المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٨

حرية الرأي ما ضوابطها في الشريعة؟

الحمد لله حرية الرأي أو حرية الكلمة كما يقال هي إطلاق العِنان للعقل واللسان، فيقول الإنسان ما يشاء من رأي وكلام، ويظهر ذلك دون مبالاة، وهذه الحرية بهذه الصورة لا يمكن أن تتحقق لأحد؛ لأنه لا بد أن يصطدم بعادات المجتمع وتقاليده، أو بحقوق الآخرين، أو بقوانين السياسة    وليس في دين الإسلام ما يسمى حرية الرأي؛ لأن الإنسان في الإسلام عبدٌ لله، يجب أن يكون خاضعا لأحكامه الشرعية، امتثالا لأوامره تعالى ونواهيه، لا يتعدى حدوده، مما شرع وأباح، ولا يقرب حدوده مما نهى عنه، وكل رأي أو كلام يخالف شرع الله فحرام على المسلم أن يتقدم به، أو يتكلم به، فضلا أن يعارض به أحكام الله     فمن الباطل احتجاجَ من يتكلم في الدين بغير علم، أو يتكلم بما يخالف أصول الشريعة وأحكامها، بدعوى حرية الرأي، ويزداد قبحا إذا نسب ذلك إلى الشرع، وزعم أن الشرع يسوغ له ذلك    وقد بليت الأمة في هذا العصر بكثير من الكتاب والمؤلفين والصحفيين، ممن يطلق العِنان لقلمه خوضا بغير علم، وافتراء على دين الله، وإلحادا في أسماء الله وآياته، معتمدين في ذلك على تلك المقولة الباطلة: حرية الرأي، وحرية الكلمة، فكانوا بذلك ضالين مضل

الموتى كثر فكيف يسألهم الملكان؟

الحمد لله الملائكة عالم من عوالم الغيب الذين أخبر الله عنهم في كتابه في آيات كثيرة، وأخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم وقد دلت النصوص على أنهم أصناف، فمنهم الموكل بالوحي كجبريل عليه السلام ومنهم الموكل بالقطر كميكائيل، ومنهم الموكل بنفخ الصور وهو إسرافيل، ومنهم خزنة الجنة وخزنة النار، ومنهم الموكل بنفخ الروح في الجنين، ومنهم الموكل بقبض أرواح العالمين وهو ملك الموت وأعوانه، ومنهم الموكل بسؤال الميت في قبره. وأكثر الأحاديث فيها ذكر سؤال الميت في قبره عن ربه ونبيه ودينه، وأنه يأتيه ملكان يسألانه، وهذه هي فتنة القبر، فأما المؤمن فيقول: ربي الله ونبيي محمد وديني الإسلام، وأما المنافق فيقول: ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته. وقد جاء في سنن الترمذي (1071) تسمية الملكين بالمنكر والنكير. وعالم الملائكة لا تحيط به عقول البشر، فالله تعالى أعطاهم من القدر مالا يخطر بالبال، فملك الموت الموكل بقبض الأرواح يتولى قبض كلِّ من حضر أجله مهما كانوا كثرة، وإن اتحد الزمان وتباعد المكان، نقول مثله في الملكين الموكلين بسؤال الميت في قبره    والواجب على المسلم الإيمان بكل ما أخبر الله

