المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١١

من هو ذو القرنين المذكور في سورة الكهف

الحمد لله ذو القرنين المذكور في سورة الكهف في قوله تعالى:    ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا ) الكهف/ 83   كان ملكا من ملوك الأرض وعبدا صالحا مسلما ، طاف الأرض يدعو إلى الإسلام ويقاتل عليه من خالفه ، فنشر الإسلام وقمع الكفر وأهله وأعان المظلوم وأقام العدل أما ما يتوارد على ألسنة بعض من لا علم له بحقائق الأمور أنه الإسكندر المقدوني باني الإسكندرية ، الذي غزا الصين والهند وبلاد الترك ، وقهر ملك الفرس واستولى على مملكته فهو قول باطل مردود ، وقد بين ذلك المحققون من أهل العلم وإنما نبهنا عليه لأن كثيرا من الناس يعتقد أنهما واحد ، وأن المذكور في القرآن هو الذي كان أرسطا طاليس وزيره فيقع بسبب ذلك خطأ كبير وفساد عريض طويل كثير ، فإن الأول كان عبدا مؤمنا صالح وملكا عادلا ، وأما الثاني فكان مشركا وكان وزيره فيلسوفا وقد كان بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة . فأين هذا من هذا ؟ لا يستويان ولا يشتبهان إلا على غبي لا يعرف حقائق الأمور " [1]   .    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " كان أرسطو قبل المسيح بن مريم عليه السلام

قصة صاحب الجنتين (32-43 الكهف )

الحمد لله   يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: اضرب للناس مثل هذين الرجلين، الشاكر لنعمة الله، والكافر لها، وما صدر من كل منهما، من الأقوال والأفعال، وما حصل بسبب ذلك من العقاب العاجل والآجل، والثواب، ليعتبروا بحالهما، ويتعظوا بما حصل عليهما     فأحد هذين الرجلين الكافر لنعمة الله الجليلة، جعل الله له جنتين، أي: بستانين حسنين، من أعناب ( وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ ) أي: في هاتين الجنتين من كل الثمرات، وخصوصا أشرف الأشجار، العنب والنخل   وأخبرتعالى أن كلا من الجنتين آتت أكلها، أي: ثمرها وزرعها ضعفين، أي: متضاعفا ( و ) أنها ( لم تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا ) أي: لم تنقص من أكلها أدنى شيء  ومع ذلك، فالأنهار في جوانبهما سارحة، كثيرة غزيرة ( وَكَانَ لَهُ ) أي: لذلك الرجل ( ثَمَرٌ ) أي: عظيم كما يفيده التنكير، أي: قد استكملت جنتاه ثمارهما، وارجحنت أشجارهما، ولم تعرض لهما آفة أو نقص، فهذا غاية منتهى زينة الدنيا في الحرث   ولهذا اغتر هذا الرجل بهما، وتبجح وافتخر، ونسي آخرته( فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً ) أي: فقال صاحب الج

هل قراءة القرآن بالعين دون تحريك اللسان

الحمد لله   قراءة القرآن بالعين فقط دون تحريك اللسان لا تعتبر قراءة ، ولا يثاب عليها ثواب القراءة ، وإنما هي تدبر للقرآن ويؤجر عليها المسلم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " النَّاسَ فِي الذِّكْرِ أَرْبَعُ طَبَقَاتٍ : إحْدَاهَا : الذِّكْرُ بِالْقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَهُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ  الثَّانِي : الذِّكْرُ بِالْقَلْبِ فَقَطْ ، فَإِنْ كَانَ مَعَ عَجْزِ اللِّسَانِ فَحَسَنٌ ، وَإِنْ كَانَ مَعَ قُدْرَتِهِ فَتَرْكٌ لِلْأَفْضَلِ الثَّالِثُ : الذِّكْرُ بِاللِّسَانِ فَقَطْ ، وَهُوَ كَوْنُ لِسَانِهِ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ الرَّابِعُ : عَدَمُ الْأَمْرَيْنِ وَهُوَ حَالُ الْخَاسِرِينَ  [1]   وقراءة العين هو عمل صالح ، والأكمل منه أن تجمع بين القراءة باللسان ، والتدبر بالقلب ، ولا يشترط لذلك الجهر بالقراءة ، بل يكفي تحريك اللسان ، ولو كان ذلك بدون صوت ، فاحرص على ذلك حتى يكون ثوابك أعظم وينبغي التنبه إلى أن هذا التدبر لا يثاب عليه الإنسان ثواب القراءة ، فما رتب من الثواب على القراءة فلابد فيه من تحريك اللسان ، ولا يكون المسلم قد ختم القرآن قراءةً حتى يحرك لسا

