المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٦

تفسير : وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما

بسم الله الرحمن الرحيم ( وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِ ينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) [الفرقان63] العبودية لله نوعان : عبودية لربوبية الله وملكه ، فهذه يشترك فيها سائر الخلق مسلمهم وكافرهم ، فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون      وعبودية لألوهيته ورحمته ، وهي عبودية أنبيائه وأوليائه ، وهي المراد هنا ، ولهذا أضافها إلى اسمه ( الرحمن ) تنبيها على أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال برحمته بهم ولطفه وإحسانه ، فذكر صفاتهم ، أكمل الصفات ، وبالاتصاف بها يكون العبد متحققا بعبوديته الخاصة النافعة المثمرة للسعادة الأبدية     فوصفهم بأنهم ( يمشون على الأرض هونا ) أي : ساكنين متواضعين لله وللخلق ، فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده ، ( وإذا خاطبهم الجاهلون )  أي : خطاب جهل ، فإنه أضاف الخطاب لهذا الوصف ،( قالوا سلاما) أي : خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم ، ولا يقابلون الجاهل بجهله ، وهذا ثناء عليهم بالرزانة والحلم العظيم والعفو عن الجاهل ومقابلة المسيء بالإحسان  ******************* سماحة الشيخ

الفاصلة بين من هداهم الله ومن لم يهدهم

الحمد لله قد أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم ، وتوبته على كل مجرم ، وأخبر في آيات أخر أنه : ( لا يهدي القوم الكافرين ) [1] ( لا يهدي القوم الفاسقين ) [2]   فما الجمع بينها ؟   فيقال : قوله تعالى : ( إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون ) [3]  ( ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ) [4] هي الفاصلة بين من هداهم الله ومن لم يهدهم ، فمن حقت عليه كلمة العذاب - لعنادهم ، ولعلم الله أنهم لا يصلحون للهداية ، بحيث صار الظلم والفسق وصفا لهم ، ملازما غير قابل للزوال ، ويعلم ذلك بظاهر أحوالهم وعنادهم ومكابرتهم للحقائق      فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا ، والجرم جرمهم ، فإنهم رأوا سبيل الرشد فزهدوا فيه ، ورأوا سبيل الغي فرغبوا فيه ، واتخذوا الشياطين أولياء من دون الله    *************** سماحة الشيخ العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى من كتاب تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير الأحكام    http://quran.al-islam.com/Page.aspx?pageid=474&BookID=1&TOCID=60 -------------------------  [1] ال

جماع الزوجة الصائمة صوم تطوع

الحمد لله الصائم المتطوع أمير نفسه ، فله أن يتم صومه ، وله أن يفطر ، إلا أن الإتمام أولى فمن صام يوما ، وأحب أن يفطر فله ذلك ، سواء أفطر بالأكل أو بالجماع أو بغيره   والمرأة إذا صامت بدون إذن زوجها ، فله أن يدعوها إلى الفراش ، ويلزمها الاستجابة لذلك وإن كانت صامت بإذنه فليس له أن يفسد عليها صومها ، لكن إن أراد ذلك ، فالأفضل لها أن تستجيب له   قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :   "إذا صامت نفلاً بإذنه ، فإنه لا يحل له أن يفسد صومها ؛ لأنه أذن لها   ولكن في هذه الحال وهي صائمة صيام نفل بإذنه لو طلب منها أن تأتي للفراش فهل الأفضل أن تستمر في الصوم وتمتنع أو أن تجيب الزوج ؟  الثاني أفضل : أن تجيب الزوج؛ لأن إجابتها الزوج من باب المفروضات في الأصل والصوم تطوع من باب المستحبات  ولأنه ربما لو أبت مع شدة رغبته ، ربما يكون في قلبه شيءٌ عليها فتسوء العشرة بسبب ذلك"  "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (21/174) .والله أعلم    *****************  مختصر من موقع الإسلام سؤال وجواب  https://islamqa.info/ar/110059

فضائل الأعمال لا تكفر حقوق العباد

الحمد لله مكفرات الذنوب كثيرة ، منها : التوبة والاستغفار والقيام بالطاعات ، وإقامة الحدود على من فعل ما يوجب حدّاً ، وغير ذلك. وفضائل الأعمال كالصلاة الصيام والحج وغيرها لا تكفر إلا الصغائر عند جمهور أهل العلم ، وتكفر حقوق الله فقط   أما المعاصي المتعلقة بحقوق العباد فإنها لا تُكَفَّر إلا بالتوبة منها ، ومن شروط التوبة منها :   رَدُّ المظلم إلى أهلها   روى مسلم (1886) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إِلا الدَّيْنَ " قال النووي في "شرح مسلم" : " وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِلا الدَّيْن) فَفِيهِ تَنْبِيه عَلَى جَمِيع حُقُوق الآدَمِيِّينَ , وَأَنَّ الْجِهَاد وَالشَّهَادَة وَغَيْرهمَا مِنْ أَعْمَال الْبِرّ لا يُكَفِّر حُقُوق الآدَمِيِّينَ , وَإِنَّمَا يُكَفِّر حُقُوق اللَّه تَعَالَى " انتهى   وجاء في "الموسوعة الفقهية" (14/129) : " التوبة بمعنى الندم على ما مضى والعزم ع

أحاديث منتشرة لا تصح (27)

- حديث ((اختلاف أمتي رحمة))   الدرجة: باطل، لا أصل له   - حديث ((من أوى إلى فراشه فقال: الحمد لله الذي علَا فقهر, وبطَن فخبَر, وملَك فقدَر, والحمد لله الذي يُحيي الموتى وهو على كل شيء قدير, خرج من ذنوبه كيومَ ولدتْه أمُّه))   الدرجة: موضوع      - حديث ((يدعو اللهُ الناس يوم القيامة بأمهاتهم؛ سترًا من الله عليهم))   الدرجة: موضوع     - حديث ((إياكم وخضراءَ الدِّمن، فقيل: يا رسول الله، وما خضراءُ الدِّمن؟ قال: المرأة الحسناء في المنبَت السُّوء))  الدرجة: لا يصح         - ((ما يقال عند الوضوء: غَسْل اليدين: اللهمَّ ناولني الكتاب باليمين, المضمضــة: اللهم ثبِّت لساني بالنطق بالشهادة, الاستنشــاق: اللهمَّ استنشقني رائحة الجنة, الاستنثــــار: اللهمَّ نجِّني من رائحة الزقوم, غَسْل الوجه: اللهم بيِّض وجهي يوم تسوَّد الوجوه وتبيَّض الوجوه, غَسْل اليدين إلى المِرفقين: اليـد اليمنــى: اللهمَّ اجعلني من أصحاب اليمين, اليـد اليسـرى: اللهمَّ نجِّني من أصحاب الشمال, ردّ مسْح الرأس: اللهم أعتق رقبتي من النار, اللهم رُدَّني مردَّ المؤمنين, غسل الرِّجلين: اللهم لا ت

الفرق بين الجمع والقصر

الحمد لله الفروق بين الجمع والقصر كثيرة ، منها :  أولا : التعريف:   القصر معناه : أن تصير الصلاة الرباعية ركعتين في السفر. أما الجمع : فهو أن يجمع المصلي بين صلاتي الظهر والعصر ، أو بين المغرب والعشاء ، في وقت الأولى منهما ويسمى "جمع تقديم" ، أو في وقت الثانية ويسمى "جمع تأخير".   ثانيا : الحكم الشرعي: اتفق العلماء على أن قصر الصلاة أفضل للمسافر من إكمالها ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قصر في جميع أسفاره ، ولم يصح عنه أنه أتم في السفر.  بل ذهب الحنفية إلى وجوب قصر الصلاة للمسافر ، والصحيح قول الجمهور : أن القصر سنة مؤكدة ، وأنه أفضل من إتمام الصلاة. أما الجمع بين الصلاتين فلم يجمع العلماء على جوازه إلا للحاج في عرفة ومزدلفة ، وأنكر بعض العلماء جواز الجمع في غير هذين الموضعين . والصحيح ما ذهب إليه جمهور العلماء من جواز الجمع إذا وجد العذر ، لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في غير عرفة ومزدلفة.    ثالثا : الأسباب المبيحة للجمع والقصر: الأسباب المبيحة للجمع بين الصلاتين أوسع من أسباب القصر ، فالجمع جائز لكل مسافر وللمقيم إذا كان عليه مشقة في أداء كل

الاعتبار بتعاقب الزمان

الحمد لله رب العالمين  الحمد لله الذي جعل في تعاقب الليل والنهار عبرة لأولي الأبصار، إن الله جل وعلا بقدرته الباهرة وحكمته البالغة خلق الخلق في هذه الحياة، واستعمرهم في هذه الأرض، وقد أخبر عن سر هذا الخلق وحكمته، بقوله سبحانه: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]        فالإنسان في هذه الحياة الفانية، لم يخلق عبثاً، ولم يترك سداً، ولا يدري متى يأتيه الأجل؛ فلا ينفعه حين ذاك إلا صالح العمل، فجدير بالكيس الفطن الذي عرف حكمة خلق الله له في هذا الكون، أن يتزود من الأعمال الصالحة، ويستعد لما بعد الموت، ويأخذ العبرة من مرور الليالي والأيام، وتصرم الشهور والأعوام، على فناء هذا العالم، وسرعة زوال هذه الدار، وقصر مدتها، فيحفِّزه ذلك إلى العمل الذي يقربه لمولاه، ويحذِّره من الاغترار بدنياه، فيخسر دنياه وآخرته  { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ }[فاطر:5]          فالليل يخلف النهار، والنهار يخلف الليل، مع حركات الأفلاك الدائرة، والآيات السائرة،

التوبة المقبولة الصحيحة لها علامات

الحمد لله فالتوبة المقبولة الصحيحة لها علامات منها: أن يكون بعد التوبة خيرا مما كان قبلها ومنها: أنه لا يزال الخوف مصاحبا له لا يأمن مكر الله طرفة عين فخوفه مستمر إلى أن يسمع قول الرسل لقبض روحه: {أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون}    فهناك يزول الخوف ومنها: انخلاع قلبه وتقطعه ندما وخوفا وهذا على قدر عظم الجناية وصغرها وهذا تأويل ابن عيينة لقوله تعالى: {لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم}   قال: تقطعها بالتوبة ولا ريب أن الخوف الشديد من العقوبة العظيمة يوجب انصداع القلب وانخلاعه وهذا هو تقطعه    وهذا حقيقة التوبة لأنه يتقطع قلبه حسرة على ما فرط منه وخوفا من سوء عاقبته فمن لم يتقطع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفا تقطع في الآخرة إذا حقت الحقائق وعاين ثواب المطيعين وعقاب العاصين فلا بد من تقطع القلب إما في الدنيا وإما في الآخرة. ومن موجبات التوبة الصحيحة أيضا: كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شيء ولا تكون لغير المذنب لا تحصل بجوع ولا رياضة ولا حب مجرد وإنما هي أمر وراء هذا كله تكسر القلب بين يدي الرب كسرة تامة قد أحاطت به

