المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, ٢٠١٣

تأثير الشك في الطهارة

الحمد لله الشك في الطهارة نوعان  أحدهما : شك في وجودها بعد تحقق الحدث والثاني : شك في زوالها بعد تحقق الطهارة    أما الأول:      وهو الشك في وجودها بعد تحقق الحدث، فأن يشك الإنسان هل توضأ أم لم يتوضأ، وهو يعتقد أنه أحدث لكن يشك هل توضأ أم لا    ففي هذه الحال نقول : ابن على الأصل ، وهو أنك لم تتوضأ، ويجب عليك الوضوء    أما النوع الثاني:  وهو الشك في انتقاض الطهارة بعد وجودها    فإننا نقول أيضاً: ابن على الأصل ، ولا تعتبر نفسك ناقضاً للوضوء   وأما الشك في فعل أو الشك في أجزاء الطهارة ، مثل أن يشك الإنسان هل غسل وجهه في وضوئه أم لا ، وهل غسل يديه أم لا ، وما أشبه ذلك ، فهذا لا يخلو من أحوال أربعة     الحال الأولى  :    أن يكون مجرد وهم طرأ على قلبه أنه : هل غسل يديه أم لم يغسلهما ، وهماً ليس له مرجح ، ولا تساوى عنده الأمران ، بل هو مجرد شيء خطر في قلبه ، لهذا لا يهتم به ، ولا يلتفت إليه   الحال الثانية:     أن يكون كثير الشكوك ، كلما توضأ شك ، إذا كان الآن يغسل قدميه شك هل مسح رأسه أم لا؟ هل مسح أذنيه أم لا؟ هل غسل يديه أم لا؟ فهو كثير الشكوك ، هذا أيض

الرؤية حق لأهل الجنة بغير إحاطة ولا كيفية‏

الرؤية‏:‏ أي ‏:‏ رؤية المؤمنين لربهم سبحانه وتعالى، فإن المؤمنين يرون ربهم سبحانه وتعالى في الآخرة، يرونه عيانًا بأبصارهم كما يرون القمر ليلة البدر، وكما يرون الشمس صحوًا ليس دونها سحاب، كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم بذلك في الأحاديث الصحيحة المتواترة عنه عليه الصلاة والسلام    والرؤية حق، أي ‏:‏ ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع أهل السنة والجماعة من السلف والخلف، ولم يخالف فيها إلا المبتدعة وأصحاب المذاهب المنحرفة‏ ‏ فالمؤمنون يرون ربهم سبحانه وتعالى كما قال سبحانه‏:‏ ‏ {‏وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ‏} ‏ ‏[‏القيامة‏:‏ 22، 23‏]‏، وهي وجوه المؤمنين ‏(‏ناضره‏)‏ يعني من النضرة وهي‏:‏ البهاء والحسن ‏ وأما ‏(‏ناظرة‏)‏ فمعناها‏:‏ المعاينة بالأبصار، تقول‏:‏ نظرت إلى كذا، أي ‏:‏ أبصرته، فالنظر له استعمالات في كتاب الله عز وجل      وقال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏ {‏لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ‏} ‏ ‏[‏يونس‏:‏26‏]‏ فسر النبي صلى الله عليه وسلم ‏(‏الحسنى‏)‏ بأنها الجنة، وفسر ‏(‏الزيادة‏)‏ بأنها النظر إلى وجه الله الكريم، وهذا في صحيح مسلم  

