المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٧

معنى الاشتراط عند الإحرام بالعمرة أو الحج

الحمد لله يشرع لمن أراد الإحرام بالحج أو العمرة أن يشترط عند الإحرام ، إذا خاف أن يمنعه مانع من إتمام الحج والعمرة ، فيقول : "إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني" [1]   روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لضباعة بنت الزبير لما أرادت الحج وهي مريضة : "حجي واشترطي وقولي : اللهم محلي حيث حبستني" والفائدة التي يستفيدها المحرم من ذلك : أنه إذا حصل له مانع يمنعه من إتمام النسك كمرض أو حادث ، أو مُنع من دخول مكة لسبب ما فإنه يتحلل من إحرامه وليس عليه شيء ، لا فدية ، ولا هدي ، ولا حلق الرأس ولولا هذا الاشتراط لكان مُحْصَراً ، والمحصر – وهو الممنوع من إتمام النسك – عليه أن يذبح هدياً ، ويحلق رأسه وقال الله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) البقرة/196 وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "أما فائدة الاشتراط : فإن فائدته أن الإنسان إذا حصل له ما يمنعه من إتمام نسكه تحلل بدون شيء ، بمعنى تحلل ، وليس عليه فدية ولا قضاء&

آيات ظاهرها التعارض (5)

الحمد لله قوله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى}. هذه الآية الكريمة يوهم ظاهرها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ضالا قبل الوحي مع أن قوله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} يدل على أنه صلى الله عليه وسلم فطر على هذا الدين الحنيف ومعلوم أنه لم يهوده أبواه ولم ينصراه ولم يمجساه بل لم يزل باقيا على الفطرة حتى بعثه الله رسولا ويدل لذلك ما ثبت من أن أول نزول الوحي كان وهو يتعبد في غار حراء فذلك التعبد قبل نزول الوحي دليل على البقاء على الفطرة    والجواب أن معنى قوله: {ضَالاً فَهَدَى}  أي غافلا عما تعلمه الآن من الشرائع وأسرار علوم الدين التي لا تعلم بالفطرة ولا بالعقل وإنما تعلم بالوحي فهداك إلى ذلك بما أوحى إليك  فمعنى الضلال على هذا القول الذهاب من العلم ومنه بهذا المعنى قوله تعالى: {أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى} وقوله: {لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى}. وقوله:{قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ}. ويدل لهذا قوله تعالى:{مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَان

آيات ظاهرها التعارض (4)

الحمد لله قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى}. هذه الآية الكريمة تدل على أن خلق الناس ابتداؤه من ذكر وأنثى. وقد دلت آيات أُخر على خلقهم من غير ذلك كقوله تعالى:  {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ}   والجواب واضح:   وهو أن التراب هو الطور الأول وقد قال تعالى: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} وقد بين الله أطوار خلق الإنسان من مبدئه إلى منتهاه بقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ} إلى آخره.   =======    قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى} هذه الآية الكريمة تدل على أنه لا ينتفع أحد بعمل غيره. وقد جاءت آية أخرى تدل على أن بعض الناس ربما انتفع بعمل غيره وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} الآية. فرفع درجات الأولاد وإنما حصل لهم بعمل آبائهم لا بعمل أنفسهم.   إن الآية إنما دلت على نفي ملك الإنسان لغير سعيه ولم تدل على نفي انتفاعه بسعي غيره لأنه لم يقل وأن لن ينتفع الإنسان إلا بما سعى. وإن

آيات ظاهرها التعارض (3)

الحمد لله قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ } الآية. هذه الآية تدل بظاهرها على أن يوم القيامة لا ينفع فيه والد ولده وقد جاءت آية أخرى تدل على رفع درجات الأولاد بسبب صلاح آبائهم حتى يكونوا في درجة الآباء مع أن عملهم أي الأولاد لم يبلغهم تلك الدرجة إقرارا لعيون الآباء بوجود الأبناء معهم في منازلهم من الجنة وذلك نفع لهم وهي قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} الآية.. ووجه الجمع:   أُشير إليه بالقيد الذي في هذه الآية وهو قوله تعالى: {وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ } وعين فيها النفع بأنه إلحاقهم بهم في درجاتهم بقيد الإيمان   =======   قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ...}. الآية أسند في هذه الآية الكريمة التَوَفِّي إلى ملك واحد وأسند في آيات أخر إلى جماعة من الملائكة كقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَة} وقوله: {تَوَفّ

آيات ظاهرها التعارض (2)

