المشاركات

عرض المشاركات من 2020

إذا كان الكسوف ظاهرة طبيعية فلماذا نفزع ونصلي؟

  الحمد لله  وبعد .. فإنه لما كسفت الشمس على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام أمر مناديا ينادي ، الصلاة جامعة . فصلى بالناس ثم خطبهم ، وبين لهم حكمة الكسوف وأبطل اعتقادات الجاهلية ، وبين لهم ما ينبغي لهم أن يفعلوه من الصلاة ، والدعاء ، والصدقة ، قال عليه الصلاة والسلام : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا " . ومعنى ذلك أن المسلمين لا يعرفون موعداً للكسوف ، لكن متى حدث سارعوا إلى ما شرع الله لهم من الصلاة وغيرها. وكانوا عند حدوث الكسوف يخافون أن يكون منذرا بنزول بلاء ، فيلجأون إلى الله بالدعاء أن يصرف عنهم ما يحذرون . ولما انتـشر في الأعصار المتأخرة علم الهيئة وحساب سير الشمس والقمر ، وعُلم أن المختصين بذلك قد يدركون وقت الكسوف . بيّن العلماء أن العلم بذلك لا يغير الحكم ، وأن على المسلمين أن يفعلوا ما أمروا به عند حدوث الكسوف ولو كانوا قد علموا بذلك من قبل.    كما بين العلماء أن الكسوف قد يكون علامة أو سببا لحدوث شر يتضرر به العباد  وقول السائل أن الكسوف لايسبب أذى ، قولٌ بغيرعلم ، واعتر

لماذا يعد زنا المرأة أكثر قبحاً من زنا الرجل ؟

  الحمد لله  أولا:  الزنا عمل قبيح، وفاحشة منكرة، سواء كان من الرجل أو المرأة، وقد سوت الشريعة بينهما في العقوبة  كلام ابن القيم رحمه الله في بيان أن زنا المرأة أقبح من زنا الرجل. قال رحمه الله: "" الزِنى من المرأة أقبحُ منه بالرجل ، لأنها تزيد على هتكِ حقِّ الله : إفسادَ فراشِ بعلها ، وتعليقَ نسبٍ من غيره عليه ، وفضيحةَ أهلها وأقاربها ، والجناية على محض حق الزوج ، وخيانته فيه ، وإسقاط حرمته عند الناس ، وتعييره بإمساك البغى ، وغير ذلك من مفاسد زناها" .   انتهى من "زاد المعاد" (5/377)  فهما يشتركان في هتك حق الله، وفي العقوبة في الدنيا، وفي عذاب الله في الآخرة ؛ ثم تزيد المرأة بهذه المعاني: إفساد فراش زوجها، وإدخال نسب من غيره عليه، وفضيحة أهلها وأقاربه، وإسقاط حرمة زوجها بين الناس. وهذه المفاسد لا تقع ، أو تقل مع زنا الرجل، فإنه إذا زنى لم يفسد فراش زوجته، ولم يدخل نسبا عليها من غيرها، وفضيحة أهله وأقاربه دون فضيحة أهل المرأة وأقاربها، وتعيير زوجته وإسقاط حرمتها دون ما يحصل للرجل إذا زنت امرأته. وهذا لا يعني أن زنا الرجل لا تترتب عليه مفاسد أو ليس قبيحا من

