المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٣

هل الدعاء يرد القضاء؟

الحمد لله الله سبحانه وتعالى مقدِّرٌ للأشياء قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وقدَّر أن هذا الشيء الذي كان بصدد أن يحدث من البلاء قد قُدِّر ما يمنعُه وهو الدعاء، فيكون الدعاء مُقَدَّراً، وكذلك ما كان بصدد النزول من البلاء مقدراً   فيكون هذا الشيء الذي امتنع أو ارتفع من البلاء بعد نزوله بسبب الدعاء يكون قد قُدِّر من الأصل أنه سيرتفع بهذا الدعاء، أو أنه سيمتنع بهذا الدعاء. فالدعاء مكتوب من الأول، والبلاء مكتوب من الأول. فإذا دعا الإنسان أن يرفع الله عز وجل البلاء بعد نزوله، فارتفع بدعائه فهذا معناه أن الله قد كتب في اللوح المحفوظ أن هذا البلاء سينزل ويرفعه الدعاء , إذاً: كلٌّ منهما مكتوب، البلاء المتوقَّع نزوله يمتنع بالدعاء، فيكون هذا البلاء الذي كان بصدد النزول قد قدر الله له دعاءً يمنعه     ولهذا أمر النبي عليه الصلاة والسلام إذا كسفت الشمس أو القمر أن نفزع للصلاة والدعاء؛ لأن الله ينذرنا ببلاء سينزل، ولهذا قال (يخوف الله بهما عباده) ولم يقل: ينتقم الله بهما من عباده؛ لكنه تخويف وإنذار من الله عز وجل، فإذا صلينا ودعونا الله فإن هذا الذي أُنذرنا به بهذا الكسوف يمنعه

كيف يعاقب الله على المعاصي وقد قدرها على الإنسان

الحمد لله إقدام الإنسان على العمل السيئ ، إقدام باختياره فلم يكن أحد شهر سيفه أمام وجهه وقال ‏:‏ اعمل هذا المنكر بل هو عمله باختياره والله - تعالى - يقول‏ ‏{‏إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً‏}‏ فالشاكر والكفور كلهم قد هداه الله السبيل وبينه له ووضحه له، ولكن من الناس من يختار هذا الطريق ومن الناس من لا يختاره    وتوضيح ذلك أولاً بالإلزام ، وثانياً بالبيان‏: ‏   أما الإلزام فإننا نقول للشخص ‏:‏ أعمالك الدنيوية وأعمالك الأخروية كلاهما سواء ، ويلزمك أن تجعلهما سواء ، ومن المعلوم أنه لو عرض عليك من أعمال الدنيا مشروعان أحدهما ترى لنفسك الخير فيه ، والثاني ترى لنفسك الشر فيه ، من المعلوم أنك تختار المشروع الأول الذي هو مشروع الخير ولا يمكن أبداً بأي حال من الأحوال أن تختار المشروع الثاني وهو مشروع الشر ، ثم تقول ‏:‏ إن القدر ألزمني به ، إذاً يلزمك في طريق الآخرة ما التزمته في طريق الدنيا   ونقول ‏:‏ جعل الله أمامك من أعمال الآخرة مشروعين مشروعاً للشر وهو الأعمال المخالفة للشرع ، ومشروعاً للخير وهوالأعمال المطابقة للشرع، فإذا كنت في أعمال الدنيا تختار المشروع الخيري فلماذا

الجمع بين قوله تعالى‏: ‏فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره وقوله: فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر‏ ‏

الحمد لله   ‏ الجمع بينهما أن الله تعالى يخبر في بعض الآيات بأن الأمر بيده ويخبر في بعض الآيات أن الأمر راجع إلى المكلف ، والجمع بين هذه النصوص أن يقال‏:‏ إن للمكلف إرادة واختياراً وقدرة ، وإن خالق هذه الإرادة والاختيار والقدرة هو الله - عز وجل- فلا يكون للمخلوق إرادة إلا بمشيئة الله - عز وجل- وقد قال الله - تعالى - مبيناً الجمع بين هذه النصوص ‏:‏ ‏ {‏لمن شاء منكم أن يستقيم ‏.‏ وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين‏} ‏     ولكن متى يشاء الله - تعالى - ان يهدي الانسان او ان يضله‏؟‏ هذا هو ما جاء في قوله تعالى‏:‏ ‏ {‏فأما من أعطى واتقى ‏.‏ وصدق بالحسنى ‏.‏ فسنيسره للعسرى ‏.‏ وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى‏}‏     واقرأ قوله تعالى ‏ {‏فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين‏} ‏ تجد أن سبب ضلال العبد من نفسه فهو السبب ، والله -تعالى- يخلق عند ذلك فيه إرادة للسوء لأنه هو يريد السوء ، وأما من أراد الخير وسعى في الخير وحرص عليه فإن الله - تعالى -ييسره لليسرى ، ولما حدث النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أصحابه ‏:‏ بأنه ما من أحد إلا وقد كتب مقعده من ال