حديث: لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقاً يذنبون فيغفر لهم

"لولا أنكم تُذْنِبونَ ، لَخلَقَ اللهُ خلقًا يُذْنِبونَ ، فيغْفِرُ لهم " [1] الحمد لله الحديث معناه ظاهر أن الله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يستغفروه وأن يغفر لهم ليظهر بذلك فضله سبحانه وآثار صفته الغفار والغفور وهذا كما في قوله تعالى‏:‏{‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}‏ [‏الزمر‏53‏]‏       الحديث يدل على مسألتين عظيمتين‏:‏ أولا :‏ أن الله سبحانه وتعالى عفو يحب العفو، غفور يحب المغفرة‏.‏ ثانيا :‏ فيه بشارة للتائبين بقبول توبتهم ومغفرة ذنوبهم وألا يقنطوا من رحمة الله ويبقوا على معاصيهم ويصروا عليها، بل عليهم أن يتوبوا ويستغفروا الله سبحانه، لأن الله فتح لهم باب الاستغفار وباب التوبة  ثم  في الحديث أيضًا - كسر العجب من الإنسان، وأن الإنسان لا يعجب بنفسه وبعمله؛ لأنه محل للخطأ ومحل للزلل ومحل للنقص، فعليه أن يبادر بالتوبة والاستغفار من تقصيره ومن خطئه ومن زَلَله، ولا يظن أنه استكمل العبادة أو أنه ليس بحاجة إلى الاستغفار، فهذا

حديث : ماء زمزم لما شرب له

الحمد لله حديث "ماء زمزم لما شرب له" روي من حديث جابر ومن حديث ابن عباس مرفوعا وموقوفا، وقد اختلف العلماء فيه، فمنهم من صححه ومنهم من حسنه ومنهم من ضعفه، وممن حسنه ابن القيم والمنذري، وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني     فالحديث صالح للاحتجاج به على فضل ماء زمزم، ويشهد له ما رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ماء زمزم: "إنها مباركة، إنها طعام طعم"، وفي رواية عند أبي داود الطيالسي: "وشفاء سقم"  وقد ذُكر عن جمع من العلماء الأكابر أنهم عملوا بهذا الحديث، وشربوا ماء زمزم لأغراض مختلفة، كما جاء عن الشافعي رحمه الله أنه شرب ماء زمزم لثلاث؛ للرمي، فكان يصيب العشرة من العشرة، وللعلم؛ وقد بلغه، ولدخول الجنة؛ ونرجو له ذلك [1]،    وجاء عن ابن خزيمة أنه شربه للعلم النافع [2] وعن الحاكم أن يرزقه الله حسن التصنيف [3]، وجاء عن الحافظ ابن حجر أنه شربه لثلاث منها أن ينال مرتبة الحافظ الذهبي [4] وقد بلغها.  وهذا منهم تمسكا بظاهر العموم، وعلى هذا جرى الشوكاني في قوله: "في الحديث دليل على أن ماء زمزم ينفع الشارب لأيِّ أمر شربه لأجله، سواء كان من أم

أحكام الاشتراط في الحج أو العمرة

الحمد لله أولا أن الاشتراط في الحج أو العمرة غير واجب عند أحد من العلماء، بل قد اختلف العلماء في مشروعيته على ثلاثة أقوال، الأول: استحبابه مطلقا لكل من أراد الحج أوالعمرة، والثاني: عدم مشروعيته مطلقا، وتوسط شيخ الإسلام: فاختار جوازه في حق من خشي أن ينقطع عن إتمام النسك لمرض أو نحوه، وهو ترجيح العلامة العثيمين قال رحمه الله: والصحيح أن الاشتراط ليس بمشروع إلا أن يخاف الإنسان من عائق يحول دونه وإتمام نسكه، مثل أن يكون مريضاً ويشتد به المرض فلا يستطيع أن يتم نسكه فهنا يشترط، وأما إذا لم يكن خائفاً من عائق يمنعه، أو من عائق يحول بينه وبين إتمام نسكه فلا يشترط     وهذا القول تجتمع به الأدلة، ووجه ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر وحج ولم يشترط، ولم يقل للناس على سبيل العموم: اشترطوا عند الإحرام، ولكن لما أخبرته ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب ـ رضي الله عنها ـ أنها تريد الحج وهي شاكية، أي: مريضة، قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني، فإن لك على ربك ما استثنيت.   فمن كان في مثل حالها فإنه يشترط، ومن لم يكن فإنه لا يشترط. انتهى.    وأما الصيغة ال