حديث : يتقارب الزمان وينقص العمل

  ا لحمد لله  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :    يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العَمَلُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّمَ هُوَ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ. [*]  شرح الحديث  يُبَيِّنُ النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم عن بَعْضٍ مِن أشْراطِ السَّاعةِ وعَلاماتِ آخِرِ الزَّمانِ الدَّالَّةِ على إدْبارِ الدُّنيا وانتِهاءِ هَذِه الحَياةِ، وأَوَّلها تَقارُب الزَّمانِ فَتَقْصُر السُّنونَ والأَعْوامُ والشُّهورُ واللَّيالي والأَيَّامُ، فَتُصبِح السَّنةُ كالشَّهر   ويَنْقُص العِلمُ بِمَوتِ العُلَماءِ، أو يُرْفَع العِلمُ النَّافِعُ المُقْتَرِنُ بالعَمَلِ الصَّالِحِ   ويُلْقى الشُّحُّ، أي: يَنتشِر البُخلُ الشَّديدُ عَلى اختِلافِ أنْواعِه، ويَتمكَّن مِن قُلوبِ النَّاسِ حَتَّى يَبخَلَ الغَنيُّ بِمالِه، ويَبخَلَ العالِمُ بِعِلمِه، ويَبخَلَ الصَّانِعُ بِصِناعتِه   وتَظهَر الفِتَنُ، أي: تَتَكاثَر الأُمورُ الكَريهةُ الَّتي تَضُرُّ النَّاسَ في دينِهم ودُنياهم مِن الخيانةِ والظُّلمِ والحَرائِقِ والزَّلازِلِ وانْتِشار

وقفات مع قوله تعالى : إن كنتم تحبون الله فاتٌبعوني يُحببكم الله

  الحمد لله  ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [آل عمران٣١]  قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ هذه الآية يسميها بعض السلف آية المحنة؛ يعني آية الاختبار والامتحان، وذلك أن قومًا ادَّعوا أنهم يحبون الله، فأمر الله نبيه أن يتحداهم بهذا الميزان؛ وهو إن كانوا صادقين فليتبعوا الرسول ﷺ أي واحد يدعي أنه يحب الله فهذا الميزان كل يدعي أنه يحب الله؛ لأن الدعوى سهلة، لكن الكلام على البينة، البينة على المدعي، إذا كانوا يحبون الله حقًّا فليتبعوا النبي ﷺ لينالوا ما هو أعظم من دعواهم وهو محبة الله لهم، ولهذا قال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه﴾ اتبعوني على ماذا؟ على ما أنا عليه من الشريعة، عقيدة وقولًا، وفعلًا وتركًا،   أربعة، فمن اتبع الرسول ﷺ في هذه الأربع صدق في اتباعه، ومن خالف فهو غير صادق. عقيدة: بحيث تكون عقيدته على ما كان عليه الرسول ﷺ وأصحابه، لا تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا شك، ولا ترديد، إيمان كامل

حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت للمسلم وغير المسلم

الحمد لله يجوز التبرع بالأعضاء بعد الموت، بثلاثة شروط: 1-أن تكون الأعضاء مما لا تأثير لها على الأنساب والموروثات والشخصية العامة، كالخصية والمبيض وخلايا الجهاز العصبي، كما نص على ذلك قرار مجمع الفقه الإسلامي بهذا الخصوص، وينظر نصه كاملا في جواب السؤال رقم (107690). 2- أن يكون المتبرع كامل الأهلية أي بالغا عاقلا راشدا.  3- أن يكون المتبرَّع له معصوم الدم، أي مسلم أوغير مسلم مسالم ، وأما الغير مسلم  الحربي فلا يجوز التبرع له لأنه مهدر الدم في الشريعة. والدليل على جواز التبرع لغير المسالم : أن التبرع من باب الصدقة والإحسان، وذلك جائز على غير المحارب قال ابن قدامة رحمه الله : " وكل من حُرِم صدقة الفرض من الأغنياء وقرابة المتصدق والكافر وغيرهم = يجوز دفع صدقة التطوع إليهم , ولهم أخذها   قال الله تعالى : {  ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } ولم يكن الأسير يومئذ إلا كافرا     وفي رسالة الدكتوراه للباحث د. يوسف بن عبدالله الأحمد بعنوان : "أحكام نقل أعضاء الإنسان في الفقه الإسلامي" ، تعرض الباحث لمسالة : شروط نقل الأعضاء.  فقال: " ما يجوز نقلـه من الأعضاء مما ذكر

اساليب الطعن والتشكيك في الدين

  الحمد لله  نحمد الله الذي أنزل علينا ديناً قيماً، ورضيه لنا وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}(سورة المائدة:3)، فهو أكمل الأديان وأفضلها وأعلاها وأجلها , أمرنا الله أن نتمسك به، وأن لا نموت حتى نكون ثابتين عليه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}  وأخبرنا أنه لا يقبل غيره{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(سورة آل عمران:85)،   وهذا الدين له نصوص من الكتاب والسنة، والوحي المبين، ولقد حاول أعداء الإسلام الطعن فيه والتشكيك ولكن بارت مؤامرتهم وخابت جهودهم، وبقي دين الإسلام منصوراً، ولقد خابت تلك المساعي وعلم أعداؤه أنه لا يمكن القضاء عليه، ولكن لا زالت محاولاتهم في الطعن والتشكيك ومحاولة الترويج بالباطل، ومن ذلك أنهم علموا أنه لا يروج شيء من المكر إلا باستعمال شيء من الشرع، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولا يشتبه على الناس الباطل المحض، بل لا بد أن يشاب بشي

مقولة : الإنسان مخير بين الأديان

  الحمد لله  الإنسان مخير بين الأديان هناك مقطع من آية {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ }(سورة الكهف:29)، يستعملها بعضهم في تخيير الناس، فيقول مثلاً: إذا أردت أن تؤمن أو إذا أردت أن تكفر فأنت مخير ولا مشكلة في ذلك، تريد أن تغير دينك مثلاً من الإسلام إلى النصرانية، أو تريد أن تتنصر أو تتهود، حرية والقرآن يقول: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}   هذه مصيبة، إذاً لماذا جاهد النبي صلى الله عليه وسلم المشركين؟باستطاعته أن يقول لقريش {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، والمسلمون إذا راحوا إلى الروم يقولون لهم: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، ويقولون للفرس: أنتم مجوس عُبَّاد النار {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، فهل هذا ما فعلوه؟   لما ارتدت العرب بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام هل قال لهم أبو بكر الصديق {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}؟ بل إنه جرد سيوف الحق لقتال المرتدين، وهو الذي قام في الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم   والذي لا يعرف أساليب اللغة العربية يمكن أن ينخدع بقول القائل "لو

عبارة: الإسلام دين المحبة

  الحمد لله  الإسلام دين المحبة مثلاً: يأتي بعض الناس فيطرح عبارة ويقول: الإسلام دين محبة، هل هذه عبارة صحيحة؟، نعم الإسلام دين محبة، لكن هل الإسلام خالي من البغض والكره؟ الجواب:  لا، ثم لا بد أن نفصّل ونقول محبة من؟ محبة الله، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبة المؤمنين فيما بينهم، ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))، ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله))، ومحبة الهداية للخلق   لكن هل الدين خالٍ من البغض والكره؟، لا، لأن الله قال عن إبراهيم والذين معه، يخاطبنا نحن، {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} أنتم كلكم {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}(الممتحنة:4)   فإذاً من لم يكره الكفر  ولم يبغض الشرك والمشركين فأين إيمانه؟، {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ}(سورة البقرة:256)، الله يبغض الزنا، الله  يكره الفاحشة الكذ