الحمد لله التعارض في القرآن أن تتقابل آيتان، بحيث يمنع مدلول إحداهما مدلول الأخرى، مثل أن تكون إحداهما مثبتة لشيء والأخرى نافية له ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما خبري، لأنه يلزم كون إحداهما كذباً، وهو مستحيل في أخبار الله تعالى   ولا يمكن أن يقع التعارض بين آيتين مدلولهما حُكْمِي؛ لأن الأخيرة منهما ناسخة  , وإذا ثبت النسخ كان حكم الأولى غير قائم ولا معارض للأخيرة وإذا رأيت ما يوهم التعارض من ذلك، فحاول الجمع بينهما، فإن لم يتبين لك وجب عليك التوقف، وتكلَ الأمر إلى عالمه      =======     قوله تعالى: {أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} الآية. هذه الآية تدل بظاهرها على أن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة وقد جاءت آيات أخر تدل على أن الله يكلم الكفار يوم القيامة كقوله تعالى: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ } الآية.    والجواب عن هذا بأمرين: الأول-وهو الحق: أن الكلام الذي نفى الله أنه يكلمهم به هو الكلام ال

ما حكم جمع وقصر الصلاة على المرأة الحامل

الحمد لله يجب على المسلم أن يصلي كل صلاة في وقتها المحدد شرعاً ؛ لقول الله تعالى :   (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) النساء / 103  وقد دلت السنة على جواز الجمع بين الصلاتين للمريض الذي يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها    والمرأة الحامل إذا شق عليها فعل كل صلاة في وقتها جاز لها الجمع بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء ، وتأخذ حكم المريض حينئذ . أما القصر فلا يجوز إلا للمسافر ، فإذا كانت المرأة الحامل مسافرة جاز لها الجمع والقصر ، وإذا كانت في بلدها ، جاز لها الجمع ، وتصلي الصلاة الرباعية كاملة أربع ركعات بلا قصر    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الجمع سببه المشقة ، فمتى حصلت مشقة بترك الجمع جاز الجمع لأي سبب من الأسباب حتى إن العلماء قالوا : إنه يجوز الجمع للحامل إذا شق عليها أن تصلى كل صلاة في وقتها.  فالحاصل أن الجمع له سبب واحد وهو المشقة ، لكن صوره كثيرة . وأما القصر فليس له إلا السفر فقط " "فتاوى نور على الدرب" (185 / 16)   ^^^^^^^^^^^ مختصر من الإسلام سؤال وجواب https://islamqa.info/ar/1

حكم صلاة الظهر بعد فريضة الجمعة

الحمد لله صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة بدعة، بدعةٌ منكرة ليست مشروعة لا بكتاب الله، ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا بسنة الخلفاء الراشدين من بعده     وعلى هذا فينهى الإنسان من صلاتها بعد الجمعة ويقال: أين الدليل من كتاب الله وسنة رسوله على أن الإنسان يلزمه أن يصلي فريضتين على وقتٍ واحد، فهل فرض الله على عباده جمعةً وظهراً أبداً قال تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة﴾، ويوم الجمعة ليس فيه إلا صلاة الجمعة فقط، وأما الظهر ففي بقية الأيام   وعلى هذا فينبغي على من رأى أحداً يفعل ذلك فينبغي عليه أن يناصحه، ويبين له أن هذا بدعة حتى لا يفعله مرةً أخرى ويقول له: أنت الآن إذا فعلت ذلك فإنه لا يزيدك قربةً من الله، لأنك قمت بما لم يشرعه الله لك ولا رسوله فاسلم ودع التعب والنصب يسلم دينك   ^^^^^^^^^^^^ سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى http://binothaimeen.net/content/9138

حكم قضاء سنة الفجر بعد صلاة الفجر

السؤال: يقول إذا حضرت لصلاة الفجر فأقام المؤذن للصلاة ولم أصلِ ركعتي السنة، هل يجوز لي أن أصليها بعد صلاة الفجر؟   الحمد لله  سنة الفجر سنةٌ مؤكدة، وهي أوكد الرواتب الثنتي عشرة، قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ركعتي الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها» . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواظب عليهما حضراً وسفراً، والسنة فيهما التخفيف، أي أن يخففهما الإنسان لكن بطمأنينة وتكون قبل الصلاة كما هو معروف     لكن إذا جئت والإمام في صلاة الفجر وأنت لم تصلها فصلها بعد أن تفرغ من الصلاة وأذكارها، ولا حرج عليك في هذا، وإن أخرتها إلى ما بعد طلوع الشمس وارتفاعها قدر رمح فلا بأس بذلك، إلا أن تخاف من نسيانها أو الانشغال عنها فصلها بعد صلاة الفجر وأذكاره    ^^^^^^^^^^^^^^ سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله  http://binothaimeen.net/content/9146

