المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٥

ما هو المحكم والمتشابه من آيات القرآن؟

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين  قوله تعالى ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهات﴾، قسم الله تبارك وتعالى القرآن الكريم إلى قسمين؛ محكم، ومتشابه، والمراد بالمحكم هنا الواضح البين الذي لا يخفى على أحدٍ معناه، مثل السماء والأرض والنجوم والجبال والشجر والدواب وما أشبهها هذا محكم؛ لأنه لا اشتباه في معناه   وأما المتشابهات فهي الآيات التي يشتبه معناها ويخفى على أكثر الناس ولا يعرفها إلا الراسخون في العلم، مثل بعض الآيات المجملة التي ليس فيها تفصيل فتفصلها السنة، مثل قوله تعالى ﴿أقيموا الصلاة﴾، فإن إقامة الصلاة غير معلومة، والمعلوم من هذه الآية وجوب إقامة الصلاة فقط، لكن كيف الإقامة؟ هذه يعرف من دليل آخر   والحكمة من أن القرآن نزل على هذين الوجهين، الابتلاء والامتحان؛ لأن من في قلبه زيغ يتبع المتشابه فيبقى في حيرةٍ من أمره. وأما الراسخون في العلم فإنهم يؤمنون به كله متشابهه ومحكمه، ويعلمون أنه من عند الله، وأنه لا تناقض فيه   ومن أمثلة المتشابه، قول الله تبارك وتعالى ﴿ثم لم تكن

هل يلزم الإمام أن يسكت بعد الفاتحة بما يكفي لقراءة المأمومين الفاتحة؟

الحمد لله الأئمة الذين يصنعون ذلك، ولا يسكتون بين قراءة الفاتحة وقراءة السورة التي بعدها، يمكن أن يكون ذلك الفعل منهم صادراً عن جهل أو عن علم، فقد يكون عن علم؛ وذلك لأن حديث سَمُرَة في إثبات السكتتين -إحداهما بعد قراءة الفاتحة- اختلف العلماء في تصحيحه، فمنهم من رآه صحيحاً وعمل به، وقال: إنه يشرع للإمام أن يسكت بعد قراءة الفاتحة، والسكتة الواردة سكتةٌ مطلقه ليست محدده كما حددها بعض الفقهاء بمقدار قراءة المأموم للفاتحة، وإنما هي سكتةٌ مطلقة للفصل بين فرض القراءة ونفلها      ومن العلماء من لا يصحح الحديث ويري أنه ينبغي وصف قراءة ما بعد الفاتحة بها، ولا يمكن أن نحجر على أحد ما أداه إليه علمه بعد العلم والاجتهاد، ولكن الحديث نرى أنه حجة، وقد أثبته الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وقال: إنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا السكوت،هذا بالنسبة للإمام   أما بالنسبة للمأموم فإنه يقرأ الفاتحة ولو كان الإمام يقرأ، على الوجه الذي نختاره لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم:  «لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن». وهذا الحديث ثابت في الصحيحين وغيرهما، وفي حديث عبادة بن الصامت في السنن أن النبي

رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في المنام

الحمد لله رؤية النبي صلى الله عليه وسلم حق، فإن الشيطان لا يتمثل به، ولكن يجب أن تنزل أوصاف المرئي على ما جاءت به الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوصافه صلى الله عليه وسلم    فإن طابقت الأوصاف أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم فإنه حق، وإن خالفت فإن ما رآه ليس هو النبي صلى الله عليه وسلم   وهذه المسألة كثيراً ما يقع فيها بعض الناس، يرون خيالاً فيعتقدونه النبي صلى الله عليه وسلم، أو يقال لهم أنه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إذا وصفوا ما رأوا  فإذا أوصافه تخالف أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، وبهذا يتبين أن ما رأوه ليس بصحيح   على كل حال، لا بد أن يعرف أن أوصاف الذي رآه في المنام مطابقة لأوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، فإن لم تكن مطابقة فإن ما رآه ليس هو النبي صلى الله عليه وسلم   ============   سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى http://zadgroup.net/bnothemen/content/6668

