المشاركات

عرض المشاركات من 2019

ما الحكم لو تلفظ بالظهار هازلاً؟ 

الحمد لله  فمذهب طائفة من العلماء رحمهم الله أن الظهار يأخذ حكم الأصل؛ لأن الأصل في الهازل ألا يؤاخذ بقوله، فلا يوجب ثبوت حكم. ومن أهل العلم من قاسه على الطلاق، وقال: من هزل بالظهار كمن هزل بالطلاق. وهذا المذهب أحوط، وأبرأ للذمة، وأسلم للإنسان أن يحتاط لدينه ويستبرئ. أما الأصل فيقتضي أن الهازل لا يؤاخذ على هزله، وأن المزح لا يأخذ حكم الجد. ولذلك نقول: إن الأصل رجحان مذهب من يقول: إنه لا يعامل معاملة المطلق، فمن ظاهَرَ هازلاً وما قصد الظهار لا يقع ظهارُه، وإذا أحب أن يحتاط ويخرج من الخلاف فهذا أفضل.  أما من حيث الدليل ونحن قلنا: الأصل، فالأصل أن الهزل لا يأخذ حكم الجد، بدليل قوله عليه الصلاة والسلام: ( ثلاث جدهن جد وهزلهن جد )، فلو كان الهزل يأخذ حكم الجد لما قال: (ثلاث)، ولما خص الحكم بالطلاق والنكاح، ولذلك لما قال: ( ثلاث جدهن جد وهزلهن جد ) دل أنه ما عدا الثلاث، لا يأخذ حكم الثلاث وإلا كان قال: أربع، أو: خمس، ولذلك اختص الحكم بما ورد، فإذا جاءت المسألة ترد إلى الأصل، فهل الهازل يقصد إيقاع الشيء أو لا يقصده؟ والجواب: يقصده، وليس في نيته ذلك، وليس بمتعمد إيقاع ذلك، ولذل

رفع اليدين بعد الانصراف من الصلاة للدعاء

ا لسؤال:  ما حكم رفع اليدين بعد انقضاء الصلاة مباشرة للدعاء؟ الحمد لله رفع اليدين في الدعاء إذا كان في المواضع المخصوصة والعبادات المخصوصة يُمنع منه إلا في حدود ما ورد في الشرع، فما يفعله بعض الناس عند انتهائه من الأذكار، أو عند انتهائه من السلام يرفع يديه ويدعو، أو الإمام يفعله والمأمومون يؤمِّنون -كما يُفعل في كثير من المواضع وبعض البلدان- هذا كله من الحدث. وقد نبه بعض العلماء رحمهم الله من المتأخرين الذين اطلعوا على هذا العمل على أنه بدعة وحدث؛ لأنه شعار خاص في عبادة مخصوصة. ولذلك تجد من يعتاد هذه الأمور إذا صلى في مسجد، وصلى به إمام ولم يرفع يديه أنكر عليه؛ لأنه صار يعتقد ذلك عبادة، حتى إن العوام يعتقدون أنه من الشرع والدين، وهذا من الحدث.  ولكن لو أن إنساناً فرغ من الأذكار الشرعية الواردة، وكانت عنده كربة أو نكبة أو فاجعة أو ضيق ففعل أحياناً دون أن يجعلها عادة وسنة له، فهذا رخص فيه غير واحد من العلماء رحمهم الله. أما الشخص الذي يجعله إلفاً وعادة وداوم على ذلك فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، إنما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قرأ الأذكار التي تلي الص