هذا ما يجب اعتقاده في النبي صلى الله عليه وسلم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله هذا ما يجب اعتقاده في النبي صلى الله عليه وسلم، لا يكفي أن نعتقد أنه رسول الله فقط، بل أنه رسول إلى الناس عامة، بل إلى الجن والإنس، قال سبحانه‏:‏ ‏ {‏وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا‏} ‏ ‏[‏سبأ‏:‏28‏]‏، وقال له‏:‏ ‏ {‏قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا‏} ‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 158‏]‏     فرسالته إلى الناس عامة، وهذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام، فهو رسول للناس عامة، ووجبت طاعته على جميع الخلق، عربهم وعجمهم، وأسودهم وأبيضهم، وإنسهم وجنهم، فكل من بلغته دعوة الرسول عليه الصلاة والسلام وجب أن يطيعه وأن يتبعه، فمن أقر أنه رسول الله للعرب خاصة، كما يقوله طائفة من النصارى، أنه رسول الله للعرب خاصة، وينكرون نبوته لغيرهم، فهذا كفر بالله عز وجل، وتكذيب لله عز وجل ولرسوله     فالله يقول‏:‏ ‏ {‏وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا‏} ‏ ‏[‏سبأ‏:‏28‏]‏   ويقول سبحانه ‏:‏ ‏ {‏تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذ

الوضوء من لحوم الإبل

الحمد لله من المعلوم أن لحم الإبل إذا أكل منه الإنسان وهو متوضئ انتقض وضوءه ، ووجب عليه أن يتوضأ إذا أراد الصلاة ، سواء أكله نيئاً أو مطبوخاً ، وسواء كان هبراً ، أو كبداً أو مصراناً ، أو كرشاً ، أو قلباً ، أو رئة ، كل ما حملت البعير فإن أكله ناقض للوضوء     لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن شيئاً وإنما قال  (( توضئوا من لحوم الإبل )) (76) وسئل أنتوضأ من لحوم الإبل فقال  (( نعم )) قال : من لحوم الغنم فقال (( إن شئت )) (77)    فأما شرب لبنها ، فإن الصحيح أنه ليس بناقض للوضوء ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر العرنيين أن يخرجوا إلى إبل الصدقة ، ويشربوا من أبوالها وألبانها لم يأمرهم بالوضوء ، ولو كان واجباً لأمرهم به ، فإن توضأ فهو أحسن ، أما الوجوب فلا   وكذلك المرق لا يجب الوضوء منه وإن توضأت فهو أحسن ، أما اللحم فلابد ، وكذلك الشحم فلابد من الوضوء منه   يقول بعض الناس : إن السبب أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في وليمة وكان لحمها لحم إبل ، وأنه خرجت ريح من بعض الحاضرين ولا يدري من ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( من أكل لحم إبل فليتوضأ )) فقام جميعهم يت

معنى: النصاب والحول في الزكاة

الحمد لله يشترط لوجوب الزكاة في النقود أمران : الأول : بلوغ النصاب والثاني : مرور الحول على ذلك النصاب     والنصاب هو ما يعادل 85 جراما من الذهب ، أو 595 جراما من الفضة والقدر الواجب إخراجه في الزكاة هو ربع العشر (2.5%)  حولان الحول ، وهو أن يمر عام هجري على المال الذي بلغ نصابا ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم  ( لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول )  [1] وزكاة المال : ليست مرتبطة بشهر رمضان ، ولا بغيره من الشهور ، بل هي مرتبطة ببلوغ المال نصابا ، فمتى بلغ النصاب ، وجب أن يحسب حوله من حين ذلك ، ثم تخرج زكاته ، إذا مرت عليه سنة ، من حين ملكه  والله أعلم   ^^^^^^^^^^^^^ بتصرف من السؤال رقم 93414 والسؤال رقم 207109  من موقع الإسلام سؤال وجواب   ------------------------ [1] صححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " برقم (787) 

