المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٩

تفسير: يا أيها النبي اتق الله

الحمد لله قال تعالى: { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ ٱتَّقِ ٱللَّهۚ وَلَا تُطِعِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ وَٱلۡمُنَـٰفِقِینَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا حَكِیما  [1الأحزاب]   يقول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ﴾ ، والمراد به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول: { اتَّقِ اللَّهَ﴾ ، ﴿اتَّقِ اللَّهَ﴾ دُمْ على تقواه، لأنك إذا أمرت أحدًا بشيء فالأصل أنه غير مُتَلَبِّس به، فإذا قلت: يا فلان قُمْ، فهل هو قائم، ولَّا لا؟ لا، هذا هو الأصل، الأصل أن الأمر إنشاء ما لم يكن، فإذا قلت: يا فلان قم، أو يا فلان اقعد، فإنه حين توجيه الأمر إليه ليس متصفًا بهذا الوصف، أليس كذلك؟  النبي عليه الصلاة والسلام قال الله له: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ﴾ ، فلو أخذنا بظاهر العبارة لكان النبي صلي الله عليه وسلم حين توجيه الخطاب إليه لم يكن مُتَّقِيًا، وهذا أمر لا يمكن، لذلك يكون معنى ﴿اتَّقِ اللَّهَ﴾ أي: دم على تقواه، ومن هنا نأخذ أن الأمر بالشيء قد يكون أمرًا بتجديده، وقد يكون أمرًا بالاستمرار عليه، عرفتم؟ وقد يكون أمرًا بالتفصيل لهذا المأمور به، فمثلًا إذا قلت: يا أيها المؤمن آمِنْ، فالمعنى:

تفسير: يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان

الحمد لله  قال تعالى:{ یَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ () فَبِأَیِّ ءَالَاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ () [الرحمن ٢٢-٢٣] ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ ﴿يَخْرُجُ مِنْهُمَا﴾ أي: من البحرين العذْب والمالح ﴿اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ﴾ وقوله تعالى: { مِنْهُمَا﴾ أضاف الخروج إلى البحرين؛ العذب والمالح وقد قيل: إن اللؤلؤ لا يخرج إلا من المالح، ولا يخرج من العذب، والذين قالوا بهذا اضطربوا في معنى الآية: كيف يقول الله: { مِنْهُمَا﴾ وهو من أحدهما؟     فأجابوا: بأن هذا من باب التغليب، أتعرفون التغليب؟ أن يغلب أحد الجانبين على الآخر مثلما يقال: العُمَرَان لأبي بكر وعمر، ويقال: القَمَران للشمس والقمر، فهذا من باب التغليب، فـ ﴿مِنْهُمَا﴾ المراد واحد منهما. وقال بعضهم: بل هذا على حذف مضاف، والتقدير ﴿مِنْهُمَا﴾ أي: من أحدهما. عندنا إذن قولان: إما أنه من باب التغليب، وإما أنه من باب حذف المضاف، والتقدير: يخرج من أحدهما. هناك قولٌ ثالث: أن تبقى الآية على ظاهرها، لا تغليب ولا حذف، ويقول: ﴿مِنْهُمَا﴾ أي: منهما جميعًا اللؤلؤ والمرجان، وإن امتاز المالح بأنه

هل من عليه كفارة الجماع في نهار رمضان يباح له الوطء قبل التكفير

الحمد لله كفارة الجماع في نهار رمضان، ككفارة الظهار: عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا لكن في الظهار يحرم وطء الزوجة قبل التكفير، لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ* فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ  }  المجادلة/3،4   وأما في كفارة الجماع في نهار رمضان، فيجوز الوطء قبل التكفير رأسا، ويجوز في ليالي الشهرين المتتابعين. قال في "كشاف القناع" (2/ 327): "(ولا يحرم الوطء هنا قبل التكفير، ولا في ليالي صوم الكفارة) ذكره في الرعاية والتلخيص، بخلاف كفارة الظهار. والفرق واضح" انتهى. ********* مختصر من فتاوى الإسلام سرال وجواب https://islamqa.info/ar/answer

تفسير : ونفخ فيه من روحه

الحمد لله  قال تعالى: { ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقَهُۥۖ وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَـٰنِ مِن طِین(٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسۡلَهُۥ مِن سُلَـٰلَة مِّن مَّاۤء مَّهِین (٨) ثُمَّ سَوَّىٰهُ وَنَفَخَ فِیهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَـٰرَ وَٱلۡأَفۡـِٔدَةَۚ قَلِیلا مَّا تَشۡكُرُونَ (٩) السجدة ﴿وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ﴾ كلمة ﴿مِنْ رُوحِهِ﴾ مضافة إلى الله، وفيها إشكال، إذ أن ظاهرها أن آدم فيه شيء من روح الله، فيكون جزءًا من الله، وهذا شيء ممتنع ومستحيل، فما معنى الإضافة إذن؟ نقول: معناها إنها إضافة خلق وتشريف كما قال تعالى: { وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ﴾ [الحج26]    ﴿بَيْتِيَ﴾ وهل الكعبة بيت لله يسكنه؟ لا، لكنه بيت أضافه الله لنفسه على سبيل التشريف والتعظيم. وكما قال تعالى:{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾ [البقرة114]    وكما قال تعالى: { نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا﴾ [الشمس13] ، ﴿نَاقَةَ اللَّهِ﴾   قلنا: هذه الإضافة على سبيل التشريف والتعظيم لهذا الشيء. ﴿وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ﴾ [السجدة ٩] أي: جعله حيًّا حساسًا بعد أن كان