حكم تغيير جهة النذر

الحمد لله
أقدم قبل الجواب على هذا بمقدمة: 
 وهي أنه لا ينبغي للإنسان أن ينذر؛ فإن النذر مكروه أو محرم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وقال: إنه لا يأتي بِخيرٍ، وإنما يُسْتَخْرَجُ بِهِ من البخيل ؛ فالخير الذي تتوقعه من النذر ليس النذر سببًا له

وكثير من الناس إذا مرض نذر إذا شفاه الله تعالى أن يفعل كذا وكذا، وإذا ضاع له شيء نذر أن يفعل كذا وكذا إن وجده، ثم إذا شفي أو وجد الضائع ليس معناه أن النذر هو الذي أتى به؛ بل إن ذلك من عند الله عز وجل، والله أكرم من أن يحتاج إلى شرط فيما سئل

فعليك أن تسأل الله سبحانه وتعالى أن يشفي هذا المريض أو أن يأتي بهذا الضائع، أما النذر فلا وجه له، وكثير من الذين نذروا إذا حصل لهم ما نذروا عليه فإنهم يتكاسلون فيما نذروه، وربما يدعونه، وهذا خطر عظيم. واستمع إلى قول الله تعالى: {ومِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ *فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ *فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ *}[التّوبـَـة] .
وعلى هذا لا ينبغي للمؤمن أن ينذر

وأما الجواب على السؤال فنقول: إذا نذر الإنسان شيئًا في محل ورأى أن غيره أفضل منه وأقرب إلى الله وأنفع لعباد الله؛ فإنه لا حرج عليه أن يغيّر وجهة النذر إلى الموقع الفاضل؛ ودليل ذلك: أن رجلاً جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فقال: يا رسول الله إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس، فقال: صَلِّ هاهُنا ، ثم أعاد الرجل فقال: صلّ هاهنا ، ثم أعاد، فقال: شَأْنَكَ إِذَنْ. فدل هذا على أن الإنسان إذا انتقل من نذره المفضول إلى ما هو أفضل فإن ذلك جائز

=======

سماحة الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى
ـــــــــــــــــــ
البخاري (6608، 6609)، ومسلم (1639، 1640)، واللفظ له في أحد مواضعه.
أحمد (3/363)، وأبو داود (3305)، والدارمي (2339)، والبيهقي في الكبرى (19922)، والحاكم 4/304، 305 (7839) وصححه وسكت عنه الذهبي. وصححه الألباني كما في صحيح أبي داود (2827).



المشاركات الشائعة من هذه المدونة

وجود القميص ثلاث مرات في قصة يوسف

معنى (واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )

تليين القلب الحجر