رؤية النبي صلى الله علية وسلم في المنام

الحمد لله   أن العلماء في شرحهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :   ( مَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِي ) [1]   قالوا : إن هذا محمول على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم بصفاته الخَلقية الواردة في الأحاديث الصحيحة ، فإن الشيطان لا يتمثل بصورة النبي صلى الله عليه وسلم أما أن يأتي الشيطان في صورة أخرى سواء في اليقظة أو في المنام ثم يكذب ويقول : إني رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا من الكذب ، وليس هي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم   وبالتالي فيجب عليك أن تعرف السمات الخلقية للنبي صلى الله عليه وسلم  وقد وردت تلك الصفات في أحاديث كثيرة من حيث صفة خلقه وصفة كفه وصفة ذراعيه وصفة فمه وأسنانه ، وصفة عينيه وصفة شعره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ   فإذا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في صفته الواردة في السنة فإنك رأيته حقاً ، أما إن رأيته على غير صفته التي وردت في السنة المطهرة والسيرة النبوية  فللعلماء في هذه المسألة قولان : الأول: أن ذلك يدل على نقص دين الرجل  الثاني: الذي رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذه الصورة كذب

أحكام اللقطة

الحمد لله   اللقطة : هي مال ضل عن صاحبه ، وهذا الدين الحنيف جاء بحفظ المال ورعايته ، وجاء باحترام مال المسلم والمحافظة عليه ، ومن ذلك اللقطة  ولا يجوز له أخذ اللقطة بأنواعها إلا إذا أمن على نفسه عليها وقوي على تعريف ما يحتاج إلى تعريف لحديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن لقطة الذهب والورق ؟ فقال :   ( اعرف وكاءها وعفاصها ، ثم عرفها سنة ، فإن لم تعرف ، فاستنفقها ، ولتكن وديعة عندك ، فإن جاء طالبها يوماً من الدهر ، فادفعها إليه )    ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم  ( اعرف وكاءها وعفاصها )    الوكاء : ما يربط به الوعاء الذي تكون به النفقة ، والعفاص ، الوعاء الذي تكون فيه النفقة   ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم  ( ثم عرِّفها سنة )   أي اذكرها للناس في مكان اجتماعهم من الأسواق وأبواب المساجد والمجامع والمحافل ، ( سنة ) أي : مدة عام كامل ، ففي الأسبوع الأول من التقاطها ينادى عليها كل يوم ، لأن مجيء صاحبها في ذلك الأسبوع أحرى ، ثم بعد الأسبوع ينادى عليها حسب عادة الناس في ذلك وإذا كانت هذه طريقة التعريف في العهد الماضي فإنّ الملتقط يعرّف

مفاتح الغيب

بسم الله الرحمن الرحيم ‏   إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَـزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34لقمان)  هذه مفاتح الغيب وسميت مفاتح لأن كل واحد منها فاتحة لشيء بعده‏ ‏ ‏ أولا‏:‏ إن الله عنده علم الساعة‏ علم الساعة لا يمكن لأحد أن يدركه إلا الرب ـ عز وجل ـ فها هو أفضل الرسل من الملائكة جبريل يسأل أفضل الرسل من البشر محمدا صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ أخبرني عن الساعة‏؟‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏  ‏(‏ما المسؤول عنها بأعلم من السائل‏)‏‏   أي علمي وعلمك فيها سواء فكما أنك لا تعلمها فأنا كذلك لا أعلمها    ثانيا‏:‏ نزول الغيث ‏{‏وينزل الغيث‏}‏ وهنا لم يقل‏:‏ يعلم نزول الغيث بل قال‏:‏ ‏{‏وينزل الغيث‏} ‏ وإذا كان تنزيل الغيث ليس لأحد سوى الله فعلم نزوله ليس لأحد سوى الله ـ عز وجل    ثالثا‏:‏ ويعلم ما في الأرحام  قوله تعالى‏ {‏ويعلم ما في الأرحام‏} ‏ فعلم ما في الأرحام لا يقتصر على علم كونه ذكرا أو أنثى واحدا أم متعددا  ب