ما هو المشعر الحرام؟

الحمد لله المشعر الحرام يراد به أحياناً المكان المعين الذي بني عليه المسجد، وهو الذي أتاه النبي عليه الصلاة والسلام حين صلى الفجر في مزدلفة، ركب حتى أتى المسجد ووقف عنده ودعا الله وكبره وهلله حتى أسفر جداً. وأحياناً يراد به جميع مزدلفة؛ وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وقفت هاهنا وجمعٌ كلها موقف». وقال الله عز وجل ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾   وعلى هذا فيكون المشعر الحرام تارةً يراد به المكان المعين الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم وهو الجبل المعروف في مزدلفة وعليه بني المسجد، وأحياناً يراد به جميع مزدلفة؛ لأنها مشعر حرام، وإنما قيدت بالمشعر الحرام لأن هناك مشعراً حلالاً وهو عرفة، فإنه مشعر، بل هو أعظم المشاعر المكانية، فهو مشعر لكنه حلال؛ لأنه خارج أميال الحرام، بخلاف المشعر الحرام بمزدلفة الذي يقف الناس فيه فإنه حرامٌ، ولم تُسَمَّ منى مشعراً حراماً لأنه ليس فيها وقوف، والوقوف الذي بين الجمرات في أيام التشريق ليس وقوفاً مستقلاً، بل هو في ضمن عبادة رمي الجمرات   السؤال: في قوله «وجمع كلها موقف» المراد به ج

هل سجود السهو قبل السلام أم بعده ؟

الحمد لله   يكون السجود قبل السلام في موضعين:    أحدهما: إذا كان عن نقص، مثل: أن ينسى التشهد الأول، أو ينسى أن يقول: "سبحان ربي العظيم" في الركوع، أو ينسى أن يقول: "سبحان ربي الأعلى في السجود، أو ينسى أن يكبر غير تكبيرة الإحرام، أو ينسى أن يقول: "سمع الله لمن حمده" عند الرفع من الركوع. فإن نسي مثل هذه الواجبات؛ وجب عليه سجود السهو قبل السلام     الثاني: إذا شك في عدد الركعات فلم يدر كم صلى ولم يترجح عنده شيء، فإنه يبني على الأقل ويسجد للسهو قبل السلام، فإذا شك هل صلى ثلاثاً أم أربعاً ولم يترجح أنها ثلاث أو أربع فليجعلها ثلاثاً ويصلي الرابعة، ثم يسجد للسهو قبل أن يسلم     ويكون السجود بعد السلام في موضعين:     أحدهما: إذا كان عن زيادة، مثل أن ينسى فيركع مرتين، أو يسجد ثلاث مرات، أو ينسى فيزيد ركعة، أو ينسى فيسلم قبل تمام صلاته ثم يذكر فيتمها، فإذا فعل مثل هذه الأمور، وجب عليه سجود السهو بعد السلام     الثاني: إذا شك في عدد الركعات، فلم يدر كم صلى وترجح عنده أحد الطرفين فإنه يبني على ما ترجح عنده فيتم صلاته عليه ويسلم ثم يسجد سجدتين ويسلم. فإذ

تخرج منه مادة لزجة مع البول فهل يجب عليه الاغتسال؟

الحمد لله هذا لا يوجب الاغتسال؛ لأن ذلك ليس بمني، بل هو فضلاتٌ راسبة في القنوات المنوية تخرج أثناء البول؛ إذ المني الذي يوجب الغسل هو ما يخرج بشهوة، هذا هو المني الذي يوجب الغسل، فأما ما خرج بدون شهوة فليس فيه غسل   إلا إذا كان من نائم، فإن النائم إذا استيقظ من نومه ووجد عليه أثر المني فوجب عليه أن يغتسل، سواء ذكر احتلاماً أو لم يذكر، أما اليقظان فلا يجب عليه الغسل بخروج المني إلا إذا كان بلذة =========   سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى  http://zadgroup.net/bnothemen/content/6753

حكم قراءة الحائض للكتب الدينية

الحمد لله يجوز للمرأة الحائض أن تذكر الله وتهلله وتسبحه وتكبره وتقرأ ما شاءت من الكتب الدينية، سواء كانت هذه الكتب من تفسير القرآن، أو من الأحاديث النبوية، أو من كتب الفقه أو غيرها، فلا حرج عليها في ذلك.     أما قراءة القرآن وهي حائض فقد اختلف فيها أهل العلم، ولكن الراجح عندنا أنه لا يحرم عليها قراءة القرآن إذا احتاجت لذلك؛ مثل أن تكون معلمة تحتاج إلى قراءة القرآن أمام الطالبات للتعليم، أو تكون متعلمة تحتاج إلى قراءة القرآن للاختبار أو نحوه، فهذا لا بأس به     لأنه كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ليس في منع الحائض من قراءة القرآن سنة صحيحة صريحة، والأصل براءة الذمة وجواز ذلك. وهذا مما تعم به البلوى؛ لو كان أمراً محرماً لكانت السنة في ذلك بينة واضحة لا تخفى على أحد     ولهذا نقول اتباعاً للأحوط بأن المرأة إذا احتاجت إلى قراءة القرآن وهي حائض فلا حرج عليها في ذلك (*)   وإلا فلها غنيةٌ بالتسبيح والتكبير والتهليل وقراءة الكتب الدينية    =============   سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى  http://zadgroup.net/bnothemen/content/6782 ------------

