هل المنكر والفاحشة والذنب بمعنى واحد ؟
الحمد لله
هذه الكلمات كلها تدلّ على الأمر المنهي عنه، أي: كل ما نهى الله عنه ورسوله، فهو إثم، وهو منكر، وهو ذنب. وهذه الكلمات متواردة على معنى واحد، وهو الأمر المنهي عنه؛ ولذا تفسر كتب اللغة هذه الكلمات بعضها ببعض
فبمراجعتك للسان العرب ونحوه تجد تفسير الإثم بالذنب، والذنب بالإثم، والمنكر ضد المعروف، ولكن الفاحشة أخصّ من ذلك، فتطلق في اللغة على ما جاوز حده، أما من الذنوب فالفاحشة تختصّ بما كان كبيرة لأنها مستفحشة في العقول والفِطَرْ ، فهي أخصّ من بقية هذه الأسماء فكل فاحشة ذنب، ومنكر ، وإثم ، وليس كل منكر فاحشة
فالنظرة إلى ما لا يحلّ هي ذنب، ومنكر، وإثم، ولا تُسمى فاحشة. والزنى فاحشة، ومنكر، وذنب، وأما المنكر، والذنب، والإثم فكلها متلازمة، وكلها تُطلق على الشيء الواحد ، فكل منكر هو إثم وذنب ، وبالعكس، إلا أنّ لكل منهنّ دلالة
فالذنب يُسمى منكراً، لأنه مما تُنكره العقول، والفِطَرْ المستقيمة، وينكره الشرع والعقل، ويُسمى العمل المنهي عنه ذنباً، لأنه يدلّ على تأخره، وأنه عمل مؤخر كالذَّنَب للبهيمة، فهو لفظ يدلّ على الانحطاط والتأخر
والإثم يدلّ على أنه مذموم ومكروه عند الله، قد جمع الله بين أنواعٍ من ذلك في آيةٍ واحدة ، وهي قوله تعالى:"قل إنما حرّم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تُشركوا بالله ما لم يُنزّل به سُلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون" [الأعراف:33]والله أعلم
==========
سماحة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك