المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١١

الجمع بين حديثين

سؤال : عن الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فإن الله لا مكره له " وقوله : " ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله" ؟ الحمد لله   الحديث الأول صحيح، وفي لفظ : " إن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه". وهذه الصيغة التي نهى عنها رسول الله : " اللهم اغفر لي إن شئت " تشعر بمعان فاسدة: منها أن أحداً يكره الله ، ومنها أن مغفرة الله ورحمته أمر عظيم لا يعطيه الله لك ، ولذلك قال: " فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه"      وأنت لو سألت رجلاً من الناس فقلت : أعطني مليون ريال إن شئت. فهذا يتعاظمه ولذلك قلت له : إن شئت. وكذلك فهو مشعر بأنك مستغن عن عطية المسؤول فإن أعطاك وإلا فلا يهمك، ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول : إن شئت " أما ما جاء في الحديث الثاني من قول : " إن شاء الله " فهي أخف وقعاً من قول : إن شئت ، لأن القائل قد يريد بها التبرك لا التعليق. فوجه الجمع أن التعبير بإن شاء الله أهون من إن شئت وير

معنى السلفية

الحمد لله    السلفية : هي اعتقاد السلف وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تابعهم من التابعين وأتباعهم إلى يوم القيامة   فالسَّلفيَّة إذن : ليست أمرا محدثا ، ولا اسما جديدا ، ولا من الأسماء التي فرقت الأمة الاسلامية ، فهي ليست حركة سياسية , ولا جماعة حزبية منغلقة على نفسها متعصبة لغير الحق , ولا تكتلاً متطرفاً أو غال ، كما أنها ليست حِكراً علَى فئةٍ من النَّاس ، بل هي منهج لفهم الإسلام يلزم كل مسلم    والسلفية اصطلاحٌ قديمٌ ، ليس مِن وَضع مَن أصبحوا يُعرَفون به ، وهذا فرقٌ عظيمٌ ما بينَ مَن ينتسبونَ إلى هذه النِّسبة الشريفة ، وبينَ مَن يتَسمَّون بأسماءٍ أخرى مِن الجماعات والحَركات الإسلامية ، التي وضع أسماءها : مؤسِّسوها     لأن السلفية تعني النسبة إلى السلف الصالح رضوان الله عليهم ، وهم : مَن تقدمَنا من هذه الأمة من الرعيل الأول من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن بعدهم من القرون الثلاثة المفضلة , ومن اتبعهم بإحسان من أئمة المسلمين على منهاج النبوة الذي جاء به الوحي الشريف    وكما أمرَ بذلك صلى الله عليه وسلم : « عليكمْ بسُنَّتِي وسُنة الخُلفاءِ ال

الحذر من الكتاب الضار

    الحمد لله   فالكتاب خير جليس ، وأفضل أنيس ، معلم بار ، وصديق صادق  حتى قال القائل أنا من بدل بالكتب الصحابا *** لم أجد لي وافيا إلا الكتابا   لكن ذلك يكون للكتب النافعة ، الهادية للخير، والمحببة فيه ، والناهية عن الشر بأنواعه ، وليس لكل كتاب , فتنتقى الكتب كما تنتقى الأصحاب ، قال تعالى   ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )119التوبة   ومن ذلك : تجنب الكتب الضارة بالعقيدة والأخلاق والنظر في كتب البدع والضلالات أو كتب الشرك والخرافة ، أو كتب الأديان الأخرى المحرفة ، أو كتب الإلحاد والنفاق ، أو الكتب التي تدعو إلى الفساد الخلقي ، والعلاقات الآثمة ، لا يجوز إلا لمتأهِّل في العلم الشرعي ، يعرف الحق من الباطل ، والهدى من الضلال ، يريد بقراءته لها الرد على أهلها ، وبيان فسادها ، والتحذير منها   أما أن يقرأ فيها من لم يدرس العقيدة الصحيحة ، والمنهاج النبوي الصحيح ، فغالبا ما يناله من هذه القراءة شر ، كأن تشككه بدينه وعقيدته ، أو تورثه الحيرة ، أو تصده عن الحق البين ، وقد وقع ذلك لكثير من الناس قديما وحديثا ، وحتى لبعض طلبة العلم ، وربما ان

حكم التشهير بصاحب البدعة

   السؤال: هل يجوز التشهير بصاحب بدعة، أو الكلام عليه وذمه؟  الحمد لله    صاحب البدعة له حالتان: إما أن يكون منطوياً على نفسه أو أن يكون مشهوراً بين الناس   ففي الحالة الأولى لا داعي لتشهيره؛ لأن ضلاله محصور في ذاته   أما في الحالة الأخرى فلا بد من تشهيره والتحذير منه حتى لا يغتر الناس الذين يعيش بينهم به   وليس ذلك من الغيبة في شيء كما قد يتوهم بعض المتنطعين، وحديث ( الغيبة ذكرك أخاك بما يكره ) هو من العام المخصوص، وقد ذكرت لكم قول بعض الفقهاء في بيتين من الشعر جمعوا فيهما الغيبة المستثناة من الحرمة   فقال قائلهم : القدح ليس بغيبة في ستة متظلم * ومعرف * ومحذر * ومجاهر فسقا *ومستفت * ومن طلب الإعانه في إزالة منكر  فهنا المبتدع والتشهير به يدخل في التعريف ويدخل في التحذير، ولذلك اتفق علماء الحديث جزاهم الله خيراً على وصف كثير من رواة الحديث بما كانوا عليه من الابتداع في الدين   وهذا كله من قيامهم بواجب البيان للناس؛ حتى يعرفوا الراوي الصارف يؤخذ بعقيدته، والراوي المبتدع، ويترك هو وعقيدته المنحرفة عن الكتاب والسنة   *^*^*^*^**^* فضيلة الشيخ  الألباني رحمه

معنى بيع العينة وحكمه

الحمد لله     بيع العينة مثله: كأن تريد أن تشتري براداً، والحقيقة أنك لا تريد أن تشتري براداً، إنما تريد قروشاً، فتأتي إلى التاجر فتشتري براداً -مثلاً- بمائة جنيه     وقبل أن يسمي لك الثمن -تأتي معاملة نعتقدها أيضاً غير مشروعة- يقول لك: تريد أن تشتري نقداً أم تقسيطاً؟ وأنت كما قلنا في صورة بيع العينة لا تريد أن تشتري أصلاً، فتقول له: أنا أريد أن أشتري بالتقسيط     فهذا البراد لو قلت له: أريده نقداً ربما قال لك: بثمانين أو بتسعين وتقسيطاً يقول لك: مائة، فتقول: سجل عليَّ مائة، انتهى كل شيء وما انتهى أي شيء     لماذا؟ ستعود أنت وقد اشتريت البراد بائعاً ويعود التاجر البائع لك شارياً، فتقول له: اشتر أنت مني هذا البراد نقداً     هو كان يبيعه لك بالتقسيط -مثلاً- بثمانين، فالآن يريد أن يشتريه منك بخمسة وسبعين أو دون ذلك، بحسب ما يناسبه ويناسب جشعه وطمعه  فأنت تأخذ الخمسة والسبعين ديناراً وتنطلق، وقد سجل عليك بذلك مائة دينار    هذه هي صورة بيع العينة. والعينة مشتقة من عين الشيء وذاته، أي: هذا البراد عينه وذاته بيع واشتري بمجلس واحد، ودون أن يتزحزح من مكانه، وبثمنين مختل

الحكمة من خلق الجن والإنس

الحمد لله  قبل أن أتكلم عن هذا السؤال أحب أن أنبه على قاعدة عامة فيما يخلقه الله عز وجل وفيما يشرعه‏  ‏ وهذه القاعدة مأخوذه من قوله تعالى ‏:‏ ‏ {‏وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ‏} ‏ ‏.‏ وقوله ‏:‏ ‏ {‏إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا‏} ‏ وغيرهما من الآيات الكثيرة الدالة على إثبات الحكمة لله عز وجل فيما يخلقه وفيما يشرعه أي في أحكامه الكونية، وأحكامه الشرعية   فإنه ما من شيء يخلقه الله عز وجل إلا وله حكمة سواء كان ذلك في إيجاده أو في إعدامه، وما من شيء يشرعه الله تعالى إلا لحكمة سواء كان ذلك في إيجابه، أو تحريمه، أو إباحته   لكن هذه الحكم التي يتضمنها حكمه الكوني والشرعي قد تكون معلومة لنا، وقد تكون مجهولة، وقد تكون معلومة لبعض الناس دون بعض حسب ما يؤتيهم الله سبحانه وتعالى من العلم والفهم   إذا تقرر هذا فإننا نقول ‏:‏ إن الله سبحانه وتعالى خلق الجن والإنس لحكمة عظيمة وغاية حميدة، وهي عبادته تبارك وتعالى كما قال سبحانه وتعالى‏: ‏ ‏ {‏وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ‏} ‏ ‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏ {‏أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأ

حكم من يدعي علم الغيب

الحمد لله ‏ الحكم فيمن يدعي علم الغيب أنه كافر، لأنه مكذب لله عز وجل قال الله تعالى‏:‏   ‏ {‏قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ‏} ‏65النمل   ‏ وإذا كان الله عز وجل يأمر نبيه محمداً صلي الله عليه وسلم أن يعلن للملأ أنه لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله، فإن من ادعى علم الغيب فقد كذب الله عز وجل في هذا الخبر‏   ونقول لهؤلاء ‏:‏ كيف يمكن أن تعلموا الغيب والنبي صلي الله عليه وسلم لا يعلم الغيب هل أنتم أشرف أم الرسول صلي الله عليه وسلم‏؟‏‏!‏   فإن قالوا ‏:‏ نحن أشرف من الرسول ، كفروا بهذا وإن قالوا:هو أشرف ، فنقول ‏:‏ لماذا يحجب عنه الغيب وأنتم تعلمونه‏؟‏!‏  وقد قال الله عز وجل عن نفسه‏:‏ ‏ {‏عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا‏} 26-27 الجن‏   وهذه آية ثانية تدل على كفر من ادعى علم الغيب، وقد أمر الله تعالى نبيه صلي الله عليه وسلم أن يعلن للملأ بقوله ‏: ‏