عبارة : أنتم أعلم بأمور دنياكم

  الحمد لله    أنتم أعلم بأمور دنياكم   الآن قد يأتي بعض الناس مثلاً ويقول: في البيع  والشراء والنكاح نحن أعلم بأمور دنيانا فلا تقيدني بشيء، هو الذي قال لنا: أنتم أعلم بأمور دنياكم، لكن قالها بأي مناسبة، وإذا جاء في تنظيمات شرعية لأمور دنيوية، فهل نحن ملزمون بها أم لا؟ نعم ملزمون. وإلا فما قيمة ((إنما البيع عن تراض))، ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا))، ((لا يبع بعضكم على بيع بعض))، ((لا يبع حاضر لبادٍ))، ((نهى عن بيعتين في بيعة))، ((نهى عن بيع الغرر))، ((نهى عن بيع النجش))، ((نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب))، ((نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها))، نهى عن بيع الذهب بالورق ديناً، والذهب بالذهب مثلاً بمثلٍ يداً بيد  وكل الأحكام التي جاءت في الشركة والمشاركات واللقطة والإجارة، هذه أشياء من أمور الدنيا، فإذاً أنتم أعلم بأمور دنياكم فيما لم يرد فيه نص، ، فمثلاً نظام المرور أنتم ((أنتم أعلم بأمور دنياكم))، ونظام الملاحة الجوية، أنظمة الري، تلقيح النخل، تزرع في الصيف، تزرع في الشتاء، في الخريف، ماذا تزرع في كل واحدة؟ تزرع شتلات أو تزرع بذور، ((أنتم أعلم بأمور دنياكم))، أنتم أعلم في قضايا الدنيا الت

عبارة : تجديد الخطاب الديني

 الحمد لله  تجديد الخطاب الديني     بعضهم يقول: لا بد من تجديد الخطاب الديني، إذا نظرنا إلى العبارة من أول وهلة فمن الممكن أن نقبل هذه العبارة، نقول مثلاً: لا بد من تجديد الخطاب الديني فنستعين بالنصوص السهلة في مخاطبة الناس، فلا نأتي بنص يشكل عليهم، نظراً لضعف مستوى اللغة العربية عند الكثيرين، ففي الخطاب الديني نختار نصوصاً أسهل في الفهم، وفي تجديد الخطاب الديني، نزيد من الإقناع مثلاً، نزيد من الأدلة المقنعة العقلية مثلاً، بالإضافة إلى الأدلة الشرعية، ودعونا نشرح الحكمة أو الحكم أكثر حتى يقتنع الناس أكثر   ونستخدم في عرض الأشياء الدينية مثلاً الأنظمة السمعية والبصرية الجديدة في وسائل العرض، ولا مانع أن نستعمل الألوان، ولا مانع أن نستعمل أشياء ثلاثية الأبعاد، ولا مانع أن نستعمل شبكة الانترنت, ولا مانع أن نستعمل وسائل مثلاً تقنية متقدمة استعملوا!! هذه كلها أشياء ووسائل فإن كنت تقصد أن تستعمل وسائل التقنية المعاصرة لتجديد الخطاب الديني استعمل، ولا مشكلة، وهذا كلام مقبول، بل وأشجع عليه،  بهدف تجديد الخطاب الديني   فنقول: وفقكم الله، وأعانكم الله، وتوكلوا على الله، وبسم الله وأيدينا في أيدي

مقولة : الضرورات تبيح المحظورات

  الحمد لله  الضرورات تبيح المحظورات لو أخذنا قاعدة أخرى، مثلاً (الضرورات تبيح المحظورات) هذه قاعدة صحيحة موجودة في كتب العلماء، ومأخوذة من الكتاب والسنة وعليها أدلة: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ}(المائدة:3) {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ}(البقرة:173).. وهي من قواعد الشرع الحنيف، لكن قد يأتي بعض الناس الآن ويستعمل قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) على إباحة الربا لبناء مسكن لأنه لا يريد أن يكون مستأجراً، وقد يستدل بها على مصافحة المرأة الأجنبية، ويعتذر بأنها هي التي مدت يدها وأنا استحييت،فماذا أفعل؟كنت مضطراً.  ابتُعثت للدراسة وأقيمت حفلة بالجامعة وصرت معهم ووزعت كؤوس الخمر وكلهم شربوا، وأصبحت غريباً بينهم فاضطررت للشرب فشربت، هل هذا يجوز بحجة أن الضرورات تبيح المحظورات؟   إذاً ما هي الضرورة في الشرع؟  الضرورة أنه يقع ضرر يعود بالهلاك على النفس أو تلف أحد الأعضاء، هذه ضرورة تبيح أكل الميتة مثلاً، ولذلك الضرر الذي يعود بالهلاك على النفس أو المال أو العرض هو الذي يكون فيه تخفيف في بعض الأحكام الشرعية لما يناسب الحال، لإنقاذ الإنسان من مهلكة، أما ا

