المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٩

السؤال الذي يجب أن يَرِدَ على النفس

الحمد لله  السؤال الذي يجب أن يَرِدَ على النفس، ويجب أن يكون لديك جواب عليه هو:  على أي حال تموت؟! وأريد بقولي: على أي حال، لست أريد: هل أنت غني أو فقير، أو قوي أو ضعيف، أو ذو عيال أو عقيم، لا، على أي حال تموت في العمل، هذه النقطة.   فإذا كنت تسائل نفسك هذا السؤال فلا بد أن تستعد، لا بد أن تستعد؛ لأنك لا تدري متى يَفْجَؤُك الموت، كم من إنسان خرج يقود سيارته ورُجِعَ به محمولًا على الأكتاف، وكم من إنسان خرج من أهله يقول: هَيِّئُوا لي الطعام الغداء أو العشاء، ولكن لم يأكله، وكم من إنسان لبس قميصه وزَرَّ أَزِرَّتَه ولم يَفُكَّها إلا الغاسل يُغَسِّله، هذا أمر مشاهَد بحوادث بغتة، أي حال يكون.   أنت انظر الآن وفَكِّر على أي حال تموت -نسأل الله أن يرزقني وإياكم التوبة والإنابة-  ولهذا ينبغي لك أن تُكْثِر من الاستغفار، أكثر من الاستغفار ما استطعت؛ فإن الاستغفار فيه من كل هَمٍّ فَرَج، ومن كل ضيق مَخْرَج، حتى إن بعض العلماء يقول: إذا استفتاك شخص فاسْتَغْفِر اللهَ قبل أن تُفْتِيَه؛ لأن الذنوب تَحُول بين الإنسان وبين الهدى، واسْتَنْبَط ذلك من قول الله تبارك وتعالى:{إِنَّا أَنْزَلْنَ

:تفسير قوله تعالى : ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلاً

الحمد لله معنى الآية الكريمة فمن الناس الذين أعطاهم الله العلم بآياته من يشتري ثمناً قليلاً بهذه الآيات أن يحابوا الناس في دين الله من أجل الدنيا، أو يحافظ على البقاء، أو يحافظ على بقاء جاه ورئاسته من أجل الدنيا، ويدع دين الله     فمثلاً يكون هناك عالماً يعلم أن هذا الشيء حرام، لكن لا يقول: إنه حرام يخشى أن العامة تنصرف عنه، وتقول: إنه متشدد، أو يخشى أن السلطان ينقصه من راتبه، أو يحيله عن منصبه، حيث قال: إن هذا حرام، فيذهب، ويقول: إنه حلال؛ ليشتري به ثمناً قليلاً؛ وهو الجاه عند العامة، أو البقاء في المنصب عند السلطان   المهم أن الآية معناها العام أن من الناس من يدع دين الله لشيء من أمور الدنيا ^^^^^^^^^  سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى http://binothaimeen.net/content/10020

الجمع بين آيتين ظاهرهما التعارض

السؤال:ما معنى هاتين الآيتين، وهل بينهما تعارض: الآية الأولى من سورة السجدة:{ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} ، والآية الثانية من سورة المعارج:{ تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} ؟ الحمد لله قبل الإجابة عن هذا السؤال أود أن أبين أنه ليس في كتاب الله ولا فيما صح عن رسول صلى الله عليه وسلم تعارض أبداً، وإنما يكون التعارض فيما يبدو للإنسان ويظهر له إما لقصور في فهمه أو لنقص في علمه، ولا تتهم كتاب الله عز وجل وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم بتعارض وتناقض أبداً. وبعد هذه المقدمة أقول:     إن الآيتين اللتين أوردهما السائل في سؤاله الجمع بينهما : أن آية السجدة في الدنيا، فإنه سبحانه وتعالى يدبر الأمر من السماء إلى الأرض، ثم يعرج إليه في يوم كان مقدار هذا اليوم الذي يعرج إليه الأمر مقداره ألف سنة مما نعد، لكنه يكون في يوم واحد، ولو كان بحسب ما نعد من السنين لكان عن ألف سنة.    وأما الآية التي في سورة المعارج فإن ذلك يوم القيامة كما قال تعالى : ﴿سأل سائل بعذاب واقع  للكافرين ليس له دافع من الله ذي المع

الشعور بالحرج في طلب العفو من المظلوم

الحمد لله حقوق العباد ومظالمهم : إما أن يتم أداؤها إليهم ، وإما أن يستسمحوا منها ويطلب منهم العفو. فإذا لم يحصل شيء من ذلك بقي عليه الوعيد بالقصاص يوم القيامة  والاقتصاص بين الناس في ذلك اليوم يكون بالحسنات والسيئات. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ "    رواه البخاري (2449). فتوبة الظالم ونجاته من آثار ظلمه : يكون بعفو المظلوم ، أو أداء حقه إليه.   والظلم الذي صدر من الإنسان تجاه غيره أنواع: منها : الظلم في المال: والتوبة من هذا تكون بإرجاع المال إلى المظلوم؛ والمطلوب أن يصل المال إليه ولو بدون إعلامه.   ومنها : الظلم في البدن كالضرب: والتوبة من هذا تكون بتمكين المظلوم من الق