لو مات الحاج أو المعتمر أثناء حجه وعمرته هل يلزمنا إتمام ما شرع فيه

الحمد لله لو مات الحاج أو المعتمر أثناء حجه وعمرته لا يلزمنا إتمام ما شرع فيه ولا يقضى عنه ذلك الحج ولا تلك العمرة ، والدليل هو ظاهر حديث عبد الله بن عباس أن النبي-صلى الله عليه وسلم- وقف في حجة الوداع ووقف معه الصحابة فوقف رجل فوقصته دابته فمات فقال-صلى الله عليه وسلم- :"اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا وجهه ولا تغطوا رأسه ولا تمسوه بطيب فإنه يبعث يوم القيامة ملبياً " لم يقل النبي-صلى الله عليه وسلم- اقضوا حجه أو أتموا حجه وهذا يدل على أن الواجب هو ما ذكر وأن ما زاد على ذلك فليس بواجب ولأنه قد قام بفرضه فأدى ما أوجب الله عليه وانتهت حياته عند هذا القدر ، وعلى ذلك لا يجب أن يتم عنه ولا أن يحج عنه  وإن حج عنه احتياطاً فلا حرج ، والله أعلم.   ^^^^^^^^ فضيلة الشيخ د. محمد بن محمد المختار الشنقيطي http://www.alftwa.com/mofti/shanqity /

إذا توفي الإنسان ولم يحج مع أنه كان قادراً على الحج في حياته

نسأل الله السلامة والعافية- من كان قادراً على الحج ولم يحج فإنه آثم ، كره الله انبعاثه فثبطه وقيل اقعدوا مع القاعدين ، كره الله أن يراه في هذه الجموع المؤمنة ولو كان عبداً صالحاً موفقاً لما تقاعس عن واجب الله -جل وعلا- وفريضته   فقد أثم واعتدى حد الله بترك هذه الفريضة ، فيجب على من استطاع الحج إلى بيت الله الحرام ولم يكن معذوراً أن يبادر بالحج وأن يقوم بفريضة الله-جل وعلا- عليه  لو مات ولم يحج فإنه آثم ثم يجب على ورثته أن يقوموا بالحج عنه يحججوا أو يخُرجوا من تركته ما يحج به عنه فإن وُجِد متبرع بدون مال فلا إشكال ، وإن لم يوجد متبرع فإنهم يستأجرون من يقوم بهذا الحج على وجهه ويعتبر هذا من الديون التي تقضى قبل قسمة التركة فيؤخذ من ماله على قدر الحج عنه قبل أن تقسم التركة ؛ لأن الله قال في قسمة المواريث :   { مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ } فلما قال : { أَوْ دَيْنٍ } أطلق وقد سمى النبي-صلى الله عليه وسلم- حق الله ديناً فقال للمرأة :" أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته" قالت نعم قال :" فدين الله أحق أن يقضى "    فمن مات وهوقادر على الحج ولم

ما تفعله الحائض من الميقات إلى آخر الحج

الحمد لله إذا مرت الحائض بالميقات وهي تريد الحج فإنها تحرم من الميقات ثم إذا أتت مكة فإنها تفعل جميع أفعال الحج غير الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة فإنها تؤخرهما حتى تطهر وهكذا تفعل من أتاها الحيض بعد الإحرام وقبل الطواف أما من حاضت بعد الطواف فإنها تسعى بين الصفا والمروة ولو كانت حائضاً   وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين : والمرأة التي تريد العمرة لا يجوز لها مجاوزة الميقات إلا بإحرام حتى لو كانت حائضاً ، فإنها تحرم وهي حائض وينعقد إحرامها ويصح ودم الحيض كدم النفاس ، فنقول للمرأة الحائض - إذا مرت بالميقات وهي تريد العمرة أو الحج نقول لها - : اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي ، والاستثفار معناه : أنها تشد على فرجها خرقة وتربطها ثم تحرم سواء بالحج أو بالعمرة ، ولكنها إذا أحرمت ووصلت إلى مكة لا تأتي إلى البيت ولا تطوف به حتى تطهر ، أما لو طافت وهي طاهرة وبعد أن انتهت من الطواف جاءها الحيض : فإنها تستمر وتسعى ولو كان عليها الحيض ، وتقص من رأسها ، وتنهي عمرتها ؛ لأن السعي بين الصفا والمروة لا يشترط له الطهارة " 60 سؤالاً في الحيض " ( السؤال 54 ) ***