معنى الركاز وحكمه

الحمد لله الرِّكاز هو ما وجد مدفوناً في الأرض من مال الجاهلية ، وأهل الجاهلية هم من كانوا موجودين قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم على أي دين كانوا ، وقد أوجب الشرع فيه عند استخراجه الخُمس ، زكاةً عند بعض العلماء ، وفيئاً عند آخرين ، والباقي لمن استخرجه إن كان استخراجه من أرضٍ يملكها ، أو من خرِبة أو من أرض مشتركة كالشارع وغيره    والأصل في صدقة الركاز ما روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( العَجْمَاءُ جُبَار ، وفي الرِّكازِ الخُمْس ) متفق عليه    وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله     " ليس كل مدفون يكون ركازاً ، بل كل ما كان من دِفْن الجاهلية ، أي : من مدفون الجاهلية  ومعنى الجاهلية : ما قبل الإسلام ، وذلك بأن نجد في الأرض كنزاً مدفوناً ، فإذا استخرجناه ووجدنا علامات الجاهلية فيه ، مثل أن يكون نقوداً قد علم أنها قبل الإسلام ، أو يكون عليها تاريخ قبل الإسلام ، أو ما أشبه ذلك    ومن وجدَ كنزاً وليس عليه علامات تدل أنه من دفن الجاهلية : فهو في حكم اللقطة ، ينتظر عليه سنةً كاملة ، ثم يحل له تملكه بعدها إلا أن يُعرف صاحبه

هل يدخل المسبوق مع الإمام في التشهد الأخير

الحمد لله إذا كان الذي جاء والإمام في التشهد الأخير يعلم أنه سيجد جماعة؛ فإنه ينتظر ويصلي مع الجماعة؛ لأن القول الراجح أن الجماعة لا تدرك إلا بركعة كاملة، أما إذا كان لا يرجو وجود أحد يصلي معه؛ فإن الأفضل أن يدخل معهم، ولو في التشهد الأخير؛ لأن إدراك بعض الصلاة خير من عدم الإدراك بالكلية وإذا قدر أنه دخل مع الإمام لعلمه أنه لا يجد جماعة، ثم حضرت جماعة، وسمعهم يصلون؛ فلا حرج عليه أن يقطع صلاته ويذهب معهم ويصلي، أو ينويها نفلاً، ويتمها ركعتين، ثم يذهب مع هؤلاء القوم ويصلي معهم، وإن استمر على ما هو عليه فلا حرج، فله أن يفعل واحداً من هذه الأمور الثلاثة.   ======= سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله http://fatawa.alukah.net/content/1302

من قال‏:‏ لا أدري فقد أجاب

الحمد لله هذه مسألة عظيمة، وهي مسألة العلم فالإنسان لا يقول ما لا يعلم، إن علم شيئاً قال به، وإن جهل شيئاً فلا يقول به، ولا يقول في أمور الدين والعبادات ولا يدخل فيها بغير علم، بل يتوقف، ويقول‏:‏ الله أعلم‏ ‏ والإمام مالك إمام دار الهجرة، جاءه رجل فسأله عن أربعين مسألة، فأجاب عن أربع منها، وقال في الباقي‏:‏ لا أدري، فقال الرجل‏:‏ أنا جئتك من كذا وكذا على راحلتي وتقول‏:‏ لا أدري‏؟‏ قال له الإمام‏:‏ اركب راحلتك، وارجع إلى البلد الذي جئت منه، وقل‏:‏ سألت مالكاً فقال‏:‏ لا أدري‏!‏‏!‏    والنبي صلى الله عليه وسلم إذا سئل عن شيء لم ينـزل عليه فيه وحي فإنه ينتظر حتى ينـزل عليه وحي، كذلك الصحابة إذا سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء لا يعلمونه قالوا‏:‏ ‏"‏الله ورسوله أعلم‏"‏، لا يتخرصون‏   فهذا الباب عظيم وخطير، والله عز وجل جعل القول عليه بغير علم مرتبة فوق الشرك به سبحانه وتعالى ‏:‏ ‏ وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ‏ ‏[‏الأعراف‏:‏33‏]‏   وقال سبحانه‏:‏ ‏ ‏وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ‏ ‏[‏الإسراء‏:‏36‏]‏‏    يا أخي، يسعك أن ت

