المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١٣

الخوف

الحمد لله الخوف ممن ؟ الخوف من الله عز وجل ؛ لأن الذي يعبد الله يجب أن يكون خائفاً راجياً ؛ إن نظر إلى ذنوبه وكثرة أعماله السيئة خاف ، إن نظر إلى أعماله الصالحة وأنه قد يشوبها شي من العجب والإدلال على الله خاف ، إن نظر إلى عفو الله ، ومغفرته ، وكرمه ، ورحمته رجا ؛ فيكون دائراً بين الخوف والرجاء قال الله تعالى  ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا ) يعني : يعطون ما أعطوا من الأعمال الصالحة ( وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) خائفة ألا تقبل منهم ( أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) [المؤمنون:60]   فينبغي بل يجب أن يكون سير الإنسان إلى الله عز وجل دائراً بين الخوف والرجاء ، لكن أيهما يغلب ؟ هل يغلب الرجاء ؟ أو يغلب الخوف ؟ أو يجعلهما سواء ؟   قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ : ينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحداً ، فأيهما غلب هلك صاحبه ؛ لأنه إن غلب جانب الرجاء ، صار من الآمنين من عذاب الله ، وإن غلب جانب الخوف ؛ صار من القانطين من رحمة الله ، وكلاهما سيء ، فينبغي أن يكون خوفه ورجاءه واحداً   ثم ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ آيات في سياق باب الخوف ، سبق بعضها ، ومنها قول

البدع ومحدثات الأمور

الحمد لله  والبدع هي الأشياء التي يبتدعها الإنسان ، هذا هو معناها في اللغة العربية ، ومنه قوله تعالى:  ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (البقرة:117)   أي خالقها على غير مثال سبق ، يعني لم يسبق لهما نظير ، بل ابتدعهما وأنشأهما أولاً    والبدعة في الشرع كل من تعبد لله سبحانه وتعالى بغير ما شرع عقيدة أو قولاً أو فعلاً ، فمن تعبد لله بغير ما شرعه الله من عقيدة أو قول أو فعل فهو مبتدع    وليعلم أن الإنسان المبتدع يقع في محاذير كثيرة   * أن ما ابتدعه فهو ضلال بنص القرآن والسنة ، وذلك أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو الحق وقد قال الله تعالى ( فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ) (يونس:32) هذا دليل القرآن      ودليل السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( كل بدعة ضلالة ) ، ومعلوم أن المؤمن لا يختار أن يتبع طريق الضالين الذين يتبرأ منهم المصلي في كل صلاة  ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الف

حديث : فالقاتل والمقتول في النار

الحمد لله عن أبي بكرة نُفيع بن الحارث الثقفي - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:   ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) قلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال ((إنه كان حريصاً على قتل صاحبه))(39)     قوله ((إذا التقى المسلمان بسيفهما)) أي: يريد كل واحد منهما أن يقتل الآخر، فَسَلَّ عليه السيف، وكذلك لو أشهر عليه السلاح؛ كالبندقية، أو غيرها مما يقتل؛ كحجر ونحوه!   فَذِكْرُ السيف هنا على سبيل التمثيل، وليس على سبيل التعيين.بل إذا التقى المسلمان بأي وسيلة يكون بها القتل، فقتل أحدهما الآخر فالقاتل والمقتول في النار - والعياذ بالله فقال أبو بكرة للنبي صلى الله عليه وسلم ((هذا القاتل؟)) يعني أن كونه في النار واضح؛ لأنه قتل نفساً مؤمنة متعمِّداً؛ والذي يقتل نفساً مؤمنة متعمداً بغير حق فإنه في نار جهنم   فقال النبي صلى الله عليه وسلم  ((لأنه كان حريصا على قتل صاحبه)) فهو حريص على قتل صاحبه؛ ولهذا جاء بآلة القتل ليقتله، ولكن تفوق عليه الآخر فقتله. فيكون هذا - والعياذ بالله - بنية القتل، وعمل

