المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٣

حكم قول : إلا رسول الله وسامحني يارسول الله

الحمد لله؛ وصلى الله وسلم على رسول الله، أما بعد:    فإننا نعلم أن الذين أطلقوا هذه العبارة إنما أطلقوها ذبًّا عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعظيما لجنابه وإنكارا على المسيئين إليه صلى الله عليه وسلم والمستخفِّين بجنابه الكريم ومقامه الرفيع فقد أرادوا بهذه العبارة تلك المعاني الشريفة، فهم إنما أرادوا بها خيرا ومعنى محمودا     ولكن إذا قطعنا النظر عن مراد من أطلقها فإنها لا تصح  عقلا ولا شرعا، فالتقدير المناسب لهذا الاستثناء:    سبوا من شئتم، أو أسيئوا إلى من شئتم، ونحو ذلك، وكل ذلك محتمل إلا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم      ولا يخفى ما في هذا من الفساد، فحقيقة العبارة يشمل ـ وإن كان غير مراد ـ التهاون بسب كل أحد من الملائكة والأنبياء والصحابة والتابعين وسائر المؤمنين إلا الرسول صلى الله عليه وسلم     ولهذا أرى أنه لا يجوز إطلاق تلك العبارة  لما تحتمله من المعنى الباطل، ويجب أن يستغنى عنها ببعض العبارات الواضحة الدلالة؛ نحو: لا نرضى الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الاستخفاف بحقه عليه الصلاة والسلام ومن العبارات الصادرة عن حسن نية ـ وهي خطأ ـ ما

حديث : ويل للأعقاب من النار

الحمد لله عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: ( تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا ، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ ( وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ). مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا )  [1]        ورواه مسلم (رقم/241) بلفظ آخر فيه : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : ( رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ ، فَتَوَضَّئُوا وَهُمْ عِجَالٌ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ )    ( تخلف عنا )  أي تأخر عنا ( أرهقتنا الصلاة )  أي كاد وقتها أن يخرج ( ويل )  اختلف العلماء في معناها ، فمنهم من قال : هو واد ف

حديث لا غيبة لفاسق

الحمد لله "الغيبة محرمة ، شديدة التحريم ؛ لقوله تعالى :    (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا) الحجرات/11   ولما ثبت عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:  ( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم ، قلت : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)   رواه الإمام أحمد وأبو داود بإسناد صحيح   وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الغيبة بأنها ذكرك أخاك بما يكره  وتجوز في مواضع معدودة دلت عليها الأدلة الشرعية إذا دعت الحاجة إلى ذلك ؛ كأن يستشيرك أحد في تزويجه أو مشاركته ، أو يشتكيه أحد إلى السلطان لكف ظلمه والأخذ على يده ـ فلا بأس بذكره حينئذ بما يكره ؛ لأجل المصلحة الراجحة في ذلك  وقد جمع بعضهم المواضع التي تجوز فيها الغيبة في بيتين فقال : الذم ليـس بغيبـة في ستـة  متظلـم *ومعـرف *ومحـذر * ولمظهر فسقا ً*ومستفت *ومن طلب الإعانة في إزالة منكر أما إذا لم يكن هناك مصلحة راجحة في ذكره بما يكره فإنه يكون من الغيبة المحرمة وأما الس

التعبير بلفظ (خلق)عن أفعال غير الله

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: الخلق يستعمل في اللغة على وجهين أو بمعنيين: الخلق بمعنى الإيجاد وبمعنى التقدير، وكلا المعنيين ثابت في حق الله تعالى على وجه الكمال، فهو الخالق لكل شيء، وهو الذي جعل لكل شيء قدراً، ومن أسمائه (الخالق) و(الخلاّق)   قال تعالى (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (الفرقان2) وقال عزوجل (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ) (الحشر24) وقال سبحانه وتعالى (فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون14)     قال المفسرون: أي المقدرين، فإن المخلوق يوصف بالخلق بمعنى التقدير، ولكن قد يُقَدّر الإنسان ثم لا يَقْدِرُ على إيجاده كما قَدَّرَه، والله تعالى على كل شيء قدير، فما قَدَّرَه أَوْجَدَه على وفق تَقْديره، وذلك لكمال علمه وقدرته، بخلاف المخلوق فإنه ناقص العلم وناقص القدرة، ولهذا صار لفظ (الخلق) في عرف المسلمين مختصاً بالله، فهو الخالق والخلاّق، وهو خالق كل شيء، فلا تكاد تجد في كلام العلماء أو كلام عوام المسلمين استعمال هذا اللفظ إلا مضافاً إلى الله تعالى، وإضافة الخلق إلى بعض الأسباب هو مما فشا في هذا العص

حديث:أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم

الحمد لله هذا الحديث رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أقيلوا ذوى الهيئات عثراتهم إلا الحدود» وله طرق كثيرة لا تخلو عن مقال، ولكنه بمجموعها يكون حديثا حسنا ومعنى الحديث: استجاب ترك مؤاخذة ذي الهيئة إذا وقع في زلة، أو هفوة لم تعهد عنه، إلا ما كان حدا من حدود الله تعالى، وبلغ الحاكم فيجب إقامته والمراد ب (ذوي الهيئات) أهل المروءة والخصال الحميدة من عامة الناس، الذين دامت طاعتهم واشتهرت عدالتهم، ولكن زلت في بعض الأحيان أقدامهم، فوقعوا في ذنب وخطأ     ورد هذا المعنى العلامة ابن القيم رحمه الله قائلا:  إن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعبر عن أهل التقوى والطاعة والعبادة بأنهم ذوو الهيئات، ولا عهد بهذه العبارة في كلام الله ورسوله للمطيعين المتقين     والظاهر أنهم ذوو الأقدار بين الناس من الجاه والشرف والسؤدد، فإن الله تعالى خصهم بنوع تكريم وتفضيل على بني جنسهم، فمن كان منهم مستورا مشهورا بالخير حتى كبا به جواده، ونبا عضب صبره، وأديل عليه شيطان، فلا نسارع إلى تأنيبه وعقوبته، بل تقال

بعد أداء الحج هل يضمن المسلم غفران ذنوبه ؟

الحمد لله أولاً: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول    ( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ) [1]   وننبه هنا إلى أمرين :   الأول : أن هذا هو جزاء الحج المبرور ، فمن حج بمال حرام ، أو كان حجه غير خالص لله تعالى أو حصل منه رفث أو فسوق لم يكن حجه مبروراً ولم يرجع كيوم ولدته أمه     وقال بعض أهل العلم إن الحج المبرور هو المقبول وعلامة قبوله أن لا يعاود العبد معصية ربه تعالى ، وأن يرجع الحقوق إلى أهلها    الثاني : أن الحج لا يسقط الحقوق الواجبة كالكفارات والديون   ثانياً: المسلم الذي يكرمه ربه تعالى بأداء مناسك الحج ينبغي أن يكون خائفاً أن لا يكون قد قُبِل منه عمله ، وليس هذا من أجل أن يصير قانطاً من رحمة ربِّه تعالى بل حتى لا يصيبه الغرور ، وحتى يُقبل على ربِّه عز وجل بدعاء صادق أن يتقبل منه ويقبل عليه بعمل صالح يزيد في ميزانه يوم يلقى ربَّه تعالى     قال الله سبحانه وتعالى في وصف المؤمنين  ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَب

الحج لا يسقط الحقوق الواجبة كالكفارات والديون

الحمد لله ورد في فضل الحج أحاديث كثيرة تدل على أنه يمحو الذنوب ، ويكفر السيئات ، ويرجع منه الإنسان كيوم ولدته أمه   لكن هذا الفضل والثواب لا يعني سقوط الحقوق الواجبة ، سواء كانت حقوقا لله تعالى ، كالكفارات والنذور وما ثبت في ذمة الإنسان من زكاة لم يؤدها ، أو صيام يلزمه قضاؤه ، أو كانت حقوقا للعباد كالديون ونحوها ، فالحج يغفر الذنوب ، ولا يسقط هذه الحقوق باتفاق العلماء   فمن أخر قضاء ما عليه من رمضان مثلا ، وكان ذلك بغير عذر ، ثم حج حجا مبروا ، فإن حجه يسقط عنه ذنب التأخير ، ولا يسقط قضاء الأيام     قال في "كشاف القناع" (2/ 522) : " وقال الدميري : في الحديث الصحيح ( من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) وهو مخصوص بالمعاصي المتعلقة بحقوق الله تعالى خاصة , دون العباد ولا يسقط الحقوق أنفسها ، فمن كان عليه صلاة أو كفارة ونحوها من حقوق الله تعالى لا تسقط عنه ; لأنها حقوق لا ذنوب ، إنما الذنب تأخيرها ، فنفس التأخير يَسقط بالحج لا هي نفسها ، فلو أخرها بعده تجدد إثم آخر , فالحج المبرور يسقط إثم المخالفة لا الحقوق . قاله في المواهب "

هل تحف الملائكة من يستمع لدرس علمي في فضائية أو يشارك في منتدى إسلامي؟

الحمد لله  روى مسلم ( 2699 ) عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :  (... وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)    وظاهر هذا الحديث يحصر الفضل الوارد فيه في مجالس العلم المعقودة في المساجد دون غيرها من الأماكن ، والمساجد هي أشرف أماكن في الأرض ، وأحبها إلى الله ، فلا يمكن أن يلحق بها غيرها في الفضيلة   ولا يشترط أن يكون هذا الاجتماع في مسجد واحد ، بل إذا تم سماع قول العالم أو الواعظ عن طريق القنوات ، وكان المستمعون في المسجد فيرجى أن يشملهم هذا الحديث   وقد كان الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تنقل بعض دروسه من المسجد إلى مدينة أخرى عبر الهاتف ، فسُئل مرة : يا فضيلة الشيخ، نحن نستمع كلامك الآن ونحن في بريدة فهل يحصل لنا الأجر، وندخل في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله .. الحديث)؟

التوفيق بين حديث : لن تُغزى مكة بعد هذا العام وغزو الحجاج والقرامطة لها

لي سؤال مرتبط بالحديث التالي من كتاب صحيح الجامع الصغير ( لَنْ تُغزى مكةُ بعد هذا العام أبداً ) ، فيكف يكون فهمنا للحديث وهناك حوادث ، مثل : غزو مكة على يد أبي طاهر من القرامطة ، والعراك الذي دار بين الحَجَّاج وعبد الله بن الزبير ؟     الحمد لله نص الحديث الذي سأل عنه السائل : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطِيعِ بْنِ الأَسْوَدِ أَخِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :   (لاَ تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا الْعَامِ أَبَداً)  [1]   وللحديث شاهد عند الترمذي ( 1611 ) عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ بْنِ الْبَرْصَاءِ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَقُولُ :   (لاَ تُغْزَى هَذِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)  [2]   وأما معنى الحديث فهو محمول على معنيين : الأول : أن أهل مكة لا يَكفرون أبداً , ولا يُغزون على الكفر ؛ وهكذا فسَّره سفيان بن عيينة ، كما نقله عنه الطحاوي في " شرح مشكل الآثار " ( 4 / 162 ) ويشهد لذلك حديث أَبِي هُرَيْر

الفرق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي

الحمد لله   الحديث القدسي ما رواه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربه بلفظه ومعناه ، أما الحديث النبوي فهو ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعناه من عند الله عز وجل ، هذا هو الفرق والفرق بين الحديث القدسي والقرآن كلٌ منهما كلام الله ، ولكن القرآن متواتر والحديث القدسي قد لا يكون متواتراً ، قد يكون آحاداً ، وقد يكون ضعيفاً ، وقد يكون حسناً ، فالحديث القدسي يدخله ما يدخل الحديث غير القدسي من ناحية الرواية ، أما القرآن فإنه متواتر بإجماع المسلمين      هذا من الفروق ، من الفروق أن القرآن يُتعبد بتلاوته في الصلاة وفي غيرها بخلاف الحديث القدسي فإنه لا يُتعبد بتلاوته ، يجوز أن ترويه بالمعنى أما القرآن فلا يجوز أن ترويه بالمعنى ، لابد من ألفاظه ، لابد أن تأتي بألفاظه التي نزلت من الله عز وجل ، أيضاً القرآن لا يمسه إلا طاهر ، أما الحديث القدسي فيجوز أن يمسه الإنسان ولو كان على غير طهارة . وبالله التوفيق  وصلى الله وسلم على نبينا محمد   *^*^*^*^*^* معالي الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2405

الأشياء التي قام الدليل على نجاستها

الحمد لله الأشياء التي قام الدليل على نجاستها: 1- بول الآدمي وعذرته وقيئه: إلا بول الصبيِّ الذي لم يأكل الطعام، فيكتفى برشه؛ لحديث أم قيس بنت محصن (أنها أتت بابن لها صغير لم يأكل الطعام إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأجلسه في حجره، فبال على ثوبه، فدعا بماء فنضحه ولم يغسله). أما بول الغلام الذي يأكل الطعام، وكذا بول الجارية، فإنه يغسل كبول الكبير 2- الدم المسفوح من الحيوان المأكول، أما الدم الذي يبقى في اللحم والعروق، فإنه طاهر، لقوله تعالى: {أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [الأنعام: 145]، وهو الذي يهراق وينصبُّ 3- بول وروث كل حيوان غير مأكول اللحم، كالهر والفأر 4- الميتة: وهي ما مات حتف أنفه من غير ذكاة شرعية لقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً} [الأنعام: 145].. ويستثنى من ذلك ميتة السمك، والجراد، ومالا نفس له سائلة، فإنها طاهرة 5- المَذْي: وهو ماء أبيض رقيق لزج، يخرج عند الملاعبة أو تذكُّر الجماع، لا بشهوة ولا دفق، ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس بخروجه، وهو نجس؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله

القول بأن صخرة بيت المقدس معلقة في الفضاء

الحمد لله كل شيء قائم في مقره بإذن الله سواء في ذلك السماوات وما فيها،والأرضون وما فيهن حتى صخرة بيت المقدس,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏ {‏إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده‏} ‏ وقال سبحانه‏:‏ ‏{‏ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره الآية‏}‏      وليست صخرة بيت المقدس معلقة في الفضاء،وحولها هواء من جميع نواحيها‏,‏ بل لا تزال متصلة من جانب بالجبل التي هي جزء منه متماسكة معه‏   ‏ وهي وجبلها قائمان في مقرهما بالأسباب الكونية العادية المفهومة‏,‏ شأنهما في ذلك شأن غيرهما من الكائنات‏,‏ ولا ننكر قدرة الله على أن يمسك جزءا من الكونيات في الفضاء فمجموع المخلوقات كلها قائمة في الفضاء بقدرة الله كما تقدم‏   ‏ وقد رفع الله الطور فوق قوم موسى حينما امتنعوا من العمل بما أتاهم به موسى من الشرائع،وكان محمولا بقدرة الله‏,‏ قال تعالى‏:‏ ‏ {‏وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون‏} ‏ وقال‏:‏ ‏ {‏وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون‏}

أنواع التوحيد مع تعريف كل منها‏

الحمد لله أنواع التوحيد ثلاثة‏: ‏ توحيد الربوبية‏,‏ وتوحيد الإلهية‏,‏ وتوحيد الأسماء والصفات‏‏     فتوحيد الربوبية‏:‏    هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والإحياء والإماتة وسائر أنواع التصريف والتدبير لملكوت السماوات والأرض‏,‏ وإفراده تعالى بالحكم والتشريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين    وتوحيد الألوهية‏:‏   هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يعبد غيره‏,‏ ولا يدعى سواه‏,‏ ولا يستغاث ولا يستعان إلا به‏,‏ ولا ينذر ولا يذبح ولا ينحر إلا له‏,‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏ {‏قل إن صلاتى ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين‏}‏ وقال‏:‏ ‏ {‏فصل لربك وانحر‏} ‏    وتوحيد الأسماء والصفات‏:‏   هو وصف الله تعالى وتسميته بما وصف وسمى به نفسه،وبما وصفه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة‏,‏ وإثبات ذلك له من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تأويل ولا تعطيل‏,‏ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير  وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏   **

حديث : لا تذهب الدنيا حتى يأتي على الناس يوم لا يدري القاتل فيما قتل

الحمد لله هذا الحديث من فتن آخر الزمان التي حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هو كائن قبل يوم القيامة لا أثناءه ، وذلك حين يكثر الجهل ، ويرفع العلم ، ويقل الصالحون ، ويكثر المفسدون ، وتقع الأحداث العظام ، فحينها يكثر القتل بين الناس ، وينتشر الهرج بينهم ، ويكون ذلك في فتن عظيمة يحار فيها الناس ، ولا يميزون – لجهلهم ولشدة الفتن يومئذ – الحق من الباطل ، والصواب من الخطأ ، وإنما يتحزبون لأطماع الدنيا ، وأهواء النفس وشهواتها ، فيقع القتل ، ولا يدري القاتل لماذا قَتَل ، ولا يدري المقتول عن سبب قتله   عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ ، فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْهَرْجُ ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ ) [1]   وعنه رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَقُومُ السَّا

معنى حديث : بعثت أنا والساعة كهاتين , مع مرور مدة طويلة منذ قوله

الحمد لله     أخرج هذا الحديث الإمام البخاري في صحيحه ( 6140 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْن ) يعني : إصبعين   وجاء عن سهل بن سعدٍ الساعدي رضي الله عنه مرفوعا بلفظ  ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعة هكذا - ويشير بأصبعيه فيمدُّ بهما - ) [1]   أما بخصوص من يقول إن بيننا وبين ورود الحديث أكثر من ألف وأربعمائة سنة فكيف يقول الله تعالى ( اقتربت الساعة ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ ) ؟ فالجواب عليه من وجوه ، أبرزها    1. أن المعنى : أنه ليس هناك نبي آخر بعد النبي صلى الله عليه وسلم  2. أن المعنى : هو القرب الذي في علم الله تعالى وحسابه ، لا في علم البشر وحسابهم      3. أن المعنى : أن بين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وقيام الساعة شيء يسيرٌ بالنسبة لما مضى من الزمان    وقال الشيخ عمر الأشقر: " والأمر الذي ينبغي أن يُنتبه إليه : أن الباقي من الدنيا قليل بالنسبة لما مضى منها ، فإنك إذا وضعتَ لمن لك عليه دين أجلاً طويلاً كأن توجله خمسين عاما

أحكام ومسائل متعلقة بالتناجي

الحمد لله أولاً : من الآداب التي راعها الإسلام في المجالس : أن لا يتناجى اثنان دون الثالث ؛ وذلك حفظاً لسلامة الصدور   فقد روى البخاري (6290) ومسلم (2184) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :  ( إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى رَجُلَانِ دُونَ الْآخَرِ حَتَّى تَخْتَلِطُوا بِالنَّاسِ أَجْلَ أَنْ يُحْزِنَهُ ) وروى الترمذي (2825) عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم :  ( إِذَا كُنْتُمْ ثَلَاثَةً فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ صَاحِبِهِمَا ) [1]   قلت : معنى التناجي - التَّحَدُّثَ سِرّاً   ثانياً: النهي الوارد في الأحاديث السابقة ظاهره التحريم ، فيحرم أن يتناجى اثنان دون الثالث ، أو مجموعة من الناس دون واحد منهم قال النووي رحمه الله : " وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيث النَّهْي عَنْ تُنَاجِي اِثْنَيْنِ بِحَضْرَةِ ثَالِث , وَكَذَا ثَلَاثَة وَأَكْثَر بِحَضْرَةِ وَاحِد , وَهُوَ نَهْي تَحْرِيم , فَيُحَرِّم عَلَى الْجَمَاعَة الْمُنَاجَاة دُون وَاحِد مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يَأْذَن " انتهى من &