جواز تقبيل الحجر واستلامه في غير الطواف

الحمد لله نعم! هذه المسألة نص طائفة من أهل العلم على أنه يجوز أن يقبل الحجر وأن يستلم في غير الطواف لما ثبت في الحديث الصحيح في رواية أحمد في مسنده ( أن النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف في حجة الوداع صلى ركعتي الطواف، ثم شرب من زمزم، ثم مضى إلى الحجر وقبله، ثم مضى إلى الصفا والمروة ) . فقبله بعد شرب زمزم، أي: بعد انفصال الطواف؛ لأنه طاف وصلى ركعتي الطواف ثم شرب من زمزم، الشرب أجنبي؛ لأنه فصل بفاصل أجنبي.  ومن هنا كان بعض العلماء يقول: عجبت من هذا الحديث لما فيه من هذا المعنى الدقيق؛ لأنه لو قبل بعد ركعتي الطواف لتوهم أحد أنها متصلة؛ لأن ركعتي الطواف متصلة بالطواف، لكن ذهب وشرب من زمزم، فقطع العبادات المتصلة بشيء أجنبي؛ لأن الأكل والشرب يقطع. ولذلك قالوا: من جمع بين الصلاتين كالظهر والعصر والمغرب والعشاء فلا يجوز له أن يتغدى بين الظهر والعصر ولا أن يتعشى بين المغرب والعشاء؛ لأن الأكل والشرب أجنبي عن الصلاة. فلابد وأن يكون الجمع موافقاً للأصل، وعلى كل حال فإنه يصح ويجوز أن يُقبّل الإنسان الحجر ولو لم يكن طائفاً؛ لأن المراد تعظيم الحجر في الحدود الشرعية، وهذا التعظيم من تعظي

كيفية الجمع بين إنكار المنكر وستر المسلم

الحمد لله يمكن أن تنكر المنكر وتستر، فإذا رأيت عاصياً ارتكب معصية وأطلعك الله على معصيته. جئته وقلت له: يا فلان اتق الله! فهذا الذي تفعله لا يجوز، ولا يرضي الله عز وجل، فخف من الله سبحانه وتعالى. فتأمره وتنهاه، ثم تستره، فلا تذهب تقول للناس: فعل فلان.  وهنا أنبه -كما يذكر بعض العلماء رحمهم الله- أنه كم من مذنب شقي الصالح بذنبه، فتجده مذنباً لكنه في قرارة قلبه نادم، ويتألم على هذا الذنب، ويتمنى أن الله يعافيه، ويبكي كلما أصاب الذنب، ويسأل الله أن يغفر له وأن يرحمه، وآخر يشمت به، ويكشف ستر الله عز وجل عليه، ويجلس في المجالس يتحدث عنه إما تصريحاً وإما تلميحاً، حتى -والعياذ بالله- يأخذ من حسناته على قدر ظلمه له حتى يشقى والعياذ بالله.  فهذا من الشقاء؛ لأنه -والعياذ بالله- يتحمل السيئات بشماتته بالمذنب، فهذه مصيبة عظيمة، نسأل الله السلامة والعافية، فيخسر من حسناته، ولربما فنيت حسناته بالكلام في الناس، كما قالوا: رب قائم صائم حسناته إلى غيره، نسأل الله السلامة والعافية، وكل هذا بآفات اللسان التي يطلقها الإنسان في عورات المسلمين دون رادع وخوف.  وأعظم ما يكون كشف الستر إذا

تفسير: والذين آمنوا واتبعهم ذريتهم بإيمان

ا لحمد لله  قال تعالى :  ‏ {‏وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}   [ الطور21 ]   هذا من تمام نعيم أهل الجنة، أن ألحق الله ‏[‏بهم‏]‏ ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان أي‏:‏ الذين لحقوهم بالإيمان الصادر من آبائهم، فصارت الذرية تبعا لهم بالإيمان، ومن باب أولى إذا تبعتهم ذريتهم بإيمانهم الصادر منهم أنفسهم، فهؤلاء المذكورون، يلحقهم الله بمنازل آبائهم في الجنة وإن لم يبلغوها، جزاء لآبائهم، وزيادة في ثوابهم، ومع ذلك، لا ينقص الله الآباء من أعمالهم شيئا   ولما كان ربما توهم متوهم أن أهل النار كذلك، يلحق الله بهم أبناءهم وذريتهم، أخبر أنه ليس حكم الدارين حكما واحدا، فإن النار دار العدل، ومن عدله تعالى أن لا يعذب أحدا إلا بذنب، ولهذا قال‏:‏ ‏ {‏كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ‏} ‏ أي‏:‏ مرتهن بعمله، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ولا يحمل على أحد ذنب أحد‏.‏   هذا اعتراض من فوائده إزالة الوهم المذكور‏.‏  ^^^^^^^^^  تفسير سماحة الشيخ العلامة السعدي