آداب حفظ وتلاوة القرآن

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله يستحب حفظ القرآن إجماعا وهو أفضل من سائر الذكر ويجب منه ما يجب في الصلاة ويبدأ الصبي وليه به قبل العلم إلا أن يعسر ويسن ختمه في كل أسبوع وفيما دونه أحيانا ويحرم تأخير القراءة إن خاف نسيانه ويتعوذ قبل القراءة ويحرص على الإخلاص ودفع ما يضاده ويحسن صوته بالقرآن ويرتله ويقرأ بحزن وتدبر   ويسأل الله تعالى عند آية الرحمة ويتعوذ عند آية العذاب ولا يجهر بين مصلين أو نيام أو تالين جهرا بحيث يؤذيهم ولا بأس بالقراءة قائما وقاعدا ومضطجعا وراكبا وماشيا   ولا تكره في الطريق ولا مع حدث أصغر وتكره في المواضع القذرة ويستحب الاجتماع لها والاستماع للقارئ ولا يتحدث عندها بما لا فائدة فيه وكره أحمد السرعة في القراءة وكره قراءة الألحان؛ وهو الذي يشبه الغناء ولا يكره الترجيع   ومن قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار وأخطأ ولو أصاب  ولا يجوز للمحدث مس المصحف وله حمله بعلاقة ,وله تصفحه بعود ونحوه وله مس تفسير وكتب فيه قرآن ويجوز للمحدث كتابته من غير مس وأخذ الأجرة على نسخه ويجوز كسيه الحرير ولا يجوز استدباره أو مد الرجل إليه

شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

بسم الله الرحمن الرحيم  قال تعالى (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104)      وهذا أمر من الله - عزّ وجلّ - بأن يكون منا هذه الأمة ، والامة بمعنى الطائفة ، وترد الأمة في القرآن الكريم على أربعة معان: أمة بمعنى الطائفة، وأمة بمعنى الملة، أمة بمعنى السنين، وأمة بمعنى القدوة، فمن الطائفة هذه الآية    وقوله  (وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) ، المعروف ما عرفه الشرع وأقره، المنكر ما أنكره ونهى عنه، فإذا يكون الأمر بالمعروف هو الأمر بطاعة الله،والنهي عن المنكر هو النهي عن معصية الله، فهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر   لكن لابد للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شروط هي الشرط الأول:    أن يكون الآمر الناهي عالماً بأن هذا معروف يأمر به، وهذا منكر ينهى عنه، ولكن ما الطريق إلى معرفة ذلك؟ الطريق إلى معرفة ذلك الكتاب والسنة فقط ، و إجماع الأمة، أو القياس الصحيح ، وإجماع الأمة والقياس الصحيح كلاهما مستند إلى ا

شرح حديث: رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره

 الحمد لله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :   (( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره )) [1]     وأشعث :   من صفات الشعر ، وشعره أشعث يعني ليس له ما يدهن به الشعر ، ولا ما يرجله ، وليس يهتم بمظهره ، وأغبر يعني أغبر اللون ، أغبر الثياب ، وذلك لشدة فقره     مدفوع بالأبواب :    يعني ليس له جاه ، إذا جاء إلى الناس يستأذن لا يأذنون له ، بل يدفعونه بالباب ؛ لأنه ليس له قيمة عند الناس لكن له قيمة عند رب العالمين      لو أقسم على الله لأبره :    لو قال : والله لا يكون كذا لم يكن ، والله ليكونن كذا لكان . لو أقسم على الله لأبره ، لكرمه عند الله عز وجل ومنزلته   فبأي شيء يحصل هذا ؟ فربما يكون رجل أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله ما أبره  فما هو الميزان ؟   الميزان تقوى الله، كما قال الله تعالى ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) [الحجرات13]  فمن كان أتقى لله فهو أكرم عند الله ، ييسر الله له الأمر ، يجيب دعاءه ، ويكشف ضره ، ويبر قسمه   وهذا الذي أقسم على الله لن يقسم بظلم لأحد ، ولن يجت

هل البسملة آية من الفاتحة ؟

الحمد لله في هذا خلاف بين العلماء؛ فمنهم من يقول: إنها آية من الفاتحة، ويقرأ بها جهراً في الصلاة الجهرية، ويرى أنها لا تصح إلا بقراءة البسملة؛ لأنها من الفاتحة   ومنهم من يقول: إنها ليست من الفاتحة؛ ولكنها آية مستقلة من كتاب الله؛ وهذا القول هو الحق؛ ودليل هذا: النص، وسياق السورة   أما النص: فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: إذا قال: { الحمد لله رب العالمين } قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي؛ وإذا قال: { مالك يوم الدين } قال الله تعالى: مجّدني عبدي؛ وإذا قال: { إياك نعبد وإياك نستعين } قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي نصفين؛ وإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم }... إلخ، قال الله تعالى: هذا لعبدي؛ ولعبدي ما سأل"(51) ؛ وهذا النص على أن البسملة ليست من الفاتحة     وفي الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صلَّيت خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر، وعمر؛ فكانوا لا يذكرون { بسم الله الرحمن الر

حديث : يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة

الحمد لله عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال   ( يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقه ، وكل تهليله صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى ) (1)    ( يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ) السلامى هي العظام ، أو مفاصل العظام ، يعني أنه يصبح كل يوم على كل واحد من الناس صدقة في كل عضو من أعضائه ، في كل مفصل من مفاصله ، قالوا : والبدن فيه ثلاثمائة وستون مفصلاً ، ما بين صغير وكبير ، فيصبح على كل إنسان كل يوم ثلاثمائة وستون صدقة   ولكن هذا الصدقات ليست صدقات مالية ، بل هي عامة ، كل أبواب الخير صدقة ، كل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة    حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنك إذا أعنت الرجل في دابته وحملته عليها أو رفعت له عليها متعة فهو صدقة )(2)  كل شيء صدقة ، قراءة القرآن صدقة ، طلب العلم صدقة ، وحينئذ تكثر الصدقات ، ويمكن أن يأتي الإنسان بما عليه من الصدق

معنى الأنصاب والأزلام

بسم الله الرحمن الرحيم ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )المائدة90   أما الأنصاب فهي شيء ينصب، ويذبح عليه المشركون ويتقربون لأصنامهم بالذبائح، والأزلام أشياء يقسمون بها، أشياء يقال لها السهام من أنواع الخشب، يكتبون عليها افعل ولا تفعل وثالث غفل، لا يكتب عليه شيء، فإذا أرادوا أن يسافروا أو يفعلوا شيئاً عندهم فيه اشتباه أجالوها، وأخرجها لهم بعضهم واحداً واحداً، أو هو نفسه يخرجها واحداً واحدا من محلها     فإن خرج افعل نفذ ما أراد، وإن خرج لا تفعل ترك، وإن خرج الغفل أي الذي ليس فيه شيء أعاد إجراءها، فخلطها ثم أعاد إخراجها فإن خرج افعل فعل وإن خرج لا تفعل ترك، وإن خرج الثالث أعادها وهكذا   هذه سنة لهم وطريقة جاهلية، فشرع الله سبحانه وتعالى لعباده بدل استعمال الأزلام صلاة الاستخارة، فالمشروع للمؤمن إذا هم بعمل يشتبه عليه كالزواج أو السفر أو ما أشبه ذلك صلى ركعتين، ثم يستخير الله جل وعلا، ويدعو بدعاء الاستخارة المعروف الثابت عن النبي

ضرب المثل في القرآن بالكلب والحمار

السؤال : بسم الله الرحمن الرحيم "فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ. " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين"  الله سبحانه وتعالى شبه بعض الناس بتلك الأمثال.هل هذه الآيات تبرر لي السب؟     * * * * * * * * * * * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: هاتان الآياتان المذكورتان في السؤال إنما هما ضرب مثل لطائفة من الناس تلبسوا بحال مزرية، وأفعال مردية، ألحقتهم ببعض الأنعام في صفة معينة، وحال متعينة. فوقع التشبيه من هذا الجانب     فالآية الأولى فيها تشبيه من آتاه الله العلم فلم يعمل به بل انسلخ منه واتبع هواه، وآثر دنياه، فتسلط عليه الشيطان فأغواه ـ فشُبِّه بالكلب الذي لا يزال لاهثا في كل حال، وهذا المنسلخ أيضا لا يزال حريصا على شهوات الدنيا ومقاصدها حرصا يقطع قلبه، ولا يسد فاقته   وكذلك الآية الثانية ليس فيها أن اليهود حمير !! مع كونهم تركوا العمل بالتوراة بعد أن تعلموها وإنما فيها أن حالهم هذه شبيهة بحال الحمار ال

حديث:إن الله يحبّ العبد التقي الغني الخفي

 الحمد لله بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام فضل الرجل الذي يحبه الله عز وجلَّ فقال:   (( إن الله يحبّ العبد التقي الغني الخفي)) رواه مسلم التقي : الذي يتقي الله عزَّ وجلَّ، فيقوم بأوامره، ويجتنب نواهيه؛ يقوم بأوامره من فعل الصلاة وأدائها في جماعة، يقوم بأوامره من أداء الزكاة وإعطائها مستحقيها، يصوم رمضان، ويحج البيت، يبر والديه، يصل أرحامه، يحسن إلى جيرانه، يحسن إلى اليتامى، إلى غير ذلك من أنواع التقى والبر وأبواب الخير   الغني: الذي استغنى بنفسه عن الناس، غني الله عزّ وجلّ عمن سواه، لا يسأل الناس شيئاً، ولا يتعرض للناس بتذلل؛ بل هو غني عن الناس، عارف نفسه، مستغن بربه، لا يلتفت إلى غيره   الخفي : هو الذي لا يظهر نفسه، ولا يهتم أن يظهر عند الناس، أو يشار إليه بالبنان، أو يتحدث الناس عنه، تجده من بيته إلى المسجد، ومن مسجده إلى بيته، ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه خفي، يخفي نفسه   ولكن لا يعني ذلك أن الإنسان إذا أعطاه الله علماً أن يتقوقع في بيته ولا يُعلم الناس، هذا يعارض التقى، فتعليمه الناس خيرٌ من كونه يقبع في بيته ولا ينفع الناس بعلمه، أو يقعد في بيت

حديث: من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل

الحمد لله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :    (( من خاف أدلج ومن أدلج  بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية إن سلعة الله الجنة )) [1]     ومعنى من خاف يعني من خاف أن يدرك في الطريق وأن يلحقه قطاع الطريق أدلج في السير، يعني سار بالدجى بغاية النشاط والقوة حتى يقطع السير بسرعة وحتى يسلم من خطر قطاع الطريق، والدلجة السير في أول الليل، وقيل في آخره لأن السير في أول الليل وفي آخره يكون فيه نشاط وقوة على السير، وفي الحديث الآخر (استعينوا بالغدوة والروحة وشيءٍ من الدلجة)     المعنى أن المؤمن يأخذ نصيبه من الطريق بقوة ونشاط وذلك بالجد في طاعة الله والحذر من معاصي الله، فمن خاف النار وخاف غضب الله جد في الطلب واستقام واستمر ولم يرجع القهقرى ولم يكسل بل يستمر في طاعة الله وترك معاصيه حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى، كما أن الخائف في السفر يدلج في السير، يعني يجتهد في ليله ونهاره، يمشي في الليل والنهار في الأوقات المناسبة حتى يقطع السير وحتى يبتعد عن شر قطاع الطريق  ثم قال رسول الله  (ومن أدلج بلغ المنزل)، يعني من سار بالجد وصبر ونشاط، وصبر على تعب السير بلغ ال

هل كان اسم النبي قبل الوحي " قثم " ؟

الحمد لله     هل كان ( قُثَم ) هو اسم النبي قبل الوحي ؟! هذه شبهة من الشبهات التي يحرص علي ترديدها الاستشراق المعاصر حيث جاءت في كتابات المستشرق الألماني تويودور نولدكه (1836/ 1930م) صاحب كتاب " تاريخ القرآن " ، وردَّدها أيضاً المستشرق النمساوي لويس سبرنجر (تـ 1893م) في كتابه عن سيرة النبي ، والمستشرق الفرنسي اليهودي هرتويغ درنبرغ ( تـ 1908م) ، والمستشرق الإيطالي الأمير ليون كايتاني في كتابه الشهير " حوليات الإسلام "    وقد تابع المستشرقين في ترديد هذه الشبهة بعض تلامذتهم من المسلمين ، ممن لا ينبغي للبال أن ينشغل بأسمائهم    والهدف من إثارة هذه الشبهة يتمثَّل فيما يلي : أ- إشاعة الشك عند المسلم في كل شيء ، حتى يشك المسلم في كل أمور دينه ولا يطمئن إلى أيٍّ منها ، وهذه خطة قديمة جرى عليها كثير من المستشرقين والمبشرين وأذنابهم من المسلمين من بين أَظْهُرنا ومن بنى جلدتنا   ب- فرار أحبار اليهود والنصارى من الإشارة إلى بشارة التوراة والإنجيل بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وورود اسمه الصريح فيهما   لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم معروفاً باسم ( محم