المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٢

من فتاوى الشيخ ابن جبرين

  هناك أناس يجلسون لقراءة القرآن في السر، وكل فرد يقرأ جزءا من القرآن، بدعوى ختم القرآن كاملا في هذه الجلسة، فهل هذا العمل جائز أم يعتبر من قبيل البدعة؟      أرى أن العمل المذكور لا يجوز. ولا أذكر أنه نقل مثله عن السلف، والإنسان إنما يثاب على ما قرأه بنفسه، أو أنصت له للاستفادة، فأما قراءة غيره وهو لا يستمعها فأجرها لصاحبها، ولا يعتبر هؤلاء قد ختموا القرآن، وإنما قرأ كل واحد جزءا فله أجره، فعليهم أن لا يفعلوا مثل هذا، بل إما أن يقرأ أحدهم والبقية يستمعون، وإما أن يقرأ كل منهم بنفسه من غير ارتباط بقراءة غيره، والله أعلم =*=*=*=     من هم شهداء أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- غير المقتولين في المعركة؟     ورد ذكر عدد من الشهداء في كثير من الأحاديث، كقوله: الشهداء خمسة المطعون، والمبطون والغريق، وصاحب الهدم، والمقتول في سبيل الله , فالمطعون هو المصاب بالطاعون، والمبطون هو المصاب بمرض الاستسقاء ويسمى الكوليرا، وورد أيضا من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون نفسه أو أهله فهو شهيد وغير ذلك من الأحاديث، والله أعلم   =*=*=*=      هل يعذر الإنسان بجهله في أ

شرح حديث: البينة على المُدعي

الحمد لله عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:    "لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدعوَاهُمْ لادَّعَى رِجَالٌ أَمْوَال قَومٍ وَدِمَاءهُمْ، وَلَكِنِ البَينَةُ عَلَى المُدَّعِي، وَاليَمينُ عَلَى مَن أَنكَر" [1]   قوله: "لَو يُعطَى" المعطي هو من له حق الإعطاء كالقاضي مثلاً والمصلح بين الناس وقوله: "بِدَعوَاهُم" أي بادعائهم الشيء،سواء كان إثباتاً أو نفياً   مثال الإثبات:أن يقول: أنا أطلب فلاناً ألف ريال ومثال النفي:أن ينكر ما يجب عليه لفلان، مثل أن يكون في ذمته ألف ريال لفلان،ثم يدعي أنه قضاها، أو ينكر أن يكون له عليه شيء    "لادعَى رِجَال" المراد بهم الذين لا يخافون الله تعالى،وأما من خاف الله تعالى فلن يدعي ماليس له من مال أو دم   "أَموَال قَوم" أي بأن يقول هذا لي،, هذا وجه   ووجه آخر أن يقول: في ذمة هذا الرجل لي كذا وكذا ، فيدعي ديناً أو عيناً   "وَ دِمَاءهُم" بأن يقول: هذا قتل أبي، هذا قتل أخي وما أشبه ذلك، أو يقول: هذا جرحني، فإن هذا نوع من الدم

تفسير: فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون

بسم الله الرحمن الرحيم    فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ[الماعون:4-7] (‏ويل‏)‏ كلمة عذاب وتهديد ووعيد شديد، وقيل‏:‏ إنه واد في جهنم، ‏{‏لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ‏}‏ أي‏:‏ الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها يعني‏:‏ يصلي الفجر بعدما تطلع الشمس، ويصلي الظهر في وقت العصر، والعصر في وقت المغرب وهكذا، فالذي يخرج الصلاة عن وقتها هذا يعتبر ساهيًا عنها ومضيعًا لها  وإخراجها عن وقتها من غير عذر شرعي   وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ‏}‏ ‏ يعني‏:‏ يراءون الناس في أعمالهم يريدون مدحهم، ويؤدون الأعمال الصالحة لا يريدون بها وجه الله، وإنما يريدون أن يمدحهم الناس كالذي يتصدق لأجل أن يمدحه الناس أو يصلي أو يطلب العلم أو يؤدي أي عبادة من العبادات لا رغبة في الطاعة والثواب، وإنما يريد بذلك أن يمدحه الناس ويثنوا عليه، فهذا هو الرياء‏.‏ وهذا يحبط العمل كما وهو خطر شديد، وهو من صفات المنافقين     وأما الذين يمنعون الماعون‏:‏ المراد بالماعون هنا العاريّة، لأن بذل العاري