معنى: ‏وأن ليس للإنسان إلا ما سعى‏

سؤال: هل قوله - تعالى‏:‏ ‏{‏وأن ليس للإنسان إلا ما سعى‏}‏ يدل على أن الثواب لا يصل إلى الميت إذا أهدي له‏؟‏   قوله - تعالى- ‏:‏ ‏ {‏وأن ليس للإنسان إلا ما سعى‏} ‏ المراد - والله أعلم - أن الإنسان لا يستحق من سعي غيره شيئاً ، كما لا يحمل من وزر غيره شيئاً ؛ وليس المراد أنه لا يصل إليه ثواب سعي غيره ؛ لكثرة النصوص الواردة في وصول ثواب سعي الغير إلى غيره وانتفاعه به إذا قصده به     فمن ذلك‏:‏  1- الدعاء‏:‏فإن المدعو له ينتفع به بنص القرآن الكريم والسنة،وإجماع المسلمين ، قال الله -تعالى -لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ‏:‏ ‏ {‏واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات‏} ‏ وقال - تعالى‏:‏ ‏ {‏والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) ؛وثبت عنه صلى الله عليه وسلم -أنه أغمض أبا سلمة، وقال ‏:‏ ‏"‏اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه ، وافسح له في قبره ، ونور له فيه‏" ‏.‏ وكان صلى الله عليه وسلم يصلي على أموات المسلمين ، ويدعو لهم ، ويزور المقابر ، ويدعو لأهلها ، واتبعته أمته في ذلك حتى صار هذا من الأمور المعلومة بالضرورة من

أحاديث منتشرة لا تصح (26)

- ((عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: كُلوا الباذنجان وأكثروا منها؛ فإنها أول شجرة آمنتْ بالله عز وجل))   الدرجة: موضوع     - ((يقول الله عز وجل في الحديث القدسي الشريف: يا عبادي، إن كنتم تعتقدون أني لا أراكم، فذاك نقص في إيمانكم, وإن كنتم تعتقدون أني أراكم، فلم جعلتموني أهونَ الناظرين إليكم؟!))   الدرجة: لا أصل له   - ((عن بُريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال عشر كلمات عند دُبر كل صلاة غداة، وجد الله عندهنَّ مكفيًّا مجزيًّا, خمس للدنيا وخمس للآخرة: حسبي الله لدِيني، وحسبي الله لما أهمني، وحسبي الله لمن بغَى عليَّ، حسبي الله لمن حسدني، حسبي الله لمن كادني بسوء، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند الشدَّة في القبر، حسبي الله عند الميزان، حسبي الله عند الصِّراط، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وإليه أنيب))   الدرجة: لا يصح      - ((كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: الله أكبر، كلَّما يرفع من الركوع, وفي يوم من الأيام تأخَّر أبو بكر الصدِّيق رضي الله عنه عن الصلاة خلف الرسول صلى الله عليه وسلم وحزن, وذهب إلى المسجد مسرعً

الفروق بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر

الحمد لله 1- صلاة الجمعة لا تنعقد إلا بجمع على خلاف بين العلماء في عدده   وصلاة الظهر تصح من الواحد والجماعة‏‏     2- صلاة الجمعة لا تقام إلا في القرى والأمصار   وصلاة الظهر في كل مكان‏    3- صلاة الجمعة لا تقام في الأسفار، فلو مر جماعة مسافرون ببلد قد صلوا الجمعة لم يكن لهؤلاء الجماعة أن يقيموها   وصلاة الظهر تقام في السفر والحضر‏‏ 4- صلاة الجمعة لا تقام إلا في مسجد واحد في البلد إلا لحاجة   وصلاة الظهر تقام في كل مسجد‏ ‏ 5- صلاة الجمعة لا تقضي إذا فات وقتها، وإنما تصلي ظهراً؛ لأن من شرطها الوقت   وصلاة الظهر تقضى إذا فات وقتها لعذر‏ ‏ 6- صلاة الجمعة لا تلزم النساء، بل هي من خصائص الرجال   وصلاة الظهر تلزم الرجال والنساء‏   7- صلاة الجمعة تلزم من لم يستطيع الوصول إليها إلا راكباً وصلاة الظهر لا تلزم من لا يستطيع الوصول إليها راكباً‏ 8- صلاة الجمعة لها شعائر قبلها، كالغسل، والطيب، ولبس أحسن الثياب ونحو ذلك   وصلاة الظهر ليست كذلك‏ 9-  صلاة الجمعة إذا فاتت الواحد قضاها ظهراً لا جمعة   وصلاة الظهر إذا فاتت الواحد