كتب تعين على حصول اليقين بصحة دين الإسلام

ا لحمد لله  لا شيء أحسن لتثبيت الإيمان وزيادته وإزالة الشبهات التي قد تلاقي المسلم؛ من تدبّر القرآن الكريم ونصوص السنة ، ففيهما الهدى لكل مستهد ، وباحث عن الحق ، وبهما رشد سلفنا الصالح.  فالقرآن الكريم مشتمل على الأدلة الدالة على صحة الإسلام وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم  فأجل ما ننصحك به هو قراءة القرآن الكريم قراءة تدبر وتعقل لما فيه ، وقد تحتاج إلى القراءة في بعض التفاسير ، والذي نشير عليك به هو تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله ، فهو تفسير مختصر ، سهل العبارة ، وهو من أفضل التفاسير المختصرة للقرآن الكريم   وقد مضى المسلمون قرونا كثيرة والوحي هو هاديهم ، وفيه الشفاء لما في صدورهم؛ حتى جاء هذا العصر وما فتح الله فيه على الناس من المعارف بسنن الكون التي لم يقف عليها من سلف؛ ولأن هذه العلوم أغلبها في أيدي أهل الكفر والإلحاد، والمسلمون في ضعف وموقف المنبهر، استغل أهل الكفر هذا الوضع وسوّقوا لأنفسهم أنهم الأوصياء على الحقائق العلمية في هذه الدنيا، وسلّم كثير من المسلمين لهذا الوضع، وحال طوائف منهم قد طووا كتاب الله الذي فيه الهدى وعطلوا عملية التدبر، وأعرضوا عن الرجوع

الترتيب بين أعضاء الوضوء

ا لحمد لله الواجب في الوضوء أن يكون على الترتيب الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: " ( والترتيب )، وهو أن يطهر كل عضو في محله، وهذا هو الفرض الخامس من فروض الوضوء، والدليل قوله تعالى ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ).  المائدة6 ولأن الله ذكرها مرتبة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أبدأ بما بدأ الله به ). والدليل من السنة: أن جميع الواصفين لوضوئه صلى الله عليه وسلم ما ذكروا إلا أنه كان يرتبها على حسب ما ذكر الله " انتهى   من "الشرح الممتع" (1 / 189 - 190).  وعلى ذلك؛ فمن أخل بهذا الترتيب ، عن عمد : لم يصح وضوؤه . سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: " إنسان أخطأ في ترتيب الوضوء، مثلا: مسح على رأسه قبل غسل يديه وهو يعلم، فهل صلاته صحيحة بهذا الوضوء؟ فأجاب:  صلاته ليست بصحيحة؛ لأن هذا الوضوء ليس بصحيح، والله يقول:   ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُو

حديث : اذهب فاطرحْ متاعَك في الطريق

ا لحمد لله   جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يشكو جارَه، فقال : اذهب فاصبرْ فأتاه مرتين أو ثلاثًا فقال : اذهب فاطرحْ متاعَك في الطريق . فطرح متاعَه في الطريق، فجعل الناسُ يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناسُ يلعنونَه : فعل اللهُ به، وفعل، وفعل، فجاء إليه جارُه فقال له : ارجعْ لا ترى مني شيئًا تكرهه [1] 000  حقوقُ الجارِ حُقوقٌ عظيمةٌ في الإسْلامِ، وكان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كثيرًا ما يُؤكِّد على عِظَم حقِّ الجارِ وأهمِّيَّتِه. وفي هذا الحَديثِ يَحكِي الصَّحابيُّ الجَليلُ أبو هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّه: "جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَشْكو جارَه"، أي: إنَّه يُؤذيهِ ويَظلِمُه، فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: "اذْهَبْ فاصبِرْ"، أي: ارجِعْ إلى دارِكَ واصبِرْ على جارِكَ؛ لَعلَّه يَنتهي عن إيذائِكَ، فرجَعَ الرَّجلُ لكِنَّه لم يلْبَثْ أنْ عادَ مرَّةً أُخرى يَشكو من إيذاءِ جارِه له، حتَّى عادَ الرَّجلُ في ذلك مرَّتَينِ أو ثَلاثًا، وفي كلِّ مرَّةٍ يأمُرُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالرُّجوعِ وا