أحكام العقيقة

الحمد لله عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال    (كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم السابع ويحلق رأسه ويسمى)   وفي لفظ (كل غلام رهينة بعقيقته)   [1] قيل فيها عدة أقوال: 1- أي أنه محبوس عن الإنطلاق والإنشراح 2- أي أنه محبوس عن الشفاعة لوالديه حتى يعق عنه والده أو من يقوم مقامه 3- أي أن الله جعل العقيقة ملازمة للشخص لا تنفك عنه كالرهن ملازم للشخص  وقد قال الإمام أحمد بن حنبل معناه أنه إذا مات طفلاً ولم يعق عنه لم يشفع في والديه وروي عن قتادة : أنه يحرم شفاعتهم  مقدارها عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة . قال النبي صلى الله عليه وسلم (من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة)  [2] فإن لم يجد الإنسان إلا شاة واحدة أجزأت وحصل بها المقصود، لكن إذا كان الله قد أغناه فالاثنتان أفضل    السن المعتبر في البهيمة التي سيُعق بها   الإبل خمس سنوات - البقر سنتان- الماعز والتيس سنة واحدة - الشاة والضان ( ستة ) أشهر و الشاة في العقيقة أفضل من الابل والبقر، لأنها وردت بها السنة جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن

لماذا كانت قصة إغواء إبليس لآدم وقد خلقه الله لخلافة الأرض

الحمد لله لا تعارض بين قضاء الله تعالى بخلق آدم عليه السلام لخلافة الأرض ، وبين قضائه عز وجل قصة الشجرة والإغواء ، فقد كانت حادثة أكله عليه السلام من الشجرة ونزوله إلى الأرض بعدها سببا مباشرا لتحقيق القضاء الأول بخلق آدم عليه السلام لعبادة الله وخلافة الأرض في طاعة الله تعالى   فإن الله تعالى إذا قضى الشيء ، قضى له أسبابه الموصلة إليه ؛ فلا تعارض بين القضاء السابق ، وبين الأسباب الحسية أو الشرعية  وقد كان لهذا السبب – قصة الأكل من الشجرة – حكم عظيمة جليلة الله أعلم بها ، ولكن يمكننا تلمس بعضها فيما يبدو لنا ، فمن ذلك  1-بداية التكليف : وذلك حين نهى الله عز وجل آدم عليه السلام من الأكل من الشجرة ، فابتدأ التكليف من حينئذ ، ليكون ذلك مقدمة للتكليف الذي يريده الله لبني البشر كلهم من خلال الشرائع التي أرسل الرسل بها 2- معرفة العدو الحقيقي : الذي هو الشيطان الرجيم ، فإذا رأى بنو آدم ما بلغه الشيطان بأبيهم عليه السلام بسبب أكلة واحدة من الشجرة ، أدركوا أن ذلك هو عدوهم الذي يستحق العداوة ، وأن الله تعالى هو وليهم الذي يستحق الطاعة والعبادة    3- تقرير مفهوم التوبة : فف

من هم أصحاب الأعراف ؟

الحمد لله الناس إذا كان يوم القيامة انقسموا إلى ثلاثة أقسام: قسم ترجح حسناتهم على سيئاتهم فهؤلاء لا يعذبون ويدخلون الجنة، وقسم آخر ترجح سيئاتهم على حسناتهم فهؤلاء مستحقون للعذاب بقدر سيئاتهم ثم ينجون إلى الجنة، وقسم ثالث سيئاتهم وحسناتهم سواء ، فهؤلاء هم أهل الأعراف   ليسوا من أهل الجنة ، ولا من أهل النار ، بل هم في مكان برزخ عالٍ مرتفع يرون النار ويرون الجنة، يبقون فيه ما شاء الله وفي النهاية يدخلون الجنة   وهذا من تمام عدل الله سبحانه وتعالى أن أعطى كل إنسان ما يستحق، فمن ترجحت حسناته فهو من أهل الجنة، ومن ترجحت سيئاته عذب في النار إلى ما شاء الله، ومن كانت حسناته وسيئاته متساوية فهو من أهل الأعراف   لكنها -أي الأعراف- ليست مستقراً دائماً، وإنما المستقر: إما إلى الجنة، وإما إلى النار،  جعلني الله وإياكم من أهل الجنة"  انتهى . فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله   "لقاءات الباب المفتوح" (1/408)   ======== من موقع الإسلام سؤال وجواب   http://islamqa.info/ar/112117