عبارة : الإسلام دين الوسطية

  الحمد لله   الإسلام  دين الوسطية عبارة (الإسلام دين الوسطية)، هل هذه العبارة صحيحة؟ ، نعم، قال الله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}(البقرة:143)، قال المفسرون: خياراً عدولاً، لأن الجنة أوسطها أعلاها، فإذا قلت: هذا الإنسان وسط القبيلة، يعني هو أشرفهم، وهذا المال من وسط مالي، أي أعلاه وأشرفه. أهل السنة وسط، في أشياء كثيرة، مثلاً بين القدرية والجبرية، القدرية يقولون: الإنسان يخلق فعله بنفسه، والله يقول: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}( الصافات:96)، والجبرية يقولون: الإنسان مجبور على فعله وليس له إرادة، مثل: الساقط من أعلى إلى أسفل، ومثل الريشة في مهب الريح   أما أهل السنة في الوسط يقولون: الله يخلق أفعال العباد، ولكن العباد لهم إرادة ولهم اختيار يحاسبون بناء عليها، فيكونون في باب القدر أهل السنة وسطاً بين الجبرية والقدرية، وهذا كثير، نكتفي بهذا المثال. هل يصح أن يأتي شخص الآن ويقول مثلاً بما أن الإسلام دين الوسطية فإذاً لا نقول أن الموسيقى حرام أو الموسيقى الصاخبة , فأنا وسط فقط أبيح الموسيقى الكلاسكية ما هو رأيك؟ وهكذا يأتي شخصٌ آخر ويقول أنا ما أحرم  الخمر تماماً و

عبارة : الدين يسر

  الحمد لله  الدين يسر عبارة (الدين يسر)، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن هذا الدين يسر)) وفي القرآن الكريم {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} .   لكن ما هو اليسر الشرعي؟، جمع القصر والفطر في السفر، جمع الصلاتين في المرض والمطر في الحضر، سقوط طواف الوداع عن الحائض، سقوط الجمعة عمن حضر العيد إذا كان في يوم واحد، صلاة النافلة جالساً، جواز جمع رمي يومين في يوم للمعذور، إباحة النظر للمرأة الأجنبية عند الخطبة والعلاج، المسح على الخفين والجوربين للمقيم أربعة وعشرين ساعة والمسافر اثنين وسبعين ساعة، هذه أمثلة صحيحة على يسر الدين .  فماذا يفعل بعض الناس؟ يأتي إلى محرمات ويريد إباحتها بناءً على أن الدين يسر، ويأتي إلى واجبات يريد إسقاطها بناءً على أن الدين يسر، ويحتج بأن الدين يسر، هذه يا أخي واجبات أوجبها الشرع، وهذه محرمات حرمها الشرع فكيف تأتي وتقول: افعل ولا حرج والدين يسر.  أمثلة ذلك:  إباحة تدخين سيجارتين في اليوم للصائم بحجة أن الدين يسر، إجازة التضحية بالدجاج بدل الخرفان إذا ارتفعت أسعار الخرفان بحجة أن الدين يسر، جواز دفن الميت قائماً توفيراً لمساحة الأراضي بحجة أن الدين يسر، جواز صلاة الج

