المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٠

اساليب الطعن والتشكيك في الدين

  الحمد لله  نحمد الله الذي أنزل علينا ديناً قيماً، ورضيه لنا وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}(سورة المائدة:3)، فهو أكمل الأديان وأفضلها وأعلاها وأجلها , أمرنا الله أن نتمسك به، وأن لا نموت حتى نكون ثابتين عليه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}  وأخبرنا أنه لا يقبل غيره{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(سورة آل عمران:85)،   وهذا الدين له نصوص من الكتاب والسنة، والوحي المبين، ولقد حاول أعداء الإسلام الطعن فيه والتشكيك ولكن بارت مؤامرتهم وخابت جهودهم، وبقي دين الإسلام منصوراً، ولقد خابت تلك المساعي وعلم أعداؤه أنه لا يمكن القضاء عليه، ولكن لا زالت محاولاتهم في الطعن والتشكيك ومحاولة الترويج بالباطل، ومن ذلك أنهم علموا أنه لا يروج شيء من المكر إلا باستعمال شيء من الشرع، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولا يشتبه على الناس الباطل المحض، بل لا بد أن يشاب بشي

مقولة : الإنسان مخير بين الأديان

  الحمد لله  الإنسان مخير بين الأديان هناك مقطع من آية {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ }(سورة الكهف:29)، يستعملها بعضهم في تخيير الناس، فيقول مثلاً: إذا أردت أن تؤمن أو إذا أردت أن تكفر فأنت مخير ولا مشكلة في ذلك، تريد أن تغير دينك مثلاً من الإسلام إلى النصرانية، أو تريد أن تتنصر أو تتهود، حرية والقرآن يقول: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}   هذه مصيبة، إذاً لماذا جاهد النبي صلى الله عليه وسلم المشركين؟باستطاعته أن يقول لقريش {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، والمسلمون إذا راحوا إلى الروم يقولون لهم: {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، ويقولون للفرس: أنتم مجوس عُبَّاد النار {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}، فهل هذا ما فعلوه؟   لما ارتدت العرب بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام هل قال لهم أبو بكر الصديق {فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}؟ بل إنه جرد سيوف الحق لقتال المرتدين، وهو الذي قام في الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم   والذي لا يعرف أساليب اللغة العربية يمكن أن ينخدع بقول القائل "لو

عبارة: الإسلام دين المحبة

  الحمد لله  الإسلام دين المحبة مثلاً: يأتي بعض الناس فيطرح عبارة ويقول: الإسلام دين محبة، هل هذه عبارة صحيحة؟، نعم الإسلام دين محبة، لكن هل الإسلام خالي من البغض والكره؟ الجواب:  لا، ثم لا بد أن نفصّل ونقول محبة من؟ محبة الله، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبة المؤمنين فيما بينهم، ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))، ((أوثق عرى الإيمان الحب في الله))، ومحبة الهداية للخلق   لكن هل الدين خالٍ من البغض والكره؟، لا، لأن الله قال عن إبراهيم والذين معه، يخاطبنا نحن، {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} أنتم كلكم {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}(الممتحنة:4)   فإذاً من لم يكره الكفر  ولم يبغض الشرك والمشركين فأين إيمانه؟، {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ}(سورة البقرة:256)، الله يبغض الزنا، الله  يكره الفاحشة الكذ

عبارة : أنتم أعلم بأمور دنياكم

  الحمد لله    أنتم أعلم بأمور دنياكم   الآن قد يأتي بعض الناس مثلاً ويقول: في البيع  والشراء والنكاح نحن أعلم بأمور دنيانا فلا تقيدني بشيء، هو الذي قال لنا: أنتم أعلم بأمور دنياكم، لكن قالها بأي مناسبة، وإذا جاء في تنظيمات شرعية لأمور دنيوية، فهل نحن ملزمون بها أم لا؟ نعم ملزمون. وإلا فما قيمة ((إنما البيع عن تراض))، ((البيعان بالخيار ما لم يتفرقا))، ((لا يبع بعضكم على بيع بعض))، ((لا يبع حاضر لبادٍ))، ((نهى عن بيعتين في بيعة))، ((نهى عن بيع الغرر))، ((نهى عن بيع النجش))، ((نهى عن ثمن الدم وثمن الكلب))، ((نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها))، نهى عن بيع الذهب بالورق ديناً، والذهب بالذهب مثلاً بمثلٍ يداً بيد  وكل الأحكام التي جاءت في الشركة والمشاركات واللقطة والإجارة، هذه أشياء من أمور الدنيا، فإذاً أنتم أعلم بأمور دنياكم فيما لم يرد فيه نص، ، فمثلاً نظام المرور أنتم ((أنتم أعلم بأمور دنياكم))، ونظام الملاحة الجوية، أنظمة الري، تلقيح النخل، تزرع في الصيف، تزرع في الشتاء، في الخريف، ماذا تزرع في كل واحدة؟ تزرع شتلات أو تزرع بذور، ((أنتم أعلم بأمور دنياكم))، أنتم أعلم في قضايا الدنيا الت