التفاسير التي ينصح بها

الحمد لله   لا شك أن التفاسير كثيرة والحمد لله، وهذا من نِعَمِ الله سبحانه وتعالى، والتفاسير متفاوتة، منها المطوَّلُ، ومنها المختصر، ومنها التفسير السَّالم من الأخطاء، ومنها التفسير الذي فيه أخطاء، ولا سيما في العقيدة‏ ‏ والذي أنصحُ به إخواني هو ‏"‏تفسير ابن كثير‏"‏؛ فإنه من أعظم التّفاسير وأحسنها طريقة ومنهجًا، لأنه يفسّر القرآن بالقرآن أولاً، ثم بالسنة النبوية، ثم بأقوال السلف، ثم بمقتضى اللغة العربية التي نزل بها؛ فهو تفسير متقن وموثوق‏ ‏ وأيضًا هناك ‏"‏تفسير البغوي‏"‏ وهو تفسير مختصر جيد على منهج السلف، وتفسير الحافظ ابن جرير الطبري؛ فهو تفسير واسع وشامل؛ فهذه التفاسير موثوق بها، وكذلك تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي؛ فهو تفسير جيد وسهل العبارة غزير العلم‏ ‏ أما بقية التفاسير، فهي تجيد في بعض النواحي، ولكنها فيها أخطاء، ولا سيما في العقيدة، ولا يصلح أن يقرأ فيها إلا الإنسان المتمكن، بحيث يأخذ منها ما فيها من الخير، ويتجنب ما فيها من الخطأ، لكن المبتدئ لا يستطيع هذا؛ فعليه أن يأخذ التفسير الذي ليس فيه مزالق وليس فيه أخطاء؛ مثل ‏"‏تفسير ابن كثير‏"

سبب نزول قوله تعالى: قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها

بسم الله الرحمن الرحيم قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (المجادلة1)   سبب هذه الآية أن امرأةً لأوس بن الصامت رضي الله عنه وعنها ظاهر منها زوجها أوس والظهار أن يقول الإنسان لزوجته أنتِ علي كظهر أمي وكان الظهار طلاقاً في الجاهلية فجاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم     فسمع الله تعالى شكواها وأنزل حل قضيتها على نبيه صلى الله عليه وسلم فقال (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ) أي تجادلك في شأنه تريد منك حلاً له والسمع هنا من الله عز وجل سمعٌ حقيقي سمع الله قولها وهو فوق سماواته على عرشه     ثم بين الله عز وجل حكم هذه القضية وهي الظهار بأنها منكرٌ من القول وزور فهي كذبٌ من أشد الكذب إذ كيف تكون زوجتك التي أحل الله لك جماعها مثل أمك التي حرم الله عليك جماعها فتحريم الأم أي تحريم جماعها من أشد ما يكون إثماً وتحريماً وتحليل الزوجة من أبلغ ما يكون حلاً وإباحة فكيف يشبّه هذا بهذا  وهو قولٌ منكر لأنه محرم مضاد