الإنشغال في الصلاة

الحمد لله هذا من الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلب المصلي؛ لأن الشيطان لنا عدو كما قال الله عز وجل  ﴿إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير﴾ ومن المعلوم أن عدوك الذي سُلط على بني آدم إلا عباد الله المخلصين، من المعلوم أنه سوف يحرص غاية الحرص على إضلالك وتفويت الفرص بقدر ما يستطيع     فهو يأتي إلى الإنسان في صلاته ويفتح عليه أبواب الوساوس من كل جانب، فيفكر في أشياء ليس له فيها مصلحة لا في دينه ولا دنياه وإذا سلم وانصرف عن صلاته تطايرت عنه هذه الوساوس وكأن لم تكن  ويكفي في هذا موعظة للإنسان وبياناً بأن هذا من عدوه، ولكن ما أنزل الله داءً إلى وأنزل له دواءً، ولله الحمد    وقد شكي هذا الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر أن يتفل الإنسان عن يساره ثلاثة مرات، ويقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. والتفل عن اليسار ممكن إذا كان الإنسان إماماً أو كان منفرداً، لكن إذا كان مأموماً والناس على يساره فالتفل قد يكون متعذراً، وحينئذٍ يكفي الالتفات     وقد نقول: لا حاجة أيضاً إلى الالتفات، بل يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم بدون التفات؛ لأن الظا

لا تغتر بستر الله

الحمد لله   قال الله تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } والفساد هنا يعم فساد الأخلاق، وفساد البلاد، ويعم الانحرافات، وهذا كله عقوبة على ما كسبت أيدي الناس، والكسب هنا هو فعل جرائم المحرمات؛ فقوله: { بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } يعني بما عملوا من المحرمات التي تسبب العقوبة، وتسبب محق البركة  ومع ذلك فإنه سبحانه يخبر بأنه لا يعاجل عباده، ولكن يمهلهم ويؤخرهم، وإلا فلو عاجلهم لأحل بهم العقوبة الصارمة، قال تعالى: { وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ }  والكسب هنا يراد به الكسب السيئ، يعني المحرمات والسيئات.   والمعنى أنه لو يؤاخذ الناس بما يستحقونه من العقوبة على المظالم والمعاصي والمحرمات لعجل لهم، ولأخذهم ولأهلكهم حتى الدواب في الأرض ومع ذلك فإنه يعفو عن كثير من المخالفات، وإلا فإن العباد على معاصيهم وذنوبهم يستحقون أكثر مما نزل بهم، قال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }  والكسب هنا السيئات، يعني أن ما ينز

إذا دخل المسجد والإمام راكع فهل يشرع له قول : إن الله مع الصابرين؟

الحمد لله  هذا لا أصل له، ولم يكن في عهد الصحابة رضي الله عنهم ولا من  هديهم، وفيه أيضاً تشويش على المصلين الذين مع الإمام، والتشويش على المصلين منهي عنه لأنه يؤذيهم، كما خرج النبي صلى الله عليه وسلم  ذات ليلة على أصحابه وهم يصلون ويرفعون أصواتهم بالقراءة فنهاهم عن ذلك وقال: «لا يجهرنّ بعضكم على بعض في القرآن» .   وفي حديث آخر: «لا يؤذين بعضكم بعضاً في القراءة» .    وهذا يدل على أن كل ما يشوش على المأمومين في صلاتهم فإنه منهي عنه؛ لما في ذلك من الإيذاء والحيلولة بين المصلي وبين صلاته، أما بالنسبة للإمام فإن الفقهاء رحمهم الله يقولون: إذا أحس الإمام بداخل في الصلاة فإنه ينبغي انتظاره ما لم يشق على المأمومين، فإن شق عليهم فلا ينتظر، ولا سيما إذا كانت الركعة الأخيرة؛ لأن الركعة الأخيرة بها تدرك الجماعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أدرك ركعة من الصلاة»    ************* سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى http://binothaimeen.net/content/8940