عبارة : تجديد الخطاب الديني

 الحمد لله  تجديد الخطاب الديني     بعضهم يقول: لا بد من تجديد الخطاب الديني، إذا نظرنا إلى العبارة من أول وهلة فمن الممكن أن نقبل هذه العبارة، نقول مثلاً: لا بد من تجديد الخطاب الديني فنستعين بالنصوص السهلة في مخاطبة الناس، فلا نأتي بنص يشكل عليهم، نظراً لضعف مستوى اللغة العربية عند الكثيرين، ففي الخطاب الديني نختار نصوصاً أسهل في الفهم، وفي تجديد الخطاب الديني، نزيد من الإقناع مثلاً، نزيد من الأدلة المقنعة العقلية مثلاً، بالإضافة إلى الأدلة الشرعية، ودعونا نشرح الحكمة أو الحكم أكثر حتى يقتنع الناس أكثر   ونستخدم في عرض الأشياء الدينية مثلاً الأنظمة السمعية والبصرية الجديدة في وسائل العرض، ولا مانع أن نستعمل الألوان، ولا مانع أن نستعمل أشياء ثلاثية الأبعاد، ولا مانع أن نستعمل شبكة الانترنت, ولا مانع أن نستعمل وسائل مثلاً تقنية متقدمة استعملوا!! هذه كلها أشياء ووسائل فإن كنت تقصد أن تستعمل وسائل التقنية المعاصرة لتجديد الخطاب الديني استعمل، ولا مشكلة، وهذا كلام مقبول، بل وأشجع عليه،  بهدف تجديد الخطاب الديني   فنقول: وفقكم الله، وأعانكم الله، وتوكلوا على الله، وبسم الله وأيدينا في أيدي

مقولة : الضرورات تبيح المحظورات

  الحمد لله  الضرورات تبيح المحظورات لو أخذنا قاعدة أخرى، مثلاً (الضرورات تبيح المحظورات) هذه قاعدة صحيحة موجودة في كتب العلماء، ومأخوذة من الكتاب والسنة وعليها أدلة: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ}(المائدة:3) {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ}(البقرة:173).. وهي من قواعد الشرع الحنيف، لكن قد يأتي بعض الناس الآن ويستعمل قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) على إباحة الربا لبناء مسكن لأنه لا يريد أن يكون مستأجراً، وقد يستدل بها على مصافحة المرأة الأجنبية، ويعتذر بأنها هي التي مدت يدها وأنا استحييت،فماذا أفعل؟كنت مضطراً.  ابتُعثت للدراسة وأقيمت حفلة بالجامعة وصرت معهم ووزعت كؤوس الخمر وكلهم شربوا، وأصبحت غريباً بينهم فاضطررت للشرب فشربت، هل هذا يجوز بحجة أن الضرورات تبيح المحظورات؟   إذاً ما هي الضرورة في الشرع؟  الضرورة أنه يقع ضرر يعود بالهلاك على النفس أو تلف أحد الأعضاء، هذه ضرورة تبيح أكل الميتة مثلاً، ولذلك الضرر الذي يعود بالهلاك على النفس أو المال أو العرض هو الذي يكون فيه تخفيف في بعض الأحكام الشرعية لما يناسب الحال، لإنقاذ الإنسان من مهلكة، أما ا

عبارة : الإسلام دين الوسطية

  الحمد لله   الإسلام  دين الوسطية عبارة (الإسلام دين الوسطية)، هل هذه العبارة صحيحة؟ ، نعم، قال الله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}(البقرة:143)، قال المفسرون: خياراً عدولاً، لأن الجنة أوسطها أعلاها، فإذا قلت: هذا الإنسان وسط القبيلة، يعني هو أشرفهم، وهذا المال من وسط مالي، أي أعلاه وأشرفه. أهل السنة وسط، في أشياء كثيرة، مثلاً بين القدرية والجبرية، القدرية يقولون: الإنسان يخلق فعله بنفسه، والله يقول: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ}( الصافات:96)، والجبرية يقولون: الإنسان مجبور على فعله وليس له إرادة، مثل: الساقط من أعلى إلى أسفل، ومثل الريشة في مهب الريح   أما أهل السنة في الوسط يقولون: الله يخلق أفعال العباد، ولكن العباد لهم إرادة ولهم اختيار يحاسبون بناء عليها، فيكونون في باب القدر أهل السنة وسطاً بين الجبرية والقدرية، وهذا كثير، نكتفي بهذا المثال. هل يصح أن يأتي شخص الآن ويقول مثلاً بما أن الإسلام دين الوسطية فإذاً لا نقول أن الموسيقى حرام أو الموسيقى الصاخبة , فأنا وسط فقط أبيح الموسيقى الكلاسكية ما هو رأيك؟ وهكذا يأتي شخصٌ آخر ويقول أنا ما أحرم  الخمر تماماً و

عبارة : الدين يسر

  الحمد لله  الدين يسر عبارة (الدين يسر)، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن هذا الدين يسر)) وفي القرآن الكريم {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} .   لكن ما هو اليسر الشرعي؟، جمع القصر والفطر في السفر، جمع الصلاتين في المرض والمطر في الحضر، سقوط طواف الوداع عن الحائض، سقوط الجمعة عمن حضر العيد إذا كان في يوم واحد، صلاة النافلة جالساً، جواز جمع رمي يومين في يوم للمعذور، إباحة النظر للمرأة الأجنبية عند الخطبة والعلاج، المسح على الخفين والجوربين للمقيم أربعة وعشرين ساعة والمسافر اثنين وسبعين ساعة، هذه أمثلة صحيحة على يسر الدين .  فماذا يفعل بعض الناس؟ يأتي إلى محرمات ويريد إباحتها بناءً على أن الدين يسر، ويأتي إلى واجبات يريد إسقاطها بناءً على أن الدين يسر، ويحتج بأن الدين يسر، هذه يا أخي واجبات أوجبها الشرع، وهذه محرمات حرمها الشرع فكيف تأتي وتقول: افعل ولا حرج والدين يسر.  أمثلة ذلك:  إباحة تدخين سيجارتين في اليوم للصائم بحجة أن الدين يسر، إجازة التضحية بالدجاج بدل الخرفان إذا ارتفعت أسعار الخرفان بحجة أن الدين يسر، جواز دفن الميت قائماً توفيراً لمساحة الأراضي بحجة أن الدين يسر، جواز صلاة الج

عبارة : الدين ليس ملكاً لأحد

  الحمد لله  الدين ليس ملكاً لأحد  (الدين ليس ملكاً لأحد) يقول بعض الناس هذه العبارة فهل هذا صحيح؟ فالدين لا تملكه ولا أملكه ولا يملكه أحد، (لا كهنوتية في الإسلام) بمعنى أننا لسنا مثل النصارى واحد له منصب ديني والناس يأتون إليه ويعترفون عنده فيعطيهم صك غفران    أحياناً تستعمل عبارة (الدين ليس ملكاً لأحد) و (لا كهنوتية في الإسلام) في أي شيء؟   في إلغاء منصب الإفتاء، وجعل الكلام في الأحكام الشرعية متاحاً للجميع، كشخص لم يدرس لغة عربية، ولا أصول فقه، ولا أصول تفسير، ولا مصطلح حديث، ويتكلم في الحلال والحرام، وعندما  تقول له: يا أخي أنت ما علاقتك بهذا؟ أنت كاتب قصصي، أنت شاعر نبطي، أنت طبيب بيطري، كيف تفتي؟ وكيف تقول رأيي أن هذا جائز ولا بأس به ؟ ورأيي أن هذا كذا ولا أرى بأساً في هذا ومثل هذا جائز، أنت كيف تتكلم؟ حرام اتق الله، قال الله: {وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}(البقرة:169)، يقول لك: (الدين ليس ملكاً لأحد)، (لا كهنوتية في الإسلام). نقول: يا أخي هذه كلمة حق تستعمل في باطل، ومعناها أننا ألغينا دور العلماء وألغينا دور الإفتاء، وألغينا شروط المجتهد، وألغينا شروط المفت

الواجب علينا تجاه الشبهات

  الحمد لله  الواجب علينا تجاه هذه الشبهات وغيرها وأخيراً هناك أشياء عملية لا بد منها في هذا الموضوع: أولاً: التحصن بالعلم والإيمان لا بد أن يكون لنا أيها الأخوة إقبال على تعلم كتاب الله، ولا بد أن يكون لنا إقبال على تعلم معاني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هو العلم؟ العلم: هو أن نعرف مراد الله من كتابه ومراد النبي عليه الصلاة والسلام من حديثه، تفسير القرآن وشرح السنة. ثانياً: الابتعاد عن استماع الشبهات سواءً طرحت في برامج فضائية أو مقالات صحفية، ابعد نفسك عن سماع الشبهات إلا إذا كنت من أهل العلم القادرين على الرد، أما إذا لم يكن عندك قدرة على الرد فلا تفرغ ذهنك للشبهة ولا تلقى سمعك للشبهة لماذا؟ لأن القلوب ضعيفة والشبه خطافة كما قال العلماء، وفِرّ من المجذوم فرارك من الأسد . كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء يقول: "أنا على بينة من ربي وأنت شاك، اذهب إلى شاك مثلك"، ولا يزيد على ذلك، فيقول المبتدع: كلمة، قال له: ولا نصف كلمة، "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم" كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق عليه، أهل البدع لا