المشاركات

عرض المشاركات من 2011

طلب مني أن أصلي معه وأنا قد صليت

  السؤال: صليت العصر وجلست في المسجد وبعد ذلك جاء رجل وطلب مني أن أصلي معه وأنا قد صليت فهل أصلي معه أم لا وما دليل ذلك‏؟ الحمد لله لا بأس بذلك إن شاء الله على الصحيح من قول العلماء إن إعادة الجماعة يجوز ولو في وقت النهي لأن هذا من ذوات الأسباب فصلاتك مع الشخص الذي جاء وفاتته الجماعة وتصلي معه لأجل تحصيل الجماعة في حقه وتحصيل الفضيلة ولو كان هذا بعد العصر    والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل أحد القوم وقد صلى الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من يتصدق على هذا فيصلي معه‏"‏ [1]‏‏. ‏  وبدليل أن الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف وجلسوا في ناحية المسجد ولم يصلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلما دعاهم وسألهم فأخبروه أنهم قد صلوا في رحالهم فقال لهم‏:‏ لا تفعلوا وأمرهم إذا جاءوا والجماعة تقام أن يصلوا مع الناس ولو كانوا قد صلوا في رحالهم مع أن هذا بعدما صلوا الفجر‏.   ********** فضيلة الشيخ د.صالح بن فوزان الفوزان    http://www.alftwa.com/v/13bcc2f145ae5fb5/ -------- [1] ‏رواه الإمام أحمد في مسنده ‏ ‏

تعرف على نفسك من كتاب الله

الحمد لله يروي الأحنف بن قيس كان جالساً يوما متفكراً قوله تعالى:   ( لـقد أنزلنـا إليكـم كتاباً فيـه ذكركـم)  فمر بقوله تعالى يصف أناساً : (كانوا قليلا من الليل مايهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون، وفي أموالهم حقٌ للسائل والمحروم) فلم يجد نفسه معهم     فتابع يلتمس ذكره وتلا قوله تعالى ( ينفقون في السرَّاء والضرَّاء )   (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) ومضى يفتش في  (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )   (ومن يوق شُحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون)   وبين من ذكرهم القرآن  ( يجتنبون كبائرالإثم والفواحش ) ( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) فدمعت عينه وقال : اللهم لست أعرف نفسي في هؤلاء    ثم أخذ يقرأ فمر بقوم وصفوا بـ (إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ) وقوم يقال لهم : ( ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين، ولم نك نطعم المسكين) فقال : اللهم إني أبرأ إليك من هؤلاء    ولما تلا قوله تعالى   (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم) فقال: أنا من هؤلاء ، هذا ذكري    وكان له – يرحمه الله – ماله

آثار الذنوب والمعاصي

الحمد لله الذنوب والمعاصي والمحرمات سبب لمحق البركات، وقلة الخيرات، ومنع الأرزاق، وسبب لعقوبة الله تعالى وتسليطه على عباده أنواعا من المثلات، وإحلال العقوبات  وذلك لأنه تعالى يغضب على من عصاه، ويعاقبهم على قدر ذنوبهم إذا لم يعف عنهم وقد أخبر الله تعالى بأن هذه المعاصي سبب لمنع الرزق، وسبب لظهور الفساد، وسبب للشرور ولتمكن الأشرار، وتسلطهم على الأخيار يقول الله تعالى { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ }41الروم    والفساد هنا يعم فساد الأخلاق، وفساد البلاد، ويعم الانحرافات، وهذا كله عقوبة على ما كسبت أيدي الناس، والكسب هنا هو فعل جرائم المحرمات، فقوله: {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } يعني بما عملوا من المحرمات التي تسبب العقوبة، وتسبب محق البركة ومع ذلك فإنه سبحانه يخبر بأنه لا يعاجل عباده، ولكن يمهلهم ويؤخرهم، وإلا فلو عاجلهم لأحل بهم العقوبة الصارمة، قال تعالى{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ }فاطر 45   والمعنى أنه لو يؤاخذ الناس بما يستحقونه من العق