تفسير: وأن ليس للإنسان إلا ماسعى

الحمد لله  ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾[النجم:39]   فسعي غيره لا ينفعه، ليس لك إلا ما سعيت، وهذا كقوله تعالى:  ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ﴾ [البقرة ٢٨٦]   فإن قال قائل: أليس العالم الذي يدل على الخير إذا فعله غيره فله مثله؟ قلنا: بلى، لكن دلالته على الخير من سعيه، أليس من سَنَّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها؟ بلى، لكن كونه سنها هذا من سعيه. واستدل بعض العلماء بهذه الآية على أن إهداء القرب لا ينفع من أُهدي إليه، لأنه ليس للإنسان إلا ما سعى، وأما سعي غيره فلا ينفعه إلا أن ما وردت به السنة، فلا بد من القول به، فالصوم عن من مات وعليه صيام جاءت به السنة، الحج عن من لا يستطيع الحج يجوز؛  الصوم الواجب، والحج الواجب، الصدقة جائزة؛ فهذه ثلاث جاءت بها السنة، والعتق كذلك، فما جاءت به السنة فهو على العين والرأس، ويكون مُخَصِّصًا لقوله: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾    وذهب بعض العلماء إلى أن إهداء القرب للأموات جائز سواء كان مما جاءت به السنة أو لا؛ لأن النبي صلى الل

تفسير: يا أيها النبي اتق الله

الحمد لله قال تعالى: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ ٱتَّقِ ٱللَّهۚ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ وَٱلۡمُنَـٰفِقِینَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا حَكِیما  [1الأحزاب]   يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ ، والمراد به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: { اتَّقِ اللَّهَ﴾ ، ﴿اتَّقِ اللَّهَ﴾ دُمْ على تقواه، لأنك إذا أمرت أحدًا بشيء فالأصل أنه غير مُتَلَبِّس به، فإذا قلت: يا فلان قُمْ، فهل هو قائم، ولَّا لا؟ لا، هذا هو الأصل، الأصل أن الأمر إنشاء ما لم يكن، فإذا قلت: يا فلان قم، أو يا فلان اقعد، فإنه حين توجيه الأمر إليه ليس متصفًا بهذا الوصف، أليس كذلك؟  النبي عليه الصلاة والسلام قال الله له: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ﴾ ، فلو أخذنا بظاهر العبارة لكان النبي صلي الله عليه وسلم حين توجيه الخطاب إليه لم يكن مُتَّقِيًا، وهذا أمر لا يمكن، لذلك يكون معنى ﴿اتَّقِ اللَّهَ﴾ أي: دم على تقواه، ومن هنا نأخذ أن الأمر بالشيء قد يكون أمرًا بتجديده، وقد يكون أمرًا بالاستمرار عليه، عرفتم؟ وقد يكون أمرًا بالتفصيل لهذا المأمور به، فمثلًا إذا قلت: يا أيها المؤمن آمِنْ، فالمعنى:

تفسير: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان

الحمد لله  قال تعالى:{ یَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ () فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ () [الرحمن ٢٢-٢٣] ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا﴾ أي: من البحرين العذْب والمالح ﴿اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ وقوله تعالى: { مِنْهُمَا﴾ أضاف الخروج إلى البحرين؛ العذب والمالح وقد قيل: إن اللؤلؤ لا يخرج إلا من المالح، ولا يخرج من العذب، والذين قالوا بهذا اضطربوا في معنى الآية: كيف يقول الله: { مِنْهُمَا﴾ وهو من أحدهما؟     فأجابوا: بأن هذا من باب التغليب، أتعرفون التغليب؟ أن يغلب أحد الجانبين على الآخر مثلما يقال: العُمَرَان لأبي بكر وعمر، ويقال: القَمَران للشمس والقمر، فهذا من باب التغليب، فـ ﴿مِنْهُمَا﴾ المراد واحد منهما. وقال بعضهم: بل هذا على حذف مضاف، والتقدير ﴿مِنْهُمَا﴾ أي: من أحدهما. عندنا إذن قولان: إما أنه من باب التغليب، وإما أنه من باب حذف المضاف، والتقدير: يخرج من أحدهما. هناك قولٌ ثالث: أن تبقى الآية على ظاهرها، لا تغليب ولا حذف، ويقول: ﴿مِنْهُمَا﴾ أي: منهما جميعًا اللؤلؤ والمرجان، وإن امتاز المالح بأنه

