المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٥

لا يحل القصر إلا إذا خرج الإنسان من قريته أي من بلده

الحمد لله  صلاة المسافر الرباعية مقصورة إلى ركعتين كما في صحيح البخاري وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها (قالت أول ما فرضت الصلاة ركعتين ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فزيد في صلاة الحضر وأقرت صلاة السفر)  فالظهر والعصر والعشاء هذه الصلوات الثلاث الرباعية تقصر في السفر إلى ركعتين     ولا يحل القصر ولا الترخص برخصه إلا إذا خرج الإنسان من قريته أي من بلده أما ما دام في بلده فإنه ليس بمسافر لأن السفر لا يحصل إلا بتحققه دون العزم عليه حتى لو ارتحل وركب فما دام في البلد فإنه لا يقصر الصلاة    وليعلم أن المسافر إذ ائتم بمن يتم الصلاة فإنه يجب عليه أن يتم ولا يحل له القصر حينئذ لأن صلاته ارتبطت بصلاة إمامه وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال (ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا) فهذا الذي دخل مع إمام يصلي أربعاً إن دخل معه في أول الصلاة سلم معه وإن دخل معه في أثناء الصلاة فإنه يصلي ما أدرك ويقضي ما فاته أي يتم على ما أدركه مع إمامه     وسئل ابن عباس رضي الله عنهما عن هذه المسألة أن المسافر يصلي ركعتين فإذا كان مع الإمام يعني في الحضر صلى أربعاً فقال تلك هي السنة حتى لو

ظابط الحركة في الصلاة

الحمد لله ليس لهذا ضابطٌ شرعيٌّ، بل هو راجع إلى العادة.فإذا قال النَّاس: هذا العملُ كثيرٌ في الصَّلاة. فهذا مستكثر  وإن قالوا: هذا عملٌ يسيرٌ. فهو يسير فإذا قال قائل: كيف نرجع إلى العادة في أمرٍ تعبُّدي؟ فالجواب: نعم؛ نرجع إلى العادة؛ لأن الشرع لم يحدِّدْ ذلك   فلم يقل الشَّارعُ مثلاً: مَنْ تحرَّك في صلاته ثلاث مرَّاتٍ؛ فصلاتُه باطلة. ولم يقل: مَن تحرَّك أربعاً فصلاتُه باطلة. ولم يقل: من تحرَّك اثنتين فصلاتُه باطلة. إذاً؛ يُرجع إلى العُرف، فإذا قال النَّاس: هذا عَمَلٌ ينافي الصَّلاة؛ بحيث مَن شاهد هذا الرَّجُل وحركاته؛ يقول: إنه لا يُصلِّي حينئذٍ يكون مستَكْثَراً، أما إذا قالوا: هذا يسيرٌ، فإنه لا يضرُّ     ولنضربْ لذلك أمثلة: لو كان مع الإِنسان وهو يُصلِّي صبيٌّ؛ فَحَمَله من أجل أن يُمسك عن الصِّياح فَيَسْلَم الصبيُّ من الأذى، ويُقْبِلَ هذا الرَّجلُ على صلاته؛ فَحَمَلَ الصبيَّ، وجعل إذا رَكَعَ وَضَعَه، وإذا سَجَدَ وضعه، وإذا قام حمله. فعندنا عدَّة حركات، حركة الحَمْل، وحركة الرَّفع، وحركة الوضع، وربما نقول: وتَحمُّلُ الحِمْل؛ لأن الصبيَّ إذا كان كبيراً فَسيَثْقُلُ على