معنى: نقص العقل والدين عند النساء

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:    "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللب الحازم منكن، فقالت له امرأة: يا رسول الله ما نقص الدين؟ قال أليست إذا حاضت المرأة لم تصلِّ ولم تَصُم، قالت: وما نقصان العقل؟ قال أليس شهادة امرأتين تعد شهادة رجل"   [1]    وهذا النقص يرجع إلى خلقتهن التي خلقن عليها ولا يلحقهن إثم في ذلك، ومن المعلوم أن من النساء من تفوق بعض الرجال في عقلها وقوة ذاكرتها، وقد يكون من النساء من لا تحيض، فالوصف من نقصان العقل والدين قد روعي فيه الغالب من حال النساء وما هو الأصل فيهن     وهكذا تجري الأحكام العامة على ما هو الغالب من أحوال المكلفين، فشهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل، وإن كانت قد تفوقه في الذكاء وقوة الذاكرة، لكن الأحوال القليلة لا تخصص القاعدة العامة في التشريع     وهذه الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وما قبلها من شرائع الأنبياء تنزيل من حكيم حميد، فيجب التسليم لحكم الله وألا يكون في الصدر حرج منه، إيماناً بحكمته وعدله وأنه سبحانه أحكم الحاكمين. والله أعلم   *^*^*^*

حديث:يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض

  أنَّ أسماءَ بنتَ أبي بكرٍ دخلتْ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليها ثيابٌ رقاقٌ فأعرض عنها وقال يا أسماءُ إنَّ المرأةَ إذا بلغتِ المحيضَ لم تصلحْ أن يُرَى منها إلَّا هذا وأشار إلى وجهِه وكفِّه    أن هذا الحديث لا يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه ضعيف جداً من وجوه كثيرة، وأن الواجب على من يذكره في أي كتاب أن يبين ضعفه، وأنه لا يصلح أن يحتج به؛ لأن في سنده انقطاعاً وضعفاً يوجب عدم الاحتجاج به وعدم الاعتماد عليه     وهو من رواية خالد بن دريك عن عائشة ولم يسمع منها، فهو منقطع والمنقطع عند أهل العلم لا يحتج به يسمى ضعيفاً، وفي إسناده رجل ضعيف يقال له سعيد بن بشير لا يحتج به أيضاً، وفي إسناده قتادة عن خالد وهو مدلس وقد عنعن هذه ثلاث علل   وعلة رابعة: وهي أن هذا الحديث لو صح لكان محمولاً على ما كان قبل الحجاب؛ لأن المرأة قبل الحجاب كانت تبيدي وجهها وكفيها ثم نسخ ذلك بقوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ..(الأحزاب: من الآية53)     وبقوله سبحانه : يَا أَيُّهَا النّ

الفرق بين الزكاة والصدقة

    الحمد لله  تعريفها شرعا: فالزكاة : هي التعبد لله عز وجل بإعطاء ما أوجبه من أنواع الزكوات إلى مستحقيها على حسب ما بينه الشرع  والصدقة : هي التعبد لله بالإنفاق من المال من غير إيجاب من الشرع ، وقد تطلق الصدقة على الزكاة الواجبة     وأما الفرق بين الزكاة والصدقة فكما يلي : 1. الزكاة أوجبها الإسلام في أشياء معينة وهي : الذهب والفضة والزروع والثمار وعروض التجارة وبهيمة الأنعام وهي الأبل والبقر والغنم  وأما الصدقة : فلا تجب في شيء معين بل بما يجود به الإنسان من غير تحديد     2. الزكاة : يشترط لها شروط مثل الحول والنصاب . ولها مقدار محدد في المال  وأما الصدقة : فلا يشترط لها شروط ، فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار   3. الزكاة : أوجب الله أن تعطى لأصناف معينة فلا يجوز أن تعطى لغيرهم ، وهم المذكورون في قوله تعالى : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } التوبة / 60 وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم    4. من مات وعليه زكاة فيجب

حديث : لا تغضب

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : أَوصِنِيْ، قَال : لاَ تَغْضَبْ [1]         الغضب: بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فيغلي القلب، ولذلك يحمرّ وجهه وتنتفخ أوداجه وربما يقف شعره   فهل مراد الرسول صلى الله عليه وسلم لاتغضب أي لايقع منك الغضب أو المعنى:لاتنفذ الغضب ؟ إن نظرنا إلى ظاهر اللفظ قلنا: "لاَ تَغْضَبْ" أي الغضب الطبيعي، لكن هذا فيه صعوبة، وله وجه يمكن أن يحمل عليه بأن يقال: اضبط نفسك عند وجود السبب حتى لاتغضب    والمعنى الثاني لقوله: لاَ تَغْضَبْ أي لا تنفذ مقتضى الغضب، فلو غضب الإنسان وأراد أن يطلّق امرأته، فنقول له: اصبر وتأنَّ   فإن قال قائل: إذا وجد سبب الغضب، وغضبَ الإنسان فماذا يصنع؟ نقول: هناك دواء - والحمد لله - لفظي وفعلي  أما الدواء اللفظي: إذا أحس بالغضب فليقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد غضب غضباً شديداً فقال: "إِنِّي أَعلَمُ كَلِمَةً لوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ مَايَجِد - يعني

كيفية الجمع بين هذه الأحاديث

  سؤال: كيف نجمع بين أن الإيمان هو " الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره ".  وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الإيمان بضع وسبعون شعبة .. إلخ"؟   الحمد لله    الإيمان الذي هو العقيدة أصوله ستة وهي المذكورة في حديث جبريل، عليه الصلاة والسلام، حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان فقال : " الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره ". متفق عليه وأما الإيمان الذي يشمل الأعمال،وأنواعها،وأجناسها فهو بضع وسبعون شعبة،ولهذا سمى الله تعالى الصلاة إيماناً في قوله {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}. قال المفسرون : إيمانكم يعني صلاتكم إلى بيت المقدس، لأن الصحابة كانوا قبل أن يؤمروا بالتوجه إلى الكعبة كانوا يصلون إلى المسجد الأقصى    ****************** من فتاوى سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى    http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%88%D9%86/محمد%20بن%20صالح%20العثيمين/i31

قصة أصحاب الجنة

بسم الله الرحمن الرحيم        إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ * فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ * كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (17-33) القلم   يقول تعال‏:‏ إنا بلونا هؤلاء المكذبين بالخير وأمهلن

تفسير: لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله

بسم الله الرحمن الرحيم " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً " (69الأحزاب)     أخرج الإمام البخاري عند تفسير هذه الآية عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن موسى عليه السلام كان رجلاً حيياً ستيراً لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل، فقالوا‏:‏ ما يتستر هذا التستر إلا من عيب في جلده إما برص وإما أدرة وإما آفة   وإن اللّه عزَّ وجلَّ أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى عليه السلام، فخلا يوماً وحده، فخلع ثيابه على حجر، ثم اغتسل، فلما فرغ أقبل على ثيابه ليأخذها، وإن الحجر عدا بثوبه، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر، فجعل يقول‏:‏ ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل، فرأوه عرياناً أحسن ما خلق اللّه عزَّ وجلَّ، وأبرأه مما يقولون، وقام الحجر، فأخذ ثوبه، فلبسه، وطفق بالحجر ضرباً بعصاه    فواللّه إن بالحجر لَنَدَباً من أثر ضربه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً }‏   وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وكان عند اللّه و

هل هناك فرق بين أهل الكتاب والمشركين؟

الحمد لله  فإنـه ينـبغي أن يعلـم أن الألفـاظ يختلف معناها بالإفراد والاقـتران من حيث العموم والخـصوص، وهذا المعنى كثير في القرآن، ومن ذلك لفظ الكفار والمنافقين وأهل الكتاب، وأعم هذه الألفاظ لفظ الكفار فإنه يشمل المنافـقين النفاق الأكبر، ويشمل عمومَ المشركين والكفارَ من أهل الكتاب   واسم المنافقين يختص بمن يُظهر الإسلام ويبطن الكفرفإذا ذكـر المنافقون والكفار كقوله تعالى(إن الله جامع الكافرين والمنافقين في جهنم جميعا) اختص اسم المنافقين بمن يبطن الكفر واسمُ الكافرين بالمعلنين له    وأكثر ما يطلق اسمُ المشركين في القرآن على الكفار من غير أهل الكتاب، كقـوله تعالـى (فإذا انسلخ الأشـهر الحرم فاقتـلوا المشركين حيث وجدتموهم) وقد يطلق لفظ المشركـين على ما يعم الكفار في مقابل المنافـقين، كما قال تعالى (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) فيدخـل في ذلك كفرة أهل الكتاب والمجوس     وقد يخص الله بعض طوائف المشركين باسم يُعرفون به كالمجوس،كما قال سبحانه (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامةإن الله على كل شئ شهيد)

