى الإمام بالجماعة محدثا , أو جنبا , غير عالم بحدثه , فلم يعلم هو ولا المأمومون , حتى فرغوا من الصلاة , فصلاتهم صحيحة , وصلاة الإمام باطلة.  روي ذلك عن عمر وعثمان وعلي وابن عمر رضي الله عنهم , وبه قال مالك والشافعي    وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء : عن رجل صلى إماما صلاتي الظهر والعصر وهو جنب وكان لا يعلم بجنابته فأجابت:" يجب عليك إعادة صلاتي الظهر والعصر بعد أن تغتسل غسل الجنابة ويجب أن تعجل بذلك ، أما من صلى وراءك هذه الصلوات فلا يجب عليهم إعادتها ولأنهم معذورون لكونهم لا يعلمون حدثك " انتهى.    "فتاوى اللجنة الدائمة" ( 6 / 266 )    **************** مختصر من فتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب https://islamqa.info/ar/85011

حديث : سبعة يظلهم الله. هل هو خاص بالرجل ؟

الحمد لله قول النبي صلى الله عليه وسلم:  «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» .  وهذه الجمل السبع كما ذكرت السائلة مصدرة بكلمة رجل نعم، ولكن ليعلم أن ما جاء من النصوص في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم  معلقاً بالرجال فإنه يشمل النساء، وما جاء معلقاً بالنساء فإنه يشمل الرجال أيضاً؛ لأن ذلك هو الأصل، أي أن الأصل  تساوي الرجال والنساء في الأحكام الشرعية إلا ما قام الدليل على الاختصاص  فمثلاً قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ هذه الآية كما هو مسموع علق الحكم فيها بالنسا

حكم استمتاع الزوج بثدي امرأته وحكم الارتضاع منه

الحمد لله أباح الله عز وجل للزوج أن يستمتع بزوجته كيف شاء حتى في كيفية الإتيان، فإن الله تعالى يقول:  ﴿نساؤكم حرثٌ لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم﴾   لكن انتبه لقول ﴿ فأتوا حرثكم ﴾ فإن الحرث هو محل البذر والزرع، وذلك هو الفرج   فيجوز للإنسان أن يستمتع بزوجته حال الجماع في الفرج من قُبل يعني سواء أتى من جهة الأمام أو من جهة الخلف، أو أتاها وهي قائمة أو مضطجعة أو على أي حالٍ كانت بشرط أن يكون ذلك في الفرج، وكذلك يستمتع بها بالضم والتقبيل كيف شاء، ليس في ذلك حصر إلا أنه يحرم عليه أن يطأها في حال الحيض أو أن يطأها في الدبر مطلقاً   وعلى هذه القاعدة العامة نقول: إذا استمتع الرجل بالتقام ثدي امرأته فلا حرج عليه في ذلك، ولا تحرم عليه به حتى ولو رضع منها، فإنها لا تحرم عليه على قول جمهور أهل العلم؛ لأنه من شرط الرضاع المحرم أن يكون قبل الفطام، وأما إذا كان بعد الفطام فإنه لا يحرم ولا يؤثر شيئاً، كذلك لا بد أن يكون الرضاع خمس رضعات فأكثر، فأما دون خمس رضعات لا يؤثر شيئاً أبداً حتى لو كان طفلاً يرتضع ولا يتغذى إلا باللبن ثم رضع أربع مراتٍ من امرأة فإنه لا يكون ابناً لها بهذه الرضعات؛ لأن الم

صفات عباد الرحمن

الحمد لله فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في عدة مواطن من كتابه صفات عباده المؤمنين، كما في أول سورة المؤمنون، وآخر سورة الفرقان، ومن تلك الصفات العظيمة التي اتصف بها عباد الله سبحانه وتعالى  والتي ورد ذكرها في آخر سورة الفرقان :    أولا : التواضع وحسن السمت والسكينة والوقار:   قال تعالى: وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا . { 63 }   ثانيا: الإعراض عن الجاهلين وعدم مقابلة السيئة بمثلها:   قال تعالى: وَإِذَاخَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا. { 63 }   ثالثا: أنهم يكثرون من صلاة الليل مخلصين فيها لربهم متذللين له:   قال تعالى:  وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا .{ 64}     رابعا : أنهم يخافون عذاب جهنم ويسألون الله أن يصرفه عنهم:   قال تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)   إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا   { 66}   خامسا: أنهم أهل عدل في باب الإنفاق‘ فلا يبخلون عن النفقات الواجبة والمستحبة‘ ولايزيدون على الحد فيدخلون في