المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠١١

حديث : المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف

الحمد لله عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :    (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير . أحرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز . وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، ما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان )  رواه مسلم      المؤمن القوي : يعني في إيمانه ، وليس المراد القوي في بدنه ؛ لأن قوة البدن قد تكون ضرراً على الإنسان إذا استعمل هذه القوة في معصية الله ، فقوة البدن ليست محمودة ولا مذمومة في ذاتها ، إن كان الإنسان استعمل هذه القوة فيما ينفعه في الدنيا والآخرة صارت محمودة وإن استعان بهذه القوة على معصية الله صارت مذمومة   لكن القوة في قوله صلى الله عليه وسلم  ( المؤمن القوي ) ، تعني قوة الإيمان ، لأن المؤمن القوي في إيمانه تحمله قوة إيمانه على أن يقوم بما أوجب الله عليه ، وعلى أن يزيد من النوافل ما شاء الله ، والضعيف الإيمان يكون إيمانه ضعيفاً لا يحمله على فعل الواجبات ، وترك المحرمات فيقصر كثيراً  وقوله  (خير ) يعني خير من المؤمن الضعيف ، وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، ث

معنى: اللمم

الحمد لله  هذه الآية الكريمة في سورة النجم وهي تذكر صفات المحسنين الذين هم أهل الجنة قال تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) النجم/32     (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ ) أي : يفعلون ما أمرهم الله به من الواجبات التي يكون تركها من كبائر الذنوب ، ويتركون المحرمات الكبار من الزنا وشرب الخمر وأكل الربا والقتل ونحو ذلك من الذنوب العظيمة (إِلا اللَّمَمَ) وهو الذنوب الصغار التي لا يصر صاحبها عليها ، أو التي يُلِم العبد بها المرة بعد المرة على وجه الندرة والقلة ، فهذه ليس مجرد الإقدام عليها مخرجاً للعبد من أن يكون من المحسنين ، فإن هذه مع الإتيان بالواجبات وترك المحرمات تدخل تحت مغفرة الله التي وسعت كل شيء ، ولهذا قال :   { إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ } وليس معنى الآية الإذن لهم في ارتكاب (اللمم) وهي الصغائر ، بل المعنى : أنهم يجتنبون الكبائر ، ثم ما وقع منهم من الصغائر - على سبيل الزلة والخطأ - فإنه يقع مغفوراً لهم باجتنابهم الكبائر والله تعالى أع

حكم معرفة طبائع الناس وصفاتهم من خلال أبراجهم

الحمد لله القارئ لـ " أبراج الحظ " في الجرائد والمجلات ، والمشاهد لها في القنوات : إن اعتقد أن النجوم والأفلاك والكواكب تؤثر في الخلق وأفعالهم : فهو مشرك ، وإن قرأها وطالعها للتسلية: فهو عاصٍ ، آثم ، ولا يقبل الله منه الصلاة أربعين يوماً  وأما الظن أو الاعتقاد أن مواليد كل برج لهم صفات معينة فهذا ظن غير صحيح ، فإنه يولد في الساعة الواحدة الألوف من الناس ، وهؤلاء لا يحملون الصفات نفسها ، فضلاً عن مواليد اليوم نفسه ، فضلاً عن مواليد الشهر الواحد  ومما يدل على بطلان ذلك الاعتقاد : اختلاف المنجمين أنفسهم في عدد البروج ، وفي أسمائها ، وفي مدتها ، وفي دلالتها على طباع الخلق وصفاتهم  قال الدكتور عبد المجيد بن سالم المشعبي وفقه الله  اختلاف أصحابها في الأصول التي يبنون عليها أمرهم ، ويفرعون عنها أحكامهم ، فمن ذلك  اختلافهم في البروج التي تؤثر في هذا العالم – بزعمهم - ، والتي تُبنَى عليها أحكامهم ، والاختلاف فيها في ثلاثة أمور  الأمر الأول: في أسمائها : تختلف أسماء البروج بين أمم المنجمين اختلافاً بيِّناً ، فالبروج عند اليونانيين والمصريين والعرب اثنا عشر

يرتكب المعاصي ويقول : الإيمان في القلب

الحمد لله هذه الكلمة كثيراً ما يقولها بعض الجهال أو المغالطين ، وهي كلمة حق يراد بها باطل . لأن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي ؛ لأنه يزعم أنه يكفي الإيمان الذي في القلب عن عمل الطاعات وترك المحرمات ، وهذه مغالطة مكشوفة ، فإن الإيمان ليس في القلب فقط ، بل الإيمان كما عرفه أهل السنة والجماعة : قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح  قال الإمام الحسن البصري رضي الله عنه : ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال وعمل المعاصي وترك الطاعات دليل على أنه ليس في القلب إيمان أو فيه إيمان ناقص    والله تعالى يقول (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً) المائدة/69 ، (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) البقرة/277 ، ( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً) البقرة/62   فالإيمان لا يسمى إيماناً كاملاً إلا مع العمل الصالح وترك المعاصي . ويقول الله تعالى : (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَ

شرح حديث : من حُسن إسلام المرء تركه مالايعنيه

الحمد لله   عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:    (مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَيَعْنِيْهِ) [1]   "مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ" خبر مقدم و: "تَرْكُ"  مبتدأ مؤخّر وقوله: "مَا لاَيَعْنِيْهِ" أي ما لاتتعلق به عنايته ويهتم به، وهذا مثل قوله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرَاً أَولِيَصْمُتْ) فإنه يشابهه من بعض الوجوه    من فوائد هذا الحديث أن ترك الإنسان ما لايهتم به ولا تتعلق به أموره وحاجاته من حسن إسلامه أن من اشتغل بما لا يعنيه فإن إسلامه ليس بذاك الحسن، وهذا يقع كثيراً لبعض الناس فتجده يتكلم في أشياء لاتعنيه، أو يأتي لإنسان يسأله عن أشياء لاتعنيه ويتدخل فيما لايعنيه، وكل هذا يدل على ضعف الإسلام أنه ينبغي للإنسان أن يتطلب محاسن إسلامه فيترك ما لايعنيه ويستريح، لأنه إذا اشتغل بأمور لاتهمّه ولاتعنيه فقد أتعب نفسه   وهنا قد يَرِدُ إشكالٌ وهو:    هل ترك العبد ما لايعنيه هو ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ 

شبهة شرب النبي صلى الله عليه وسلم للنبيذ

الحمد لله وقبل الإجابة على هذه الشبهة نعرف ما معنى النَّبيّذ؟        فالنَّبيّذ هو الماء الموضوع فيه قليل من التمر مما يجعل طعم الماء حلو المذاق وليس كما يدعي الكفرة على رسول الله و خير الأنام عليه أفضل الصلاة و السلام  و شرب النَّبيّذ و العصير جائز بالاتفاق قبل غليانه ـ الغليان أي الاختمار     وذلك بدليل مشروعية هو : حديث أبى هريرة النسائي وغيره ، قال علمت أن النَّبيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ)  كان يصوم ، فتحنيت فطره بنبيذ صنعته  في دبَّاء ، ثم أتيته به ، فإذا هو ينش ( أي يغلى أي مختمر ) فقال (اضرب بهذا الحائط , فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر )[1]  وأخرج أحمد عن ابن عمر  في العصير قال ( اشربه ما لم يأخذ شيطانه ، قيل و في كم يأخذه شيطانه ؟ قال  في ثلاث ) قلت : أي ثلاث ليال [2]      وأخرج مسلم وغيره من حديث ابن عباس (أنه كان ينقع للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-  الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ، ثم يأمر به  فيهرق)  [3]     وقد أخرج ابوداود وغيره من حديث عائشة (أنها كانت تنتبذ لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّ

أستغفر الله

الحمد لله طلب الله من المكلَّفين أن يستغفروه بعد كل عمل صالح، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم في آخر عمره ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً) 1-3النصر  وقال سبحانه وتعالى للحجيج بعد أن قضوا مناسكهم وانتهوا من أعمال حجه:  (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم) 199البقرة   فواجبنا أن نعود إلى الملك العلاَّم، وأن نختم هذه الساعات القريبة الوجيزة التي بقيت من عمرنا بالاستغفار والتوبة، لعل الله أن يقبلنا فيمن قبل، وأن يعفو عنا فيمن عفا عنه، وأن يردَّنا سبحانه وتعالى إليه فإن الأنبياء، عليهم السلام، سلفاً وخلفاً، استغفروا الله عزّ وجل على حسناتهم وبرّهم وعلى صلاحهم  قال نوح عليه السلام لقومه   (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً)10-12نوح وقال آدم وزوجه لما أذنبا:   (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)23الأعراف وقال هود عليه السلام لقومه:   (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه ي

لِمَ كان القول بخلق القرآن كفراً؟

الحمد لله والأدلة على كون القرآن كلام الله غير مخلوق أكثر من أن تُحصَر، ومن ذلك أن الله - تعالى - فرق بين الخلق والأمر في قوله - تعالى -:{ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ} 54الأعراف   فالخلق خلق الله، والأمر: القرآن كما فرَّق سبحانه بين عِلْمه وخَلْقه، فقال سبحانه :  {الرَّحْمَنُ - عَلَّمَ الْقُرْآنَ- خَلَقَ الْإِنسَانَ } 1 -3الرحمن   فالقرآن عِلمُه، والإنسان خَلْقُه؛ فعلمه - تعالى - غير مخلوق و قال سبحانه :{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ} 61آل عمران  فالعلم هاهنا هو القرآن     وفي حديث خولة بيت حكيم - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق، لم يضرَّه شيء حتى يرحل من منزله ذلك - أخرجه مسلم  فكلمات الله غير مخلوقة؛ إذ لا يُشرَع الاستعاذة بمخلوق، وإنما يستعاذ بالله - تعالى - وبأسمائه وصفاته وعن أبي هريرة رضى الله عنه , عن النبي صلى الله عليه وسلم قال   ( فَضْل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على سائر خلقه)  [1]  فلو كان كلام الله مخلوقاً لم يكن فضل

تفسير سورة (ق) من الآية 16 إلى الآية 29

بسم الله الرحمن الرحيم   وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)       يخبر تعالى، أنه المتفرد بخلق جنس الإنسان، ذكورهم وإناثهم، وأنه يعلم أحواله، وما يسره، ويوسوس في صدره وأنه أقرب إليه من حبل الوريد، الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، وهو العرق المكتنف لثغرة النحر   وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه، المطلع على ضميره وباطنه، القريب منهفي جميع أحواله، فيستحي منه أن يراه، حيث نهاه، أو يفقده، حيث أمره، وكذلك ينبغي له أن يجعل الملائكة الكرام الكاتبين منه على بال، فيجلهم ويوقرهم، ويحذر أن يفعل أو يقول ما يكتب عنه، مما لا يرضي رب العالمين ولهذا قال ( إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ ) أي: يتلقيان عن العبد أعماله كلها، واحد ( عَنِ الْيَمِينِ ) يكتب الحسنات ( و ) الآخر ( عن الشِّمَالِ ) يكتب السيئات، وكل منهما ( قَعِيدٌ ) بذلك متهيئ لعمله الذي أعد له، ملا

الرد على شبهة تعدد زوجاته صلى الله عليه وسلم

الحمد لله اختار الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم من بين خلقه لحمل آخر الرسالات ، وقد حباه الله من الصفات الحميدة ، والأخلاق الجليلة ما لم يحظ به أحد غيره ، إلا أنه مع ذلك لم يسلم من كيد الكائدين ، ومن كلام المغرضين ، ومن شبهات الحاقدين  ومن الشبهات التي أثيرت حول شخصه الكريم ، أنه ميّال للنساء ، منشغل بهن ، وقد أكثر منهنّ ولا شك أن من يقول هذا لا حظ له من معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم ، وليس له أدنى علم بهديه عليه الصلاة والسلام    ومن يطالع السيرة العطرة سوف يكتشف بسهولة أن بعض هذه الزيجات كان في المقام الأول تلبية لدوافع إنسانية ، والبعض الآخر كان لتأليف القلوب ، وتطييب النفوس ، وتمهيد الأرض للدعوة المباركة بالمصاهرة وجبر الخاطر .. ثم هناك حقه الطبيعي صلى الله عليه وسلم في الزواج ، لأنه بشر ، وليس ملاكا  ولنبدأ بأول زوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وهى      سيدتنا خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها وأرضاها     فقد تزوجت في الجاهلية من هند بن النباش التميمى وكنيته أبو هالة .. وبعد موته تزوجت عتيق بن عابد المخزومى .. ثم مات عنها عتيق .. وكانت من أرفع بيوت قريش و