من سرق أو اكتسب أموالاً بالحرام ثم تاب فماذا يلزمه ؟

الحمد لله فإن الإنسان إذا تاب من اللصوصية فإن من تمام توبته أن يرد الأموال إلى أهلها إن كانوا أحياءً أو إلى ورثتهم إن كانوا أمواتاً، ولا تتم توبته إلا بذلك. وإن كان يجهلهم مثل أن يكون قد نسيهم أو تغيرت محلاتهم ولا يدري أين ذهبوا فإنه يتصدق بذلك لا تقرباً إلى الله لأنها لا تقربه إلى الله، فإن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً، ولكن يتصدق به للتخلص منه وإبراء ذمته من تبعته، فيتصدق به بنية أنه لصاحبه الذي أخذه منه، والله سبحانه وتعالى عليم بذلك، يعلم صاحبه وينفعه به     فهذا يجب عليه إذا تاب إلى الله أن يرده إلى صاحبه بكل حال، وكذلك إذا غصب من أحدٍ شيئاً، والغصب غير السرقة؛ لأن السرقة يأخذ من حرزه خفية، والغصب يأخذه عياناً جهراً بالقوة. كذلك لو غصب من أحدٍ شيئاً وتاب إلى الله فعليه أن يرد هذا المغصوب إلى صاحبه؛ لأنه بغير رضًى منه   ********************* سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى http://zadgroup.net/bnothemen/content/6829  

تفسير قول لوط عليه السلام : هؤلاء بناتي

  بسم الله الرحمن الرحيم وَلَمّا جاءَت رُسُلُنا لوطًا سيءَ بِهِم وَضاقَ بِهِم ذَرعًا وَقالَ هـذا يَومٌ عَصيبٌ [77]   وَجاءَهُ قَومُهُ يُهرَعونَ إِلَيهِ وَمِن قَبلُ كانوا يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ قالَ يا قَومِ هـؤُلاءِ بَناتي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلا تُخزونِ في ضَيفي أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشيدٌ   [78] قالوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا في بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُريدُ [79]هود   يخبر تعالى عن قدوم الملائكة بعدما أعلموا إبراهيم بهلاكهم وفارقوه، فانطلقوا من عنده فأتوا لوطاً عليه السلام، وهم في أجمل صورة تكون على هيئة شبان حسان الوجوه، ابتلاءً من اللّه - وله الحكمة والحجة البالغة - فساءه شأنهم وضاقت نفسه بسببهم، وخشي أن يضيفهم أحد من قومه فينالهم بسوء، ‏{‏وقال هذا يوم عصيب‏}‏، قال ابن عباس‏:‏ شديد بلاؤه، وذلك أنه علم أنه سيدافع عنهم ويشق عليه ذلك‏    فخرجت امرأته فأخبرت قومها فجاءوا يهرعون إليه، وقوله‏:‏ ‏{‏يهرعون إليه‏}‏ أي يسرعون ويهرولون من فرحهم بذلك، وقوله‏:‏ ‏{‏ومن قبل كانوا يعملون السيئات‏}‏ أي لم يزل هذا من سجيتهم حتى أخذوا وهم على ذلك