تفسير: فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج

الحمد لله قال تعالى: {‏الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}   البقرة:197 هذه الآية الكريمة يذكر الله تعالى فيها بعض الأحكام والآداب المتعلقة بالحج يقول الله تعالى :{ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ} أي : وقت الحج أشهر معلومات وهي شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة   وذهب بعض العلماء إلى أن شهر ذي الحجة كله من أشهر الحج   وقوله تعالى :{ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ } أي : أحرم به ، لأنه إذا أحرم بالحج وجب عليه إتمامه ، لقوله تعالى :   { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } البقرة /196    وقوله تعالى :{ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ } أي : إذا أحرم بالحج وجب عليه تعظيمه فيصونه عن كل ما يفسده أو ينقصه من الرفث والفسوق والجدال   والرفث هو الجماع ، ومقدماته القولية والفعلية كالتقبيل والكلام المتعلق بالجماع والشهوة ونحو ذلك . ويطلق الرفث أيضاً على الكلام الفاحش البذيء والفسوق هو المعاصي كلها كعقوق الوالدين وقطيعة الرحم وأكل الربا وأكل مال اليتيم والغيبة

يُشترط في قصر الصلاة في السفر

الحمد لله يُشترَطُ في قَصْر الصَّلاة في السَّفَر أنْ يكونَ قد خرَج من بيوتِ بلدِه، وفارَق عمرانَها، وترَكها وراءَ ظَهرِه وهذا باتِّفاقِ المذاهبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ: الحَنَفيَّة والمالِكيَّة والشافعيَّة والحَنابِلَة  وحُكيَ الإجماعُ على ذلك     الأدلَّة: أولًا: من الكِتاب قال اللهُ تعالى: { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا } [النساء:101] . وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّه رتَّب القصرَ على الضَّرْبِ في الأرضِ، والكائنُ في البُيوتِ ليس بضاربٍ في الأرضِ؛ فلايَقصُر    ثانيًا: من السُّنَّة عن أَنسِ بن مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلَّى الظُّهَر بالمدينةِ أربعًا، وصلَّى العصرَ بذِي الحُلَيفةِ رَكعتينِ وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنَّه من المعلومِ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قدَّم النيَّةَ لسفرِه قبلَ الزَّوالِ، ثم أتمَّ الظهرَ؛ لأنَّه صلَّاها قبل خُروجِه، ولم يَقصُرْ حتى خرجَ من

حكم البكاء على الميت

الحمد لله ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أكثر من حادثة أنه بكى عند الميت ، منها بكاؤه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موت ابنه إبراهيم كما عند البخاري ( 2/105 ) ومسلم ( 7/76 ) من حديث أنس رضي الله عنه ، وبكى أيضا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند موت إحدى بناته أثناء دفنها كما عند البخاري ( 1258 ) من حديث أنس رضي الله عنه. وبكى أيضا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عند وفاة أحد أحفاده كما عند البخاري ( 1284 )   ومسلم ( 923 ) من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.   فإن قيل : كيف نوفق بين هذه الأحاديث التي تمنع من البكاء على الميت والأخرى التي تجيز ذلك فالجواب : قد بَيَّن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك فيما رواه البخاري (7377) ومسلم (923) عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بكى على ابن إحدى بناته فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.  