معنى : والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا

  ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْراً * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً* عُذْراً أَوْ نُذْراً * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ (7-1) المرسلات    أقسم تعالى على البعث والجزاء بالأعمال ، بالمرسلات عرفا، وهي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشئونه القدرية وتدبير العالم، وبشئونه الشرعية ووحيه إلى رسله‏‏ و‏{‏عُرْفًا‏}‏ حال من المرسلات أي‏:‏ أرسلت بالعرف والحكمة والمصلحة، لا بالنكر والعبث‏   ‏{‏فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا‏}‏ وهي ‏[‏أيضا‏]‏ الملائكة التي يرسلها الله تعالى وصفها بالمبادرة لأمره، وسرعة تنفيذ أوامره، كالريح العاصف، أو‏:‏ أن العاصفات، الرياح الشديدة، التي يسرع هبوبها‏   ‏{‏وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا‏}‏ يحتمل أنها الملائكة ، تنشر ما دبرت على نشره، أو أنها السحاب التي ينشر بها الله الأرض، فيحييها بعد موتها‏   ‏{‏فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا‏}‏ هي الملائكه تلقي أشرف الأوامر، وهو الذكر الذي يرحم الله به عباده، ويذكرهم فيه منافعهم ومصالحهم، تلقيه إلى الرسل‏   ‏ {

حديث : إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه

الحمد لله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال   (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها ؛ لعنتها الملائكة حتى تصبح) (91) وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها ) (93)   ولعن الملائكة يعني أنها تدعو على هذه المرأة باللعنة ، واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله فإذا دعاها إلى فراشه ليستمتع بها بما أذن الله له فيه فأبت أن تجيء ، فإنها تلعنها الملائكة والعياذ بالله ، أي تدعو عليها باللعنة إلى أن تصبح اللفظ الثاني : أنها إذا هجرت فراش زوجها ، فإن الله تعالى يغضب عليها حتى يرضى عنها الزوج ، وهذا أشد من الأول وأيضاً قال في الحديث  (( إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها )) أي الزوج وهناك قال (( حتى تصبح )) ، أما هنا فعلّقه برضى الزوج ، وهذا قد يكون أقل ، وقد يكون أكثر يعني : ربما يرضى الزوج عنها قبل طلوع الفجر ، وربما لا يرضى إلا بعد يوم أو يومين ، المهم ما دام الزوج ساخطاً عليها فالله عز وجل ساخط عليها    وفي هذ

تفسير : والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  { وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ } (1-6) الذاريات   هذا قسم من الله الصادق في قيله، بهذه المخلوقات العظيمة التي جعل الله فيها من المصالح والمنافع، ما جعل على أن وعده صدق، وأن الدين الذي هو يوم الجزاء والمحاسبة على الأعمال، لواقع لا محالة، ما له من دافع، فإذا أخبر به الصادق العظيم وأقسم عليه، وأقام الأدلة والبراهين عليه، فلم يكذب به المكذبون، ويعرض عن العمل له العاملون   والمراد بالذاريات: هي الرياح التي تذروا، في هبوبها ( ذَرْوًا ) بلينها، ولطفها وقوتها، وإزعاجها   ( فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا ) السحاب، تحمل الماء الكثير، الذي ينفع الله به البلاد والعباد   ( فالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ) النجوم، التي تجري على وجه اليسر والسهولة، فتتزين بها السماوات، ويهتدى بها في ظلمات البر والبحر، وينتفع بالاعتبار بها   ( فالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ) الملائكة التي تقسم الأمر وتدبره بإذن الله، فكل منهم، قد جعله الله