عبارة : الدين ليس ملكاً لأحد

  الحمد لله  الدين ليس ملكاً لأحد  (الدين ليس ملكاً لأحد) يقول بعض الناس هذه العبارة فهل هذا صحيح؟ فالدين لا تملكه ولا أملكه ولا يملكه أحد، (لا كهنوتية في الإسلام) بمعنى أننا لسنا مثل النصارى واحد له منصب ديني والناس يأتون إليه ويعترفون عنده فيعطيهم صك غفران    أحياناً تستعمل عبارة (الدين ليس ملكاً لأحد) و (لا كهنوتية في الإسلام) في أي شيء؟   في إلغاء منصب الإفتاء، وجعل الكلام في الأحكام الشرعية متاحاً للجميع، كشخص لم يدرس لغة عربية، ولا أصول فقه، ولا أصول تفسير، ولا مصطلح حديث، ويتكلم في الحلال والحرام، وعندما  تقول له: يا أخي أنت ما علاقتك بهذا؟ أنت كاتب قصصي، أنت شاعر نبطي، أنت طبيب بيطري، كيف تفتي؟ وكيف تقول رأيي أن هذا جائز ولا بأس به ؟ ورأيي أن هذا كذا ولا أرى بأساً في هذا ومثل هذا جائز، أنت كيف تتكلم؟ حرام اتق الله، قال الله: {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(البقرة:169)، يقول لك: (الدين ليس ملكاً لأحد)، (لا كهنوتية في الإسلام). نقول: يا أخي هذه كلمة حق تستعمل في باطل، ومعناها أننا ألغينا دور العلماء وألغينا دور الإفتاء، وألغينا شروط المجتهد، وألغينا شروط المفت

الواجب علينا تجاه الشبهات

  الحمد لله  الواجب علينا تجاه هذه الشبهات وغيرها وأخيراً هناك أشياء عملية لا بد منها في هذا الموضوع: أولاً: التحصن بالعلم والإيمان لا بد أن يكون لنا أيها الأخوة إقبال على تعلم كتاب الله، ولا بد أن يكون لنا إقبال على تعلم معاني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هو العلم؟ العلم: هو أن نعرف مراد الله من كتابه ومراد النبي عليه الصلاة والسلام من حديثه، تفسير القرآن وشرح السنة. ثانياً: الابتعاد عن استماع الشبهات سواءً طرحت في برامج فضائية أو مقالات صحفية، ابعد نفسك عن سماع الشبهات إلا إذا كنت من أهل العلم القادرين على الرد، أما إذا لم يكن عندك قدرة على الرد فلا تفرغ ذهنك للشبهة ولا تلقى سمعك للشبهة لماذا؟ لأن القلوب ضعيفة والشبه خطافة كما قال العلماء، وفِرّ من المجذوم فرارك من الأسد . كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء يقول: "أنا على بينة من ربي وأنت شاك، اذهب إلى شاك مثلك"، ولا يزيد على ذلك، فيقول المبتدع: كلمة، قال له: ولا نصف كلمة، "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه، أهل البدع لا

شرح حديث: أما ابن عمي فهتك عرضي

الحمد لله  مختصر الحديث  وَكَانَ أَبُو سُفْيَانُ بْنُ الْحَارِثِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَدْ لَقِيَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَنِيَّةَ الْعِقَابِ ، فِيمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَالْتَمَسَا الدُّخُولَ عَلَيْهِ، فَكَلَّمَتْهُ أُمُّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ابْنُ عَمِّكَ، وَابْنُ عَمَّتِكَ، وَصِهْرُكِ. فَقَالَ:   لَا حَاجَةَ لِي فِيهِمَا، "أَمَّا ابْنُ عَمِّي فَهَتَكَ عِرْضِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمَّتِي وَصِهْرِي فَهُوَ الَّذِي، قَالَ لِي بِمَكَّةَ مَا قَالَ" . فَلَمَّا خَرَجَ الْخَبَرُ إِلَيْهِمَا بِذَلِكَ، وَمَعَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ ابْنٌ لَهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَيَأَذْنَنَّ رَسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ لَآخُذَنَّ بِيَدِ ابْنِي هَذَا، ثُمَّ لَنَذْهَبَنَّ فِي الْأَرْضِ حَتَّى نَمُوتَ عَطَشًا أَوْ جُوعًا، فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهُمَا - ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْا فَدَخَلَا وَأَسْلَمَا  [1]   شرح الحديث   

