المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠١١

هل صلاة التراويح بدعة وليس سنة

الحمد لله القول بأن صلاة التراويح بدعة ليس بوارد ، وإنما يُقال هل هي من سنن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنها لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم  وفعلت في عهده أو هي من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فادعى بعض الناس أنها من سنن عمر ، واستدل لذلك بأن عمر بن الخطاب " أمر أبيّ بن كعب وتميماً الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة " وخرج ذات ليلة والناس يُصلُّون فقال : نعمت البدعة هذه  " وهذا يدل على أنه لم يسبق لها مشروعية ولكن هذا قول ضعيف غفل قائله عما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم ( قام بأصحابه ثلاث ليال وفي الثالثة أوفي الرابعة لم يُصلّ ، وقال : إني خشيت أن تُفرض عليكم )  [1] وفي لفظ مسلم ( ولكني خشيت أن تُفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها ) ( 1271)   فثبتت التراويح بسنة النبي صلى الله عليه وسلم  ، وذكر صلى الله عليه وسلم  المانع من الاستمرار فيها ، لا من مشروعيتها ، وهو خوف أن تُفرض ، وهذا الخوف قد زال بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه لما مات صلى الله عليه وسلم  انقطع الوحي فأمن من فرضيتها ، فلما زالت العلة وهو خوف ال

هل يجوز أن نصلي ركعتين من التراويح بنية راتبة العشاء

الحمد لله    صلاة التراويح   وقتها يبدأ من بعد الانتهاء من سنَّة العشاء ، ويستمر إلى قبيل الفجر بالقدر الذي يسع صلاة الوتر بعدها وهل يصح أن يصلي المسلم ركعتي تراويح بنية راتبة العشاء ؟ والجواب : نعم يصح ، بل ويصح أن يصلي العشاء خلف من يصلي التراويح   قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله "ادخلْ مع الإمام في التَّراويح بنيَّة الفريضة ، أي : بنية العشاء ، فإذا سَلَّم فَقُمْ وائتِ بركعتين إكمالاً للفريضة ، إلا أن تكون مسافراً فَسلِّم معه ، ثم ادخلْ معه في التَّراويح بنيَّة راتبة العشاء إن لم تكن مسافراً ، فإذا صَلَّيت راتبة العِشاء : ادخلْ معه في التَّراويح ، ولا يضرُّ اختلاف نيَّة الإمام والمأموم ، أي : يجوز أن ينوي الإمام النَّافلة والمأموم الفريضة    وهذا ما نصَّ عليه الإمامُ أحمد:من أنَّه يجوز أن يُصلِّيَ الإنسان صلاة العشاء خلف من يُصلِّي التَّراويح" [1] لكن لا يُحسب ما صلاه – في الحالتين – أنه من صلاة القيام ؛ لأن صلاة التراويح مستقلة بذاتها ، ولا يُجمع معها راتبة العشاء بنية واحدة – والفرض من باب أولى - بل ينوي راتبة العشاء وحدها ، ويَنقص من ق

سائر الأمور التالية ليست من المفطرات

الحمد لله   غسول الأذن، أو قطرة الأنف، أو بخاخ الأنف، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق  ***   الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق  ***    ما يدخل المهبل من تحاميل (لبوس)، أو غسول، أو منظار مهبلي، أو إصبع للفحص الطبي  ***    إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم  ***    ما يدخل الإحليل، أي مجرى البول الظاهر للذكر أو الأنثى، من قثطرة (أنبوب دقيق) أو منظار، أو مادة ظليلة على الأشعة، أو دواء، أو محلول لغسل المثانة  ***    حفر السن، أو قلع الضرس، أو تنظيف الأسنان، أو السواك وفرشاة الأسنان، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق ***   المضمضة، والغرغرة، وبخاخ العلاج الموضعي للفم إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق ***   الحقن العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية، باستثناء السوائل والحقن المغذية ***   غاز الأكسجين ***   غازات التخدير (البنج) ما لم يعط المريض سوائل (محاليل) مغذية  ***    ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية

مفسدات الصوم (المفطرات)

الحمد لله     مفسدات الصوم سبعة          أحدها: الجماع، فمتى جامع الصائم فسد صومه، ثم إن كان في نهار رمضان والصوم واجب عليه لزمته الكفَّارة المغلَّظة لفُحش فعله، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، فإن كان الصوم غير واجب عليه كالمسافر يجامع زوجته وهو صائم فعليه القضاء دون الكفَّارة الثاني: إنزال المني بمباشرة أو تقبيل أو ضم أو نحوها، فإن قبَّل ولم ينزل فلا شيء عليه الثالث: الأكل والشرب، وهو إيصال الطعام أو الشراب إلى الجوف سواء كان عن طريق الفم أو عن طريق الأنف، أيًّا كان نوع المطعوم، أو المشروب، ولا يجوز للصائم أن يستنشق دخان البخور بحيث يصل إلى جوفه؛ لأن الدخان جرم، وأما شم الروائح الطيبة فلا بأس به الرابع: ما كان بمعنى الأكل أو الشرب، مثل الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الأكل والشرب، فأما غير المغذية فلا تفطر سواء كانت عن طريق العرق أو العضل الخامس: إخراج الدم بالحجامة وعلى قياسه إخراجه بالفصد، ونحوه مما يؤثِّر على البدن كتأثير الحجامة، فأما إخراج الدم اليسير للفحص ونحوه، فلا يفطر لأنه لا يؤثِّر، على البدن من الضع

شهر رمضان لدى الكثير شهر أكل وشرب وسهر

الحمد لله    استحال شهر رمضان لدى الكثير إلى شهر أكل وشرب وسهر والذي يفعل ذلك يقع في خطأ؛ لأن شهر رمضان شهر العبادة ومن الأسباب التي جعلته شهرا للعبادة والنور، أن فيه مضاعفة الأعمال الصالحة، وفيه فرضية الصيام وسنية القيام، والحث على قراءة القرآن الكريم والذكر والدعاء   وهي الأسباب التي تكون سببا في العتق من النارأما الذين يتخذون شهر رمضان موسما لكثرة المأكل والمشرب  , فما قدروا هذا الشهر حق قدره   صحيح أن الناس إذا أقبل رمضان أقبلوا على شراء الكثير من الأنواع المتنوعة من اللحوم، والمآكل والمشارب، والخضروات والأطعمة والفواكه، فإذا جاء وقت الإفطار نجدهم قد حشدوا كل هذه الأنواع على الموائد، ويكثرون من الأكل طوال الليل   فهؤلاء يحولون شهر رمضان إلى شهر شهوات، شهر مآكل، وهذا خلاف ما جعل عليه وما شرع لأجله لأنه كلما كان تأثير الصيام في الصائم بالجوع والعطش أشد كان أرق لقلبه وأقبل لدعائه، أي أقرب إلى أنه يُقبل منه ونحن ننصح المسلم ألا يجعل شهر رمضان الكريم شهر الشهوات، وأن يقتصر على ما يسد رمقه، وألا يخل بشيء من الأعمال التي يعملها ولقد ورد في كثرة الأكل آثار تدل على ك

صفة العمرة

الحمد لله    إذا أراد أن يحرم بالعمرة فالمشروع أن يتجرد من ثيابه، ويغتسل كما يغتسل للجنابة، ويتطيب بأطيب ما يجد من دهن عود أو غيره في رأسه ولحيته، ولا يضره بقاء ذلك بعد الإحرام   لما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يحرم تطيب بأطيب ما يجد ثم أرى وبيص المسك في رأسه ولحيته بعد ذلك"         والاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال والنساء حتى النفساء والحائض؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسماء بنت عميس حين نفست أن تغتسل عند إحرامها وتستثفر بثوب وتحرم [1] ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام، ثم يصلي – غير الحائض والنفساء – الفريضة إن كان في وقت فريضة وإلا صلى ركعتين ينوي بهما سنة الوضوء   فإذا فرغ من الصلاة أحرم وقال: لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. يرفع الرجل صوته بذلك، والمرأة تقوله بقدر ما يسمع من بجنبها         وإذا كان من يريد الإحرام خائفاً من عائق يعوقه عن إتمام نسكه فإنه ينبغي أن يشترط عند الإحرام فيقول عند عقده: إن حبسني ح

الجهل والعذر به

   الحمد لله  فالعذر بالجهل فيه تفصيل: أولًا: يعذر بالجهل من لم تبلغه الدعوة ولم يبلغه القرآن ويكون حكمه أنه من أصحاب الفترة ثانيًا: لا يعذر من بلغته الدعوة وبلغة القرآن في مخالفة الأمور الظاهرة كالشرك وفعل الكبائر لأنه قامت عليه الحجة وبلغته الرسالة، وبإمكانه أن يتعلم ويسأل أهل العلم عما أشكل عليه، ويسمع القرآن والدروس والمحاضرات في وسائل الإعلام ثالثًا: يعذر بالجهل في الأمور الخفية التي تحتاج إلى بيان حتى تبين له حكمها ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:   "إن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد ستبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه"     فالحلال بين يؤخذ والحرام البين يتجنب والمختلف فيه يتوقف فيه حتى يتبين حكمه بالبحث وسؤال أهل العلم. فالجاهل يجب عليه أن يسأل أهل العلم فلا يعذر ببقائه على جهله وعنده من يعلمه   قال الله تعالى ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) [ النحل:

سبب اختلاف موعد رمضان كل عام بالنسبة للتاريخ الميلادي

الحمد لله أولاً : من المعلوم أن السنين تتنوع عند الأمم والشعوب إلى " سنة شمسية "، وهي التي تعتمد في بدايتها ونهايتها على حركة الشمس ، وعدد أيامها (365) يوماً . وإلى " سنة قمرية " ، وهي التي تعتمد على ظهور الهلال واختفائه في بداية الشهر ونهايته ، وعدد أيامها (354) يوماً فالسنة الشمسية تتفق مع السنة القمرية في عدد الشهور ، وتختلف معها في عدد الأيام ، فتزيد أيامها على أيام السنة القمرية بأحد عشر يوماً والتاريخ الميلادي يعتمد على " السنة الشمسية " ، وأما التاريخ الهجري فيعتمد على " السنة القمرية " ؛ ولهذا السبب يختلف موعد بدء شهر رمضان في كل عام بالنسبة للتقويم الميلادي ، ويتنقل بناء على ذلك بين الفصول الأربعة ثانياً : التقويم القمري هو التقويم الواجب اتباعه ؛ لقوله سبحانه وتعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً ، وَالْقَمَرَ نُورًا ، وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ )  وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:   " التوقيت بالأشهر الإفرنجية : لا أصل له من محسوس ، ولا معقول ، ولا مشروع ؛ وله

وقفات مع قولة تعالى:والباقيات الصالحات

بسم الله الرحمن الرحيم أن العاقل يعمل لما هو باق ودائم، ويدع ما هو فان وزائل. والبعيد النظر يسعى لما هو خير وأبقى، ويزهد بما هو أقل وأدنى  ومن الآيات التي بها هذا المعنى قوله سبحانه:   { المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخيرأملا } [الكهف41]       لنا مع هذه الآية الكريمة هذه الوقفات:       الوقفة الأولى:   نزلت هذه الآية رداً على بعض المشركين، الذين كانوا يتباهون بأموالهم وبنيهم، ويحسبون أنهم بذلك يفضلون على المؤمنين. فأنزل الله سبحانه هذه الآية ليبين أن ما افتخر به هؤلاء المشركون من المال والبنين إنما ذلك { زينة الحياة الدنيا } المحقرة، وأن مصير ذلك إنما هو إلى النفاد، فينبغي على العاقل أن لا يكترث بهذه المغريات    الوقفة الثانية:     قال القرطبي : "إنما كان { المال والبنون زينة الحياة الدنيا }؛ لأن في المال جمالاً ونفعاً، وفي البنين قوة ودفعاً، فصارا { زينة الحياة الدنيا }، لكن معه قرينة الصفة للمال والبنين؛ لأن المعنى: المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقرة، فلا تتبعوها نفوسكم"    الوقفة الثالثة:   { والباق

حكم أخذ الفأل من المصحف

الحمد لله صلاة الاستخارة سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يغني عنها  " أخذ الفأل من المصحف " بل هذا الأخذ من المصحف محرم عند جماعة من العلماء لأنه من باب الاستقسام بالأزلام  والأزلام أعواد كانت في الجاهلية مكتوب على أحدهما افعل وعلى الآخر لا تفعل وعلى الآخر غفل فيخرج أحدها , فإن وجد عليه افعل أقدم على حاجته التي يقصدها أو لا تفعل أعرض عنها واعتقد أنها ذميمة , أو خرج المكتوب عليه غفل أعاد الضرب فهو يطلب قسمه من الغيب بتلك الأعواد فهو استقسام أي طلب القسم ، الجيّد يتبعه , والرديء يتركه   وكذلك من أخذ الفأل من المصحف أو غيره إنما يعتقد هذا  المقصد إن خرج جيدا اتبعه أو رديئا اجتنبه ، فهو عين الاستقسام بالأزلام الذي ورد القرآن بتحريمه فيحرم     فإن هذا ليس الفأل الذي يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم   فإنه كان يحب الفأل ويكره الطيرة. والفأل الذي يحبه هو أن يفعل أمرا أو يعزم عليه متوكلا على الله فيسمع الكلمة الحسنة التي تسره: مثل أن يسمع يا نجيح يا مفلح يا سعيد يا منصور ونحو ذلك ، كما لقي في سفر الهجرة رجلا فقال: ( ما اسمك؟ ) قال : يزيد. قال ( يا أبا ب