وقفة مع قوله تعالى : لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون

الحمد لله أنت لا تسأل الله ولا تناقشه عن أفعاله وعن قضائه وقدره، تأدب مع الله؛ لأنك عبد، فلا تتدخل في شؤونه جل وعلا    فالله لا يسأل عما يفعل؛ لأن الله لا يفعل شيئًا إلا لحكمة، والحكمة قد تظهر وقد تخفى علينا، فنؤمن بأن الله لا يفعل شيئًا عبثًا؛ إنما يفعله لحكمة، سواءً ظهرت لنا أو لم تظهر‏    فالإنسان مسؤول عن عمله، ليس مسؤولًا عن أعمال الله عز وجل، فاعتن بما أنت مسؤول عنه يوم القيامة، وهو عملك، فعلى العبد التسليم لله‏ ‏  فمن سأل‏:‏ لِمَ فعل‏؟‏ فقد رد حكم الكتاب‏:‏ أي قال‏:‏ لم فعل الله كذا‏؟‏ لم قدّر الله كذا وكذا‏؟‏ فمن قال هذا، فقد رد حكم الكتاب؛ لأن الله يقول‏:‏   ‏ {‏لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ‏} ‏ ‏[‏الأنبياء‏:‏23‏]‏‏ ‏  ومن رد حكم الكتاب كان من الكافرين‏:‏ فمن رد حكم الكتاب والسنة، واعترض على ذلك، وذهب إلى العقل والتفكير صار من الكافرين ‏ لأن الإيمان بالكتاب والسنة هما ركنان من أركان الإيمان‏   ******************  سماحة الشيخ العلامة د. صالح بن فوزان الفوزان  من كتاب التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية        http://www.al-eman.com/%D8%A7%D

تفسير: والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا

‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً * يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7-1) النازعات   ‏{‏وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا‏}‏    وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج الروح، فتجازى بعملها‏   ‏{‏وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا‏}‏    وهم الملائكة أيضا، تجتذب الأرواح بقوة ونشاط، أو أن النزع يكون لأرواح المؤمنين، والنشط لأرواح الكفار‏ ‏ ‏{‏وَالسَّابِحَاتِ‏}‏    أي‏:‏ المترددات في الهواء صعودا ونزولا ‏{‏سَبْحًا‏}‏     ‏{‏فَالسَّابِقَاتِ‏}‏ لغيرها ‏{‏سَبْقًا‏}‏    فتبادر لأمر الله، وتسبق الشياطين في إيصال الوحي إلى رسل الله حتى لا تسترقه   ‏ ‏{‏فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا‏}‏    الملائكة، الذين وكلهم الله أن يدبروا كثيرا من أمور العالم العلوي والسفلي، من الأمطار، والنبات، والأشجار، والرياح، والبحار، والأجنة، والحيوانات، والجنة، والنار ‏وغير ذلك‏   ‏ {‏يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ‏} ‏ وهي قيام

معنى : والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا

  ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً *   فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (1-6)العاديات   أقسم الله تبارك وتعالى بالخيل، لما فيها من آيات الله الباهرة، ونعمه الظاهرة، ما هو معلوم للخلق‏.‏ وأقسم ‏[‏تعالى‏]‏ بها في الحال التي لا يشاركها ‏[‏فيه‏]‏ غيرها من أنواع الحيوانات، فقال‏   {‏وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا‏}  أي‏:‏ العاديات عدوًا بليغًا قويًا، يصدر عنه الضبح، وهو صوت نفسها في صدرها، عند اشتداد العدو‏    ‏{‏فَالْمُورِيَاتِ‏}‏ بحوافرهن ما يطأن عليه من الأحجار ‏{‏قَدْحًا‏}‏ أي‏:‏ تقدح النار من صلابة حوافرهن ‏[‏وقوتهن‏]‏ إذا عدون    ‏{‏فَالْمُغِيرَاتِ‏}‏ على الأعداء ‏{‏صُبْحًا‏}‏ وهذا أمر أغلبي، أن الغارة تكون صباحًا، ‏{‏فَأَثَرْنَ بِهِ‏}‏ أي‏:‏ بعدوهن وغارتهن ‏{‏نَقْعًا‏}‏ أي‏:‏ غبارًا، ‏{‏فَوَسَطْنَ بِهِ‏}‏ أي‏:‏ براكبهن ‏{‏جَمْعًا‏}‏ أي‏:‏ توسطن به جموع الأعداء، الذين أغار عليهم‏   والمقسم عليه، قوله‏:‏ ‏ {‏إِنَّ الْإ