إمامهم عاجز عن القيام فهل يصلون خلفه قعوداً ؟

الحمد لله إذا كان الإمام لا يستطيع القيام وصلى قاعداً من أول الصلاة فإن من خلفه يصلون قعوداً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما جعل الإمام ليؤتم به» .  حتى قال: «وإن صلى قاعدا فصلوا قعوداً أجمعين» .    والنبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه ذات يومٍ قاعداً وهم قيام، فأشار إليهم أن يجلسوا، وهذا يدل على أن المأموم مأمورٌ بمتابعة إمامه حتى في هذه الحال، أسقطنا عنه القيام وهو ركن من أجل تحقيق متابعة الإمام     فالمهم أن نقول أن الإمام إذا صلى جالساً فإن المأمومين يصلون جلوساً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولأنه طبق ذلك فعلاً , هذا إذا كان قد ابتدأ الصلاة قاعداً، أما لو ابتدأ الإمام الصلاة قائماً ثم حصلت له علة فجلس فهنا يتم المأمومون صلاتهم قياماً    وعلى هذا يحمل ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام حين جاء في مرضه وأبو بكرٍ يصلي بالناس قائماً، فجلس النبي عليه الصلاة والسلام إلى يسار أبي بكر وأتم الصلاة بهم وقد بقوا على قيامهم، ووجه ذلك أنهم ابتدءوا الصلاة قياماً مع إمامهم وحصلت له علة أثناء الصلاة فيجلس هو، أما هم فيصلون بقية صلاتهم قياماً بناءً على أول الصلاة 

حديث : سبعة يظلهم الله: هل هو خاص بالرجل ؟

الحمد لله  هذا الحديث الذي أشارت إليه السائلة وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم:     «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، إمام عادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها لا تعلم شماله ما تنفق يمينه» .     وهذه الجمل السبع كما ذكرت السائلة مصدرة بكلمة رجل نعم، ولكن ليعلم أن ما جاء من النصوص في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم  معلقاً بالرجال فإنه يشمل النساء، وما جاء معلقاً بالنساء فإنه يشمل الرجال أيضاً؛ لأن ذلك هو الأصل، أي أن الأصل  تساوي الرجال والنساء في الأحكام الشرعية إلا ما قام الدليل على الاختصاص،     فمثلاً قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ

حكم قراءة الجنب لأذكار النوم

الحمد لله قراءة القرآن والإنسان جنب لا تجوز على أصح أقوال أهل العلم، وهو قول جمهور أهل العلم فيما أعلم، وذلك لأن الجنب بإمكانه أن يغتسل ويزيل عنه المانع، خلاف الحائض فإن الأصح من أقول أهل العلم إن الحائض تقرأ القرآن للمصلحة أو الحاجة، فقراتها إياه للمصلحة كقراءة الأوراد القرآنية كآية الكرسي والآيتين الأخيرتين في سورة البقرة وقل هو الله أحد والمعوذتين، وأن قراءة الحاجة كقراءتها إياه خوفاً من النسيان أو من أجل أداء الاختبار في المدارس أو من أجل تعليم أبنائها أو ما أشبه ذلك   والفرق بين الحائض وبين الجنب أن الحائض لا يمكنها إزالة المانع بخلاف الجنب، وعلى هذا فنقول للجنب: إذا كنت تريد أن تقرأ الأوراد القرآنية فاغتسل ثم اقرأها، وهذا أفضل وأطيب، وأما الأذكار والأوراد غير القرآنية فإنه لا بأس للجنب أن يقرأها؛ ولكن ذكر الله تعالى على طهارة أفضل مما إذا لم يكن على طهارة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «إني أحب أن لا أذكر الله إلا على طهارة»، أو كلمة نحوها   ولكن لا يمتنع أن يذكر الإنسان ربه وهو جنب بشيء غير القرآن، وله أيضاً أي الجنب أن يذكر الله تعالى بما يوافق القرآن إذا لم ي

عن كيفية نزول القرآن

الحمد لله فالقرآن نزل من عند الله عز وجل، ونزوله كان مفرقاً، كما قال تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}. وقال تعالى: { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً} . ولنزوله مفرقاً فوائد كثيرة، ذكرها أهل العلم في التفسير في أصول التفسير.     فأما قوله تعالى ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ . فقد اختلف المفسرون فيها، فقال بعضهم ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾ أي: ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر، فيكون القرآن أول ما نزل في ليلة القدر، ثم نزل متتابعاً حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل.   وقال بعض العلماء: إنه نزل إلى بيت العزة جميعاً في ليلة القدر، ثم نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً بعد ذلك.    لكن الأول أقرب إلى الصواب؛ لأن قوله ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ﴾ يقتضي إنزاله إلى منتهى إنزاله، وهو قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ومعلوم أنه لم ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً في ليلة واحدة، بل نزل مفرقاً، فيكو