حديث:من حلف على يمين ثم رأى أتقى لله منها

الحمد لله  عَنْ أَبي طَريفٍ عَديِّ بنِ حاتمٍ الطَّائِيِّ رَضْيَ اللهُ عنه قالَ: سمْعتُ رسولَ اللهِ صلَّي الله عليه وسلَّم يقولُ:   «مَنْ حلَفَ علَي يمينٍ ثمَّ رأَى اتقَي للهِ منْهَا فليَأْتِ التَّقوَى». رواه مسلم. قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: اليمينُ هي الحَلِفُ باللهِ عزَّ وجلَّ، أو باسمٍ من أسمائه، أو صفةٍ من صفاتِه، ولا يجوزُ الحَلِفُ بغيرِ اللهِ، لا بالنَّبيِّ صلَّي الله عليه وسلَّم، ولا جبريل عليه الصَّلاةُ والسَّلام، ولا بأيِّ أحدٍ من الخلقِ، لقولِ النَّبي صلَّي الله عليه وسلم:   «مَنْ كان حالفًا فليحلِفْ باللهِ أو ليَصْمتْ» . وقال: «مَنْ حلَفَ بغيرِ اللهِ فقد كفَرَ أو أشْرَكَ» .   فمن حلف بغير الله فهو آثم، ولا يمينَ عليه، لأنها يمينٌ غير منعقدةٍ؛ لقول النبي صلي الله عليه وسلم:    «مَنْ عمِلَ عملًا ليس عليه أمرنَا فهو رَدٌّ». ولا ينبغي للإنسان إن يُكثر من اليمين،وإذا حلفتَ فينبغي أن تقيد اليمين بالمشيئة، فتقول: والله إن شاء الله ،  لتستفيد بذلك فائدتين عظيمتين: الفائدة الأولى:  أن يتيسَّر لك ما حلفتَ عليه. والفائدة الثانية:  أنَّك

حديث: لا يأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه

الحمد لله  عَنِ الزُّبيرِ بنِ عَدِيٍّ قال: أتَيْنا أنسَ بنَ مالكٍ - رضي اللهُ عنه - فشَكوْنا إليه ما نَلْقَى مِنَ الحجَّاجِ. فقَالَ:   «اصْبروا فإنَّه لا يأتي عليْكم زَمَانٌ إلَّا والَّذي بعدَه شَرٌّ مِنْه حتَّى تلْقَوا ربَّكُم»  سَمعْتُه مِنْ نبِيِّكُمْ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ. رَواه البُّخاريُّ. قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -: قال المؤلف - رحمه الله - فيما نقله عن الزبير بن عدي؛ أنهم أتوا إلى أنس بن مالك رضي الله عنه؛ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قد عُمِّر، وبقى إلى حوالي تسعين سنة من الهجرة النبوية، وكان قد أدرك وقته شيءٌ من الفتن، فجاءوا يشكون إليه ما يجدون من الحجاج بن يوسف الثقفي؛ أحد الأمراء لخلفاء بني أمية، وكان معروفًا بالظلم وسفك الدماء، وكان جبارًا عنيدًا والعياذ بالله. وهو الذي حاصر مكة لقتال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وجعل يرمي الكعبة بالمنجنيق؛ حتى هدمها أو هدم شيئًا منها، وكان قد آذى الناس، فجاءوا يشكون إلى أنس بن مالك رضي الله عنه، فقال لهم أنس رضي الله عنه: «اصبروا»؛ أمرهم بالصبر على جور ولاة الأمور، وذلك لأن