المذاهب الأربعة ومدى صحتها

المذاهب الأربعة : الحنبلية والشافعية والمالكية والحنفية هل هي صحيحة وفي أي زمن وجدت؟    هذه المذاهب الأربعة هي مذاهب معروفة انتشرت في القرن الثاني وما بعده . أما مذهب أبي حنيفة فقد عرف وانتشر في القرن الثاني وهكذا مذهب مالك في القرن الثاني وأما مذهب الإمام الشافعي وأحمد فانتشر مذهبهما في القرن الثالث    وكلهم على خير وهدى وهدفهم تحرى الحق الذي دل عليه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن ليس معناه أن كل واحد منهم معصوم ولا يقع منه الخطأ بل كل واحد منهم له أغلاط حسب ما بلغهم من السنة وحسب ما عرفوه من كتاب الله عز وجل فقد يفوت بعضهم شيء من العلم بكتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفتي بما علم . وهذا أمر معلوم عند أهل العلم    ويلتحق بهؤلاء الأربعة غيرهم من أهل العلم كالأوزاعي وإسحاق بن راهويه وسفيان الثوري وسفيان بن عينية ووكيع بن الجراح وغيرهم من الأئمة المعروفين فكل واحد منهم يجتهد فيما وصل إليه من العلم فمن أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر اجتهاده وإن فاته أجر الصواب كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم . والله ولي التوفيق    ===

وصف الأمة بالأمية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد: كانت أمة محمد صلى الله عليه وسلم من العرب والعجم لا يقرءون ولا يكتبون ولهذا سموا أميين ، وكان الذين يكتبون ويقرءون منهم قليلين جدا بالنسبة إلى غيرهم      وكان نبينا محمدا لا يقرأ الكتابة ولا يكتب كما قال الله سبحانه  {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }  وكان ذلك من دلائل صدق رسالته ونبوته عليه الصلاة والسلام لأنه أتى إلى الناس بكتاب عظيم أعجز به العرب والعجم أوحاه الله إليه ونزل به عليه الروح الأمين جبرائيل عليه الصلاة والسلام وأوحى إليه سبحانه السنة المطهرة وعلوما كثيرة من علوم الأولين    وأخبره سبحانه بأشياء كثيرة مما كان في غابر الزمان ومما يكون في آخر الزمان ومما يكون في يوم القيامة ، كما أخبره بأحوال الجنة والنار وأهلهما وكان ذلك مما فضله الله به على غيره وأرشد به الناس إلى منزلته العالية وصفة رسالته عليه الصلاة والسلام  وليس وصف الأمة بالأمية المقصود منه ترغيبهم في البقاء عليها  وإنما المقصود الأخبار عن واقعهم وحالهم حين بعث الله

ماذا يفعل إذا صعب عليه استحضار الدليل؟

السؤال :   أنا طالب علم، كثيرا ما توجه إليَّ المسائل عن أمر من الأمور، سواء في العبادة أو غيرها، فأعرف الإجابة جيدا، إما عند سماع أحد المشايخ، أو في الفتاوى، ولكن يصعب عليّ استحضار الدليل الصحيح فقد يصعب علي ترجيحه فبماذا توجهون طلبة العلم في ذلك؟   الإجابة :  لا تفتي إلا على بصيرة، وأرشدهم إلى غيرك ممن تظن في البلد أنه خير منك وأعلم بالحق، وإلا فقل أمهلوني حتى أراجع الأدلة وأنظر في المسألة، فإذا اطمأننت إلى الصواب بالأدلة، فافتهم بما ظهر لك من الحق   وأوصي المدرسين لأجل هذا السؤال وغيره: أن يعنوا بتوجيه الطلبة إلى هذا الأمر العظيم، وأن يحثوهم على التثبت في الأمور، وعدم العجلة في الفتوى والجزم في المسائل إلا على بصيرة، وأن يكونوا قدوة لهم في ذلك بالتوقف عما يشكل والوعد بالنظر فيه بعد يوم أو يومين، أو في الدرس الآتي، حتى يتعود الطالب ذلك من الأستاذ بعدم العجلة في الفتوى والحكم، إلا بعد التثبت والوقوف على الدليل، والطمأنينة إلى أن الحق ما يقوله الأستاذ     ولا حرج أن يؤجل إلى وقت آخر، حتى يراجع الدليل، وحتى يراجع كلام أهل العلم في ذلك. فقد أفتى مالك في مسائل قليلة، وردّ مس

إذا أفتى ثم تبين له أن الحق بخلاف ما أفتى به فماذا يفعل؟

الحمد لله عليه أن يرجع إلى الصواب، ويفتي بالحق، ويقول: أخطأت، كما قال عمر: "الحق قديم"، فعليه أن يرجع إلى الصواب ويفتي بالحق، ويقول: أخطأت في المسألة الأولى: أفتيت بكذا وكذا، ثم اتضح لي أنها خطأ، والصواب كذا وكذا، ولا بأس عليه في ذلك، بل هذا هو الواجب عليه    فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو رأس المفتين لما سأله الناس عن التلقيح، وهو تأبير النخل، قال: "ما أظنه يضره لو ترك"، ثم أخبروه بأنه يضره فقال: "إنما أخبرتكم عن رأيي والرأي يخطئ ويصيب، أما ما أحدثكم به عن الله فإني لن أكذب على الله" وأمرهم أن يرجعوا إلى التلقيح   كذلك عمر رضي الله عنه أفتى بإسقاط الإخوة في مسألة المشرَّكة، ثم أفتى بالتشريك بناء على ما ترجح لديه في ذلك   فالرجوع إلى ما يعتقد العالم أنه الصواب والحق أمر معروف، وهو طريق أهل العلم والإيمان، ولا حرج في ذلك ولا نقص بل ذلك يدل على فضله، وقوة إيمانه، حيث رجع إلى الصواب وترك الخطأ    ولو قال بعض الناس أو بعض الجهلة: إن هذا عيب، فهذا ليس بشيء، والصواب أنه فضل وأنه منقبة وليس بنقص    ============   سماحة الشيخ العلامة بن باز

ما حكم من مات ولم يحج وهو قادر؟

 الحمد لله  فالحج فريضة على كل مسلم مكلف مستطيع من الرجال والنساء، مرة واحدة في العمر؛ لقول الله جل وعلا {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}[آل عمران97]   ومن تركه وهو قادر فهو على خطر     فقد روي عن علي - رضي الله عنه - أنه قال - فيمن تركه وهو قادر - "لا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً"، هذا من باب الوعيد، هذا من باب التهديد والوعيد، وإلا فليس بكافر، من تركه ليس بكافر، لكنه عاص، إذا ترك الحج وهو يستطيع تركه تساهلاً فهو عاصٍ   ويروى عن عمر أنه قال: "ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين"، والنص في ذلك كله للتحذير والترهيب من التساهل، وإلا فالذي ترك الحج وهو مستطيع قد عصى، ولكنه ليس بكافر، بل مسلم يصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين   ==========   سماحة الشيخ العلامة بن باز رحمه الله تعالى http://ar.islamway.net/fatwa/42045

هل بين صلاة الرجل وصلاة المرأة فرق

الحمد لله الصواب أنه ليس بين صلاة الرجل وصلاة المرأة فرق، وما ذكره بعض الفقهاء من الفرق ليس عليه دليل،  وقول النبي عليه الصلاة والسلام: "صلوا كما رأيتموني أصلي" أصلٌ يعم الجميع والتشريعات تعم الرجال والنساء، إلا ما قام عليه الدليل بالتخصيص   فالسنة للمرأة أن تصلي كما يصلي الرجل في الركوع والسجود والقراءة ووضع اليدين على الصدر، وغير ذلك هذا هو الأفضل، وهكذا وضعها على الركبتين في الركوع وهكذا وضعهما على الأرض في السجود حيال المنكبين أو حيال الأذنين، وهكذا استواء الظهر في الركوع، وهكذا ما يقال في الركوع والسجود وبعد الرفع من الركوع وبعد الرفع من السجود وبين السجدتين كله كالرجل سواء، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم: "صلوا كما رأيتموني أصلي"  (رواه البخاري في الصحيح)    ============ سماحة الشيخ العلامة بن باز رحمه الله تعالى http://ar.islamway.net/fatwa/14619

حكم التلقيح المجهري

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإذا دعت الحاجة إلى التلقيح فليعلم أنه يجب أن يكون التلقيح بماء الزوج وأن كل وسيلة تستخدم للإنجاب خارج نطاق الزوجية  باطلة ولاغية شرعاً فاستعمال أي طرف ثالث في وسائل الإنجاب يعد باطلاً وغير شرعي، والمقصود بالطرف الثالث ما يلي:   (أ) نطفة ذكرية من شخص غير الزوج (ب) بويضات (نطف أنثوية) من غير الزوجة (ج) لقيحة جاهزة من نطفة رجل غريب وامرأة غريبة (د) استخدام رحم امرأة لحمل اللقيحة المكونة من نطفة الزوج ونطفة الزوجة (البويضة)     وإذا كانت المعالجَة امرأة فالذي يقوم بالعلاج متخصصات من النساء دون الرجال؛ لأن في هذه العملية كشف العورة، وإذا دعت الضرورة إلى اشتراك الرجال معهن  فلا مانع شرعاً، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم    ========= من فتاوى فضيلة الشيخ أ.د. سليمان العيسى  http://www.almoslim.net/node/183760

قراءة القرآن مع عدم فهم المعنى

الحمد لله القرآن الكريم مبارك كما قال الله تعالى   (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)   فالإنسان مأجور على قراءته سواء فهم معناه أم لم يفهم    ولكن لا ينبغي للمؤمن أن يقرأ قرآناً مكلفاً بالعمل به بدون أن يفهم معناه فالإنسان لو أراد أن يتعلم الطب مثلاً ودرس كتب الطب فإنه لا يمكن أن يستفيد منها حتى يعرف معناها وتشرح له بل هو يحرص كل الحرص على أن يفهم معناها من أجل أن يطبقها فما بالك بكتاب الله سبحانه وتعالى الذي هو شفاء لما في الصدور وموعظة للناس أن يقرأه الإنسان بدون تدبر وبدون فهم لمعناه    ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزن عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً فالإنسان مثاب ومأجور على قراءة القرآن سواء فهم معناه أم لم يفهم ولكن ينبغي له أن يحرص كل الحرص على فهم معناه    وأن يتلقى هذا المعنى من العلماء الموثوقين في علمهم وأمانتهم فإن لم يتيسر له عالم يفهمه المعنى فليرجع إلى كتب التفسير الموثوقة مثل تفسير ابن جرير وتفسير ابن كثير وغيرهما من التفاس

حكم صلاة الركعتين ليلة الزواج ؟

ما حكم صلاة الركعتين ليلة الزواج عند الدخول على الزوجة؟   الجواب: الركعتان عند الدخول على الزوجة في أول ليلة فعلها بعض الصحابة [320]   ولا أعرف في هذا سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم      ولكن المشروع أن يأخذ بناصية المرأة ويسأل الله خيرها ، وخير ما جبلت عليه، ويستعيذ بالله من شرها وشر ما جبلت عليه [321]     وإذا كان يخشى في هذه الحال أن تنفر منه المرأة فليمسك بناصيتها كأنه يريد أن يدنو منها ويدعو بهذا الدعاء سرَّاً بحيث لا تسمعه؛ لأن بعض النساء قد يخيل لها إذا قال : أعوذ بك من شرها وشر ما جلبت عليه ، فتقول : هل فيّ شر؟    ========== فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى    http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18007.shtml --------------------- (320)انظر ((المصنف)) لعبد الرزاق 6/191، والهيثمي في (( المجمع))4/291 (321) رواه أبو داود في النكاح باب : في جامع النكاح ح (2160)  

المسافة التي تقصر فيها الصلاة وهل يجوز الجمع؟

الحمد لله المسافة التي تقصر فيها الصلاة حددها بعض العلماء بنحو ثلاثة وثمانين كيلو متراً، وحددها بعض العلماء بما جرى به العرف، أنه سفر وإن لم يبلغ ثمانين كيلو متراً، وما قال الناس عنه: إنه ليس بسفر، فليس بسفر ولو بلغ مائة كيلو متر   وهذا الأخير هو اختيار شيخ الإسلام بن تيمية – رحمة الله – وذلك لأن الله تعالى لم يحدد مسافة معينة لجواز القصر وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد مسافة معينة   وقال أنس بن مالك – رضي الله عنه -(( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج ثلاثة أميال أو فراسخ قصر الصلاة وصلى ركعتين )) [ 334]  وقول شيخ الإسلام أبن تيميه – رحمه الله تعالى – أقرب إلى الصواب   ولا حرج عند اختلاف العرف فيه أن يأخذ الإنسان بالقول بالتحديد؛ لأنه قال به بعض الأئمة والعلماء المجتهدين، فليس عليهم به بأس إن شاء الله تعالى، أما ما دام الأمر منضبطاً فالرجوع إلى العرف هو الصواب   وأما هل يجوز الجمع إذا جاز القصر؟ فنقول : الجمع ليس مرتبطاً بالقصر، الجمع مرتبط بالحاجة؛ فمتى احتاج الإنسان للجمع في حضر أو سفر فليجمع؛ ولهذا يجمع الناس إذا حصل مطر يشق على الناس من أجله الرجوع إ