اجتماع أهل الميت لاستقبال المعزين

الحمد لله اجتماع أهل الميت لاستقبال المعزين هو من الأمور التي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى إن بعض العلماء قال : إنه بدعة     ولهذا لا نرى أن أهل الميت يجتمعون لتلقي العزاء بل يغلقون أبوابهم وإذا قابلهم أحد في السوق أو جاء أحد من معارفهم بدون أن يعدوا لهذا اللقاء عدته ودون أن يفتحوا الباب لكل أحد  فإن هذا لا بأس به ، وأما اجتماعهم وفتح الأبواب لاستقبال الناس فإن هذا شيء لم يكن معروفًا في عهده صلى الله عليه وسلم     فنصيحتي لإخواني المسلمين أن يتركوا هذه الأمور المحدثة  . انتهى. فضيلة الشيخ بن عثيمين رحمه الله "فتاوى أركان الإسلام" (416-417).    ^^^^^^^^^^ مختصر من الإسلام سؤال وجواب https://islamqa.info/ar/112143 

كيف يؤدي الأخرس تلبية الحج ؟

الحمد لله الحج واجب على كل بالغ عاقل من المسلمين ، قال تعالى:   (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا) آل عمران:97 والأصم والأبكم كغيره من المكلفين إذا كان بالغا عاقلا، ويجب عليه الحج كما يجب على غيره؛ لأنه ركن من أركان الإسلام    من عجز عن شيء من الواجبات سقط عنه ولزمه الإتيان بما يقدر عليه لقول الله تعالى :   { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن/16 وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ" متفق عليه   ومن المعلوم أن الإهلال والتلبية بالنسك : إنما هو جهر بما انعقد في القلب من نية الدخول في النسك ، وليس هو النية . فإن كان هذا الأصم يحسن النية ، فإنه يجب عليه أن يأتي بها ، ويكفيه أن ينويها بقلبه. ويشرع لمرافقه أن يلبي عنه ، إذا عجز هو عن التلبية ، أو تعلمها    فَقَالَ أَحْمَدُ - فِي رِوَايَةِ أَبِي طَالِبٍ -:   الْأَخْرَسُ وَالْمَرِيضُ وَالصَّبِيُّ: يُلَبَّى عَنْهُمْ . وَظَاهِرُهُ: أَنَّهُ إِذَا عَجَزَ عَنِ الْجَهْرِ : يُلَبَّى عَنْهُ . وَذَلِكَ

كيف يصلي الأصم الأبكم؟

الحمد لله القاعدة العامة في الشريعة : أن من عجز عن شيء من الواجبات سقط عنه ، ولزمه الإتيان بما يقدر عليه منها ؛ لقول الله تعالى :{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16] وقول النبي صلى الله عليه وسلم:" وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ" متفق عليه   وعليه : فالأبكم والأخرس الذي لا يستطيع القراءة : يسقط عنه ما عجز عنه فإن كان يحسن أن يسبح أو يذكر الله ، فإنه يسبح ويذكر في مواضع القراءة  وإن كان يعجز أيضا عن التسبيح ، فلا يعلمه ، ولا يمكنه أن يتعلم بدله : سقط عنه ، ولم يلزمه شيء بدلا من قراءته وإن كان يحسن التكبير في مواضعه : لزمه الإتيان به   فإن كان يعجز عن القول مطلقا ، سقطت عنه جميع الواجبات والأركان القولية في الصلاة    ويلزمه الإتيان بالواجبات والأركان الفعلية كالقيام والركوع والسجود فينوي الدخول في الصلاة بقلبه وهو قائم ثم يركع ويسجد دون قراءة للقرآن ولا تلاوة للأذكار وَاخْتَلَفُوا فِي وُجُوبِ تَحْرِيكِ لِسَانِهِ بِالتَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ وما ذهب إليه جمهور العلماء من سقوط التحريك هو الأقرب    

سبب تقديم قوله تعالى (لم يلد) على قوله (لم يولد)