حكم البرمجة اللغوية العصبية واقوال العلماء فيها

  الحمد لله   قال فضيلة الشيخ د.سفر الحوالي، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى -سابقاً- والداعية المعروف "يجب علينا جميعا أن نعلم أن الأمر إذا تعلق بجناب التوحيد وبقضية لا إله إلا الله وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى فإننا لابد أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام  وهذه البرمجة العصبية وما يسمى بعلوم الطاقة تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية باطنية مثل الطاقة الكونية والشَكَرات والطاقة الأنثوية والذكرية، والإيمان بالأثير وقضايا كثيرة جداً  وقد روّج لها مع الأسف كثير من الناس مع أنه لا ينبغي بحال عمل دعاية لها ". وقال: " أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يقال عنها أنها تافهة، فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية ثيوصوفية خطيرة ؟!     * فضيلة الشيخ عبدالرحمن المحمود أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام محمد بن سعود "أمرها بدأ يتكشّف.... نعم انقلوا عني يجب إيقاف هذه الدورات، وأنا أحيي القائمين على تحذير الناس منها وفقهم الله " * فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد يقول: "أي راحة هذه التي يريد

حكم البكاء في الصلاة

الحمد لله    خير ما يفزع إليه المسلم إذا أصابته ضائقة أو ابتلاء : الصلاة ، وقد   (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى)  [1]   والبكاء في الصلاة إذا كان من خشية الله تعالى فمستحب مشروع , من صفات الخاشعين القانتين   وأما البكاء في الصلاة لمصاب دنيوي : فإن كان مغلوباً عليه ، ولا يمكن دفعه فلا حرج عليه ، ولا تبطل صلاته بذلك ، أما إن كان يقدر على دفعه فلم يدفعه واسترسل معه وكان بكاؤه بصوت فهو مبطل للصلاة عند الأئمة الأربعة رحمهم الله ، واشترط بعضهم كالشافعي وأحمد لبطلان الصلاة أن يظهر منه حرفان  [2]   قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "البكاء في الصلاة إذا كان من خشية الله عز وجل والخوف منه وتذكر الإنسان أمور الآخرة وما يمر به في القرآن الكريم من آيات الوعد والوعيد فإنه لا يبطل الصلاة    وأما إذا كان البكاء لتذكر مصيبة نزلت به أو ما أشبه ذلك فإنه يبطل الصلاة ؛ لأنه حدث لأمر خارج عن الصلاة ، وعليه أن يحاول علاج نفسه من هذا البكاء حتى لا يتعرض لبطلان صلاته   ويشرع له أن لا يكون في صلاته مهتماً بغير ما يتعلق

قوله تعالى: وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله وحديث إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها

بسم الله الرحمن الرحيم لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (284البقرة) هذه الآية الكريمة لما نزلت شقت على الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم  وجاءوا إلى النبي  صلى الله عليه وسلم  وقالوا : إن هذا شيء لا نطيقه ، فقال : أتريدون أن تقولوا كما قالت بني إسرائيل سمعنا وعصينا؟ قولوا : سمعنا وأطعنا، فقالوا : سمعنا وأطعنا، فلما قالوها وذلت بها ألسنتهم أنزل الله قوله تعالى:  {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}285البقرة ثم أنزل الله بعدها : { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبّ

حديث: إن الله قبض قبضة فقال: في الجنة برحمتي وقبض قبضة وقال: في النار ولا أبالي

الحمد لله قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة - عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في القبضتين  ( إن الله عز وجل قبض قبضة ، فقال: في الجنة برحمتي ، وقبض قبضة ، وقال: في النار ولا أبالي )      ( وإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ فَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِ وَقَبْضَةً أُخْرَى يَعْنِي بِيَدِهِ الْأُخْرَى فَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَال  ) أن كثيراً من الناس يتوهمون أن هذه الأحاديث – ونحوها أحاديث كثيرة – تفيد أن الإنسان مجبور على أعماله الاختيارية , ما دام أنه حكم عليه منذ القديم وقبل أن يخلق : بالجنة أو النار وقد يتوهم آخرون أن الأمر فوضى أو حظ , فمن وقع في القبضة اليمنى , كان من أهل السعادة , ومن كان من القبضة الأخرى , كان من أهل الشقاوة فيجب أن يعلم هؤلاء جميعاً أن الله ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ) لا في ذاته , ولا في صفاته فإذا قبض قبضة , فهي بعلمه وعدله وحكمته , فهو تعالى قبض باليمنى على من علم أنه سيطيعه حين يؤمر بطاعته وقبض بالأخرى على من سبق في عل

قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ * وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ * وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ  (29-23)

كيف يصلي الإنسان في الطائرة؟

الحمد لله - يصلي النافلة في الطائرة وهو جالس على مقعده حيث كان اتجاه الطائرة ، ويومئ بالركوع والسجود، ويجعل السجود أخفض   - لا يصلي الفريضة في الطائرة إلا إذا كان يتمكن من الاتجاه إلى القبلة في جميع الصلاة، ويتمكن أيضاً من الركوع ، والسجود ، والقيام ، والقعود   - إذا كان لا يتمكن من ذلك فإنه يؤخر الصلاة حتى يهبط في المطار فيصلى على الأرض، فإن خاف خروج الوقت قبل الهبوط أخرها إلى وقت الثانية إن كانت مما يُجمع إليها كالظهر مع العصر، والمغرب مع العشاء. فإن خاف خروج وقت الثانية صلاهما في الطائرة قبل أن يخرج الوقت، ويفعل ما يستطيع من شروط الصلاة وأركانها، وواجباتها   - فإن لم يتمكن من السجود جلس وأومأ بالسجود جالساً، وإن لم يعرف القبلة ولم يخبره أحد يثق به اجتهد وتحرى وصلى حيث كان اجتهاده - تكون صلاة المسافر في الطائرة قصراً فيصلى الرباعية ركعتين كغيره من المسافرين    =============  سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى  مختصر من فتاوى أركان الإسلام http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18010.shtml

الرد على التليفون أثناء الصلاة

الحمد لله السؤال : إنهم كانوا يصلون إحدى الصلوات في البيت وأخذ منبه التليفون يرن وأشغلهم بالرنين مدة طويلة، فهل يجوز في مثل هذه الحالة أن يتقدم المصلي أو يتأخر ويرفع سماعة التليفون ويكبر أو يرفع صوته بالقراءة ليعلم صاحب التليفون أنه يصلي قياسا على فتح الباب للطارق أو رفع الصوت له ؟    إذا كان المصلي بالحالة التي ذكرت وأخذ التليفون يرن جاز له أن يرفع السماعة ولو تقدم قليلا أو تأخر كذلك أو أخذ عن يمينه أو شماله بشرط أن يكون مستقبل القبلة وأن يقول (سبحان الله) تنبيهاً للمتكلم بالتليفون   لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت ابنته فإذا ركع وضعها وإذا قام حملها، وفي رواية مسلم : وهو يؤم الناس في المسجد [1]    ولما روى أحمد وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في البيت والباب عليه مغلق فجئت فمشى حتى فتح لي ثم رجع إلى مقامه ووصفت أن الباب في القبلة [2]     وما رواه البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من نابه شيء في صلاته فليسبح الرجال وليصفق النساء ) وبالله التوفي

ياويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً

الحمد لله هذا القَبَس من كِتاب الله ورد ضِمن مشهد مِن مشاهِد يوم القِيامة وهو مشهد النَدم، قال تعالى:     ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً ﴾ 27-29الفرقان       وقد جاء التعبير بلفظ الظَّالم دون الكَافر ـ والله تعالى أعلم ـ ليشمَل الكَافر وغيره مِمَّن ينتسب إلى الإسلام، وقد ظَلم نفَسه بالذُّنوب والعِصيان، أو ظَلم غيره بالإفْك والإعتِداء والغٍيبة والنَّميمة والبُهتان.. وعَضُّ اليدين جَميعاً كِناية عن شِدّة الندم والألم والخُسران   وهو في هذا المقام العَصيب يندم على فوات أمرين جليلين؛ أحدُهما: اتخاذُ سبيلٍ مع الرَّسول الكَريم وذلك باتِّباعه وطَاعته وسُلوك سبيله القويم.. والثاني: ترك رِفقة السُّوء الأشرَار الذين كانوا سَبباً في زيغِه وابتعِاده عن سبيلِ الرَّسول، وتزيين الإنحرَاف له، سواء كان هذا الإنحِراف سُلُوكياً أخلاقِياً، أو فِكرِياً و

يا حسرتي على مافرطت في جنب الله

الحمد لله    قال تعالى : {   أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ }56الزمر   إنها النفس الظالمة, إنها النفس الآثمة, إنها النفس الظلومة الغاشمة التي ما تركت باباً من الذنوب إلا قرعته, ولا باباً من الإساءة إلا ولجته, أن تقول: يا حسرتى!!  وما أعظم الحسرة إذا خسر أصحابها, وعظمت خسارة أربابها, وخرجوا من الدنيا صفر اليدين من رحمة الله!  يوم يتأذن غضب الله علام الغيوب؛ من عظيم الإساءة وعظيم الذنوب   ما أعظمها من خسارة يوم لا يستطيع الرجوع، يوم لا تنفع المعذرة ولا تغني الدموع, يوم يتقطع القلب من الألم، ويعتصر من شديد الندم!أن تقول نفس.. ومتى تقول؟ حين تضع آخر أقدامها من أعتاب هذه الدنيا وتستقبل الدار التي هي غريبة عليها, يوم تنقطع المعاذر, وتغص السكرات في الحناجر, ويصير العبد ذليلاً حقيراً إلى الله الواحد القاهر   { أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ }   يا حسرتى.. يوم طال السهر، يا حسرتى.. يوم ضاعت الأعمار, يا حسرتى.. يا حسرتى.. على أصحاب لم ينفعوا, يا حسرتى.. على أحباب لا يشفعون, يا حسرتى.. على

تليين القلب الحجر

  بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه   نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا وإياكم قلوباً رقيقة لذكره وشكره, اللهم إنا نسألك  قلوباً ترضيك عنا يا ذا الجلال والإكرام, نسألك أن ترقق قلوبنا, وأن تعيذنا من قسوة القلوب    إن من أعظم الأسباب التي تلين لها القلوب     أن يكثر الإنسان من الدعاء, ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله جل وعلا أن يعيذه من القلب القاسي  ففي الحديث الصحيح أنه قال:    ( اللهم إني أعوذ بك من عين لا تدمع, ومن قلب لا يخشع, ومن دعاء لا يُسمع, ومن علم لا  ينفع, أعوذ بك من هؤلاء الأربع ) فسل الله أن يعيذك من قسوة قلبك      ابحث عن الأسباب التي قسا بها قلبك  فتش عن ذنوبك بينك وبين الله, وفتش عن حقوق الله التي أضعتها, وحدوده ومحارمه التي جاوزتها وانتهكتها فاستغفر الله ثم تب إلى الله وأنب إليه جل جلاله        بعد الدعاء والبحث عن الأسباب التي تقسي القلوب من حقوق الله  كذلك حقوق العباد, فقد يكون هناك مظلوم ظلمته, أو محروم حرمته, فرفع كفه إلى ربه جل وعلا فاستجاب الله دعوته, وقال الله لدعوته ( وعزت