هل لو دعا بشيء مما يتعلق بأمور الدنيا بطلت صلاته ؟

الحمد لله قال بعض الفقهاء رحمهم الله: لو دعا بشيء مما يتعلَّق بأمور الدنيا بطلت صلاتُه [359ٍ] مثل أن يقول: اللَّهُمَّ ارزقني بيتاً واسعاً، أو: اللَّهُمَّ ارزقني زوجة جميلة، أو: اللَّهُمَّ ارزقني مالاً كثيراً، أو: اللَّهُمَّ ارزقني سيارة مريحة، وما أشبه ذلك؛ لأن هذا يتعلَّق بأمور الدُّنيا لكن هذا قول ضعيف بلا شَكٍّ   والصحيح [360ٍ] أنه لا بأس أن يدعو بشيء يتعلَّق بأمور الدُّنيا؛ وذلك لأن الدُّعاء نفسه عبادة؛ ولو كان بأمور الدنيا، وليس للإنسان ملجأ إلا الله، وإذا كان الرَّسولُ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «أقربُ ما يكون العبدُ مِن ربِّه وهو ساجد» [361] ويقول: «أمَّا السُّجودُ فأكثروا فيه مِن الدُّعاء فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم» [362] ويقول في حديث ابن مسعود لما ذَكَرَ التَّشهُّدَ: «ثم ليتخيَّر مِن الدُّعاء ما شاء» [363] والإنسان لا يجد نفسه مقبلاً تمام الإقبال على الله إلا وهو يُصلِّي، فكيف نقول: لا تسأل الله ـ وأنت تُصلِّي ـ شيئاً تحتاجه في أمور دنياك! هذا بعيد جدًّا   وقد جاء في الحديث عن الرَّسولِ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «ليسألْ أحدُكم ربَّه حاجته كلها حتى شِسْعَ نَعْ

تفسير : وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات

بسم الله الرحمن الرحيم { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ   } البقرة:124  قوله تعالى: { وإذ ابتلى إبراهيم ربه }؛ { إبراهيم } مفعول مقدم؛ و{ ربه } فاعل مؤخر؛ فالمبتلي هو الله؛ والمبتلى هو إبراهيم؛ والابتلاء هو الاختبار، والامتحان قوله تعالى: { بكلمات }؛ هذه الكلمات التي هي محل الابتلاء، والاختبار أطلقها الله سبحانه وتعالى؛ فهي كلمات كونية؛ وشرعية؛ أو جامعة بينهما  واختلف المفسرون في هذه الكلمات    وأصح الأقوال فيها أن كل ما أمره به شرعاً، أو قضاه عليه قدراً، فهو كلمات؛ فمن ذلك أنه ابتُلي بالأمر بذبح ابنه، فامتثل؛ لكن الله سبحانه وتعالى رفع ذلك عنه حين استسلم لربه؛ وهذا من الكلمات الشرعية؛ وهذا امتحان من أعظم الامتحانات     ومن ذلك أن الله امتحنه بأن أوقدت له النار، وأُلقي فيها؛ وهذا من الكلمات الكونية؛ وصبر، واحتسب؛ فأنجاه الله منها، وقال تعالى: {يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم} [الأنبياء: 69] ؛ وكل ما قدره الله عليه مما يحتاج إلى صبر، ومصابرة، أو أمره به فهو داخل في قوله تعالى: { بكلمات }    ========== فضيلة الشيخ

معنى : صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة

بسم الله الرحمن الرحيم {صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ }   (البقرة:138)  قوله تعالى: { صبغة الله } «الصبغة» معناها اللون؛ وقالوا: المراد بـ{ صبغة الله } دين الله؛ وسمي «الدين» صبغة لظهور أثره على العامل به؛ فإن المتدين يظهر أثر الدين عليه: يظهر على صفحات وجهه، ويظهر على مسلكه، ويظهر على خشوعه، وعلى سمته، وعلى هيئته كلها؛ فهو بمنزلة الصبغ للثوب يظهر أثره عليه     وقيل: سمي صبغة للزومه كلزوم الصبغ للثوب؛ ولا يمنع أن نقول: إنه سمي بذلك للوجهين جميعاً: فهو صبغة للزومه؛ وهو صبغة أيضاً لظهور أثره على العامل به    يعني: الزموا صبغة الله، ولا يصدنكم هؤلاء عن دينكم -؛ وأضيفت «الصبغة» إلى الله؛ لأنها منه: فإن الشريعة جاءت من الله؛ ولا أحد يشرع للخلق إلا خالقهم. قوله تعالى: { ومن أحسن من الله صبغة }: الاستفهام هنا بمعنى النفي؛ أي لا أحد أحسن من الله صبغة؛ وذلك؛ لأن دين الله عزّ وجلّ مشتمل على المصالح، ودرء المفاسد؛ ولا يوجد دين يشتمل على هذا إلا ما جاء من عند الله، سواء كان الدين الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله

تفسير: إني جاعل في الأرض خليفة

بسم الله الرحمن الرحيم ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ)  (البقرة:30)    قوله تعالى: { إني جاعل في الأرض خليفة } ؛ خليفة يخلف الله؛ أو يخلف من سبقه؛ أو يخلف بعضهم بعضاً يتناسلون . على أقوال:   أما الأول: فيحتمل أن الله أراد من هذه الخليقة . آدم، وبنيه . أن يجعل منهم الخلفاء يخلفون الله تعالى في عباده بإبلاغ شريعته، والدعوة إليها، والحكم بين عباده؛ لا عن جهل بالله سبحانه وتعالى . وحاشاه من ذلك، ولا عن عجز؛ ولكنه يمنّ على من يشاء من عباده، كما قال تعالى: { يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس } [ص: 26] : هو خليفة يخلف الله عزّ وجلّ في الحكم بين عباده   والثاني: أنهم يخلفون من سبقهم؛ لأن الأرض كانت معمورة قبل آدم؛ وعلى هذا الاحتمال تكون { خليفة } هنا بمعنى الفاعل؛ وعلى الأول بمعنى المفعول   والثالث: أنه يخلف بعضهم بعضاً؛ بمعنى: أنهم يتناسلون

تفسير: وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يُميتكم ثم يُحييكم

  بسم الله الرحمن الرحيم ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)    (البقرة:28)   قوله تعالى: { كيف تكفرون بالله... }: الاستفهام هنا للإنكار، والتعجيب؛ والكفر بالله هو الإنكار، والتكذيب والمعنى: كيف تجحدونه، وتكذبون به، وتستكبرون عن عبادته، وتنكرون البعث مع أنكم تعلمون نشأتكم؟!   قوله تعالى: { وكنتم أمواتاً }: وذلك: قبل نفخ الروح في الإنسان هو ميت؛ جماد؛ { فأحياكم } أي بنفخ الروح؛ { ثم يميتكم } ثانية؛ وذلك بعد أن يخرج إلى الدنيا؛ { ثم يحييكم } الحياة الآخرة التي لا موت بعدها؛ { ثم إليه ترجعون }: بعد الإحياء الثاني ترجعون إلى الله، فينبئكم بأعمالكم، ويجازيكم عليها   الفوائد: .1 من فوائد الآية: شدة الإنكار حتى يصل إلى حد التعجب ممن يكفر وهو يعلم حاله ومآله   .2 ومنها: أن الموت يطلق على ما لا روح فيه وإن لم تسبقه حياة .؛ يعني: لا يشترط للوصف بالموت تقدم الحياة؛ لقوله تعالى: { كنتم أمواتاً فأحياكم }؛ أما ظن بعض الناس أنه لا يقال: "ميت" إلا لمن سبقت ح