حديث: تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر

الحمد لله  عَنْ أبي هُريرةَ - رضِي اللهُ عنه - قال جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الصَّدقةِ أعظمُ أجرًا؟ قال:   "أنْ تَصَدَّقَ وأنت صحيحٌ شَحيحٌ تخْشَى الفقرَ وتأملُ الغِنَى ولا تُمْهِلْ حتَّى إذا بلَغَتِ الحلقومَ  قلتَ: لفلانٍ كذا ولفلانٍ كذا،وقد كان لفلان» مُتَّفق عليه. (الحُلقوم):  مجرَى النَّفس. و(المريء): مجرَى الطعامِ والشَّرابِ.  قال العلَّامةُ ابنُ عثيمين - رحمه الله -: هذا الحديث ساقه المؤلفُ - رحمَه اللهُ - في باب المبادرة إلى فعلِ الخيرات، وعدَمِ التردُّدِ في فعِلها إذا أقبل عليها. فإنَّ هذا الرَّجلَ سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الصدقة أفضل؟ وهو لا يريد أي الصدقة أفضل في نوعِها، ولا في كميَّتِها، وإنما يريد ما هو الوقت الذي تكون فيه الصدقةُ أفضلَ من غيرها، فقال له:   «أنْ تَصَدَّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ»   يعني صحيحَ البدنِ شحيحَ النفس؛ لأنَّ الإنسانَ إذا كان صحيحًا كان شحيحًا بالمال؛ لأنَّه يأملُ البقاء، ويخشى الفقر، أما إذا كان مريضًا، فإنَّ الدنيا ترْخصُ عندَه، ولا تساوي شيئًا فتهونُ عليه الصدقة.

ما هي آيات السكينة و لم تقال وفيم تقال ؟

الحمد لله  السكينة هي الطمأنينة التي يلقيها الله في قلوب عباده ، فتبعث على السكون والوقار وتثبت القلب عند المخاوف ، فلا تزلزله الفتن ولا تؤثر فيه المحن ، بل يزداد إيمانا ويقينا.  وقد ذكرها الله عز وجل في ستة مواضع من كتابه الكريم ,كلها تتضمن هذه المعاني من الجلال والوقار الذي يهبه الله تعالى لعباده المؤمنين ولرسله المقربين. يقول ابن القيم رحمه الله في شرح منزلة " السكينة " من منازل السالكين إلى الله :  " هذه المنزلة من منازل المواهب ، لا من منازل المكاسب ، وقد ذكر الله سبحانه السكينة في كتابه في ستة مواضع : الأولى : قوله تعالى : { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) البقرة/248. الثاني : قوله تعالى : { ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) التوبة/26. الثالث : قوله تعالى : { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) التوبة/40. الرابع : قوله تعا

شرح حديث: لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل

ا لحمد لله  قَالَ العلَّامةُ ابنُ عثيمينَ - رحمه الله -: قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:    «يا عبدَ اللهِ لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل»   ساق المؤلف هذا الحديث في باب الاستقامةِ على الطاعة ودوامِها، وأن الإنسانَ لا يقطعها. وقد وصى النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عمرو ألا يكون مثل فلانٍ؛ ويحتملُ هذا الإبهام أن يكون من النبي عليه الصلاة والسلام وأن النبي صلى الله عليه وسلم أحبَّ ألا يذكر اسم الرجل، ويحتمل أنه من عبد الله بن عمرو أبهمه لئلا يطلع عليه الرواة، ويحتمل أنه من الراوي بعد عبد الله بن عمرو. وآيًّا كان ففيه دليل على أن المهم من الأمور والقضايا القضيةُ نفسها دون ذكر الأشخاص، ولهذا كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أراد أن ينهَى عن شيءٍ فإنه لا يذكر الأشخاص، وإنما يقول: «ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا» وما أشبه ذلك. وتركُ ذكرِ اسمِ الشخص فيه فائدتان عظيمتان: الفائدة الأولى:  السترُ على هذا الشخص. الفائدة الثاني