المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٠

إذا كان الكسوف ظاهرة طبيعية فلماذا نفزع ونصلي؟

  الحمد لله  وبعد .. فإنه لما كسفت الشمس على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام أمر مناديا ينادي ، الصلاة جامعة . فصلى بالناس ثم خطبهم ، وبين لهم حكمة الكسوف وأبطل اعتقادات الجاهلية ، وبين لهم ما ينبغي لهم أن يفعلوه من الصلاة ، والدعاء ، والصدقة ، قال عليه الصلاة والسلام : " إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته ، فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا ، وصلوا ، وتصدقوا " . ومعنى ذلك أن المسلمين لا يعرفون موعداً للكسوف ، لكن متى حدث سارعوا إلى ما شرع الله لهم من الصلاة وغيرها. وكانوا عند حدوث الكسوف يخافون أن يكون منذرا بنزول بلاء ، فيلجأون إلى الله بالدعاء أن يصرف عنهم ما يحذرون . ولما انتـشر في الأعصار المتأخرة علم الهيئة وحساب سير الشمس والقمر ، وعُلم أن المختصين بذلك قد يدركون وقت الكسوف . بيّن العلماء أن العلم بذلك لا يغير الحكم ، وأن على المسلمين أن يفعلوا ما أمروا به عند حدوث الكسوف ولو كانوا قد علموا بذلك من قبل.    كما بين العلماء أن الكسوف قد يكون علامة أو سببا لحدوث شر يتضرر به العباد  وقول السائل أن الكسوف لايسبب أذى ، قولٌ بغيرعلم ، واعتر

لماذا يعد زنا المرأة أكثر قبحاً من زنا الرجل ؟

  الحمد لله  أولا:  الزنا عمل قبيح، وفاحشة منكرة، سواء كان من الرجل أو المرأة، وقد سوت الشريعة بينهما في العقوبة  كلام ابن القيم رحمه الله في بيان أن زنا المرأة أقبح من زنا الرجل. قال رحمه الله: "" الزِنى من المرأة أقبحُ منه بالرجل ، لأنها تزيد على هتكِ حقِّ الله : إفسادَ فراشِ بعلها ، وتعليقَ نسبٍ من غيره عليه ، وفضيحةَ أهلها وأقاربها ، والجناية على محض حق الزوج ، وخيانته فيه ، وإسقاط حرمته عند الناس ، وتعييره بإمساك البغى ، وغير ذلك من مفاسد زناها" .   انتهى من "زاد المعاد" (5/377)  فهما يشتركان في هتك حق الله، وفي العقوبة في الدنيا، وفي عذاب الله في الآخرة ؛ ثم تزيد المرأة بهذه المعاني: إفساد فراش زوجها، وإدخال نسب من غيره عليه، وفضيحة أهلها وأقاربه، وإسقاط حرمة زوجها بين الناس. وهذه المفاسد لا تقع ، أو تقل مع زنا الرجل، فإنه إذا زنى لم يفسد فراش زوجته، ولم يدخل نسبا عليها من غيرها، وفضيحة أهله وأقاربه دون فضيحة أهل المرأة وأقاربها، وتعيير زوجته وإسقاط حرمتها دون ما يحصل للرجل إذا زنت امرأته. وهذا لا يعني أن زنا الرجل لا تترتب عليه مفاسد أو ليس قبيحا من

حديث : يتقارب الزمان وينقص العمل

  ا لحمد لله  عن أبي هريرة رضي الله عنه قال , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :    يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويَنْقُصُ العَمَلُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّمَ هُوَ؟ قالَ: القَتْلُ القَتْلُ. [*]  شرح الحديث  يُبَيِّنُ النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم عن بَعْضٍ مِن أشْراطِ السَّاعةِ وعَلاماتِ آخِرِ الزَّمانِ الدَّالَّةِ على إدْبارِ الدُّنيا وانتِهاءِ هَذِه الحَياةِ، وأَوَّلها تَقارُب الزَّمانِ فَتَقْصُر السُّنونَ والأَعْوامُ والشُّهورُ واللَّيالي والأَيَّامُ، فَتُصبِح السَّنةُ كالشَّهر   ويَنْقُص العِلمُ بِمَوتِ العُلَماءِ، أو يُرْفَع العِلمُ النَّافِعُ المُقْتَرِنُ بالعَمَلِ الصَّالِحِ   ويُلْقى الشُّحُّ، أي: يَنتشِر البُخلُ الشَّديدُ عَلى اختِلافِ أنْواعِه، ويَتمكَّن مِن قُلوبِ النَّاسِ حَتَّى يَبخَلَ الغَنيُّ بِمالِه، ويَبخَلَ العالِمُ بِعِلمِه، ويَبخَلَ الصَّانِعُ بِصِناعتِه   وتَظهَر الفِتَنُ، أي: تَتَكاثَر الأُمورُ الكَريهةُ الَّتي تَضُرُّ النَّاسَ في دينِهم ودُنياهم مِن الخيانةِ والظُّلمِ والحَرائِقِ والزَّلازِلِ وانْتِشار

وقفات مع قوله تعالى : إن كنتم تحبون الله فاتٌبعوني يُحببكم الله

  الحمد لله  ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [آل عمران٣١]  قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ هذه الآية يسميها بعض السلف آية المحنة؛ يعني آية الاختبار والامتحان، وذلك أن قومًا ادَّعوا أنهم يحبون الله، فأمر الله نبيه أن يتحداهم بهذا الميزان؛ وهو إن كانوا صادقين فليتبعوا الرسول ﷺ أي واحد يدعي أنه يحب الله فهذا الميزان كل يدعي أنه يحب الله؛ لأن الدعوى سهلة، لكن الكلام على البينة، البينة على المدعي، إذا كانوا يحبون الله حقًّا فليتبعوا النبي ﷺ لينالوا ما هو أعظم من دعواهم وهو محبة الله لهم، ولهذا قال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه﴾ اتبعوني على ماذا؟ على ما أنا عليه من الشريعة، عقيدة وقولًا، وفعلًا وتركًا،   أربعة، فمن اتبع الرسول ﷺ في هذه الأربع صدق في اتباعه، ومن خالف فهو غير صادق. عقيدة: بحيث تكون عقيدته على ما كان عليه الرسول ﷺ وأصحابه، لا تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، ولا شك، ولا ترديد، إيمان كامل