مقتطفات من كتاب لمسات بيانية

الحمد لله   سؤال: مع الذنوب يستعمل القرآن اغفر ومع السيئات فيستعمل كفِّر (فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا (193) آل عمران) فهل هناك فرق بين اغفر وكفّر وبين الذنوب والسيئات؟ الذنوب أكبر من السيئات، السيئات صغائر والذنوب كبائر. تستعمل سيئة وقد تكون من اللمم، أنت تقول أسأت إلى فلان ولا تقول له أذنبت معه. فالسيئة قد تقال لصغائر الذنوب والذنوب ما هو أكبر    ***********  سؤال : إذا كانت الكلمات هي الكلمات فما سر الإعجاز في القرآن؟ ولم لم يأتوا بمثله؟    هي ليست مسألة رصف كلمات. أذكر في الكلية كان هناك أستاذ يدرِّس الأدب فقال العرب يفهمون الكلام وهو كلامهم فلماذا لا يأتون بقرآن مثله؟ الكلام كلامهم وهم يفهمونه فردّ عليه أستاذ آخر فقال له أنت استاذ أدب تشرح الشعر وتفهم كلام المتنبي فاتِ بمثله! تفهم مفرداته وتعلم مقاصده فإتِ بمثله وأنت أستاذ أدب تشرح للطلبة فاصنع قصيدة مثل المتنبي. فهي ليست مسألة مفردات وكلمات تجمعها وتعرضها لكن فكرة نظم تحدث عنها الجرجاني    ***********   سؤال : في القرآن نجد اتقوا الله واتقوا النار؟ فكيف نتقي الله؟ نحمي أنفسن

هل يجوز ذبح ذبيحة واحدة بنية الأضحية والعقيقة ؟

الحمد لله إذا اجتمعت الأضحية والعقيقة ، فأراد شخصٌ أن يعقَ عن ولده يوم عيد الأضحى ، أو في أيام التشريق ، فهل تجزئ الأضحية عن العقيقة ؟ اختلف الفقهاء في هذه المسألة على قولين : القول الأول : لا تجزئ الأضحية عن العقيقة . وهو مذهب المالكية والشافعية ، ورواية عن الإمام أحمد رحمهم الله وحجة أصحاب هذا القول : أن كلاً منهما – أي : العقيقة والأضحية – مقصود لذاته فلم تجزئ إحداهما عن الأخرى ، ولأن كل واحدة منهما لها سبب مختلف عن الآخر ، فلا تقوم إحداهما عن الأخرى ، كدم التمتع ودم الفدية القول الثاني : تجزئ الأضحية عن العقيقة . وهو رواية عن الإمام أحمد ، وهو مذهب الأحناف ، وبه قال الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتـادة رحمهم الله وحجة أصحاب هذا القول : أن المقصود منهما التقرب إلى الله بالذبح ، فدخلت إحداهما في الأخرى ، كما أن تحية المسجد تدخل في صلاة الفريضة لمن دخل المسجد وقال البهوتي رحمه الله في "شرح منتهى الإرادات" (1/617) : " وَإِنْ اتَّفَقَ وَقْتُ عَقِيقَةٍ وَأُضْحِيَّةٍ ، بِأَنْ يَكُونَ السَّابِعُ أَوْ نَحْوُهُ مِنْ أَيَّامِ النَّحْرِ

فيما يجتنبه من أراد الأضحية

الحمد لله قال الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله : إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة إما برؤية هلاله ، أو إكمال ذي القعدة ثلاثين يوماً فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئاً من شعره ، أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته لحديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " إذا رأيتم هلال ذي الحجة ، وفي لفظ : " إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره ". رواه أحمد ومسلم ، وفي لفظ : " فلا يأخذ من شعره وأظفاره شيئاً حتى يضحي " ، وفي لفظ : " فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً " وإذا نوى الأضحية أثناء العشر أمسك عن ذلك من حين نيته ولا إثم عليه فيما أخذه قبل النية والحكمة في هذا النهي أن المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه وهذا حكم خاص بمن يضحي ، أما من يضحى عنه فلا يتعلق به ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : " وأراد أحدكم أن يضحي " ولم يقل أو يضحى عنه ؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلّم كان يضحي ع

فضل العشر من ذي الحجة

الحمد لله من مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة ، التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام ؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ) [1]     هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها ، حتى العشر الأواخر من رمضان , ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ،لاشتمالها على ليلة القدر, التي هي خير من ألف شهر [2]     فينبغي على المسلم أن يستفتح هذه العشر بتوبة نصوح إلى الله ، عز وجل ، ثم يستكثر من الأعمال الصالحة ، عموما ، ثم تتأكد عنايته بالأعمال التالية :    الصيام فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة . لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر ، والصيام من أفضل الأعمال . وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي : " قال الله : كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أ