هل من عليه كفارة الجماع في نهار رمضان يباح له الوطء قبل التكفير

الحمد لله كفارة الجماع في نهار رمضان، ككفارة الظهار: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا لكن في الظهار يحرم وطء الزوجة قبل التكفير، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ  }  المجادلة/3،4   وأما في كفارة الجماع في نهار رمضان، فيجوز الوطء قبل التكفير رأسا، ويجوز في ليالي الشهرين المتتابعين. قال في "كشاف القناع" (2/ 327): "(ولا يحرم الوطء هنا قبل التكفير، ولا في ليالي صوم الكفارة) ذكره في الرعاية والتلخيص، بخلاف كفارة الظهار. والفرق واضح" انتهى. ********* مختصر من فتاوى الإسلام سرال وجواب https://islamqa.info/ar/answer

تفسير : ونفخ فيه من روحه

الحمد لله  قال تعالى: { ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقَهُۥۖ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَـٰنِ مِن طِین(٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَـٰلَة مِّن مَّاۤء مَّهِین (٨) ثُمَّ سَوَّىٰهُ وَنَفَخَ فِیهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِیلا مَّا تَشۡكُرُونَ (٩) السجدة ﴿وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ﴾ كلمة ﴿مِنْ رُوحِهِ﴾ مضافة إلى الله، وفيها إشكال، إذ أن ظاهرها أن آدم فيه شيء من روح الله، فيكون جزءًا من الله، وهذا شيء ممتنع ومستحيل، فما معنى الإضافة إذن؟ نقول: معناها إنها إضافة خلق وتشريف كما قال تعالى: { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ﴾ [الحج26]    ﴿بَيْتِيَ﴾ وهل الكعبة بيت لله يسكنه؟ لا، لكنه بيت أضافه الله لنفسه على سبيل التشريف والتعظيم. وكما قال تعالى:{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾ [البقرة114]    وكما قال تعالى: { نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ [الشمس13] ، ﴿نَاقَةَ اللَّهِ﴾   قلنا: هذه الإضافة على سبيل التشريف والتعظيم لهذا الشيء. ﴿وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ﴾ [السجدة ٩] أي: جعله حيًّا حساسًا بعد أن كان

تفسير: ما يُجادل في آيات الله إلا الذين كفروا

الحمد لله ﴿مَا یُجَـٰدِلُ فِیۤ ءَایَـٰتِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَلَا یَغۡرُرۡكَ تَقَلُّبُهُمۡ فِی ٱلۡبِلَـٰدِ﴾ [غافر4] قَوْلُهُ تَعالى: { ما يُجادِلُ في آياتِ اللَّهِ إلّا الَّذِينَ كَفَرُوا} . ذَكَرَ جَلَّ وعَلا في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ، أنَّهُ لا يُجادِلُ في آياتِ اللَّهِ، أيْ لا يُخاصِمُ فِيها مُحاوِلًا رَدَّها، وإبْطالَ ما جاءَ فِيها إلّا الكُفّارُ. وَقَدْ بَيَّنَ تَعالى في غَيْرِ هَذا المَوْضِعِ الغَرَضَ الحامِلَ لَهم عَلى الجِدالِ فِيها مَعَ بَعْضِ صِفاتِهِمْ، وذَلِكَ في قَوْلِهِ: { وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحَقَّ واتَّخَذُوا آياتِي وما أُنْذِرُوا هُزُوًا} [الكهف: ٥٦] وأوْضَحَ ذَلِكَ الغَرَضَ، في هَذِهِ السُّورَةِ الكَرِيمَةِ، في قَوْلِهِ: { وَجادَلُوا بِالباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحَقَّ} [غافر: ٥] . وَقَدْ قَدَّمْنا في سُورَةِ الحَجِّ أنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ في اللَّهِ مِنهم، أتْباعٌ يَتَّبِعُونَ رُؤَساءَهُمُ المُضِلِّينَ، مِن شَياطِينِ الإنْسِ والجِنِّ، وهُمُ المَذْكُورُونَ في قَوْلِهِ تَعالى:{ وَمِنَ النّ

تفسير : فلا يغررك تقلبهم في البلاد

الحمد لله قَوْلُهُ تَعالى:{ فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهم في البِلادِ} [غافر٤] نَهى اللَّهُ جَلَّ وعَلا نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم  في هَذِهِ الآيَةِ الكَرِيمَةِ، لِيَشْرَعَ لِأُمَّتِهِ عَنْ أنْ يَغُرَّهُ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا في بِلادِ اللَّهِ، بِالتِّجاراتِ والأرْباحِ، والعافِيَةِ وسَعَةِ الرِّزْقِ، كَما كانَتْ قُرَيْشٌ تَفِيضُ عَلَيْها الأمْوالُ مِن أرْباحِ التِّجاراتِ، وغَيْرِها مِن رِحْلَةِ الشِّتاءِ والصَّيْفِ المَذْكُورَةِ في قَوْلِهِ تَعالى: ﴿إيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ والصَّيْفِ﴾ [قريش: ٢] أيْ: إلى اليَمَنِ والشّامِ وهم مَعَ ذَلِكَ كَفَرَةٌ فَجَرَةٌ، يُكَذِّبُونَ نَبِيَّ اللَّهِ ويُعادُونَهُ. والمَعْنى: لا تَغْتَرَّ بِإنْعامِ اللَّهِ عَلَيْهِمْ تَقَلُّبِهِمْ في بِلادِهِ في إنْعامٍ وعافِيَةٍ؛ فَإنَّ اللَّهَ جَلَّ وعَلا يَسْتَدْرِجُهم بِذَلِكَ الإنْعامِ، فَيُمَتِّعُهم بِهِ قَلِيلًا، ثُمَّ يُهْلِكُهم فَيَجْعَلُ مَصِيرَهم إلى النّارِ. وَقَدْ أوْضَحَ هَذا المَعْنى في آياتٍ مِن كِتابِهِ • كَقَوْلِهِ تَعالى: { لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا في البِ

حكم الأطعمة والمزروعات التي يتم تسميدها بالنجاسات

الحمد لله أولاً : لا حرج في تسميد المزروعات بالأسمدة النجسة ، سواء كانت متخذة من روث الحيوانات غير مأكولة اللحم ، أو من فضلات الإنسان ، أو أجزاء الميتة ، أو الحيوانات النجسة وهذا قول جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية     ثانياً : لا تأثير لتسميد الأرض بالنجاسة على الثمار والمزروعات ، وذلك لأنَّ النجاسات قد طَهُرت باستحالتها إلى غذاءٍ طيب تغذَّت به الشجرة ويؤكد ذلك عدم ظهور أي تأثير للنجاسة على الثمرة ، لا في اللون ، ولا الرائحة ، ولا الطعم   وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " المشهور عند الحنابلة أنه يحرم ثمرٌ وزرعٌ سُقيَ بنجس ، أو سُمِّد به ؛ لنجاسته بذلك ، حتى يُسقى بطاهر وتزول عين النجاسة ... وذهب أكثر أهل العلم إلى أنه لا يحرم ولا ينجس بذلك ، إلا أن يظهر أثر النجاسة في الحب والثمر ، وهذا هو الصحيح ، والغالب أن النَّجاسة تستحيل فلا يظهر لها أثر في الحبّ والثمر " انتهى من " مجموع الفتاوى والرسائل " (11/52)   ولكن ما كان من المزروعات والثمار نابتاً في الأرض ، بحيث يكون ملابساً لهذه النجاسات   فلا بد من غسله قبل الأكل.   ****