دخل المسجد فوجد الصف مكتمل فهل يجوز أن يسحب رجلاً من الصف

الحمد لله  يصف وحده خلف الصف ويصلي مع الإمام؛ وذلك لأن الواجب الصلاة مع الجماعة، وفي الصف، فهذان واجبان، فإذا تعذر أحدهما وهو المقام في الصف، بقي الآخر واجباً ، وهو صلاة الجماعة، فحينئذ نقول : صل مع الجماعة خلف الصف لتدرك فضيلة الجماعة،والوقوف في الصف في هذه الحال لا يجب عليك للعجز عنه، وقد قال الله سبحانه وتعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) (التغابن16)     ويشهد لهذا أن المرأة تقف خلف الصف وحدها إذا لم يكن معها نساء، وذلك لأنه ليس لها مكاناً شرعاً في صف الرجال. فلما تعذر مكانها الشرعي في صف الرجال صلت وحدها   فهذا الرجل الذي أتى المسجد والصف قد تم ولم يكن له مكان حسي في الصف سقطت عنه حينئذ المصافة، ووجبت عليه الجماعة. فليصلَّ خلف الصف، وأما أن يجذب أحداً ليصلي معه، فهذا لا ينبغي؛ لأنه يترتب عليه ثلاثة محاذير:   المحذور الأول: فتح فرجة في الصف، وهذا خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في الرص وسدّ الخلل بين الصفوف الثاني: نقل هذا المجذوب من المكان الفاضل إلى المكان المفضول وهو نوع من الجناية عليه والثالث: تشويش صلاته عليه، فإن هذا المصلي إذا جذب لآبد

ما الأذكار المشروعة بعد السلام من الصلاة؟

الحمد لله ذكر الله تعالى بعد الصلوات قد أمر الله به في قوله (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ َ) (النساء103). وهذا الذكر الذي أمر الله به مجملاً بينه النبي صلى الله عليه وسلم فتقول إذا سلمت:    استغفر الله ثلاثاً ، اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام (276)     لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك ، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير،اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (277)    لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون (278)     وتسبح الله تعالى بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك أن  تسبح الله وتحمده وتكبره ثلاثاً وثلاثين تقول : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر ثلاثاً وثلاثين (279) وتقول تمام المائة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (280)     وسواء قلتها  مجموعة سبحان الله،

حكم قول: أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا

الحمد لله   استعمال كلمة " أنا " على وجهها الأصلي ، في التعريف بالشخص ، أو دلالة الإنسان على نفسه أو نحو ذلك : هو من مقتضيات الخطاب ، وضرورات اللغة ، التي لا يكاد يستغني عنها الناس في معايشهم ، وتحاورهم  ومثل هذا لا يمكن أن يذم لذاته ، أو يرد الشرع بمنعه  هذا لو لم يرد ما يدل على جوازه استعماله ، ووقوع ذلك من نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وخيار الصالحين من بعده   فكيف ، وقد ورد استعمالها فيما لا يحصى من الأدلة والنصوص الشرعية  قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا )[1] وفي رواية ( أَنَا أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِ اللهِ ) [2]  وقال صلى الله عليه وسلم  ( أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) [3]   وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى (مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ) الكهف/22 قال: " أنا من أولئك القليل الذين استثنى الله ، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم "   انتهى من "تفسير الطبري" (17/ 642)   والحاصل: أن مجرد قول العبد " أنا " لا يشرع الاستعاذة بالله منه، ثم

حكم السلام على المسلم بـ السلام على من اتبع الهدى

الحمد لله "لا يجوز أن يسلم الإنسان على المسلم بقوله : "السلام على من اتبع الهدى" ، لأن هذه الصيغة إنما قالها الرسول صلى الله عليه وسلم حين كتب إلى غير المسلمين ، وأخوك المسلم قل له: "السلام عليكم"    أما أن تقول : "السلام على من اتبع الهدى" فمقتضى هذا أن أخاك هذا ليس ممن اتبع الهدى ، وإذا كانوا مسلمين ونصارى فإنه يسلم عليهم بالسلام المعتاد يقول : السلام عليكم، يقصد بذلك المسلمين"  فضيلة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله   انتهى"فتاوى العقيدة" (صـ 237)    ========= من موقع الإسلام سؤال وجواب   http://islamqa.info/ar/130897  

كيفية طهارة من عليها لواصق طبية لمنع الحمل

ماحكم استخدام اللواصق الطبية لمنع الحمل علما بأنها تمنع وصول الماء للبشرة في الغسل ؟   الواجب على المسلم إذا أراد أن يغتسل أن يعم بدنه بالماء، كما أن الواجب في الوضوء إيصال الماء إلى جميع أعضاء الوضوء، وهذا أصل متقرر في الشرع، غير أن هذا الأصل قد يُعدل عنه لدفع مشقة محققة   فهذه اللواصق الطبية، أو اللواصق التي تساعد على تنظيم الحمل أو منعه، أو توضع للعلاج ونحوه، إذا وضعها المسلم فإنه يشق عليه نزعها، كلما أراد الغسل أو الوضوء، مع حاجته إليها، وقد أخبر أهلُ التخصص أنه كلما نزعت هذه اللصقات كان أدعى إلى ضعف عملها، وتراجع تأثيرها، كما أنها تتلف بكثرة النزع     وحيث كان في إيجاب نزعها حرج وضرر، وكانت هذه اللصقات لا تسبب ضررا على من يستعملها، ثم كانت هي الوسيلة الأكثر فائدة من غيرها، دون مضاعفات جانبية، فالذي يظهر لنا أنه لا بأس بالمسح على هذه اللصقات، وغسل بقية الأعضاء، فإن عجز عن المسح عليها تيمم عن هذه المواضع؛ إذ هذا ما تقتضيه قواعد الشرع الحنيف في رفع الحرج والضرر، والتيسير على المكلفين     كما أنه لا يجب عليه الجمع بين المسح على اللصقة، والتيمم لها، كما ذهب إليه بعض أ

الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء لتأخر دخول وقت العشاء في بعض البلاد الأوروبية

الحمد لله   يواجه سكان الدول الأوربية في أيام الصيف مشكلة تأخر وقت صلاة العشاء وتقدم وقت صلاة الفجر، فيدخل وقت صلاة العشاء الساعة الحادية عشرة، ويزداد أحيانا إلى الثانية عشرة، ويدخل وقت صلاة الفجر الثالثة والنصف وربما تقدم أحياناً، فيواجه المسلمون حرجاً كبيراً، لا سيما أوقات الدوام والدراسة   والله تعالى أوجب على عباده الصلاة في ميقاتها الذي حدده لها، كما تقرر شرعا أن المشقة تجلب التيسير، وتوجب رفع الحرج والتيسير، فكل ما كان جالبا للمشقة، داعيا للوقوع في الحرج، فإنه يجلب تيسيرا في الحكم، ويوجب رفع الحرج، ومن جملة ما يقرر تلك القاعدة الشرعية العظيمة وفي هذا الباب خاصة، ما جاء في صحيح مسلم(1151) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما  (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ.قال وكيع: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: لِمَ فَعَلَ ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ. وفي لفظ له: "في غير خوف ولا سفر" ) فالحديث دليل على أن مناط الجم

تزوج الزاني بالمزني بها ونسبة الولد إليه

الحمد لله فإن الزنا فاحشة عظيمة، وجريمة لا يعدِلُها بعد الكفر وقتل النفس شئ، وسبيل للشر وإشاعة الفاحشة، وسبب لنشر العداوة والبغضاء، وباب عظيم لكثير من الأمراض والأدواء؛ لذا حرمه الله في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ونوَّع في بيان تحريمه، فتارة بالنهي عنه صراحة ، وتارة بوصفه بأقبح الأوصاف، وقرنه بصنوف المحرمات، وتارة بتحريم الطرق المفضية إليه وسدِّها، مما يدل على شناعة أمره، وشدة خطره    قال تعالى:  {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32   وقال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً }الفرقان68   قد اختلف أهل العلم في زواج الزاني بالمزني بها إذا لم تكن فراشا لزوج ، واستلحاق ولده منها على قولين    القول الأول: أنه لا يجوز للرجل أن يستلحق ولده من الزنا، وهو قول الأئمة الأربعة القول الثاني: أن الأفضل أن يتزوجها الزاني، وينسب الولد له، وهذا القول مرويٌّ عن عروة بن الزبير