من الأنكحة المحرمة (المتعة)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه فإن الله جل وعلا شرع لعباده النكاح، وحرم عليهم السفاح، وحرم - أيضاً - أنكحة فاسدة كانت تعتادها الجاهلية، وبعضها شُرع في الإسلام ثم نسخ      نكاح المتعة وهو: أن يتزوجها لمدة معينة ثم بعد ذلك يزول النكاح؛ كأن يتزوجها شهراً أو شهرين أو ثلاثة، أو ما أشبه ذلك لمدة يتفقان عليها، هذا يقال له: نكاح المتعة    وقد أبيح في الإسلام وقتا ما، ثم نسخ الله ذلك وحرمه على الأمة سبحانه وتعالى بأن جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:    ((إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وأن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليخلِ سبيلها، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً))  [1]   هذا النص وما جاء في معناه، يبين أن هذا النسخ مستمر إلى يوم القيامة، وأنه انتهى أمر هذا النكاح، ولا يبقى له محل إباحة، بل قد نسخه الله واستمر تحريمه إلى يوم القيامة، وثبت من حديث علي رضي الله عنه وسلمة بن الأكوع، وابن مسعود، وغيرهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن نكاح المتعة، فاستقرت الشريعة على

شرح حديث : كاسيات عاريات

الحمد لله هذا حديث صحيح، رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:     ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)) (1)     وهذا وعيد عظيم يجب الحذر مما دل عليه. فالرجال الذين في أيديهم سياط كأذناب البقر هم من يتولى ضرب الناس بغير حق من شرطة أو من غيرهم، سواء كان ذلك بأمر الدولة أو بغير أمر الدولة. فالدولة إنما تطاع في المعروف   قال صلى الله عليه وسلم ((إنما الطاعة في المعروف)) ، وقال عليه الصلاة والسلام ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))      وأما قوله صلى الله عليه وسلم (( نساء كاسيات عاريات ))    فقد فسر ذلك أهل العلم بأن معنى كاسيات يعني من نعم الله، عاريات يعني من شكرها، لم يقمن بطاعة الله، ولم يتركن المعاصي والسيئات مع إنعام الله عليهن بالمال وغيره     وفسر الحديث أيضا بمعنى آخر وهو أنهن كاسيات كسوة لا تسترهن؛ إما لرقتها أو لقصورها، فلا يحصل بها المقصود، ولهذا قال: عاريات؛ لأن الكسوة التي عليهن لم تستر عوراتهن        ((م

لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة

الحمد لله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   ((  لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة عيسى ابن مريم ، وصاحب جريج ..... الحديث )) [1]       أولاً:   عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم أما في منشئه فإن أمه مريم رضي الله عنها حملت به من غير أب ولا يستعصي على قدرة الله شيء ، ولما وضعت الولد أتت به قومها تحمله ، تحمل طفلاً وهي لم تتزوج ، فقالوا لها يعرضونها بالبغاء ، قالوا ( يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً )28مريم     يعني كأنهم يقولون : من أين جاءك الزنى ـ نسأل الله العافية ـ وأبوك ليس امرأ سوء وأمك ليست بغية ؟ ، فألهمها الله عزَّ وجلَّ فأشارت إلى الطفل ، أشارت إليه فكأنهم سخروا بها ، قالوا ( كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيّاً )29مريم  ,، هذا غير معقول !  ولكنه التفت إليهم وقال هذا الكلام البليغ العجيب. قال ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً * وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً * وَبَرّاً بِ