خطرالاطلاع على كتب أهل الضلال

الحمد لله يجب على المسلم أن يحافظ على عقيدته وإيمانه ، ويهتم بسلامة فطرته وفكره ، ويهرب بدينه وقلبه من الشبهات والفتن ، فإن القلوبَ ضعيفةٌ والشبهَ خطَّافة ، تخطف بشيء من البريق الذي يزينها به أهل البدع والضلالات ، ولكنها في الحقيقة شبه واهية ضعيفة. والنظر في كتب البدع والضلالة أو كتب الشرك والخرافة أو كتب الأديان الأخرى التي طالها التحريف أو كتب الإلحاد والنفاق لا يجوز إلا لمتأهِّل في العلم الشرعي ، يريد بقراءته لها الرد عليها وبيان فسادها ، أما أن ينظر ويقرأ فيها من لم يتحقق بالعلم الشرعي فغالبا يناله من هذه المطالعة شيء من الحيرة والغواية ، وقد وقع ذلك لكثير من الناس وحتى من طلبة العلم ، حتى انتهى بهم الأمر إلى الكفر والعياذ بالله     وغالبا ما يغتر الناظر في هذه الكتب بأن قلبه أقوى من الشبهات المعروضة   إلا أنه يفاجأ – مع كثرة قراءته – بأن قلبه قد تشرَّب من الشبهات ما لم يخطر له على بال. ولذلك كانت كلمة العلماء والسلف الصالحين على تحريم النظر والمطالعة في هذه الكتب  ثم إن العمر أقصر من قضائه في مطالعة الباطل ، فالحق والخير والعلم النافع كثير ، وإذا أنفق المرء عمره كل

إذا سافرَ المُتمتِّعُ بنيَّة الرّجوع إلى مكة هل ينقطع تمتّعه ؟

الحمد لله     مَن قدمَ مكَّة متمتِّعًا وفرغ مِن العمرة، ثم سافر مسافةَ قصر ٍ؛ كسفره إلى المدينة والطَّائف وغيرهما، فذهب كثيرٌ مِن أهل العلم إلى أنَّه ينقطع تمتُّعه ، استنادًا إلى أثر عمر -رضي الله عنه- وهو قوله: «إذا اعتمرَ في أشهرِ الحجِّ ثمَّ أقامَ فهو متمتِّعٌ، فإنْ خرجَ ورجعَ فليسَ بمتمتِّعٍ» ، وعن ابن عمر نحو ذلك قاله ابن قدامة في المغني   وحينئذٍ فإذا رجع إلى مكة فإنَّه يلزمه الإحرامُ مِن الميقات الذي يمرُّ به، كما لم لو يكن منه تمتعٌ قبلُ، فإن أحرمَ بالحجّ صارَ مفردًا، وإن أحرمَ بعمرة صار متمتعًا تمتعًا جديدًا. وذهب جمعٌ مِن أهل العلم سلفًا وخلفًا إلى أنَّه لا ينقطع تمتعه بسفره  ؛ فإنَّه سافرَ بنيَّة الرّجوع إلى مكة ؛ فهو مقيمٌ على نسكه، ومقتضى هذا القول -أعني القول بعدم انقطاع التَّمتُّع بالسَّفر العارض-: أنَّه لا يلزم مَن هذه حالُه الإحرامُ مِن الميقات عند رجوعه للحج ؛ لأنَّه يرجع لإتمام   نسكه الذي كان قد أحرم به، بل يُحرم مِن مكة يوم التَّروية كغيره مِن المحلِّين، وتكون حاله كأهل مكة. ويؤيد هذا الحكم: أنَّ الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- لم ينه أحدًا مِن ال