تفسير: وهو معكم أين ما كنتم

بسم الله الرحمن الرحيم { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (الحديد4) {وهو معكم} هو الضمير يعود إلى الله - عز وجل - {معكم} أي: مصاحب لكم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل» (9)   لكن هذه الصحبة ليست صحبة مكان. بمعنى أننا إذا كنا في مكان كان الله معنا. حاشا وكلا، لا يمكن هذا     وكيف يتصور عاقل أن الله معنا في مكاننا، وكرسيه وسع السماوات والأرض؟! هذا مستحيل، والكرسي موضع القدمين، كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه (10) ، فإذا كان كذلك هل يعقل أن رب السماوات والأرض الذي يوم القيامة تكون السماوات مطويات بيمينه، والأرض جميعاً قبضته هل يمكن أن  يكون معنا في أماكننا الضيقة والواسعة؟ لا يمكن     إذا {معكم} أي: مصاحب لكم، والمصاحب قد يكون بعيد عنك، يقول العرب في أسلوبهم: ما زلنا نسير والقمر معنا، مازلنا نسير والقطب معنا. ما زلنا نسير والجبل الفلاني معنا، وليس معهم في مكانهم. ومعلوم أن القمر في السماء، والنجم في السماء، والجبل قد يكون بينك وبينه مسافة أيام، ومع ذلك فالعرب تطلق عليه المعية مع البعد

صفة المكر لله تعالى

الحمد لله والمكر ؛ قال العلماء في تفسيره: إنه التوصل بالأسباب الخفية إلى الإيقاع بالخصم ؛ يعني : أن تفعل أسباباً خفية فتوقع بخصمك وهو لا يحس ولا يدري، ولكنها بالنسبة لك معلومة مدبرة   والمكر يكون في موضع مدحاً ويكون في موضع ذماً: فإن كان في مقابلة من يمكر؛ فهو مدح؛ لأنه يقتضي أنك أنت أقوى منه. وإن كان في غير ذلك؛ فهو ذم ويسمي خيانة   ولهذا لم يصف الله نفسه به إلا على سبيل المقابلة والتقييد؛ كما قال الله تعالى ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) {النمل50} ،( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ) {الأنفال30}   ولا يوصف الله سبحانه وتعالى به على الإطلاق ؛ فلا يقال : إن الله ماكر ! لا على سبيل الخبر ، ولا على سبيل التسمية , ذلك لأن هذا المعنى يكون مدحاً في حال ويكون ذماً في حال ؛ فلا يمكن أن نصف الله به على سبيل الإطلاق   فأما قوله تعالى (وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) {آل عمران54} ؛ فهذا كمال ؛ ولهذا لم يقل: أمكر الماكرين بل قال ( وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) ؛ فلا يكون مكره إلا خيراً ، ولهذا يصح أن نصفه بذلك ؛ فنقول: هو خير الماكرين. أو ن

حكم المصافحة عقب الصلاة وقول حرما أو تقبل الله

الحمد لله فإنه لا أصل للمصافحة بعد السلام من الصلاة، والراجح عندنا: كراهتها وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن المصافحة عقيب الصلاة: هل هي سنة أم لا؟ فأجاب: [الحمد لله، المصافحة عقيب الصلاة ليست مسنونة، بل هي بدعة. والله أعلم]. انتهى    وسئل الشيخ ابن عثيمين عن المصافحة وقول ( تقبل الله ) بعد الفراغ من الصلاة مباشرة؟ فأجاب : لا أصل للمصافحة، ولا لقول( تقبل الله) بعد الفراغ من الصلاة،  ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه – رضي الله عنهم .انتهى.    من فتاوى أركان الإسلام -فتاوى الصلاة وكذلك إذا جعل قوله: "تقبَّل اللهُ" أو "حرمًا" ديدنًا دائمًا، فهو وإن كان دعاءً إلا أن تكراره بعد الصلاة عند كثير من الناس وفي كثير من المجتمعات أوهمهم أنه سنة، حتى صار عند كثيرٍ من الناس كأنه من أذكار الصلاة، بل لعل أكثرهم يظن هذا، بل يعتقده ولا يقبل خلافه     ومثل هذا الشيوع المستنكر يجعل مثل هذه الأمور المحدثةِ تتوارثها الأجيال ظانةً مشروعيتها بل سنيتها، حتى يكون آخرهم كالذين قالوا:  { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِ