المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, ٢٠١٩

تفسير: والذين آمنوا واتبعهم ذريتهم بإيمان

ا لحمد لله  قال تعالى :  ‏ {‏وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}   [ الطور21 ]   هذا من تمام نعيم أهل الجنة، أن ألحق الله ‏[‏بهم‏]‏ ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان أي‏:‏ الذين لحقوهم بالإيمان الصادر من آبائهم، فصارت الذرية تبعا لهم بالإيمان، ومن باب أولى إذا تبعتهم ذريتهم بإيمانهم الصادر منهم أنفسهم، فهؤلاء المذكورون، يلحقهم الله بمنازل آبائهم في الجنة وإن لم يبلغوها، جزاء لآبائهم، وزيادة في ثوابهم، ومع ذلك، لا ينقص الله الآباء من أعمالهم شيئا   ولما كان ربما توهم متوهم أن أهل النار كذلك، يلحق الله بهم أبناءهم وذريتهم، أخبر أنه ليس حكم الدارين حكما واحدا، فإن النار دار العدل، ومن عدله تعالى أن لا يعذب أحدا إلا بذنب، ولهذا قال‏:‏ ‏ {‏كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ‏} ‏ أي‏:‏ مرتهن بعمله، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يحمل على أحد ذنب أحد‏.‏   هذا اعتراض من فوائده إزالة الوهم المذكور‏.‏  ^^^^^^^^^  تفسير سماحة الشيخ العلامة السعدي

كتب تعين على حصول اليقين بصحة دين الإسلام

ا لحمد لله  لا شيء أحسن لتثبيت الإيمان وزيادته وإزالة الشبهات التي قد تلاقي المسلم؛ من تدبّر القرآن الكريم ونصوص السنة ، ففيهما الهدى لكل مستهد ، وباحث عن الحق ، وبهما رشد سلفنا الصالح.  فالقرآن الكريم مشتمل على الأدلة الدالة على صحة الإسلام وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم  فأجل ما ننصحك به هو قراءة القرآن الكريم قراءة تدبر وتعقل لما فيه ، وقد تحتاج إلى القراءة في بعض التفاسير ، والذي نشير عليك به هو تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ، فهو تفسير مختصر ، سهل العبارة ، وهو من أفضل التفاسير المختصرة للقرآن الكريم   وقد مضى المسلمون قرونا كثيرة والوحي هو هاديهم ، وفيه الشفاء لما في صدورهم؛ حتى جاء هذا العصر وما فتح الله فيه على الناس من المعارف بسنن الكون التي لم يقف عليها من سلف؛ ولأن هذه العلوم أغلبها في أيدي أهل الكفر والإلحاد، والمسلمون في ضعف وموقف المنبهر، استغل أهل الكفر هذا الوضع وسوّقوا لأنفسهم أنهم الأوصياء على الحقائق العلمية في هذه الدنيا، وسلّم كثير من المسلمين لهذا الوضع، وحال طوائف منهم قد طووا كتاب الله الذي فيه الهدى وعطلوا عملية التدبر، وأعرضوا عن الرجوع

الترتيب بين أعضاء الوضوء

ا لحمد لله الواجب في الوضوء أن يكون على الترتيب الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: " ( والترتيب )، وهو أن يطهر كل عضو في محله، وهذا هو الفرض الخامس من فروض الوضوء، والدليل قوله تعالى ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ).  المائدة6 ولأن الله ذكرها مرتبة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أبدأ بما بدأ الله به ). والدليل من السنة: أن جميع الواصفين لوضوئه صلى الله عليه وسلم ما ذكروا إلا أنه كان يرتبها على حسب ما ذكر الله " انتهى   من "الشرح الممتع" (1 / 189 - 190).  وعلى ذلك؛ فمن أخل بهذا الترتيب ، عن عمد : لم يصح وضوؤه . سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: " إنسان أخطأ في ترتيب الوضوء، مثلا: مسح على رأسه قبل غسل يديه وهو يعلم، فهل صلاته صحيحة بهذا الوضوء؟ فأجاب:  صلاته ليست بصحيحة؛ لأن هذا الوضوء ليس بصحيح، والله يقول:   ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو

حديث : اذهب فاطرحْ متاعَك في الطريق

ا لحمد لله   جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يشكو جارَه، فقال : اذهب فاصبرْ فأتاه مرتين أو ثلاثًا فقال : اذهب فاطرحْ متاعَك في الطريق . فطرح متاعَه في الطريق، فجعل الناسُ يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناسُ يلعنونَه : فعل اللهُ به، وفعل، وفعل، فجاء إليه جارُه فقال له : ارجعْ لا ترى مني شيئًا تكرهه [1] 000  حقوقُ الجارِ حُقوقٌ عظيمةٌ في الإسْلامِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كثيرًا ما يُؤكِّد على عِظَم حقِّ الجارِ وأهمِّيَّتِه. وفي هذا الحَديثِ يَحكِي الصَّحابيُّ الجَليلُ أبو هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه: "جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَشْكو جارَه"، أي: إنَّه يُؤذيهِ ويَظلِمُه، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "اذْهَبْ فاصبِرْ"، أي: ارجِعْ إلى دارِكَ واصبِرْ على جارِكَ؛ لَعلَّه يَنتهي عن إيذائِكَ، فرجَعَ الرَّجلُ لكِنَّه لم يلْبَثْ أنْ عادَ مرَّةً أُخرى يَشكو من إيذاءِ جارِه له، حتَّى عادَ الرَّجلُ في ذلك مرَّتَينِ أو ثَلاثًا، وفي كلِّ مرَّةٍ يأمُرُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالرُّجوعِ وا

تفسير: وأن ليس للإنسان إلا ماسعى

الحمد لله  ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾[النجم:39]   فسعي غيره لا ينفعه، ليس لك إلا ما سعيت، وهذا كقوله تعالى:  ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ [البقرة ٢٨٦]   فإن قال قائل: أليس العالم الذي يدل على الخير إذا فعله غيره فله مثله؟ قلنا: بلى، لكن دلالته على الخير من سعيه، أليس من سَنَّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها؟ بلى، لكن كونه سنها هذا من سعيه. واستدل بعض العلماء بهذه الآية على أن إهداء القرب لا ينفع من أُهدي إليه، لأنه ليس للإنسان إلا ما سعى، وأما سعي غيره فلا ينفعه إلا أن ما وردت به السنة، فلا بد من القول به، فالصوم عن من مات وعليه صيام جاءت به السنة، الحج عن من لا يستطيع الحج يجوز؛  الصوم الواجب، والحج الواجب، الصدقة جائزة؛ فهذه ثلاث جاءت بها السنة، والعتق كذلك، فما جاءت به السنة فهو على العين والرأس، ويكون مُخَصِّصًا لقوله: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾    وذهب بعض العلماء إلى أن إهداء القرب للأموات جائز سواء كان مما جاءت به السنة أو لا؛ لأن النبي صلى الل