تفسير: لتركبن طبقاً عن طبق

الحمد لله ﴿فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ () وَٱلَّیۡلِ وَمَا وَسَقَ () وَٱلۡقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ () لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَق) [الانشقاق ١٦-١٩] هذه الجملة مكوَّنة من قَسَم، ومُقسَم به، ومقسَم عليه، ومُقسِم، فالقسم في قوله:{ لَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ﴾ قد يظنُّ الظانُّ أن معنى ﴿لَا أُقْسِمُ﴾ نفي، وليس كذلك، بل هو إثبات، و(لا) هنا جيء بها للتنبيه، أمَّا المقْسِم فهو الله عز وجل، فهو سبحانه مُقْسِمٌ، أمَّا المقسَم به في هذه الآية فهو الشَّفَق وما عُطف عليه.   وقوله: ﴿بِالشَّفَقِ﴾ الشَّفَق هو الحُمرة التي تكون بعد غروب الشمس، وإذا غابت هذه الحُمرة خرج وقتُ المغرب ودخل وقتُ العشاء، ﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ﴾   الليل معروف، فما معنى ﴿مَا وَسَقَ﴾ ؟ أي: ما جمع؛ لأنَّ الليل يجمع الوحوش والهوامَّ وما أشبهَ ذلك، تجتمع وتخرج، تَبرز من جحورها وبيوتها، وكذلك ربما يشير إلى اجتماع الناس بعضهم إلى بعض. ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ﴾ القمر معروف، ومعنى ﴿إِذَا اتَّسَقَ﴾ يعني: إذا اجتمع نوره وتمَّ وكمل، وذلك في ليالي الإبدار    ثم قال { لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ﴾ أي: لتركبُنَّ

وقفة مع قوله تعالى:ويلً للمطففين

الحمد لله ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾ [المطففين ١] إنَّ الله ابتدأ هذه السورة بكلمة ﴿وَيْلٌ﴾ ، و ﴿وَيْلٌ﴾ تكرَّرت في القرآن كثيرًا، وهي على الأصح كلمةُ وعيدٍ يتوعَّد الله سبحانه وتعالى بها مَن خالَف أَمْرَه أو ارتكبَ نهيَه , فهنا يقول عز وجل:    ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ﴾ ، فمَن هؤلاء المطفِّفون؟    هؤلاء المطفِّفون فسَّرتهم الآيات التي بعدها، فقال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾ [المطففين2-3]. ﴿إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ﴾ يعني: اشتروا منهم ما يُكال، استوفوا منهم الحقَّ كاملًا بدون نَقْص. ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ﴾ يعني: إذا كالوا لهم؛ بأن كانوا هم الذين باعوا الطعام كيلًا، فإنهم إذا كالوا للناس أو باعوا عليهم شيئًا وزنًا إذا وَزَنوا للناس نقصوا؛ ﴿يُخْسِرُونَ﴾   فهؤلاء -والعياذ بالله- يستوفون حقَّهم كاملًا وينقصون حقَّ غيرهم، فجمعوا بين الأمرين؛ بين الشُّحِّ والبخل؛ الشُّح في طلب حقِّهم كاملًا بدون مراعاةٍ أو مسامحة، والبخل بمنع ما يجب عليهم من إتمام الكيل والوزن.  وهذا

طريقة حفظ القرآن الكريم

الحمد لله قواعد مهمة لحفظ القرآن الكريم : الإخلاص :    وجوب إخلاص النية ، وإصلاح القصد ، وجعل القرآن والعناية به من أجل الله تعالى والفوز بجنته ، والحصول على مرضاته فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ القرآن رياء أو سمعة      تصحيح النطق والقراءة :    ولا يكون ذلك إلا بالسماع من قارئ مجيد أو حافظ متقن . والقرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي . فقد أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم من جبريل شفاها . وأخذه الصحابة عن الرسول صلى الله عليه وسلم شفاها وسمعه منه وأخذه كذلك أجيال من الأمة.    تحديد نسبة الحفظ في كل مرة :    فيجب على مريد القرآن أن يحدد المراد حفظه في كل مرة ، وبعد تحديد المطلوب وتصحيح النطق تقوم بالتكرار والترداد   لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماما :    فلا يصح للحافظ أبدا أن ينتقل إلى مقرر جديد في الحفظ إلا إذا أتم تماما حفظ المقرر القديم وذلك ليثبت ما حفظه تماما في الذهن . ومما يعين على حفظ المقرر أن يجعله الدارس شغله طيلة الليل والنهار وذلك بقراءته في الصلاة السرية ، وإن كان إماما ففي الجهرية ، وكذلك في النوافل ، وفي أوقات انتظار الصلوات ، وبهذه الطريقة يسهل