الحمد لله سبب تقديم قوله تعالى: {لم يلد} على قوله: {لم يولد}، فإن السبب كما يذكر الإمام الرازي:  " لم قدم قوله: {لم يلد} على قوله: {ولم يولد} مع أن في الشاهد يكون أولًا مولودًا، ثم يكون والدًا؟ الجواب: إنما وقعت البداءة بأنه لم يلد، لأنهم ادعوا أن له ولدا، وذلك لأن مشركي العرب قالوا: الملائكة بنات الله ، وقالت اليهود عزير ابن الله ، وقالت النصارى المسيح ابن الله ولم يدع أحد أن له والدا ؛ فلهذا السبب بدأ بالأهم ، فقال: {لم يلد} ، ثم أشار إلى الحجة فقال: {ولم يولد} ؛ كأنه قيل: الدليل على امتناع "الولدية" : اتفاقُنا على أنه ما كان ولدًا لغيره "    انتهى من "تفسير الرازي" (32/ 364).   وقال ابن عاشور: " وجملة ( لم يولد ) : عطف على جملة ( لم يلد ) ، أي ولم يلده غيره . وهي بمنزلة الاحتراس ، سدا لتجويز أن يكون له والد، فأردف نفي الولد بنفي الوالد. وإنما قدم نفي الولد لأنه أهم ، إذ قد نُسب الولد إلى الله تعالى ، ولم ينسبوا إلى الله والدا "   انتهى من "التحرير والتنوير"(30/ 618)   *************** موقع الإسلام سؤال وجواب

كيف : يخشى الله من عباده العلماء ووجود علماء يحلون بعض المحرمات ؟

السؤال:كيف نوفق بين قوله تعالى : {إنما يخشى الله من عباده العلماء}، ووجود علماء يحلون بعض المحرمات ؟ الحمد لله أولا: العلم النافع يقود إلى الخشية، كما قال الله تعالى: {نَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}   فاطر/28 فكلما زاد العلم الحقيقي زادت الخشية.   والمنتسبون للعلم أصناف: 1-فمنهم من هو عالم بالدنيا، كافر بالله تعالى، كما قال الله:{ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} الروم/7 2-ومنهم من هو عالم بالشرع ، لكن انتكس وضل ، فهذا لا يخشى الله ، كما قال الله:   { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}    الأعراف/175 3-ومنهم من يبيع دينه بعرض من الدنيا، فيكتم الحق، ويحرف الكلم عن مواضعه، كما قال الله: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)  آل عمران/187

حديث: لا تكتبوا عني ومن كتب غير القرآن فليمحه

الحمد لله عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :   " لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا حَرَجَ ... "   رواه مسلم (الزهد والرقائق/5326) قال النووي في شرحه لصحيح مسلم : قَالَ الْقَاضِي : كَانَ بَيْن السَّلَف مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ اِخْتِلاف كَثِير فِي كِتَابَة الْعِلْم , فَكَرِهَهَا كَثِيرُونَ مِنْهُمْ , وَأَجَازَهَا أَكْثَرهمْ , ثُمَّ أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى جَوَازهَا , وَزَالَ ذَلِكَ الْخِلاف.      وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَاد بِهَذَا الْحَدِيث الْوَارِد فِي النَّهْي , فَقِيلَ : هُوَ فِي حَقّ مَنْ يَوْثُق بِحِفْظِهِ , وَيُخَاف اِتِّكَاله عَلَى الْكِتَابَة إِذَا كَتَبَ .  وَتُحْمَل الأَحَادِيث الْوَارِدَة بِالإِبَاحَةِ عَلَى مَنْ لا يَوْثُق بِحِفْظِهِ كَحَدِيثِ : " اُكْتُبُوا لأَبِي شَاه " وَحَدِيث صَحِيفَة عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ , وَحَدِيث كِتَاب عَمْرو بْن

هل ذكر القرآن نعيم المؤمنات في الجنة؟

الحمد لله يقول الله تعالى في ذكر نعيم المؤمنات في الجنة :  { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } التوبة/72    وقال : { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } الأحزاب/35    وقال تعالى: { لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا } الفتح/5   وقال تعالى: { يَوْمَ تَرَى ا