مجموعة أسئلة عن حكم الصلاة في الطائرة

الحمد لله س‏:‏ إذا كنت مسافراً في طائرة وحان وقت الصلاة هل يجوز أن نصلي في الطائرة أم لا‏؟‏   ج:‏ إذا حان وقت الصلاة والطائرة مستمرة في طيرانها ويخشى فوات وقت الصلاة قبل هبوطها في أحد المطارات - فقد أجمع أهل العلم على وجوب أدائها بقدر الاستطاعة، ركوعاً وسجوداً واستقبالاً للقبلة؛ لقوله تعالى‏:‏ ‏ {‏فاتقوا الله ما استطعتم‏} ‏ ‏ [التغابن16‏]‏    ولقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم»، أما إذا علم أنها ستهبط قبل خروج وقت الصلاة بقدر يكفي لأدائها أو أن الصلاة مما يجمع مع غيره كصلاة الظهر مع العصر وصلاة المغرب مع العشاء، وعلم أنها ستهبط قبل خروج وقت الثانية بقدر يكفي لأدائهما - فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى جواز أدائها في الطائرة؛ لوجوب الأمر بأدائها بدخول وقتها حسب الاستطاعة، كما تقدم، وهو الصواب‏    = = = = =   س‏:‏ يؤدي المسافر صلاته على متن الطائرة، أو في السفينة في البحر، أو أنه لم يجد ماء ولا تيمم، وأدركه الوقت، وفي نفس الوقت لا يعرف القبلة، وهل يجوز له الصلاة، وكيف يصلي، وأين يتوجه‏؟‏   ج ‏:‏ إذا حان وقت الصلاة في الطائرة أو السفينة وجب

تفسير: إنما النسيء زيادة في الكفر

الحمد لله قال الله تعالى ( إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) التوبة/37  وقد اختلف أهل العلم في المراد بـ (النسيء) في هذه الآية على عدة أقوال أشهرها: أنهم كانوا يبدلون بعض الأشهر الحرم بغيرها من الأشهر ، فيحرمونها بدلها ، ويحلون ما أرادوا تحليله من الأشهر الحرم إذا احتاجوا إلى ذلك ، ولكن لا يزيدون في عدد الأشهر الهلالية شيئا ، فكانوا يحلون المحرم ، فيستحلون القتال فيه؛ لطول مدة التحريم عليهم بتوالي ثلاثة أشهر محرمة (وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم) ، ثم يحرمون صفر مكانه ، فكأنهم يقترضونه ثم يوفونه وهذه أصح الصور وأشهرها وأكثرها موافقة لمعنى الآية كما نص على ذلك جماعة من السلف ، وهو اختيار ابن كثير وغيره من المحققين ، وذلك لموافقتها لقوله تعالى:  (يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا) ولقوله (لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ الل

كيف كان النبي يخاف أن تقوم الساعة مع عدم ظهور كل علاماتها؟

الحمد لله فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم متى تقوم الساعة ، ولكنه يعلم أشراطها وورد في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخشى من قيام الساعة ، كحديث صلاة الكسوف    عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ: " خَسَفَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا، يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ ، فَأَتَى المَسْجِدَ ، فَصَلَّى بِأَطْوَلِ قِيَامٍ وَرُكُوعٍ وَسُجُودٍ رَأَيْتُهُ قَطُّ يَفْعَلُهُ ، وَقَالَ ( هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ اللَّهُ ، لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ)  [1]   قال النووي رحمه الله: " قَوْلُهُ (فَقَامَ فَزِعًا يَخْشَى أَنْ تَكُونَ السَّاعَةُ) هَذَا قَدْ يُسْتَشْكَلُ مِنْ حَيْثُ أَنَّ السَّاعَةَ لَهَا مُقَدِّمَاتٌ كَثِيرَةٌ لَا بُدَّ مِنْ وُقُوعِهَا ، وَلَمْ تَكُنْ وَقَعَتْ كَطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَخُرُوجِ الدَّابَّةِ وَالنَّارِ وَالدَّجَّا

حديث : بُعثت أنا والساعة كهاتين ,مع مرور مدة طويلة منذ قوله

الحمد لله  عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْن ) يعني : إصبعين  [1]    وجاء عن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه مرفوعا بلفظ ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعة هكذا - ويشير بأصبعيه فيمدُّ بهما - ) [2]    أما بخصوص من يقول إن بيننا وبين ورود الحديث أكثر من ألف وأربعمائة سنة فكيف يقول الله تعالى ( اقتربت الساعة ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ ) ؟ فالجواب عليه من وجوه ، أبرزها : 1- أن المعنى : أنه ليس هناك نبي آخر بعد النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو حاتم بن حبان رحمه الله: " يُشبه أن يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ ) أراد به : أني بُعثت أنا والساعة كالسبابة والوسطى من غير أن يكون بيننا نبي آخر لأني آخر الأنبياء وعلى أمتي تقوم الساعة"  انتهى من " صحيح ابن حبان " ( 15 / 13 )  2. أن المعنى : هو القرب الذي في علم الله تعالى وحسابه ، لا في علم البشر وحسابهم  قال الشيخ عمر الأشقر حفظه الله : " قد يقال :